ما هو العصف الذهني في التدريس
ما هو العصف الذهني في التدريس؟ وما معناه بصفة عامة؟ وما هي المبادئ التي تقوم على أساسها جلسات العصف الذهني؟ وكيف يمكن أن يقوم المعلمين بإقامة جلسات العصف الذهني بين الطلاب؟ في الآونة الأخيرة انتشر وبشدة مفهوم العصف الذهني حتى بدأ المعلمين في استخدامه في تسيير العملية التعليمية، لذا سنقوم من خلال موضوعنا عبر منصة وميض بالإشارة إلى المقصود باستخدام العصف الذهني في التدريس مع الإجابة المختصرة على الأسئلة المذكورة سابقًا.
ما هو العصف الذهني في التدريس؟
إن العصف الذهني هو أحد الأساليب الجديدة التي تم ضمها للتدريس في الآونة الأخيرة وكما يعرف الجميع فإن العصف الذهني باختصار هو عملية استحداث للأفكار أما العصف الذهني في التدريس يعني به أن يقوم المعلمين بطرح الأسئلة ويتركون كامل الحرية للطلاب بأن يجدون بأنفسهم الإجابة المناسبة عليها.
عن طريق مشاركة أفكارهم ثم يقومون بمزجها سويًا لإخراج إجابة واحدة مناسبة لكل سؤال بشرط ألا يقابل تلك الإجابة تقييم أو نقد من المعلمين، حيث إن مقابلة التفكير بالنقد سوف يثير الإحباط داخل الطلاب مما قد يحجم أفكارهم ويمنعهم من التعبير عما يرغبون بحرية.
كي نقوم بالإجابة على سؤال ما هو العصف الذهني في التدريس؟ يجب أن نشير إلى أن المعلمين يقومون بتقسيم الطلاب إلى مجموعات وكل مجموعة تحتوي على خمس طلاب على الأقل وقد تصل سعة المجموعة إلى عشرة طلاب بحد أقصى.
ثم يقوم كل معلم بطرح سؤال على كل مجموعة ويتركونهم لفترة من الوقت حتى يتمكنوا من خلط أفكارهم لإخراج إجابة مناسبة للسؤال المطروح وبذلك يكون قد تمت ممارسة العصف الذهني في عملية التدريس.
اقرأ أيضًا: معايير التفكير الناقد
مبادئ العصف الذهني في التدريس
في إطار إجابتنا على سؤال ما هو العصف الذهني في التدريس؟ يجب أن نتطرق إلى ذكر المبادئ التي تقوم على أساسها جلسات العصف الذهني وهي ما يلي:
- عدم استقبال الأفكار بالنقد حتى لا تؤثر على أصالة الأفكار وجديتها.
- الاستفادة من الأفكار الكثيرة والمتنوعة التي تنتج من عدد الأشخاص المشاركين في تلك الجلسات.
- فتح المجال لاستقبال كافة الأفكار حتى إن كانت غير مألوفة وغير طبيعية بالنسبة للحاضرين.
- يقوم العصف الذهني في الأساس على مبدأ دمج الأفكار الناتجة ومحاولة تطويرها وتحسينها بأقصى طريقة ممكنة.
كيفية القيام بجلسات العصف الذهني في التدريس
إن الإجابة على سؤال ما هو العصف الذهني في التدريس؟ يجب أن تتضمن الطريقة التي تتم بها إنشاء تلك الجلسات من قِبل المعلمين باعتبار أن كل معلم هو رئيس مجموعته فيقوم بإقامة جلسات العصف الذهني عن طريق الخطوات التالية:
- يقوم المعلم باختيار الطلاب الذين سينضمون لمجموعته بشرط ألا يقل عددهم عن خمسة طلاب ولا يزيد عن عشرة طلاب.
- ثم يقوم باختيار أحدهم ليتولى منصب إدارة الحوار وهو المسؤول عن الخروج بفكرة واحدة من كل الأفكار التي سيسمعها.
- يقوم المعلم بتعريف العصف الذهني للمجموعة وذلك إذا كانت تلك المرة الأولى التي تقوم بها المجموعة بتلك الجلسة.
- يجب أن يشير المعلم إلى القواعد والقوانين الأساسية التي يجب أن تسير بها الجلسة منذ البداية وحتى النهاية ومن تلك القوانين ما يلي:
- لا تقوموا بانتقاد أفكار زملائكم ولا تقوموا بالسخرية منها مهما كانت غريبة فلكل واحد وجهة نظر.
- قوموا بإخراج كل الأفكار التي تأتي إلى رؤوسكم بحرية دون تردد أو تنقية فالفكرة التي تبدو بالنسبة لك غريبة قد تندمج بفكرة غريبة لشخصٍ آخر وتصبح فكرة رائعة.
- قوموا بتقديم إضافات وتعديلات على أفكار الآخرين دون تقليل من صاحب الفكرة أو إهانته بكلمات مسيئة.
- لا تضعوا النتائج قبل أن تجمعوا أكبر كمية ممكنة من الأفكار.
- ثم يقوم المعلم بطرح سؤال عليهم أو مشكلة ثم يفتح لهم المجال لطرح أفكارهم بينما يقوم مدير الحوار بتدوين كل الأفكار على لوحة كبيرة أمامهم كي ينظرون عليها ويخرجون منها بأفكار ثانية بشرط ألا يقوم بتدوين اسم صاحب الفكرة بجانبها.
- بعد توقف العصف الفكري يوقف المعلم الحديث لمدة دقيقة ويخبرهم بأن يقومون خلال تلك الدقيقة بقراءة كل الأفكار المطروحة بنوعٍ من التركيز والتدبر وبعد انقضاء الدقيقة يفتح أمامهم المجال لطرح الأفكار مجددًا.
- إذا كانت الأفكار المطروحة قليلة أو محدودة فيمكن أن يقوم المعلم بإثارة عقول الطلاب عن طريق إلقاء عبارات جديدة عليهم أو بإلقاء كلمات متفرقة لها علاقة بالموضوع ثم ستبدأ عقولهم في إنتاج أفكار جديدة.
- بعد تجميع أكبر قدر ممكن من الأفكار يجب أن يقوم المعلم بتقييم تلك الأفكار واستخراج حل للمشكلة أو للسؤال منها.
اقرأ أيضًا: خطوات تنظيم الوقت
فوائد استخدام العصف الذهني في التدريس
بينما نقوم بالإجابة على سؤال ما هو العصف الذهني في التدريس؟ سيأتي في عقولنا سؤالٍ آخر وهو لماذا تم استخدام أسلوب العصف الذهني في التدريس؟ لماذا قام المعلمون باستحداث تلك الطريقة واستخدامها في المؤسسات التعليمية؟ ذلك لأن أسلوب العصف الذهني يتميز عن غيره من أساليب التعليم الأخرى بعدة مميزات وسنقوم بالإشارة إلى أهمها من خلال السطور القادمة:
- يساعد هذا الأسلوب في تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب.
- يتميز بسهولة تطبيقه فيتم تطبيقه دون الحاجة إلى فترات تدريب طويلة.
- إن العصف الذهني يسمح للطلاب بطرح أفكارهم بحرية دون الخوف من التعرق للانتقاد أو السخرية من الآخرين مما يساعد في تنمية الثقة بالنفس لدى الطلاب.
- كذلك فإن تطبيق أسلوب العصف الذهني في التدريس لا يحتاج إلى تكاليف كبيرة لذا فهو من أساليب التدريس الاقتصادية الموفرة.
- كما أن هذا الأسلوب هو أحد الأساليب التعليمية المسلية والمبهجة ونادرًا ما يصيب الطلاب حالات الملل أثناء ممارسته.
- يقوم العصف الذهني بمساعدة الطلاب على تحسين أساليب التعبير عن الرأي ويساعدهم على التفكير والابتكار بطريقة سريعة ومثمرة.
- كذلك فإنه يقوم على تنمية المهارات العقلية مثل سرعة البديهة وسهولة إدارة العلاقات وغيرها من المهارات.
اقرأ أيضًا: اختبارات تحليل الشخصية دقيق جدًا
المقصود بالعصف الذهني بصفة عامة
بعد أن أتممنا الإجابة على سؤال ما هو العصف الذهني في التدريس؟ يجب أن ننتقل بحديثنا إلى معنى العصف الذهني من المنطلق العام، العصف الذهني أو ما يعرفه البعض باسم brainstorming يتم تعريفه بأنه عملية استخراج الأفكار من العقول وتجميع كمية كبيرة منها سويًا لإنتاج أفكار جديدة أكثر فائدة وتأثيرًا.
إن تدوين الأفكار المختلفة والنظر عليها يساعد على انفتاح العقل حتى يتمكن من إطلاق العنان لقدراته على الإبداع والابتكار دون حدود، كذلك فإن العصف الذهني هو ما يقوم المفكرين والمبدعين باستخدامه لاستنباط أفكار جديدة عندما تنفد منهم الأفكار وذلك عن طريق ترتيب الأفكار القديمة ثم استخراج إلهام لأفكار جديدة منها.
إن العصف الذهني لا يستخدم لإيجاد الأفكار الجديدة فقط بل هو أفضل الطرق التقليدية التي يستخدمها الأشخاص في الوصول إلى الحل المناسب لمشاكلهم، كما أنه أحد الأساليب العلمية التي استخدمها الأطباء على ما يقوله البعض لتضييق نطاق تفكيرهم وتحديد نقطة معينة للأفكار الكثيرة التي تشغل بالهم، وفي النهاية فإن العصف الذهني هو أحد الأساليب التي تمنح الأشخاص القدرة على التخطيط لحياتهم بشكل سليم وصحيح.
إن العملية التعليمية أصبحت صعبة ومملة لذا يجب على المعلمين ابتكار طرق جديدة وخلاقة للتدريس تمامًا مثل طريقة العصف الذهني التي جعلت العملية التعليمية أكثر متعة وتسلية.