ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها
ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها؟ وما هي أهم أقسام التفسير؟ هي التي يجب أن تتوافر في كل تفسير، وبالتالي يجب أن يكون مفسرين الأحلام على علم بها دائمًا، وذلك حتى يستطيعوا تفسير الحلم بشكل سليم، ولذلك ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها.
ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها
يمكن الإجابة عن سؤال ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها؟ بتوضيح أن للتفسير طرق مختلفة يمكن اتباعها للحصول على الغرض منه الكلمة والمعنى المقصود تمامًا حيث يمكن توضيح أهم ضوابط التفسير الخاصة بكل طريقة في الآتي:
أولًا: ضوابط التفسير باللغة
فيه يمكن تفسير الكلمة التي تحمل عدة معاني لا يوجد فيها أي تناقض بينهما بذلك يمكن حمل معنى الكلمة عليها كلها وذلك مثل كلمة (إلا) في سورة التوبة آية 10 حيث قال الله تعالى (لا يَرقُبونَ في مُؤمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولـئِكَ هُمُ المُعتَدونَ) حيث يمكن تفسيرها في معنى العهد والتوبة، لكن إن تم النطق بالكلمة فيؤكد أنها تحمل معنى واحد لذلك يمكن مراعاة عدة ضوابط في حين اختيار المعاني وهي كالتالي:
1- أن تكون الكلمة التي يتم تفسيرها صحيحة ومعروفة في اللغة العربية
لا يجوز استخدام كلمات لا يعرفها العب وليست مدرجة في اللغة العربية في تفسير القرآن الكريم مثل تفسير آية سورة البلد من قول الله تعالى (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد)، فقام العلماء بتفسير كلمة (وحِلٌّ) على أنها الساكن أو المقيم، لكن جاء البعض الآخر من العلماء ووضح أنه لا يوجد ما يثبت أن كلمة حل تدل على السكن أو المقيم في أي معجم.، وبذلك يكون التفسير غير موثوق فيه لأنه قد استعمل المعنى بدون الوثوق فيه.
اقرأ أيضًا: بحث كامل عن علم التفسير
2- مراعاة سياق الجملة عن تفسير الكلمة المنطوقة
لذا يمكن اختيار المعنى الذي يتناسب مع الجملة وأول من لفت الأنظار إلى ذلك هو الضابط الراغب في كتابه المفردات، وقال عليه العلماء أنه كان يتصيد المعاني من سياق الجمل كاملة ولا يعتمد على معنى اللفظ وحده أو المنطوق الخاص به فقط.
3- الاعتماد على المصطلح المعروف والمنتشر عند العرب
عند التفسير يجب مراعاة الاعتماد على الكلمات المعروفة عن العرب لا الكلمات المختلفة التي لا يعرفها الغالبية وفي ذلك يمكن ضرب المثال بكلمة (برد) التي جاءت في قول الله تعالى (لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا) في سورة النبأ، وتم شرحها أنه يقصد بها النوم ولكن المعروف والدراج عند العرب هو أن البرد ما يقلل من درجة حرارة الجسم.
4- معرفة أسباب النزول
لإمكانية التفسير السليم يمكن البحث عن السبب الحقيقي وراء أسباب نزول الآية للتأكيد على المقصد الحقيقي من الكلام وذلك مثل كلمة (النسيء) في سورة التوبة التي وردت في قول الله تعالى (إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ) حيث النسيء في اللغة العربية تدل على التأخير ومن يعرف سبب النزول يفهم التفسير السليم للآية وهو عند تأخير الأشهر الحرم واستحلالها في أيام الجاهلية.
5- التفسير بالمعنى الشرعي عن المعنى اللغوي عند اختلافهم في اللفظ
يمكن أن يقوم المفسر بتقدم المعنى الشرعي عن المعنى اللغوي في حالة اختلاف تفسيرهم اللفظي، وذلك في كلمة (الصلاة) التي وردت سورة التوبة في قول الله تعالى (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا) وفي تلك الآية المعنى اللغوي للصلاة هو الدعاء لكن المعنى الشرعي هو صلاة الجنازة ولذلك يتم تفسير الآية على أن كلمة الصلاة تشير إلى صلاة الجنازة.
ثانيًا: ضوابط تفسير الرأي
في سياق الإجابة عن سؤال ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها؟ يمكن توضيح ضوابط تفسير الرأي وهي من طرق تفسير كتاب الله تعالى مثلما سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الكلالة وقال (إنِّي سأقولُ فيها برأيي، فإن كان صوابًا فمِن اللهِ، وإن كان خطأً فمنِّي ومِن الشيطانِ: أراه ما خلا الوالدَ والولَدَ) ولذلك التفسير عدة ضوابط وهي كالتالي:
- عدم إساءة الفهم.
- رفع التكلف عند إساءة الفهم.
- أخذ الحذر من الاستحسان وموافقة الهوى.
- الالتزام بما تشير إليه الألفاظ والمواضع التي يستعملها العرب في اللغة العربية وفي اللغة الدارجة بينهم.
- عدم الاحتيال في التأويل لموافقة المذهب وتصديقه.
ثالثًا: ضوابط التفسير المعاصرة
ضوابط التفسير المعاصرة هي ما يطلق عنها الإعجاز العلمي والأقوال في بعض الآيات التي يمكن أن تحمل عدة معاني لا معنى واحد، وفي حين الإجابة عن سؤال ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها؟ بالتفصيل يجب ذكر ضوابط التفسير المعاصرة التي يجب مراعاتها وهي كالتالي:
- احتمال أن تكون الآية بالمعنى الجديد: حيث يمكن البحث والتأكد من دلالة الآية ووجهه إن كان مطابق أو متضامن أو لازم، لأنه يمكن أن يكون القول صحيح من ناحية وقوع الحدث في الخارج لكن المشكلة تكمن في ربط الحدث بالآية الكريمة.
- عدم الاقتصار في تفسير الآية على ما ذهب إليه المفسر: لا يمكن اعتماد القول الجديد في تفسير الآية المعينة إلا عند التأكد من صحته ليقوم بإسقاط ما يسبقه من الأقوال.
- صحة القول المفسر به: هذا يتم من خلال التفسير من ناحية اللغة عند العرب لذا لا يمكن تفسير القرآن الكريم من خلال مصطلحات حديثة النزول حتى وإن كانت مصطلحات علمية، حث يجب الحرص على ألا يخالف التفسير لقول مقطوع به في أحكام الشريعة.
- عدم إبطال قول السلف: لا يمكن أن يقوم القول المعاصر بإبطال قول السلف الصالح لأن تفسير السلف قد فسر القرآن الكريم كله ولا يمكن أن يخفى الحق عنهم ولا يتمكنون من إدراك ما يدركه المستحدثون.
اقرأ أيضًا: أبرز المؤلفات الموثوقة في التفسير
رابعًا: ضوابط التفسير المتعلقة بالمفسر
مازلنا نتعرف على إجابة سؤال ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها؟ حيث يمكن التعرف على الضوابط الخاصة بذلك النوع من أنواع التفسير وهي خاصة بالشروط الواجب توافرها في الشخص القائم بتفسير القرآن الكريم وهي كالتالي:
1- العقيدة السليمة
من أهم الشروط التي يجب أن تكون متوفرة في المفسر القائم بتفسير القرآن الكريم هو أن يكون ذو عقيدة قوية لأن العقيدة تؤثر بشكل كبير في صاحبها وإن كانت العقيدة الخاصة بالمفسر غير صحيحة يمكنه أن يطيع الشيطان في تحريف النصوص أو تداول الأخبار الغير سليمة.
حيث يتمكن المفسر صاحب العقيدة الضعيفة من تضليل الناس عن الطريق الصالح وطريق الهداية والبعد عن طريق السلف الصالح وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- البدء بتفسير القرآن بالقرآن
يجب على المفسر القائم بتفسير القرآن الكريم بتفسير ما يفهمه من القرآن بالقرآن ويتمكن من استغلال فهم المجمل في آيات معينة في تفسير آيات أخرى، حيث يعمل على تفسير الآيات المختصرة وتوضيحها في مواضع أخرى في القرآن الكريم.
3- عدم اتباع الهوى
اتباع نفس الهوى قد يدفع الإنسان إلى نصرة المذهب الذي يتبعه على الحق لذلك يجب على المفسر عدم القيام باتباع الهوى والتجرد من ذلك كليًا، حتى لا يخدع الناس بالكلام الطيب السهل.
4- تفسير القرآن من السنة النبوية الشريفة
يمكن أن يستعين المفسر بالسنة التي وردت عن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيره لآيات القرآن الكريم وذلك بسبب الحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال (ألا إنِّي أوتيتُ القرآنَ ومثلَهُ معَهُ) وذلك يدل على أن أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه بوحي وذلك لقول الله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ)، حتى الإمام الشافعي رحمه الله قد أكد أن كل أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت من القرآن الكريم.
5- تفسير القرآن من أقوال الصحابة رضي اللهم عنهم جميعًا
عند عدم العثور على تفسير الآيات في القرآن الكريم ولا في السنة الشريفة التي وردت عن نبي الله صلى الله عليه وسلم يمكن أن يبدأ المفسر في البحث في أقوال الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، لأنهم أدرى وأعلم بالقرآن الكريم بسبب معاصرتهم لنزول الآيات ونزول الوحي وذلك يجعل كلامهم أكثر صدقًا بسبب فهمهم الذي يشمل المعنى.
6- تفسير القرآن الكريم اعتمادًا على أقوال التابعين
عند عدم الوصول إلى تفسير القرآن الكريم والبحث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أقوال الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، يمكن أن يبحث المفسر على أقوال التابعين وهم من تلقوا العلم على يد الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، ومن هؤلاء التابعين مجاهد بن جبر وعكرمة مولى ابن عباس والحسن البصري والربيع بن أنس وسعيد ابن المسيب وسعد بن جبير.
7- إتقان اللغة وفروعها كاملةً
نزول القرآن باللغة العربية يؤكد على ضرورة فهم اللغة العربية لإمكانية التفسير حيث يجب على المفسر أن يقوم بإتقان اللغة العربية لتفسير القرآن بشكل سليم وبالتحديد علم النحو بسبب اختلاف المعاني عند اختلاف الإعراب وعلم الصرف الذي تجعله قادر على تفسير المعاني المختلفة من مصادر الكلمة ومشتقاتها وعلوم البلاغة التي لا يدرك علم القرآن إلا بها.
8- إتقان علوم القرآن الكريم
يجب أن يتعرف المفسر على أسباب نزول الآيات المختلفة ليتمكن من فهم المعنى الحقيقي للآيات والتأكد من التفسير الذي ينطقه، كما يجب أن يفهم مبدأ التوحيد ليقوم بتفسير الآيات التي فيها وصف الله عز وجل كي لا يتجاوز حدوده في ذلك، بالإضافة إلى علم القراءات الذي يمكنه من النطق الصحيح للقرآن.
اقرأ أيضًا: معنى الطلح المنضود في القرآن
أقسام التفسير
في ظل الإجابة عن سؤال ما هي ضوابط التفسير وأهم شروطها؟ يمكن التعرف على الأقسام الخاصة بعلم التفسير وهي من العوامل المهمة في تطور علم التفسير من أول مرحلة فيه إلى المرحلة التي وصل إليها الآن وهي كالتالي:
1- التفسير من حيث إمكانية التحصيل
يحتوي قسم التفسير الخاص بإمكانية التحصيل هو من الأقسام الرئيسية التي تحتوي على أربعة أقسام فرعية في علم التفسير وتشمل هذه الأقسام الآتي:
- تفسير مطابق لكلام العرب.
- تفسير يعلمه العلماء.
- تفسير لا يعلمه إلا الله.
- تفسير لا يعذر أحد بجهاته.
2- التفسير من حيث اعتباره شرحًا
هناك العديد من العلماء التي تعامل هذا القسم من أقسام التفسير على أنه يقوم بشرح المعاني للألفاظ الخاصة بالجمل المختلفة وبعد ذلك يقوم بشرح الجملة كلها أو شرح معنى الآية الكلي أو المقصود منها كلها، وليس شرح كل كلمة على حدة وهو ينقسم إلى قسمين فقط وهم:
- تفسير إجمالي.
- تفسير تحليلي.
3- التفسير من حيث استمداده
جهة الاستمداد هي التي تأتي من الطرق المنقولة عن القرآن الكريم أو السنة المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما رواه الأئمة عن الصحابة رضي الله عنهم جميعًا أو التابعين لهم أو مصادر التشريع المختلفة أو عن طريق الفيض والإلهام وينقسم التفسير من جهة استمداده إلى الأقسام الآتية:
- تفسير بالرواية وهو ما يسمى بالتفسير بالمأثور.
- تفسير بالرواية والدراية وهو ما يعرف عنه أنه التفسير الأثري النظري.
- تفسير بالدراية وهي ما يعرف أنه تفسير بالرأي.
- تسير بالإشارة والفيض وهو ما يعرف بالتفسير الإشاري.
4- التفسير من حيث تناوله لموضوعات القرآن
يعتبر ذلك القسم هو المسؤول عما يتم تناوله الموضوعات التي في القرآن الكريم في العموم حتى إن كان الموضوع متعلق بالأحكام أو متعلق بالعقيدة أو بالموضوعات الوحدانية والصلاة وغيرها وهي ينقسم إلى الأقسام التالية:
- تفسير عام.
- تفسير موضوعي.
اقرأ أيضًا: أحلام الصباح هل لها تفسير؟
آداب المفسر
يجب أن يتحلى المفسر بالعديد من الآداب التي تناسب طبيعة عمله وهو تفسير القرآن الكريم وتتمثل هذه الصفات في الآتي:
- الصدق: حتى لا يقع المفسر في السير وراء أهوائه أو الطعن في المعاني المختلفة يجب أن يتحلى بالصدق حتى لا يقع في تلك الشرور.
- حسن الخلق: يجب أن يكون المفسر مثال جيد يمكن أن يقتدي به الناس لذلك يجب البعد عن شهواته وعدم السير وراء أمتعة الدنيا والرغبة في الإصرار على الذنب لأن كل هذه الصفات السيئة وغيرها لا تناسب المسلمين وخصوصًا مفسري القرآن الكريم.
- عزة النفس: لا يليق بالمفسر أن يهتم بالأمور التافهة ومواقف يشعر فيها بالذل والمهانة لذلك عليه أن يكون عزيز النفس.
- التواضع: من أخلاق المفسر تقديم من هو أكبر منه في العلم في المجالس وعدم التصدي للتفسير والرغبة في الظهور.
علم التفسير هو من أهم العلوم التي يمكن دراستها في اللغة العربية ويجب احترام ضوابطه لتحقيق الذات في أن تكون مفسر صالح.