فضل العشر الأواخر من رمضان
فضل العشر الأواخر من رمضان يجعلنا نستغل تلك الفترة قدر المستطاع، فتلك الليال العشر من الشهر الفضيل أفضل الأيام للعمل الصالح والعبادة والتقرب إلى الله تعالى، فهنا تتقبل الأعمال وتتضاعف الحسنات، فبكل ليلة يختار الله تعالى من يعتق من النار والفائزين بجنات النعيم، لذلك نعرض لكم فضل العشر الأواخر من رمضان من خلال منصة وميض.
فضل العشر الأواخر من رمضان
شهر رمضان هو تاسع الشهور الهجرية بالتقويم الإسلامي، فرض به الصيام على المسلمين، إلى جانب الحصول منه على الثواب والأجر المضاعف، ففي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
فعن العشر الأواخر من رمضان يسعى المسلمون في تلك الفترة بالتقرب إلى الله تعالى عبر الإكثار من العمل الصالح وتلاوة القرآن الكريم، فهي تلك الفترة التي تبدأ من ليلة الواحد والعشرين إلى الثلاثين من ذلك الشهر إن كان كاملًا.
ميز الله تعالى تلك الأيام عن بقية أيام رمضان والأشهر الهجرية الأخرى بتواجد ليلة القدر بها التي نزل بها القرآن الكريم وأصبح منهاج الأمم، بناءً على ذلك نعرض فضل العشر الاواخر من رمضان عبر الفقرات الآتية:
1- الخير العظيم
في تلك الفترة من شهر رمضان الكريم يحصل المسلمون على أعظم الخير والأجر والحسنات، وذلك لاتخاذ الرسول –صلى الله عليه وسلم- قدوة حسنة في الاجتهاد بالطاعات والعبادات عن سائر الشهور.
فإحياء العشر الأواخر من رمضان لم يكن بقيام الليل في الصلاة فقط، إنما بتواجد العبادات الأخرى، مثل: تلاوة القرآن الكريم والذكر وإخراج الصدقات.
اقرأ أيضًا: فضل شهر رمضان أحاديث
2- سنة الاعتكاف
تم إثبات سنة الاعتكاف في ليلة القدر بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع، فتلك الليلة هي خيرًا من ألف شهر، ولم تأتي أي روايات عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- في ترك الاعتكاف بتلك الفترة إلا أن كان هناك الجهاد في سبيل الله تعالى، كما أن الصحابة رضوان الله عليهم اقتدوا بالنبي الكريم واعتكفوا من بعده.
3- اعتكاف القلوب
في تلك الليالي المباركة من شهر رمضان تعكف القلوب على الله تعالى، وتزداد بالتعلق به؛ لأن الصيام يترك الأثر الطيب بالنفس، كما أنه يثريها بالتزكية والوصول بها إلى أعلى المراتب.
فضل ليلة القدر
ليلة القدر توجد في إحدى الليالي الفردية من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لذلك توجد لها العديد من الفضائل التي نذكرها في الفقرات الآتية:
1- المنزلة العظيمة
لليلة القدر المكانة الكبيرة عند الله تعالى، والدال على ذلك أسلوب الاستفهام عنها، ومن أجل إثبات تلك المكانة العظيمة والتفخيم منها قال الله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) [سورة القدر الآية2].
2- القرآن الكريم
في تلك الليلة المباركة تواجدت مرحلة من مراحل نزول القرآن الكريم، فالله تعالى خص تلك الليلة بالنزول بها ليكون هداية لكافة الأمم والتمسك بتعاليم الإسلام الموجودة به؛ لأنه من طرق السعادة والنجاة من أي شر بالآخرة، وذلك في قول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [سورة القدر الآية: 1].
3- تحقيق البركة
في ليلة القدر بتحقق الخير والبركة، إلى جانب ذلك ينزل جبريل عليه السلام والملائكة مما يؤدي إلى انتشار السكينة والبركة بها، كما وصفت تلك الليلة بالبركة.
4- فضائل أخرى لليلة القدر
لم يقتصر فضل ليلة القدر على ما ذكرناه بالفقرات السابقة، فإن لها الفضائل الأخرى التي توجد بالنقاط الآتية:
- بقيام الليل والإكثار من الطاعات فيها يتم الوصول إلى الخير.
- سميت إحدى سور القرآن الكريم بالقدر.
- مغفرة المعاصي والذنوب.
- انتشار الطمأنينة والسلام بها، وبعد العذاب والعقاب عمن قام بالطاعة فيها.
- تقدير الأرزاق والآجال.
اقرأ أيضًا: دعاء اخر ليلة في رمضان
اعتكاف العشر الأواخر من رمضان
اشتهر في تلك الفترة العظيمة قيام الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالاعتكاف، لذلك تم ورود العديد من الأقوال عن وقت بدء الاعتكاف، ونذكرها في الفقرات الآتية:
1- القول الأول
ذهب جمهور العلماء المندرج منهم أئمة المذاهب الأربعة بأن الاعتكاف يبدأ من اليوم العشرين من رمضان قبل غروب الشمس أي ليلة اليوم الواحد والعشرين، ويظهر ذلك في رواية أنس بن مالك:” كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعتَكفُ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ“.
2- القول الثاني
ذهب كلًا من الأوزاعي والليث والثوري أن الاعتكاف في تلك الفترة يبدأ من فجر الحادي والعشرين من الشهر، استنادً إلى رواية أم المؤمنين السيدة عائشة –رضي الله عنها-” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الفَجْرَ، ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ“.
أفضل أعمال العشر الأواخر من رمضان
يتسارع المسلمون في الأيام الأخيرة من أعظم شهور العام باستغلالها في العبادات ذات الأجر العظيم بالدنيا والآخرة، لما في رمضان من الحصول على الثواب المضاعف، لذلك نذكر أفضل الأعمال المستحبة في الفقرات الآتية:
1- الذكر والدعاء
تفتح أبواب السماء في شهر رمضان الكريم، وذلك دليل على الخير الوفير الذي ينزل إلى العباد والاستجابة السريعة للدعاء الذي يصعد إلى السماء من الأعمال الصالحة والتي تتضمن الدعوات المستجابة.
كما أنه المستحبات الدعاء في للية القدر بكثرة فيما يرغب به المسلم من خير الدنيا والآخرة.
2- قيام الليل
قيام الليل في شهر رمضان الكريم والتي منها صلاة التراويح من أعظم الفضائل بالعشر الأواخر، خاصة إن تم القيام في ليلة القدر التي تعد خير من ألف شهر عند الله عز وجل لما فيها من مغفرة للذنوب.
من الأفضل لمن يقوم الليل في المسجد الصبر إلى أن يقوم الإمام بإنهاء الصلاة، وعدم التعجل بإنهاء الصلاة قبل الإمام.
3- تلاوة القرآن الكريم وتدبره
على المسلم أن يتزود من قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان الفضيل، حيث إنه يجب تخصيص ورد يتم الالتزام به طوال الشهر، لما في ذلك من تنمية نفس العبد بفعل الخير وتنشيطه وتسهيل القيام عليه، مثل: الصدقات والكرم وكافة أعمال البر.
4- أفعال الخير
إن العشر الأواخر من شهر رمضان من أفضل الفرص التي يجب استغلالها لكي يزيد الثواب والأجر عند الله تعالى للدخول إلى جنات العلا، لذلك على المؤمنين الواعين استغلال تلك الفرصة في الإكثار من كافة أعمال الخير.
حيث إن هدي النبي –صلى الله عليه وسلم- بشهر رمضان هو الاستزادة بالعبادات والطاعات، حيث الإكثار بالعشر الأواخر من الزكاة وتلاوة القرآن الكريم والصلاة وقيام الليل وكافة أعمال البر.
ولكن لم يقم الرسول الكريم بالابتعاد عما يقوم به برمضان في بقية الأشهر، كما أنه يستحب للمرء في تلك الفترة التوسيع على أسرته ولكن دون تكلف، بالإضافة إلى إكرام الجيران والعديد من الأفعال الأخرى التي نذكرها في النقاط الآتية:
- الزيادة بالصدقات لأن الكرم في الإسلام يعني الإعطاء إلى من ينبغي، وهو أعم من الزكاة والصدقات، فهو يتضمن كافة أنواع الإنفاق خاصة بأن ذلك الشهر به البركة والعديد من نعم الله تعالى على العباد التي لا يمكن إحصاؤها.
- صلة الرحم لأنها ترتبط بالله تعالى؛ لأن من يصل الرحم يصل رحم الله تعالى، إلى جانب ذلك فمن المستحب للمسلم الجمع بين صلة الرحم والصدقات التي تكون للأقارب المحتاجين، وبالتالي الحصول على الأجرين، أجر صلة الرحم وأجر الصدقة.
- إطعام الطعام ذو الصلة الوثيقة بشهر رمضان المبارك، ففيه يتم الصيام والابتعاد عن الطعام ثم إطعامه بوقت الإفطار الذي يعد من أكثر سبل التقرب لله تعالى؛ لأن من يفطر صائمًا حصل على نفس الأجر.
اقرأ أيضًا: دعاء الفطور في رمضان
5- أفعال خير أخرى
توجد العديد من الطرق التي تجعل المسلم يستغل شهر رمضان بالطريقة المثلى للحصول على أعظم الأجر والثواب، ونذكرها في النقاط التالية:
- مساعدة الأهل على الطاعات والعبادات وتشجيعهم عليها، وذلك عبر تجهيز البيئة المناسبة لتأدية العبادات من تلاوة للقرآن الكريم وذكر الله عز وجل.
- ترديد الأدعية في ليلة القدر التي من شأنها طلب المغفرة والعفو من الله تعالى.
- الابتعاد عن مسببات اللهو والغفلة؛ لأنها أيام الخير والعبادة والبر التي على المسلم اغتنامها بالطاعة والعبادة.
- البعد عن الملذات والشهوات للحصول على صفاء الروح والنفس والتفرغ للعبادة.
إن العشر الأواخر من شهر رمضان لها الفضل الكبير عند الله تعالى، فبها أنزلت ليلة القدر ويتم العتق من النيران وترفع الأعمال، ويكتسب ذلك الفضل عبر الاعتكاف وتأدية الصدقات والزكاة والإكثار من الذكر وتلاوة القرآن الكريم وسائر أعمال البر.