فضل العلم والتعلم
فضل العلم والتعلم من الأمور الهامة جداً في حياة الأفراد، كما أنهما يؤثران على المجتمع بشكل واضح، فبهم ترتقي الشعوب وتتقدم المجتمعات، ومن خلال مقالنا هذا سوف نستعرض هذا الموضوع سوياً نظراً لأهميته.
اقرأ أيضا: كلام جميل عن المعلمة
مفهوم العلم وأهميته
- لا يمكن أن نتجاهل مدى أهمية العلم وتأثيره على حياة الإنسان، حيث أن العلم هو بمثابة نور يضيء الظلمة أمام الجهل المنتشر في أرجاء كثيرة، كما أن العلم هو المفتاح الذي يفتح الأبواب المغلقة.
- فالعلم هو الذي يحرر العقول من قيودها وينقلها من عالم الأوهام إلى أرض الواقع.
- كما أن العلم هو أساس نهضة المجتمع وهو المتحكم في عجلة التغيير نحو الأفضل.
- كما أن العلم هو ركيزة العبادات، فلا يمكن للشخص أن يتعبد ويقوم بأداء فرائض دينه وشعائره دون فهم وعلم.
فضل العلم والتعلم
العلم والتعلم لهم فضلاً كبيراً على الإنسان ومن ثم تأثير ذلك على المجتمع، وفيما يلي سوف نوضح فضل العلم والتعلم وذلك على النحو التالي:
- يعد العلم بمثابة إرث تركه الأنبياء للأجيال من بعدهم، فالجميع يرثون أموالاً ولكن الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام تركوا لنا علماً بيناً وبراهين عظيمة، فمن كانت له فرصة العلم والتعلم كان له نصيباً كبيراً من الخير.
- العلم والتعلم يبقون خالدين على عكس المال والمادة الذين يفنون ولا يبقى منهم شيئاً.
- بالعلم والتعلم يصبح الإنسان من ولاة الأمر الذين أمر الله سبحانه وتعالى بطاعتهم في كافة الأمور.
- العلم والتعلم هم نعمة من الله سبحانه وتعالى يحتفظ بهم الإنسان في عقله وقلبه دون أن يحتاج صاحبهم أن يقوم بحراستها ووضعهم في مكان آمن.
- فالعلم والتعلم يمكنهم أن يحموا صاحبهم من كثير من المشاكل التي يتعرض لها في حياته، كما أنهما يجعلوا منه شخص على دراية بالأمور وكيفية سيرها.
- العلم والتعلم يجعل الإنسان يسعى دائماً إلى تطبيق أمر الله دائماً.
- بالعلم والتعلم يستطيع أن يصل الإنسان إلى مراتب الشهداء.
- فالعلم والتعلم هما بمثابة الطريق الذي من خلاله يصل الإنسان إلى الجنة.
- العلم والتعلم يرتفع أصحابهم في دنياهم وفي أخراهم أيضاً.
- العلم والتعلم هما الضوء الذي ينير لصاحبهم الطريق لمعرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة الحق، ولمعرفة كيفية التعامل مع الناس أيضاً، ومن أجل أن تستنير بصيرته.
- مرتبة العلم والتعلم من أعلى الرتب التي يمكن أن يصل إليها الإنسان، فالذي يريد أن يكون عز الدنيا والآخرة من نصيبه عليه أن يأخذ العلم والتعلم طريق له.
اقرأ أيضا: ما الفرق بين التعليم والتعلم
العلم والتعلم في السنة الشريفة
تحتوى السنة النبوية الشريفة على العديد من الأحاديث التي تتحدث عن العلم والتعلم مثل:
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن تعَلَّمَ علمًا ممَّا يُبتَغَى به وجهُ اللهِ، لا يتعلَّمُه إلَّا لِيُصِيبَ به عَرَضًا من الدُّنيا، لم يَجِدْ عَرْفَ الجنَّة يَومَ القيامَةِ”.
عن أبي أمامة الباهلي، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فضلُ العالمِ علَى العابدِ كفضلي علَى أدناكُم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: إنَّ اللَّهَ وملائكتَهُ وأهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها، وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ علَى مُعلِّمِ النَّاسِ الخيرَ”.
وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تَعلَّموا العِلمَ لِتُباهوا به العُلماءَ، ولا تُماروا به السُّفهاءَ، ولا تَخيَّروا به المجالِسَ فمَن فعَل ذلك فالنَّارَ النَّارَ”.
عن سعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فضلُ العلْمِ أحبُّ إِلَيَّ مِنْ فضلِ العبادَةِ، وخيرُ دينِكُمُ الورَعُ”.
وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “طلَبُ العِلمِ فَريضةٌ علَى كلِّ مُسلِمٍ”.
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألَا إنَّ الدُّنيا مَلعونَةٌ مَلعونٌ ما فيها إلَّا ذِكْرَ اللهِ، وما والاه، وعالِمًا أو مُتعَلِّمًا”.
عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن يُرِدِ اللهُ بِه خَيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّينِ”.
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له”.
عن زيد بن ثابت، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مقالتي فبلَّغَها فرُبَّ حاملِ فِقهٍ غيرُ فقيهٍ ورُبَّ حامِلِ فِقهٍ إلى مَن هوَ أفقَهُ منهُ زادَ فيهِ عليُّ بنُ محمَّدٍ ثلاثٌ لا يُغلُّ عليهِنَّ قَلبُ امرئٍ مُسلِمٍ إخلاصُ العملِ للَّهِ والنُّصحُ لأئمَّةِ المُسلِمينَ ولزومُ جماعتِهِم”.
وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الناسُ معادِنٌ كمعادِنِ الذهبِ والفضةِ، خيارُهم في الجاهلِيَّةِ، خيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهوا، والأرواحُ جنودٌ مُجَنَّدَةٌ، فما تعارَفَ منها ائتلَفَ، وما تناكَرَ منها اختلَفَ”.
عن أبي بكرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خطبَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يومَ النَّحرِ فقالَ ليبلِّغِ الشَّاهدُ الغائبَ فإنَّهُ رُبَّ مبلَّغٍ يبلغُهُ أوعَى لهُ من سامعٍ”.
اقرأ أيضا: من الشخص الذي أُنزلت فيه سورة الهمزة؟
أدعية لطالب العلم
من الأعمال التي تسعد الله سبحانه وتعالى طلب العلم، حيث أن الله عز وجل جعل لطالبين العلم والعلماء مكانة عظيمة جداً إذ أنهم بمثابة ورثة الأنبياء، وفيما يلي سوف نوضح أدعية لطالب العلم وذلك على النحو التالي:
اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي، فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي وأعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي يا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
واللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدني علماً.
اللهم أغنني بالعلم وزيني بالحلم وأكرمني بالتقوى وجملني بالعافية.
كما اللهم أستودعك ما حفظت وتعلمت فرده إلى عند حاجتي إليه ولا تنسيه، يا رب العالمين.
اقرأ أيضا: بعض العلماء الأجلاء واذكر بعض مؤلفاتهم
آيات قرآنية عن العلم والتعلم عند الرسل والأنبياء
ذكرت العديد من الآيات في القرآن الكريم عن العلم والتعلم عند الرسل والأنبياء، وفيما يلي سوف نوضح آيات قرآنية عن العلم والتعلم عند الرسل والأنبياء وذلك على النحو التالي:
قال تعالى:
“قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ”.
(سورة النمل: آية رقم 40).
قال الله تعالى:
“وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ* وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ”.
(سورة النمل: من آية رقم 15 إلى آية رقم 16).
قال الله تبارك وتعالى:
“فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ* وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”.
(سورة القصص: من آية رقم 13 إلى آية رقم 14).
آيات قرآنية عن المعلم والعلماء
يضم القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تتحدث عن المعلم والعلماء مثل:
قال تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”.
(سورة يونس: آية رقم 5).
قال الله تعالى:
“بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ”.
(سورة العنكبوت: آية رقم 49).
قال الله تبارك وتعالى:
“شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.
(سورة آل عمران: آية رقم 18).
قال سبحانه وتعالى:
“وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”
(سورة النحل: من آية رقم 43 إلى آية رقم 44).
اقرأ أيضا: أحاديث عن فضل العلم
وفي ختام مقالنا هذا نكون بذلك قد تحدثنا عن فضل العلم والتعلم وأهميته في حياة الإنسان، ونتمنى لكم الوصول إلى أعلى المراتب.