علاج فرط الحركة عند الأطفال
علاج فرط الحركة عند الأطفال يعتمد على درجة حدة الأعراض المصاب بها الطفل الذي يعاني من متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه، فقد يعتبر اضطراب فرط الحركة أحد الحالات التي تتسم بمؤشرات زيادة النشاط وفقدان التركيز التي يصاب بها العديد من الأطفال بمرحلة عمرية معينة، لذا سنعرض عبر منصة وميض جميع الطرق العلاجية التي يمكن استخدامها.
علاج فرط الحركة عند الأطفال
قبل التعرف على علاج فرط الحركة عند الأطفال يجب البدء أولًا في تحديد أعراض الإصابة باضطراب فرط الحركة لدى الطفل، والتي يتم من خلالها التعرف على العلاج المناسب للحالة المرضية، فإذا كانت الأعراض طفيفة والتي قد لا تظهر بشكل واضح على الطفل فينصح استشاري المخ والأعصاب بإجراء جلسات تعديل السلوك وتنمية المهارات والقدرات التي يتم من خلالها تزويد المدة التي يستطيع فيها الطفل أن ينتبه.
أما في حالة الإصابة بأعراض اضطراب الانتباه والتشتت من الدرجة المتوسطة إلى الشديدة، ففي تلك الحالة قد لا يجدي العلاج السلوكي بأي نتائج مما يجعل الطبيب يلجأ إلى وصف ادوية طبية علاجية لتعزيز القدرة على الانتباه والتركيز من خلال تأثير تلك الأدوية على أعصاب المخ.
ترتبًا على ذلك يمكن القول بأن علاج فرط الحركة عند الأطفال يصنف إلى ثلاثة أنواع من الطرق التي يتم اتباعها مع الطفل لعلاج اضطراب فرط الحركة بناءً على الأعراض الدالة على الإصابة باضطراب فرط الحركة والتشتت، وتشتمل تلك الطرق على ما يلي:
العلاج السلوكي والتربوي
يعتمد هذا النوع من العلاجات على تعديل سلوك الطفل من خلال تغيير أساليب الطفل واتباع بعض الاستراتيجيات التي يتم اتباعها من قبل الأهل عند التعامل مع الطفل، حتى يمكن استبدال السلوكيات السلبية بالإيجابية بجانب التدريب على اكتساب مهارات جديدة تعمل على تعزيز سلوك الطفل إلى الأفضل.
هناك نوعان من التدخل السلوكي المتبع في علاج فرط الحركة عند الأطفال، حيث يركز النوع الأول على اتباع استراتيجيات تعين على بقاء الطفل منتظم، أما النوع الثاني من العلاج السلوكي يسلط تركيزه على تقليل السلوكيات التخريبية التي تتسبب في إحداث العديد من المشكلات للطفل.
كما أن العلاج السلوكي يركز بشكل كبير على أفعال الطفل وتصرفاته وليس عواطفه وتكيفه مع الأشخاص أو حتى الأماكن التي يتواجد بها، حتى يمكن تحويل الطاقة السلبية إلى أفكار إيجابية.
كما يشتمل العلاج السلوكي المتبع في علاج فرط الحركة عند الأطفال على مجموعة من البرامج التدريبية التي تعين على تغيير سلوك الطفل، والتي تتمثل في:
1- برامج تدريب الوالدين السلوكي
قد يطلب أطباء تعديل سلوك الطفل معاونة من آباء تلك الأطفال الذين يعانون من تشتت الانتباه وفرط الحركة ولا يبلغ أعمارهم 12 عام لتعليمهم بعض المهارات والاستراتيجيات التي تساهم في تحسين سلوكياتهم إلى الأفضل.
تعرف برامج تدريب الوالدين السلوكية بأنها برامج سيتم خلالها تعليم الوالدين ومقدمي رعاية الطفل المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه كيفية إدارة سلوك الطفل والعمل على زيادة الثقة في قدرة الوالدين على المساعدة.
يشتمل هذا البرنامج على عدد من الإباء الذي يتراوح بين 10 إلى 20 شخص، بحيث يتم تعليمهم خلال عدد من الجلسات تتراوح بين 10 على 16 جلسة بمعدل ساعتين لكل جلسة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع فرط الحركة
2- العلاج السلوكي للطفل
يتم اتباع هذا العلاج السلوكي من خلال تقديم الدعم من قبل الوالدين ومقدمي الرعاية لإدارة سلوك الطفل باستخدام نظام المكافأة حتى يتم تشجيع الطفل على ان يتحكم في أعراض فرط الحركة وتشتت التركيز.
يمكن القيام بهذا النوع من العلاج من خلال تشجيع الطفل المصاب بفرط الحركة على الجلوس على طاولة تناول الطعام، وإن قام بذلك يتم مكافئته بسبب سلوكه الجيد، وهذا هو مثال هذه الآلية في العلاج التي تعتمد على مكافأة الطفل عند تأديته لأحد الأمور الإيجابية.
3- التدريب على المهارات الاجتماعية
يتمثل هذا النوع من العلاجات السلوكية للطفل المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه في التدريب على تحسين المهارات الاجتماعية من خلال مشاركته الطفل في لعب أدوار والقيام بتصرفات إيجابية في المواقف الاجتماعية والتي من خلالها يتم التعرف على كيفية تأثير سلوكه على الآخرين.
4- العلاج السلوكي المعرفي
يعتبر هذا النوع من العلاجات السلوكية الحديثة التي تم اتباعها في علاج فرط الحركة عند الأطفال، حيث يتم من خلاله معالجة الطفل بتغيير آلية التفكير والسلوك بناءً على تغيير ما يشعر به الطفل تجاه الموقف.
العلاج الدوائي
يتم اتباع هذا النوع من العلاج في حالة ظهور أعراض متوسطة إلى شديدة ترتبط باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث إنها عبارة عن مجموعة من الأدوية والعقاقير الطبية التي يتم تناولها كمنبهات نفسية تساهم في الحد من الأعراض الشديدة التي يعاني منها الطفل.
اقرأ أيضًا: تجربتي في علاج ابني من التوحد
1- أدوية منشطات
تساهم تلك الأدوية في زيادة تحكم الدماغ في السلوك والتصرف والانتباه عن طريق تعزيز وتنشيط مستويات المواد الكيميائية التي يطلق عليها الناقلات العصبية، وهي أكثر أنواع الأدوية المستخدمة في علاج فرط الحركة عند الأطفال بشكل شائع، وتشتمل تلك المنشطات على:
1– الأمفيتامينات
تتوفر تلك الأدوية على هيئة كبسولات يمكن أن يتناولها الطفل الأكبر من 5سنوات، حيث إنها تساهم بشكل كبير في زيادة القدرة على الانتباه والتركيز كما إنها قد تكون علاج جيد لإيقاف التململ الناتج عن اضطراب فرط الحركة، ومن أمثلة تلك الأدوية التي يمكن استخدامها في علاج فرط الحركة:
- ديكسيدرين وأديرال إكس آر
- ماي داييس وفيفانس.
2- ديكسا أميفتامين
هناك تشابه كبير بين أدوية ديكسا أميفتامين وليسديكس أكيفتامين في المادة الفعالة التي تتكون منها كلًا منهما كما أن طريقة العمل واحدة، وتتوفر تلك الأدوية على شكل حبوب ومحاليل يمكن أن تعطي للطفل الأكبر من عمر 5 سنوات ومن امثلة تلك الأدوية:
- دواء كونسيرتا
- دواء ريتالين
- دواء فوكالين.
3– ميثيل فينيدات
يساعد ميثيل فينيدات في علاج فرط الحركة وقلة التركيز للأطفال أكبر من سن 5 سنوات، حيث تتواجد تلك الأنواع من الأدوية على هيئة أقراص طويلة المفعول وقصيرة المفعول يتم تحديد النوع المناسب منها بناءً على تشخيص استشاري المخ والاعصاب لحالة الطفل المصاب بفرط الحركة.
2- الأدوية غير المنشطة
عند إصدار تلك الأنواع العلاجية لم يكن مباح بيعها في الصيدليات، إلا أنه في عام 2002 تمت الموافقة على استخدامها في علاج العديد من الحالات، والذي يعتبر اضطراب الحركة واحد منها
حيث تتميز تلك الأدوية بدوام فاعليتها لمدة طويلة من الوقت تصل على 24 ساعة، ولكنها قد تحتاج إلى وقت أطول حتى تبدأ في مفعولها، من أمثلة تلك الأدوية:
1– دواء اتوموكستين
تختلف آلية عمل دواء اتوموكستين عن المنشطات التي تم ذكرها من قبل، حيث إنها تقوم بزيادة النورأدرينالين بالمخ الذي يعمل بدوره على تمرير الرسائل بين الخلايا الدماغية وبالتالي يساهم في زيادة عملية التركيز.
2- دواء غوانفاسين
تعمل المواد الفعالة التي تتواجد في تكوين دواء غوانفاسين على مستقبلات الدماغ مساعد على تقوية الذاكرة وتقليل التململ وتحسين الانتباه، كما ان هذ الدواء يساهم بشكل كبير في تخفيف أعراض فرط الحركة وضعف التركيز.
في حالة عدم تناول الأدوية السابقة يمكن تناول هذا الدواء الذي يصفه الطبيب كبديل لتلك الأدوية.
3- مضادات الاكتئاب
تساهم مضادات الاكتئاب في علاج فرط الحركة عند الأطفال، كما يتم استخدامه في حالات الاندفاعية وفرط النشاط للأطفال على وجه الخصوص الذين لم يستجيبوا للمنشطات الأخرى، كما يمكن تناوله بجانب المنشطات أيضًا ومن أمثلة تلك الأدوية: بابروبيون و يلبوترين.
مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه
يمكن تعريف مرض فرط الحركة على أنه اضطراب في الحركة وتشتت في الانتباه يظهر على هيئة حالة تتسم ببعض المؤشرات الدالة عليها كزيادة النشاط وفقدان القدرة على التركيز، وتصيب تلك الحالة عدد كبير من الأطفال في مراحل عمرية متفاوتة، ولكنها قد تبدأ في الظهور بشكل واضح بداية من عمر ستة إلى اثنا عشر عام، وتستمر مع تقدم العمر مع الشخص.
لم يستطيع الاطباء تحديد سبب معين يمكن الرجوع إليه في الإصابة باضطراب فرط الحركة، إلا أن التشخيص المبكر والسريع قد يساهم بشكل كبير في تحديد العلاج المناسب لاضطراب.
اقرأ أيضًا: طريقة علاج الطفل كثير الحركة ببعض آيات القرآن الكريم مكتوبة
أعراض الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتيت الانتباه عند الأطفال
في سياق ذكر علاج فرط الحركة عند الأطفال نشير على إنه لا يوجد أي فحوصات محددة يمكن إجراءها للتعرف إلى أن الطفل مصاب بمرض فرط الحركة والتشتت أم لا، ولكن هناك بعض المواصفات التي يمكن من خلالها الإشارة إلى احتمالية الإصابة بمتلازمة فرط الحركة ومن تلك العلامات الدالة على الإصابة:
- كثرة الكلام.
- فقدان التركيز بسرعة.
- احتمالية نسيان بعض الأمور.
- كثرة الحركة.
- نقص الانتباه أغلب الوقت للتفاصيل.
- صعوبة السيطرة عليه.
- تحصيله الدراسي ضئيل وغير قادر على إنهاء واجباته الدراسية.
- إن كان الطفل عصبي.
- أن يكون الطفل عنيد بشكل ملحوظ زائد عن الطبيعي.
- غير صبور.
- غير قادر على الاستماع للأوامر في بعض الأحيان حتى عندما يتم توجيه الكلام إليه مباشرةً.
- امتناعه عن أداء المهمات التي لا يفضلها أو يحبها.
- إيجاد الطفل صعوبة في انتظار دوره.
- مقاطعة الطفل لمن يتحدث والتسبب في إزعاجه.
- الملل السريع.
- شديد الإزعاج أثناء المشاركة في الأنشطة الجماعية.
- شديد الاندفاع.
إن كان طفلك أحد أولئك الأطفال المصابين بفرط الحركة وقلة الانتباه، فهي هبة من الله عليك التعامل معها بحذر شديد للمحافظة على الطبيعة النفسية لطفلك وحتى تسخر تلك الهبة لمصلحته وليس لهدمه.