علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين
علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين لا يصل بالمريض إلى الشفاء التام، بل يكمن دور العلاج في محاولة جعل المريض يتأقلم على التعايش مع هذا المرض، حيث إن التأخر العقلي هو أحد الأمراض التي يولد بها الطفل منذ الصغر، وهو عبارة عن حدوث خلل في نمو الخلايا العقلية بشكلٍ صحيح، لذا ومن خلال منصة وميض سنتعرف إلى كيفية علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين.
علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين
الشخص المصاب بالتأخر العقلي هو الشخص الذي يكون الأداء العقلي لوظائف الدماغ لديه ضعيف أو تحت المتوسط، أي أن الدماغ لا تكون قادرة على القيام بالوظائف الذهنية كما يقوم بها الأشخاص الأصحاء، كما أن مرضى التأخر العقلي يعانون مما يسمى بالقصور في مستوى السلوك التكيفي ألا وهو إمكانية الاعتناء بالذات أو التواصل والتفاعل مع الأشخاص والمجتمع.
بالتالي وبكل تأكيد نجد أن هذا الأمر يؤثر بشكلٍ واضح على النشاطات التي يقوم بها أي شخص في حياته اليومية، هذه الأنشطة قد تنعدم أو تقل حسب مستوى المرض، وبالتالي يكون المريض غير قادر على اتخاذ أية قرارات أو التعلم أو حل المشكلات التي تواجهه، كما أنه يكون غير مؤهل للتكيف مع الحياة اليومية ويجد صعوبة بالغة في عملية التعلم، فلا يكون قادر على استيعاب المعلومات.
قد يظن البعض أن هذه الحالة من الحالات المرضية التي يمكن علاجها إلى حين الشفاء التام منها، لكن هذا الأمر غير صحيح، فعلاج تأخر النمو العقلي عند البالغين لا يكون سوى بعض الإرشادات والنصائح التي يجب اتباعها لكي يكون المريض قادرًا على السيطرة على هذا المرض وكذلك مساعدة المريض على الوصول إلى قمة المهارات التي يملكها.
أي أن الهدف الأساسي من هذا العلاج هو تأهيل الشخص الذي يولد بهذا المرض على العيش بأفضل طريقة ممكنة مع استغلال كافة قدراته ومهاراته الحياتية والاجتماعية، ومن الأركان الأساسية للعلاج ما يلي:
- إرشاد أهل المريض باستمرار عن كيفية التعامل مع مثل هذه الإعاقة، كما يجب أن يكون الوصي على المريض متابعًا باستمرار مع الطبيب المتابع للحالة.
- وضع برنامج تعليمي خاص لذوي التأخر العقلي ويكون هذا المنهج مناسب لقدراتهم وإمكانيتهم على الفهم والاستيعاب، وذلك ما يحدث في المدارس التي تختص بذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المصابون بالتأخر العقلي.
هذه النقاط هي أول وأهم النقاط الأساسية التي يجب وضعها في عين الاعتبار، كما يجب أن تكون هذه النقاط مترافقة بكلٍ مما يلي:
- العلاج السلوكي والذي يكون المسؤول عنه هو أخصائي التعامل مع مثل هذه الحالات.
- الإرشاد النفسي، وذلك عن طريق الذهاب إلى الأطباء النفسيين المختصين في التعامل مع حالات التأخر العقلي.
- العلاج المهني.
اقرأ أيضًا: علاج تأخر الكلام عند الأطفال 3 سنوات
العلاج الدوائي لتأخر النمو العقلي
كما يمكن أن يلجأ بعض الأطباء إلى العلاج الدوائي وهذا ما يتم في أغلب الأحيان، وفي بعض الحالات لا يمكن الاستغناء عن هذه الأدوية لكي يكون المريض قادر على السيطرة على بعض الاضطرابات التي تحدث في عقله وقد يكون لها تأثيرًا سلبيًا على سلوكه، ومن أهم هذه الأدوية وأكثرها استخدامًا ما يلي:
- دواء إنسيفابول الذي يكون من دوره أن يعمل على تنشيط الدماغ وخلاياها ويحفزها للقيام بوظائفها بشكلٍ أكثر دقة.
- بعض أنواع الأدوية المهدئة التي يكون دورها في رحلة العلاج أن تقلل من فرط النشاط البدني والاضطرابات السلوكية التي يعاني منها البعض ممن ولدوا بإعاقة التأخر العقلي.
- دواء نوتروبيل الذي يقوم بالمساهمة في تنشيط المخ والذاكرة وبالتالي يكون المريض قادر على الاستيعاب والتذكر بشكلٍ أفضل.
كما أنه من الجدير بالذكر أن هذه هي الطريقة الشائعة للعلاج والتي يتم استخدامها مع الأطفال المصابين بالتأخر العقلي بداية من مرحلة عمرية معينة، وكذلك تستخدم مع البالغين مع مراعاة الطبيب والأهل التطور والنمو الحادث في حالة المريض.
أسباب الإصابة بالتأخر العقلي
بعد التعرف إلى علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين، سيكون من الهام معرفة الكثير من الأمهات والأهالي بالأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى إصابة الأشخاص بالتأخر العقلي، ففي بعض الأحيان قد يولد الجنين بهذه الإعاقة وفي بعض الحالات الأخرى قد تكون هناك بعض المسببات الأخرى للإصابة بمثل هذه الإعاقة، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
- وجود نوع من أنواع الخلل في نمو الكروموسومات وفي هذه الحالة يولد الطفل مع الإعاقة، ومن أبرز الحالات المرضية التي يكون سببها حدوث خلل في نمو الكروموسومات هي الإصابة بمتلازمة داون.
- التعرض لتناول السم أو أي نوع من حالات التسمم بمواد مثل الرصاص أو الزئبق.
- تعرض المريض في مرحلة الطفولة المبكرة إلى سوء شديد في التغذية ينتج عنه مشكلات حادة في عملية التغذية العامة.
- أن يتعرض الجنين عند ولادته إلى نوع من الإصابة التي تحدث بنسب كبيرة بين الأطفال مثل تعرض الطفل إلى نقص في نسبة الأكسجين أو أن تلد الأم طفلها في موعد مبكر عن الموعد الطبيعي للولادة.
- إصابة الطفل في الشهور الأولى بعد ولادته ببعض أمراض الطفولة والتي من أبرزها السعال الديكي أو النكاف أو التهاب السحايا.
- من الممكن أن يكون السبب وراء إصابة الطفل بالتأخر العقلي أن تكون الأم أثناء فترة الولادة تتناول الكثير من المشروبات الكحولية أو تدخن بشراهة.
- حدوث إصابة شديدة في بعض المناطق المعينة في الرأس قد تسبب التأخر العقلي.
- أن يتعرض الجنين قبل ولادته إلى أية مواد سامة أو أن يصاب بأي نوع من أنواع الالتهابات والإصابات ما قبل الولادة.
- المعاناة من أحد الأمراض التي تنتقل وراثيًا مثل بيلة الفينيل كيتون أو داء تاي زاكس الذي يعرف باسم الشحام السفينغولي الطفلي.
اقرأ أيضًا: علاج التأخر العقلي البسيط عند الأطفال
أعراض الإصابة بالتأخر العقلي
بالطبع توجد الكثير من المؤشرات والأعراض التي من دورها أن تخبر أهل المرض عن كونه مصابًا بخللٍ ما، ومن الجدير بالمعرفة أن هذه الأعراض من الممكن أن تظهر على الطفل بمجرد ولادته أو أنها قد تظهر مع تقدمه بالعمر، ولكنها بشكلٍ عام تظهر في المراحل الأولى من حياة الطفل، كما أن ظهور هذه الأعراض وشدتها قد يختلف حسب شدة الإصابة ودرجة التأخر العقلي، وبشكلٍ عام تتمثل هذه الأعراض في كلٍ مما يلي:
- لا يكون الطفل قادر على استيعاب العواقب التي تترتب على أفعاله.
- يكون لديه صعوبة بالغة في التعليم.
- في بعض الحالات تكون هناك مشكلة واضحة في تعلم النطق والكلام.
- لا يكون لدى الطفل المصاب بالتأخر العقلي صفة الفضول وحب الاستطلاع التي تكون موجودة عند جميع الأطفال في هذا العمر.
- معاناة الطفل من مشكلات ملحوظة في التذكر.
- صعوبة رعاية الذات وإيجاد صعوبة في التفاعل مع المجتمع والأشخاص المحيطين، وبالتالي لا يكون المريض قادر على العيش بصورة طبيعية.
- لا يستطيع مريض التأخر العقلي التفكير بشكلٍ منطقي كالأشخاص الطبيعية.
- في بداية مرحلة الطفولة تلاحظ الأم تأخر بعض مراحل نمو الطفل مثل المشي والحبو والجلوس مع الأطفال من نفس المرحلة العمرية.
- مع التقدم في السن نلاحظ أن تصرفات المصاب بالتأخر العقلي تكون طفولية أكثر من اللازم مقارنةً بعمره.
- يكون مستوى الذكاء أقل من سبعين بالمائة.
- فشل في الوصول إلى نفس مستوى التفكير والقدرة الذهنية مقارنةً بالأطفال الأصحاء من نفس العمر.
سمات المصابين بالتأخر العقلي
بعد التعرف على علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين وأهم الأعراض التي قد تظهر عليهم، يمكن إضافة بعض السمات الشخصية التي قد توجد في الشخص المصاب بالتأخر العقلي طفلًا أو بالغًا، ومن هذه السمات ما يلي:
- الرغبة في جذب الانتباه ببعض السلوكيات.
- العناد.
- الاعتمادية.
- إيذاء النفس في بعض الحالات.
- الاكتئاب الشديد في مرحلة المراهقة.
- العدوانية تجاه الغير.
- السلبية.
- غير قادر على تحمل الإحباط.
- عدم احترام الذات.
- الانسحاب من الأماكن التي يكون فيها نشاطات اجتماعية؛ لأنه لا يرغب في المشاركة بها.
- وجود صعوبة في الانتباه إلى الأشياء أو الأشخاص.
تشخيص حالات التخلف العقلي
هناك العديد من الطرق التي يلجأ إليها الأطباء لتشخيص الحالة في بداية العمر بالتأخر العقلي، ومن أبرز هذه الطرق قياس معدل الذكاء والسلوكيات التكيفية، ولكن من أول الأمور التي تساعد على تشخيص الحالة في وقتٍ مبكر هي متابعة الأم للطفل منذ ولادته.
أضاف الأطباء خلال الحديث عن علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين أن هذه الحالة المرضية يتم تشخيصها في الغالب قبل أن يتم المريض عمر الثامنة عشر عامًا ويتم ذلك بإحدى الطريقتين وهما:
1ـ الفحص والكشف الإكلينيكي
هذا النوع من الفحوصات يقوم الأطباء من خلاله بفحص كافة مؤشرات وعلامات النمو لدى هذا الطفل، وكذلك الكشف حول صحة الجهاز العصبي والدماغ.
2ـ الكشف والفحص الطبي
أما هذا النوع من الفحوصات فيتضمن بعض الاختبارات الآتية:
- فحص القدرات العقلية للطفل وتحديد مستوى أداء العمليات الدماغية.
- تحديد مستوى ذكاء هذا الطفل وهو ما يعرف حاليًا بالـ IQ.
- يتعرف الطبيب على السلوكيات التي يقوم الطفل من خلالها بالتكيف مع البيئات المحيطة به، ويقوم بمقارنة بعض السلوكيات بسلوكيات الأطفال الأصحاء مثل التواصل الاجتماعي أو المهارات الشخصية التي من الطبيعي أن يقوم بها الطفل في حياته اليومية.
طرق الوقاية من الإصابة بالتخلف العقلي
من الأفضل البحث عن الطرق الوقائية لحماية أطفالنا من الإصابة بمثل هذه الإعاقة بدلًا من البحث عن طرق علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين، حيث يمكن أن تحاول الأم قدر استطاعتها وقاية طفلها أو جنينها، وتتم الوقاية عن طريق اتباع بعض النصائح في الحالات المختلفة كما يلي:
1ـ الوقاية من الإصابة بالتأخر العقلي في فترة الحمل
بمجرد أن تعرف الأم أنها تحمل جنينًا في رحمها فهناك العديد من النصائح والإرشادات التي يجب عليها اتباعها لكي تقي جنينها من أن يولد بأي إعاقة عقلية، ومن أهم هذه الإرشادات ما يلي:
- اتباع المرأة الحامل لأحد الأنظمة الغذائية المفيدة المناسبة التي تتضمن كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل.
- الابتعاد التام عن أية نشاطات أو مسببات لحدوث الولادة المبكرة، مثل فرط النشاط أو تناول الأدوية الخاطئة وغيرها من السلوكيات التي قد تؤدي في النهاية إلى ولادة الطفل في وقتٍ أبكر وبالتالي تزيد فرصة إصابته بالإعاقة.
- الامتناع التام عن التدخين والمدخنين طوال فترة الحمل، وكذلك الامتناع عن شرب أي نوع من أنواع المشروبات الكحولية.
- تجنب الإصابة بالأمراض التي تنتقل من فرد إلى آخر عن طريق الجنس.
اقرأ أيضًا: علاج تأخر الكلام عند الأطفال 4 سنوات
2ـ وقاية الطفل بعد الولادة من الإصابة بالتأخر العقلي
أما عن مرحلة ما بعد الولادة، فهناك بعض الإرشادات التي يجب أيضًا أن تتبعها الأم لوقاية طفلها، ومن هذه النصائح ما يلي:
- سرعة معالجة أي نوع من أنواع الأمراض أو العدوى أو الالتهابات بمجرد أن تظهر على الطفل وعدم إهمال الأمر.
- التأكد من أن يأخذ الطفل أنواع التطعيمات واللقاحات اللازمة للأطفال في بداية العمر.
- توفير تغذية صحية ومناسبة للطفل لكيلا يكون سوء التغذية سببًا في إعاقته.
ننصح بضرورة متابعة الأمهات لسلوكيات الأطفال المختلفة في المراحل الأولى من العمر، وفي حال لاحظت الأم وجود أي خلل أو سلوك غير طبيعي بالنسبة لعمره، فيجب عليها فورًا التوجه إلى الأطباء لتشخيص الحالة وإيجاد علاج لتأخر النمو العقلي مبكرًا.