علاج مرض الشك والغيرة
يعتبر علاج مرض الشك والغيرة فعال في حالة الالتزام بالطرق التي ينصح بها علماء الطب النفسي، حيث تعتبر الغيرة الزائدة والشك المفرط من أكثر المشكلات التي يعاني منها الكثير من الناس في العلاقات الزوجية والتي قد تتعرض للتدمير والهدم، لذلك في هذا الموضوع يقدم لكم منصة وميض أفضل طرق للتعامل مع الشك والغيرة وكيفية علاج هذا المرض.
علاج مرض الشك والغيرة
يُعد الشك والغيرة من أكثر الأمور السيئة التي تؤثر على حياة الأشخاص بشكل سلبي للغاية، وتعتبر الغيرة العادية والشك عند كثير من الأشخاص أمر صحي وطبيعي وتعبر عن رغبة الشخص في حماية وحفظ من يحب، لكن في حالة إن زادت الغيرة عن الطبيعي وأصبحت أمر مبالغ فيه من الممكن أن تندرج تحت تصنيف الأمراض النفسية.
قد يتسبب الشك والغيرة غير الطبيعية في تدمير العلاقة الزوجية حيث إن العلاقة التي تسلل إليها الشكل تصبح غير صالحة للاستئناف، قد يكون الشك والغيرة صفة من صفات الزوج أو الزوجة أو كليهما والتي قد تكون طبع في الشخص نفسه أو بسبب مواقف وأسباب مستحدثة، بغض النظر عن أسباب الغيرة والشك.
في بعض الحالات يتحول الشك الزائد والغيرة المفرطة إلى مرض نفسي، لذلك يجب على الشخص الذي يعاني من هذا المرض محاولة إيجاد علاج له، لذلك فيما يلي أبرز طرق لعلاج مرض الشك والغيرة:
1- الاعتراف بالمشكلة
أول خطوة في علاج مرض الشك والغيرة هو الاعتراف بوجود المشكلة حيث إن الوعي سيمكن الفرد من قبوله لفكرة أن الغيرة والشك تصرفات غير مبررة في الغالب ومن ثم يسهل التغلب على المشكلة، حيث تعتبر الغيرة هي المتحكم الوحيد في العلاقة ومدى استمرارها لذلك يجب محاولة التحكم بها والحد منها.
اقرأ أيضًا: تعبت من الشك في زوجي
2- التزام الصدق مع شريك الحياة
في حالة أن الشخص يعاني من مشكلة الشك والغيرة فمن الممكن أن يكون شريك حياته قد لاحظ فعليًا هذه التصرفات ومن الممكن أن يكون شريك حياته أحد أسباب هذه المشكلة وذلك لكونه غير صريح وواضح، لذلك يجب على الشخص عدم محاولة التجسس على شريك حياته بالإضافة إلى التحدث معه بشكل مباشر صريح عن كافة المخاوف التي يواجها الشخص.
في حالة أن الشخص لديه بعض الشكوك حول أمرٍ ما من الممكن أن يفيد التحدث بشكل صريح والتواصل الصادق ويساعد على حل مشكلة الغيرة والشك وقد ينهي الشكوك التي تدور في ذهن أحد الأطراف تجاه الآخر.
3- الخضوع للعلاج النفسي
بسبب كون الشك والغيرة الزائدة عن الحد مرضًا نفسيًا لذلك يجب على الشخص الذي يعاني من فرط الشكوك والغيرة أن يتوجه لطبيب نفسي، وذلك لأن الطبيب النفسي هو أكثر من يستطيع مساعدة الشخص الغيور في عملية إدارة الغيرة والتحكم فيها بشكل سليم، كما ينصح بأن يتحدث الشخص عن مشكلته مع الغيرة مع صديق مقرب أو أحد الأقارب ليساعد على حل المشكلة.
4- منح المساحة الشخصية لشريك الحياة
تعتبر هذه الطريقة من أبرز الطرق التي أثبتت فاعليتها في عملية تقليل الشك والغيرة وذلك لأن الكثير من الناس عندما يشعرون بالضغط طوال الوقت وينتابهم الشعور بأنهم مراقبين دومًا يؤدي إلى حالة الشك والغيرة الزائدة لذلك يجب على الشخص محاولة منح المساحة الشخصية والحرية الكافية لشريك الحياة.
5- زيادة الثقة بالنفس
قد يكون مرض الشك والغيرة نابع من انعدام الثقة بالنفس لذلك يجب على الشخص تطوير ثقته في نفسه من خلال الخضوع لجلسات علاج نفسي أو من خلال قيام الشخص بكتابة قائمة تحتوي على الصفات التي يحبها شريك حياته ومتواجدة فيه، قد يساعد ذلك على رفع ثقته بنفسه وإقناعه لنفسه بأنه كافي ويستحق حب شريكه.
6- الحفاظ على الهدوء
يجب على الشخص تعلم مهارة تهدئة النفس لاستخدامها في حالة إن تمكنت منه مشاعر الغيرة والشك ويمكن تعلم تهدئة النفس من خلال ممارسة المشي أو بعض تمارين التأمل التي تساعد على الاسترخاء مثل اليوجا بجانب الالتزام بالتنفس العميق، حيث ذلك يساعد على حماية طرفي العلاقة من نشوب المشكلات وتوتر العلاقة.
7- عدم الانجراف وراء الآخرين
قد يقوم أحد الأشخاص الذين لا يرغبون في مساعدة أحد طرفي العلاقة بأن ينشر الشائعات والأكاذيب حول شريك الحياة والتحقق من كل ما يتم قوله ومنح الشريك الثقة الكافية وتجنب تصديق ما يشاع عنه وعدم الانجراف وراء آراء الأصدقاء والأهل الذي قد يكونوا راغبين في إحداث الوقيعة.
8- تغيير الروتين اليومي
قد يكون الروتين اليومي هو السبب وراء مرض الشك والغيرة لذلك يجب على طرفي العلاقة أن يقوموا بتغيير هذا الروتين للتخلص من كافة الأفكار السلبية وذلك لتخفيف الضغوطات والتوتر النفسي الذي قد يكون سببًا وراء الشك والغيرة غير المبررين.
9- التقرب إلى الطرف الآخر
من الممكن أن يكون التقرب إلى الزوج أو الزوجة هو أفضل علاج مرض الشك والغيرة وذلك لأن البعد بين طرفي العلاقة قد يسبب تسلل الشك إلى العلاقة وانعدام الثقة بين الطرفين، لذلك يجب على كل طرف من العلاقة أن يقوم بالتعرف على كافة التفاصيل الحياتية للطرف الثاني ومشاركة الاهتمامات سويًا.
اقرأ أيضًا: كلام عن الغيرة في الحب
أسباب الشك والغيرة
بسبب أن الغيرة والشك الزائدين عن الحد قد تم تصنيفهم كمرض لذلك للتمكن من علاج المرض يجب التعرف على أسبابه والعوامل التي أدت إليه، وفيما يلي أبرز أسباب الشك والغيرة:
1- القلق والخوف
من الممكن أن يكون الشك الزائد والغيرة المفرطة بسبب شعور الشخص بالخوف أو التهديد وذلك من خلال خوف المرء أن يتم استبداله أو في حالة وجود طرف آخر في العلاقة مثل خوف الحبيب من أن يكون للحبيبة أصدقاء وقد يسرق أحدهم منه حبيبته ويقوم بأخذ مكانته.
قد يسبب انعدام الأمان لدى الشخص شعوره الدائم بالخوف والقلق من فقدان الأشخاص لذلك يقوم الشخص بالتمسك الشديد بمن يحبه ويظهر ذلك من خلال غيرته الزائدة وشكوكه.
2- انعدام الثقة
تعتبر الثقة المتبادلة من أكثر عوامل نجاح أي علاقة سواء كانت الثقة بالنفس أو الثقة في الطرف الثاني، تعتبر الثقة بالنفس من أكثر الأمور أهمية حيث في حالة انعدام ثقة الشخص في نفسه يؤدي ذلك إلى شعوره الكبير بالغيرة والشك، كما أن الثقة بشريك الحياة من أبرز الأمور التي تعتمد عليها العلاقات.
لضمان نجاح العلاقة يجب أن تكون الثقة المتبادلة أساس للعلاقة، قد يسبب انعدام الثقة في شريك الحياة الغيرة الشديدة عليه والشك في كثير من الأحيان وعدم تصديقه، يمكن لأمر مثل زعزعة الثقة بين الطرفين أن يقوم بتدمير العلاقة الزوجية أو العلاقة بين حبيبين.
3- نقص الاهتمام والمشاعر
قد يكون عدم حصول الشخص على الاهتمام الكافي من شريك حياته سببًا للغيرة، حيث يعزز الاهتمام مشاعر الود والحب بين طرفين العلاقة ويزيد التناغم بينهما، لذلك في حالة انعدام الاهتمام أو فقدان المشاعر من قِبل أحد طرفي العلاقة تراود أفكار الشك او الغيرة الطرف الآخر.
4- عوامل شخصية ونفسية
خلال نمو ونشأة الشخص قد تولد لديه بعض المشكلات النفسية والعوامل الشخصية بسبب الكثير من المواقف التي يتعرض لها وتولد الشعور بالغيرة والشك الدائم ومن ضمن هذه المواقف ما يلي:
- نمو الإحساس بالغيرة الدائم عند الشخص منذ الطفولة وذلك ينتج عن تقصير الوالدين في حق الشخص بدون قصد وعدم توفير الحب والاهتمام الكافيين، كما أن تفضيل أحد الأشقاء على الشخص في مرحلة طفولته قد يسبب ذلك تطوير الشعور بالغيرة.
- الطبيعة الشخصية للشخص الذي قد يكون شديد الشك والقلق بطبعه والخوف الدائم من فقدان الأحباء لذلك يلجأ للغيرة الشديدة والاهتمام المبالغ فيه لمحاولة الحفاظ على شريك حياته.
- التعرض للصدمات القوية مثل التعرض للخيانة في العلاقات السابقة حيث يمكن لأمر مثل هذا أن يعلق في ذهن الشخص ويجعله يفقد الثقة في كافة الأشخاص فيزيد ذلك من شكه وغيرته.
اقرأ أيضًا: الغيرة الشديدة عند الرجل
5- اضطراب العلاقة وعدم استقرارها
تعتبر الغيرة والشكوك رد فعلي بديهي في حالة عدم شعور الفرد بالأمان والراحة في العلاقة، حيث إن العلاقات غير المستقرة والتي تكثر فيها النزاعات مع شريك الحياة تؤدي إلى شعور الفرد بسهولة فقدان وخسارة العلاقة وترك شريك حياته له.
كما أن في حالة الانفصال بشكل مؤقت وعودة الطرفين مرة أخرى يؤدي إلى زيادة شكوك أحد الطرفين حول الفترة التي انفصلا فيها وكيف قضى كل طرف منهما هذه الفترة.
تعتبر أول خطوة في علاج مرض الشك والغيرة هي الاعتراف بمشكلة الغيرة الزائدة وذلك للتمكن من معرفة أسباب المشكلة والحل الأمثل لعلاجها.