نصائح بعد عملية الجيوب الأنفية
تُعد النصائح بعد عملية الجيوب الأنفية من أكثر ما يسعى الخاضعون لهذه العملية في معرفته، فبمُجرد الانتهاء من مُشكلة الجيوب الأنفية هُناك العديد من التغيرات التي تطرأ على حياة المرء، بعضها مؤقت بكُل تأكيد ويزول مع الوقت، وبعدها دائم مثل الراحة التي يعيشها المريض، وعبر منصة وميض سنُعرفكم على أهم نصائح بعد عملية الجيوب الأنفية.
نصائح بعد عملية الجيوب الأنفية
يُعتبر السبب الأول في وصول المرء إلى مرحلة يضطر فيها إلى استئصال الجيوب الأنفية وإزالتها جراحيًا هو إصابة الجيوب الأنفية بالالتهاب، ففي طبيعة الحال يتسبب التهاب هذه الجيوب بزيادة حجمها، مما يجعلها تمتلئ بالسوائل بسُرعة فائقة.
يتسبب ذلك في كون عملية التنفس أمرًا شاقًا، خاصةً في حال ما كان هذا الالتهاب مُزمن أو دوري مثل الذي يحدُث في الشتاء والربيع، قد يكون السبب في هذا الالتهاب التعرض للأنفلونزا، نزلات البرد أو إحدى صور العدوى المُسببة للانسداد، وزيادة الحجم ناتجة عما يتسبب به الالتهاب في تورم للأنسجة التي تعمل على تبطين الجيوب الأنفية الأربعة.
الجيوب الأنفية هامة للغاية، فعلى الرغم من كونها تجاويف فارغة ترتبط ببعضها البعض عن طريق قنوات ضيقة، إلا أنها تقوم بصناعة المُخاط الرقيق الذي يُغذي جُدران الأنف لحمايته والجسم من أي دُخلاء، وهذا المُخاط يُساهم في إبقاء الأنف نظيفًا وخاليًا من البكتيريا التي قد يلتقطها المرء خلال عملية التنفس.
فلك أن تتخيل ما قد يتسبب به انسدادها وانعدام قُدرتها على أداء واجبها بالشكل الأكمل، والجدير بالذكر أن هذا الالتهاب والانسداد قد يتطور لنمو البكتيريا أكثر وأكثر تاركًا وراء ظهره عدوى التهاب الجيوب الأنفية الجرثومي.
فينتج عن ذلك تهيج والتهاب دائم لنسيج الجيوب، وهُنا يضطر المرء إلى إزالتها من بكرة أبيها بتدخل جراحي، وبعد الجراحة يقوم الطبيب المُعالج بتقديم عِدة نصائح بعد عملية الجيوب الأنفية من أهمها:
1- نظافة الضمادة وسلامة الدعائم الأنفية
بعد الانتهاء من عملية الجيوب الأنفية سيترك الطبيب في وجهك بعض الضمادات، بالإضافة إلى الأدوات التي من دورها أن تدعم الأنف وتحد من تأثير اللمس عليه، فحدوث نزيف ونزول إفرازات بعد العملية يُعد أمرًا شائعًا، ولكن لمس الأنف أو تحريك الدعائم وتغيير الضمادات بشكل غير صحيح لن يزيد الأمر إلا سوءًا.
من الضروري ضمان عدم تعرض الضمادات للبلل، فالرطوبة من أكثر صور البيئة التي تُحب البكتيريا استيطانها والعيش فيها، وفي هذه الفترة يُعد الجلوس في مغطس الحمام عوضًا عن الاستحمام في وضعية الوقوف من أهم النصائح بعد عملية الجيوب الأنفية، فذلك يُقلل من خطر تعرض الضمادة للبلل.
في حال ما رغبت في غسل وجهك أو الحفاظ على نظافته بإمكانك مسحه برفق باستخدام قطعة قُماشية مُعقمة ونظيفة، أما فتحات الأنف فعليك استخدام القُطن مع تجنب فرك الأنف والاكتفاء بالتربيت فقط، وإذا أصبح ذلك أمرًا واقعًا وتعرضت الضمادة بالفعل للبلل بإمكانك تغييرها وتعقيم موضعها بالشكل الذي علمك إياه الطبيب.
إن لم تكُن مُلمًا بذلك قُم فقط بطلب مُساعدة الصيدلي أو أحد الأطباء المُختصين، وتذكر أن الأمر لا يحتمل التجارب، فالمُضاعفات التي تنتج عن بعض الحركات الخاطئة لا يُحمد عُقباها.
اقرأ أيضًا: علاج صداع الجيوب الأنفية للحامل
2- الراحة، الاسترخاء ولا شيء سواهما
في سبيل تسريع عملية الشفاء والتقليل من الوقت التي تحتاجه حتى تمام تعافيك عليك بالراحة، فلم يتم إطلاق مُصطلح فترة النقاهة من فراغ، لذا من المُهم أن تترك بعد العملية ما لا يقل عن سبعة أيام متواصلة من الراحة، فكلما قل الضغط على جسدك تسارعت عملية الشفاء وعودة الحياة إلى طبيعتها.
العلاقة بين الراحة والتعافي طردية، فكُلما تركت الفُرصة لكافة أعضاء جسدك للتركيز فقط على التعافي كُلما كانت الوقت المطلوب حتى تمام الشفاء أقل، حتى وإن كُنت تعمل من المنزل أو في وظيفة لا تتطلب الحركة بشكل كبير فمن الحكمة أن تأخذ قسطًا من الراحة، فأنت تستحق، ولجسدك عليك حق.
3- تحرك وقُم بالأنشطة اليومية.. لكن بحكمة
بكُل تأكيد لا تعني الراحة عدم الحركة ومُجرد النوم، فذلك سيعود بثماره سلبًا على صحتك البدنية والجسدية على حدٍ سواء، لذا فإن من الضروري الخروج من المنزل للتنزه والمشي لفترات قصيرة ومسافات غير طويلة، فهذا سيجعل قُدرة عقلك على جعل جسمك يسترخي أكبر.
كما يُساهم المشي في تنشيط الدورة الدموية، وهو ما يعمل على سحب سموم الجسم ويُساهم في تصريف كافة السوائل التي قد تتراكم في ثغرات الجسم الضعيفة كموضع الجراحة، ولا تقتصر فوائد المشي على ذلك فحسب، فمن دوره أن يمد الجرح بالأكسجين والدم النقي على حدٍ سواء.
الالتزام بالمشي سيسمح لك بالبقاء نشيطًا خلال فترة الاستشفاء، وهو ما سيُجنب جسدك التعرض لخطر الإجهاد خلال هذه الفترة، ولكن من الضروري أن تضع في عين الاعتبار أن الشُعيرات الدموية لأنفك تعيش واحدةً من أسوأ فترات حياتها.
لذا لا تقُم بنزول السلالم بسرعة، ولا تقفز أو تُسرع من خطواتك، حتى النهوض من الفراش يجب أن يكون تدريجي، وهذه جميعها تُشكل عُصارة وخُصالة أفضل النصائح بعد عملية الجيوب الأنفية.
4- ترتدي نظارات شمسية أو طبية؟ احذر
يُعد ارتداء النظارات من أكثر الأمور الشائعة بين البشر بشكلٍ عام، سواء ما كان السبب فيها جمالي، طبي أو حتى وقائي كتجنب أشعة الشمس، ولكن ارتداء النظارة بعد إجراء عملية استئصال الجيوب الأنفية والتخلص منها لا تُعتبر الخطوة الأكثر ذكاءً.
فالنظارات جميعها تشترك في كون مواضع الضغط والاتكاء الخاصة بها على الأذنين والأنف، وثق بي أنفك بالفعل مُتضرر بشكل كبير في هذه المرحلة، فمن النصائح التي لا يجب تخطيها بعد عملية الجيوب الأنفية هي تجنب ارتداء النظارة مهما كان سببها أو غايتها.
في حال ما كُنت تُعاني من مشاكل في الإبصار مثل قُصر النظر، طوله أو ضعفه من المؤكد أنك ستجد في العدسات اللاصقة غايتك وضالتك، فهي البديل الأفضل خلال هذه الفترة، ومن يدري رُبما تعتاد عليها وتتجنب ارتداء النظارة حتى بعد تمام شفائك.
في حال ما لم تكُن تمتلك عدسات لاصقة أو لا تقوى على تحمُل تكلفتها في الوقت الحالي استشر طبيبك المُختص، فقد يوصيك بتعليق النظارات باستخدام عصابة الرأس، وفي بعض الحالات لن يكون في التخلي عن نظارتك لفترة وجيزة أخطار أو آثار سلبية، فقط تحدث مع مُختص.
اقرأ أيضًا: هل عملية استئصال غضاريف الأنف ضارة
5- حافظ على جسدك واجعله رطبًا بشكلٍ دائم
قد ترى النصيحة المُرتبطة بشُرب ثمانية أكواب من المياه يوميًا مُكررة، ولكن لهذا سبب وجيه في الواقع، فالمُحافظة على رطوبة الجسم تؤدي إلى عمل الأعضاء الحيوية والأنسجة بأفضل صورة مُمكنة، لذا من الضروري تناول الأطعمة المُغذية والغنية بالألياف، السوائل البروتينات وغيرها من العناصر الغذائية.
ستُشكل مداومتك على هذا الروتين الصحي والغذائي الفارق في تسريع عملية الشفاء بشكل مُبهر، فهذا من دوره أن يُقلل ما يقع على عاتق جسدك من أعباء وضغوطات، فتناول المأكولات الغنية بالسُكريات، الدهون مع تجنُب شُرب الماء قد يؤدي في نهاية المطاف إلى اضطرابات هضمية على رأسها الإصابة بالإسهال والإمساك، ومن المُمكن أن تزيد العلاجات التي تتناولها هذه المخاطر.
الماء يُعد الحل السحري للحد من الالتهابات والتورمات أو حتى تعرض الجرح للتلوث، فهو يعمل على طرد السموم من الجسم، ويُحافظ على جسدك رطبًا، وهو ما يُعزز قدرة الأجهزة الحيوية والأعضاء وخاصة ما يرتبط منها بالمناعة.
اقرأ أيضًا: علاج الجيوب الأنفية للحامل في الشهر الثامن
6- التزم بنتاج التجارب السابقة من نصائح
في الجدول الآتي أدناه أكثر ما شاع من نصائح بعد عملية الجيوب الأنفية بين أمورٍ تقوم بها وأمورٍ تتجنبها، وهي ناتجة عن تجارب لأُناسٍ مرت بنفس التجربة، فيُمكنك الاستناد إليه كمرجع ثانوي خلال فترة تعافيك التي نرجو ألا تطول وتتكلل بالنجاح في نهاية المطاف، ومن أهم هذه النصائح:
قُم بـ | تجنب القيام بـ |
المواظبة على الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب. | استنشاق الأبخرة والغُبار والتعامل مع المُهيجات. |
استخدام الثلج لتقليل أورام الأنف، مع وضع طبقة قُماشية بين الثلج وجلدك. | مُمارسة الأنشطة الشاقة كرفع الأثقال. |
ارتداء ملابس مُريحة وواسعة حتى لا يكون خلعها أمرًا صعبًا أو مُزعجًا لأنفك. | قيادة السيارة حتى نهاية فترة الاستشفاء. |
تناول المأكولات قليلة الدسم والدهون. | تناول المأكولات الحارة أو الساخنة. |
استخدام بخاخ الأنف الذي يحتوي على الستيرويد لتقليل الالتهابات. | الدخول في نقاشات وأعمال تتسبب لك بالضغط والتوتر. |
ارفع رأسك أثناء النوم باستخدام وسادة. | النوم بشكل مُسطح وتام الاستلقاء. |
لا يُمكن الالتزام بما تم ذكره أعلاه من نصائح بعد عملية الجيوب الأنفية بديلًا عن استشارة الطبيب أو مرجع لرحلة الشفاء الخاصة بك، فالمصدر الأول والأخير للمعلومات الطبية الموثوقة هو طبيبك المُعالج، فقد تختلف النصائح باختلاف الحالة.