وقت زيارة القبور للنساء

تحرير: عمرو في 2 يونيو 2023 0

ما هو وقت زيارة القبور للنساء؟ وما حكم ذلك؟ حيث يحرص الكثير من السيدات على زيارة أمواتهم في المقابر في الأوقات المختلفة، ولكن هناك بعض الأوقات التي تكون مفضلة لدى البعض، لذا نجد أن هناك الكثير من السيدات تتساءلن حول ذلك، وهذا ما سوف نتعرف عليه اليوم من خلال منصة وميض في السطور القادمة.

وقت زيارة القبور للنساء

تحرص الكثير من السيدات على زيارة القبور من وقت إلى الأخر وذلك من أجل منح الميت المزيد من الثواب والأجر العظيم، ولكن هل تعلمين ما هو أفضل وقت زيارة القبور للنساء، وما هي الآداب التي يجب التحلي بها في هذه الفترة، ذلك ما سوف نتعرف عليه من خلال موضوعنا اليوم، حيث تختلف وقت زيارة الميت وفقًا إلى الكثير من الآراء التابعة إلى المذاهب المتنوعة، كما يلي:

يرى مذهب الشافعية أنه من الأفضل للمرأة أن تزور القبور بداية من عصير يوم الخميس إلى فجر يوم السبت.
أما مذهب الحنابلة يرى أنه من الأفضل أن يتم زيارة القبور في فجر يوم الجمعة.
بينما في مذهب المالكية فيرون أنه من الأفضل أن يتم زيارة القبور يوم الجمعة واليوم الذي يسبقه واليوم الذي يليه، وهو رأي مذهب الأحناف أيضًا.

حكم زيارة القبور في الدين الإسلامي

هناك العديد من القضايا المختلفة التي حدث عليها اختلافات في الشريعة الإسلامية من حيث الذي يجوز والذي لا يجوز، ولكن في حالة زيارة القبور نجد أنه لا خلاف على ذلك، ويعود الأمر إلى أن هناك عدة أحاديث نبوية صحيحة عن النبي تفيد بصحة زيارة القبور في الشريعة، وقد ذكر نبينا الكريم الأهمية في ذلك وهي تفكرنا بالدار الآخر، وتتمثل هذه الأحاديث النبوية الشريفة فيما يلي:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا». رواه مسلم، وفي لفظ عند الترمذي (1054): «فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ».
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا فإنها تذكر الآخرة». انتهى من “التمهيد” (20/239).
عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى البقيع فيقول: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)». رواه مسلم (974).

حكم زيارة القبور للنساء

من خلال عرضنا اليوم إلى وقت زيارة القبور للنساء، نتع رف سويًا من خلال هذه الفقرة على حكم زيارة القبور للنساء في الشريعة الإسلامية والتي تتمثل فيما يلي:

الرأي الأول هو كراهية زيارة النساء إلى القبور، واتجه الكثير من الفقهاء إلى هذا الرأس بسبب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو «لعن الله زوارات القبور»، ويعود الأمر في ذلك إلى أن النساء في المقابر يتجهن إلى الكثير من التصرفات التي تسيء إلى الشخص الميت والتي تتمثل في البكاء والصراخ والنواح، وهي من الأحكام المكروهة في الشريعة الإسلامية.
هناك رأي آخر ضعيف وهو “التحريم والمنع” واستند إلى حديث الرسول السابق ذكره، كونه يلعن الزوارات، ويرون أن الرأي هنا من الكبائر التي تعد من المحرمات في الشرع، لذا لا تمنع المرأة من زيارة القبور.
أما الرأي الثالث فهو رأي الإباحة وعدم المنع، ويعود هذا الرأس إلى أصحاب المذهب الشافعي، واستندوا في هذا الرأي إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وهو «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» بمعنى أنه أمر مباح إلى جميع المسلمين ولا يقتصر على أي جنس عن الآخر.
هناك عدة أحاديث نبوية شريفة تفيد إباحة زيارة القبور للنساء، والتي وردت عن أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وأرضاها، وجاءت هذه الأحاديث كما يلي “ما أخرجه الأثرم والحاكم، عن عبد الله بن أبي ملكية: «أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر. فقلت لها يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور؟! قالت: نعم، ثم أمر بزيارتها». صححه العراقي والألباني في الإرواء.”
عن مسلم: «أن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: يا رسول الله: كيف أقول إذا زرت المقابر؟ قال: قولي: (السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)».

حكم زيارة القبور للمرأة الحائض

استكمالًا لعرضنا اليوم إلى وقت زيارة القبور للنساء، نجد أنه لا خلاف على ذلك في الشريعة الإسلامية فيجوز للمرأة الحائض أن تزور القبور ولا يوجد ما يمنعها من ذلك، مادام تلتزم بآداب الشريعة الإسلامية.

حكم زيارة القبور في العيد

من أكثر العادات المنتشرة بين الكثير من المسلمين هو زيارة القبور في الأعياد، والاعتماد على تخصيص يوم من أيام العيد من أجل زيارة القبور، وهو ما يعد من البدع، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بتخصيص يوم محدد من أجل زيارة القبور، بل كان يتجه إليها في النهار والليل.

أكد الكثير من الفقهاء أن زيارة القبور في يوم محدد لها ما هو إلا بدعة، والبدع مكروهة من الشريعة الإسلامي، لما ورد في الحديث الشريف “ حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ثور عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن عرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: «صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، ثم أقبل علينا. فوعظنا موعظة بليغة ذرفت لها الأعين، ووجلت منها القلوب. قلنا “أو قالوا”: يا رسول الله!، كأن هذه موعظة مودع فأوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش يرى من بعدي اختلافاً كثيراً. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة)». ورواه أيضاً أبو داود وابن ماجه وصححه شعيب الأرناؤوط وبعضه في صحيح مسلم”.

آداب زيارة القبور

بعد أن قدمنا لكم أفضل وقت زيارة القبور للنساء، بالإضافة إلى حكم الدين الإسلامي في ذلك، علينا أن نقدم لكم أهم الآداب التي يجب الالتزام بها عند زيارة القبور، والتي تتمثل فيما يلي:

عند الدخول إلى القبور يجب إلقاء التحية على الموتى، وذلك وفقًا إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما يجب أن تحتضر نية المسلم من أجل أن يذكر نفسه بالدار الآخرة والموت.
ينبغي الوقوف في تجاه القبلة، ومن ثم الدعاء إلى جميع موتى المسلمين وطلب الاستغفار لهم، وذلك ما كان يفعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
يجب عدم الصلاة في القبور، كما أنه لا يجوز القيام بالطواف حول القبور، وذلك لأنها تعد من البدع والشرك بالله عز وجل.
لا يجوز قراءة آيات القرآن الكريم على القبور، وذلك لأنها من القبور أيضًا.
يجب الابتعاد بشكل تام عن سؤال الموتى عن أي شيء، مثلما يحدث عند الأضرحة والمقامات المختلفة، لأن ذلك يعد من علامات الشرك بالله.
الابتعاد عن النواح أو الصراخ أو اللطم على الوجه، وذلك لأنها من الأمور المكروهة التي تفعلها الكثير من السيدات.
يجب عدم تبرج النساء في القبور منعًا إلى أن تحدث فتن في القبور.

فضل زيارة القبور للمسلم

كما ذكرنا من قبل أن الهدف الأول من زيارة القبور للمسلمين هو التذكرة بأن هناك دار آخرة وأن هناك موت وحساب، فمن الأفضل على المسلم ألا يترك نفسه لشهوات الدنيا، لذا من ضمن عرضنا اليوم إلى وقت زيارة القبور للنساء، نتعرف على فضل زيارة القبور للمسلمين وذلك كما يلي:

الذكر بأن هناك موت ودار آخرة، فهي تهذيب إلى النفس وتأهب لنهاية الإنسان.
الخوف والورع من الله سبحانه وتعالى.
التذكير أن كل شهوات الدنيا فانية، ولا يبقى سوى العمل الصالح.
ذكر الله سبحانه وتعالى من حيث الدعاء والاستغفار وطلب المغفرة والرحمة من الله عز وجل.
يقال في بعض الأحيان أن الميت يؤنس بزيارة الآخرين له.
الابتعاد عن فعل المعاصي والذنوب.
التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال فعل الكثير من الطاعات.

أدعية زيارة القبور

في صدد تعرفنا اليوم على وقت وحكم زيارة القبور للنساء، ينبغي علينا أن نقدم لكم بعض من الأدعية التي تقال عند زيارة القبور والتي تتمثل فيما يلي:

«اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ».
«اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه».
«اللهمّ أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله».
«اللهمّ اجزه عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا، اللهمّ إن كان محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيّئاته، اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته».
«اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة».
«اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم».

زيارة القبور من أكثر العادات التي يعتاد عليها المسلم في الكثير من المناسبات، وهناك من يخصصون وقت محدد لذلك، هو ما كان يجب التطلع عليه في الشريعة الإسلامية ومعرفة أهم الآداب التي يجب التحلي بها عند زيارة القبور.