فضل سورة الصافات للقرين
فضل سورة الصافات للقرين عظيم وكبير، يوجد الكثير من البشر الذين تمت أذيتهم من القرين ومن الجن، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما من مولودٍ يولَدُ إلَّا نخسَهُ الشَّيطانُ فيستَهلُّ صارخًا من نخسةِ الشَّيطانِ إلَّا ابنَ مريمَ وأمَّهُ” وبالتالي فجميعنا معرضون إلى الأذى من كائنات العالم السفلي، والآن لنتعرف على فضل سورة الصافات للقرين من خلال منصة وميض.
فضل سورة الصافات للقرين
إن سورة الصافات من السور التي يتم قراءتها في الرقية، حيث توجد آيات في سورة الصافات قادرة على تدمير وإرهاق كائنات العالم السفلي، وتتمثل هذه الآيات في قول الله تعالى:
“وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) …
… لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15)“.
اقرأ أيضًا: فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء
فوائد قراءة سورة الصافات
يتم قراءة سورة الصافات لأغراض متعددة مختلفة عن فضل سورة الصافات للقرين، والتي تتمثل في الآتي:
- تساعد في التخلص من الآفات التي يمكن أن يعاني منها العبد، فيمكن أن يتم ذكرها مع الرقية التي تقال للتحصين.
- قراءة سورة الصافات تقلل من الشعور بالحزن والضيق والتوتر.
- تزيد من معرفة الشخص بشرع الله تعالى.
- تساعد على التدبر في خلق السماوات والأرض، فيكتشف عظمة الله.
اقرأ أيضًا: ما هي أفضل سورة يستجاب بها الدعاء
أسرار سورة الصافات
بعد أن تعرفنا على فضل سورة الصافات للقرين، فلنتعرف على كمائن معانيها الموجودة في آياتها، والتي تتمثل في الآتي:
- الصافات معناها المخلوقات المطهرة من الذنوب التي لا تقوم إلا بعبادة الله -عز وجل- التي تعيش في الجنة.
- معنى أول آية من سورة الصافات التي تتمثل في قول الله تعالى: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) أن المخلوقات التي تعيش في الجنة وتقوم بعبادة الله ليل نهار مصطفين ومنتظرين أوامر الله عز وجل.
- تخبر سورة الصافات عن أن الله واحد أحد، لا إله غيره، كما تتحدث السورة عن صف الكائنات المطهرة من الذنوب للتعبد له.
- تتحدث السورة عن عقاب الشياطين وإذلالهم، وعقابهم وجزائهم الأليم من الله، وعن كرم الله على المتقين الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا.
- تحكي السورة عن قصة خليل الله وولده، من قاما ببناء الكعبة وتغطيتها، وكانوا يدعون الناس لعبادة الله وترك عبادة التماثيل التي لا تفيد ولا تضر، حيث قال الله تعالى فيها:
“وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) …
… فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)“
- تخبرنا السورة عن قصة نبي الله موسى وأخاه هارون من تصدوا للظلم والقهر، ودعوا الناس إلى ترك عبادة بشر مثلهم، حيث قال تعالى:
“وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120)”.
- كما تعطي السورة دلالات عديد توضح أن الله هو الإله الواحد الأحد، مثل خلقه وتنظيمه لكوكب الأرض وما حوله بصورة تذهل العقل من كم الإتقان والكمال.
- وجه الله في هذه السورة إلى بني أدم أنهم مسؤولون عن نتيجة أفعالهم، وأن جزاء من لم يؤمن بالله عسير، ويتضح ذلك في قوله تعالى:
“قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38)“.
- كما أوضح الله جزاء من أحسنوا الصنع وآمنوا بالله، حيث قال تعالى:
“إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48)“.
- تحدث الله في السورة عما ينبغي على الأنبياء فعله، وتحدث عن رسالتهم في الدنيا.
- وصف الله في هذه السورة يوم الساعة، حيث قال الله تعالى:
“فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)“.
- كما توحي سورة الصافات وتؤكد على أن الكائنات المطهرة من الذنوب ما هم إلا عابدين لله، وليسوا أربابًا يقوم الناس بعبادتهم، وأن كائنات العالم السفلي ليسوا أصدقاء لنا، ولا يمكننا أن نطلب المساعدة منهم.
اقرأ أيضًا: فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء
مسميات سورة الصافات
سميت السورة بسورة الرحمة، ذلك لأن بها الدلائل على لطف الله بنا وكرمه الشديد علينا، ورأفته بعباده الضعفاء، فما كان لله أن يرى عبده يحاول التقرب منه ويحاول أن يبتعد عن طريق الضلال ويضيعه أبدًا، كما سميت السورة بسورة الصاعقة.
هنا يتضح فضل سورة الصافات للقرين، فهي قادرة على صعق كائنات العالم السفلي والقضاء عليهم، فتحرر الإنسان من ضعفه أمامهم فيستمدوا قوتهم من الله للقضاء على هذه الكائنات، كما سميت السورة بالناطقة، وذلك لأنها قادرة على جعل كائنات العالم السفلي على التحدث.
إن سورة الصافات من السور العظيمة التي لا يجب علينا مقاطعتها، بل يجب أن نكثر من قراءتها، حيث إن فضائلها كثيرة ومقاصدها قيمة.