فضل قراءة سورة النور
فضل قراءة سورة النور عظيم على حياة قارئها بالخيرات الكثيرة التي ذكرها لنا النبي – صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة، ولقد حدثنا الفقهاء وأهل العلم عن فضل المواظبة على قراءتها دائمًا، وهي من السور المدنية التي لها ترتيب مائة من حيث النزول، وعدد آياتها 64 آية، لذا لتلاوة هذه السورة فضل العظيم ومن خلال منصة وميض سنتعرف عليه.
فضل قراءة سورة النور
إن سورة النور من السور المثاني، ولقد ورد فيما يخص فضل تلاوتها أحاديث نبوية صحيحة، وهي من السور التي تعود على قارئها بالكثير من الفوائد التي ينطتفع بها في الحياة الدنيا وبالآخرة أيضًا، وقد ذكروا أيضًا أن تلاوة القرآن في العموم يعطي حسنات عديدة، والدليل على ذلك.
كما ورد عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: “من قرأ هذه السورة كان له من الحسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة عشر حسنات“، لذا وجب علينا التعرف على فضل قراءة سورة النور من خلال السطور التالية:
- ورد حديث شريف عن عليّ بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: “يا علي مَن قرأَ سورة النّور نوّر الله قلبه، وقبره، وبيّض وجهه، وأَعطاه كتابه بيمينه وله بكلّ آية قرأَها مثل ثواب مَن مات مبطونًا“، إذًا نجد أنها من السور العظيمة التي تنير قبر قارئها وتؤنسه.
- قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “علّموا رجالَكم سورةَ المائدةِ وعلِّموا نساءَكم سورةَ النور“، وهو حديث مرسل، حيث تقوم هذه السورة بتعليم النساء ارتداء الحجاب، حيث أمرهن الله –جل وعلا- بذلك بها.
- “قرَأ ابنُ عبَّاسٍ سُورةَ النُّورِ، ثم جعَلَ يُفسِّرُها، فقالَ رَجُلٌ: لو سَمِعَتْ هذا الدَّيلمُ أسلَمَتْ”، وهو من الأحاديث صحيحة الإسناد.
- ورد أحاديث موضوعية توضح فضل قراءة سورة النور، مثل: حديث أبي بن كعب المستضعف: “من قرأَ سورةَ النُّورِ أُعطِى من الأَجر عشرَ حسنات، بعدد كلّ مؤمن فيما مضى، وفيما بقّى“.
- يساعد تلاوة هذه السورة المباركة على ملء القلب بالإيمان واليقين بالله تعالى، الأمر الذي ينعكس على العبادات بشكل كبير.
- تساهم في مساعدة المسلم على التخلق بالأخلاق الحميدة، لما ورد بها من نساء خاصة للرجال والنساء.
- تحثنا هذه السورة على الأمر بالصفح عن الأذى ولقد أشار إلى قضية الصحابي مسطح بن أُثاثة الذي كان يروج كلمات كاذبة في حق أم المؤمنين السيدة عائشة، حيث جاءت الآيات الكريمة نصرةً لها؛ ولإثبات براءتها، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره- “والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة ما قال“.
- هنا أنزل الله –سبحانه وتعالى- قوله: “وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”
- لقد ورد في هذه السورة تخاطب آباء الفتيات، وأيضًا مخاطبة الرجال الراغبين في الزواج أو القادرين عليه، وذلك في قوله: “وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ“
- تعمل على تعليم المسلم الإلمام بآداب زيارة المنازل، من أهمها الاستئذان، وهو يعد من الأمور التي لا يمكن الاستهانة بها، أو اعتبارها أمر غير ضروري، لأنه من الأمور التي تقي المسلم من كافة الشرور ومن التعدي على خصوصية غيره.
- توضح هذه السورة المباركة أهمية وقاية المجتمع من الفواحش التي تساهم في المحافظة على الأنساب والأعراض، وهذ عن طريق الامتثال لأمر الله تعالى وهو الوقوع عن طريق الحد من ارتكاب الزنا، أو قذف الأشخاص في أعراضهم، ولقد تم ذكر ذلك وعقوبته في هذه السورة المباركة.
- تعليم المسلم أن كل الناس معرضون للابتلاءات حتى الأنبياء؛ حيث أوضحت السورة الكريمة عظم ما وقع على نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- من ابتلاءات، مثل قيام المنافقين بإشاعة عنه الكثير من الأخبار الكاذبة، وكذلك الأحاديث الباطلة التي ذكرت في حق أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
اقرأ ايضًا: تجربتي مع سورة النور للمس
حول سورة النور
إن سورة النور تأتي بترتيب رقم 24 في المصحف الشريف، وهي سميت بهذا الاسم؛ وهي سورة مدنية باتفاق أهل العلم، ولا يوجد رأي مخالف لذلك، وهي نزلت تالية لسورة الفتح مباشرةً، وقبل سورة الحج، وفقًا لما ورد عن الطاهر بن عاشور أنه سميت بذلك الاسم لكثرة ذكر كلمة النور بها، التي جاءت في المواضع التالية:
- قال الله –سبحانه وتعالى-: “يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ”.
- قال تعالى: “وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ“.
- قال الله عز وجل: “اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه السورة الكريمة جاءت مشتملة على الكثير من الموضوعات الهامة التي تخص الكثير من الأمور الحياتية، حيث احتوت على عدد كبير من الأحكام، الأمر الذي جعل فضل قراءتها عظيم، وسنوضح هذه الموضوعات من خلال الآتي:
- فاحشة الزنا وحدها.
- حكم السب واللِّعان.
- ذكر عقاب من يقذف المحصنات.
- تم ذكر قدرة الله في الطبيعة، والتي تشمل على ما يلي: تكوين السُحب وقيامه أيضًا الجبال، ووصف أيضًا عوارض البرق، والمحيطات، وكذلك قدرته العظيمة على خلق جميع الكائنات الحيّة.
- حذر المولى من انتشار المعاصي بين المسلمين..
- ذكر ما يبرأ السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-؛ من الكذب الذي أشاعه عنها المنافقين، وقام بذكر العقاب الذي سيقع عليهم.
- دعوة الأسياد إلى تزويج العبيد الصالحين لذلك، وحذر من إجبار إمائهم على الزنا.
- بعض أحكام تحرير الأرقّاء؛ حيث كان الرقّ سائداً آنذاك.
اقرأ ايضًا: تجربتي مع سورة النور للزواج
فضل قراءة سورة النور عظيم، لذا يجب على كل مسلم ألا يغفل عن تلاوتها في أي وقت من اليوم، وأن يضيفها إلى ورده اليومي للاستفادة من هذه الفائدة.