فضل المعلم في تربية الأجيال
فضل المعلم في تربية الأجيال كبير وظاهر بشكل كبير في الدول المتحضرة، حيث يعتبر العلم هو مفتاح تقدم الدول وإنشاء حضاراتها، لذلك يجب الإقرار بالأهمية الكبيرة للمعلم في تنشئة الأجيال بالإضافة إلى دوره في التعليم، لذلك في هذا الموضوع سنتعرف من خلال منصة وميض على الدور الكبير الذي يلعبه المعلم في تربية الأجيال بالإضافة إلى فضله.
فضل المعلم في تربية الأجيال
يعتبر المعلم هو صانع الأجيال والأكثر تأثيرًا في بناء شخصية الطالب، حيث إنه بدون وجوده لما وصل العلم لهذه المكانة التي هو عليها، ولظل الجهل مستمر بين الناس، لا يتمكنون من ركوب سفينة العلم، ولا أحد يمتلك العلم والمعرفة الكافيين لاكتشاف كل ما وجد في العالم من اكتشافات واختراعات.
حيث فضل المعلم في تربية الأجيال كبير وبسببه كان تقدم الأمم وتطورها وبلوغها قمم العلم، لذلك يحتل المعلم هذه المكانة الكبيرة منذ قديم الأزل وينال الشرف والاحترام والتقدير من قبل كافة المجتمع، يعتبر المعلم هو المصباح الذي ينير طريق الطلاب ويعلم الأجيال كل ما يفيدهم، كما أنه يضع حجر الأساس في بناء شخصياتهم من خلال توجيهه لهم للصواب.
اقرأ أيضًا: شكرًا معلمتي لكي كلمات
دور المعلم في تربية الطلاب
يعتبر فضل المعلم في تربية الأجيال كبير بسبب الدور المهم الذي يلعبه في بناء الحضارات للمجتمعات المختلفة، حيث يعمل المعلم على تنشئة الأجيال بطريقة صحيحة ويحاول في غرس الأخلاق الحسنة في شخصية الطلاب، وذلك من خلال جعل الطلاب يقتدون به.
ينظر الطلاب إلى المعلم باهتمام كبير وتقدير بالغ وكذلك يتأثرون به لذلك يجب أن يكون المعلم قدوة يحتذى بها، حيث إن سلوك وأسلوب المعلم يترك أثر كبير على نفسية الطلاب مما يجعلهم يكتسبون منه هذه التصرفات، لذلك يجب على المعلم تقديم بعض الأدوار للتمكن من تنشئة الأجيال بشكل سليم، فيما يلي أبرزها:
- تشجيع المواهب: يجب على المعلم أن يكون دومًا الداعم الأول للطلاب من خلال تشجيعه لهم وتطويره لقدراتهم ومهاراتهم ومساعدتهم من خلال تقديم النصائح، وذلك لكي يحقق الطلاب أفضل النتائج في المستقبل.
- تعزيز العقيدة الدينية: يمكن للمعلم أن يعمق ويرسخ الأسس الدينية داخل الطلبة من خلال تعمقه بشكل صحيح في تعاليم الدين، وكلما تمكن المعلم من ذلك كلما كان من السهل تفعيل الرقابة الذاتية من الطالب على نفسه وهذا يعتبر واحد من أبرز أسس بناء الأجيال والمجتمعات الناجحة.
- التواصل الإيجابي مع الأسرة: يمكن للتواصل مع أسرة الطالب من قبل المعلم أن يكون عامل مهم ويمثل فضل المعلم في تربية الأجيال حيث إن المعلم لن يتمكن من التعرف على شخصية الطالب الحقيقية إلا عن طريق التواصل مع أسرته لكي يعرف الصفات الشخصية للطالب ويحاول تعويضه من أي نواقص في شخصيته.
- تلبية احتياجات الطلاب: على المعلم الحق أن يلبي كافة الاحتياجات التي يرغب فيها الطلاب وبالأخص الاحتياجات النفسية من العطف والحنان وذلك لأن بعض الطلاب يعانون من المشكلات الأسرية التي تتسبب في بعض المشاكل النفسية عند الطلاب لذلك يجب التعامل معها من قبل المعلم على أكمل وجه.
- غرس حب المواد الدراسية في الطلبة: يجب على المعلم أن يجعل الطلاب يحبون ما يدرس لهم من مواد دراسية وذلك من خلال اتباعه للأساليب السليمة للتعليم، بالإضافة إلى الالتزام بالتفاعل الدائم بين الطالب والمعلم من خلال المشاركة في الأنشطة المختلفة.
- تقديم صورة حسنة عن المعلم: يجب على المعلم أن يمثل القيم والأخلاق الحسنة وذلك من خلال إتباع المعلم للأسلوب التربوي الفعال، وذلك لكي يستطيع أن يخرج أفضل ما بداخل الطالب من قدرات وإمكانيات بالإضافة ويمكن ذلك من خلال تعمقه في شخصياتهم.
- مساعدة المعلم للطالب في التعليم الذاتي: من المعروف أنه من الطبيعي أن تتواجد بعض الفروق الفردية بين الطلاب، لذلك يجب على المعلم إعطاء الطلاب فرصة لكي يتعلموا وفقًا لقدراتهم ومهاراتهم الشخصية، بالإضافة إلى تعليمهم أساسيات التعلم الذاتي.
- تقديم النصائح التربوية بعيدًا عن التعليم: لا يقتصر دور المعلم على الناحية التعليمية فقط، فمن الممكن أن يمتلك المعلم قدرة هائلة على تقديم المعلومات ولكنه لا يتسم بأي من صفات المعلم الحق، لذلك يجب أن يكون المعلم قدوة سليمة للطلاب ويعمل على إرشادهم تربويًا ونفسيًا في حياتهم الشخصية.
دور المعلم في المجتمع
فضل المعلم في تربية الأجيال كبير ويشمل الكثير من النواحي وذلك لأن المعلم له دور كبير في التأثير على المجتمع وذلك من خلال قدرته الكبيرة على تنشئة الأجيال وتعليمهم أساسيات الحياة، كما أن المعلم هو من يقوم بتأسيس الأفكار السليمة في عقل النشأ والمراهقين وهو ما يصحح مسارهم.
حيث إن المعلم هو من يخرج الأجيال التي تفيد المجتمع بشكل كبير مثل الأطباء والمهندسين الذين لا يمكن العيش في المجتمع بدونهم، كما أن المعلم يعمل على تفهم حالة المجتمع وعاداته وتقاليده ويحاول مواكبة الحاجات الخاصة بالأجيال والمساهمة في حل المشكلات التي تواجه المجتمع.
كما أن دور المعلم في المجتمع هو محاولة كسب ثقته من خلال تقديم صورة مثالية عن نفسه تجعل أولياء الأمور يثقون فيه، وذلك بسبب الدور الحساس الذي يلعبه حيث إنه بإمكانه التأثير بشكل كبير على تفكير الطلاب، كما أنه يعمل على تمكين الأجيال من اكتساب التصرفات الصحيحة والتعرف على قدر كبير من الخبرات التي تمكنهم من مواجهة تحديات الحياة المختلفة.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن احترام المعلم قصير
أهمية المعلم في الإسلام
خلق الله عز وجل الإنسان ومنحه الكثير من الأسباب التي تساعده على التعلم وما يساعده في البحث والتجربة، كما أنه منحه الكثير من الأدوات التي تجعل الطريق سهل أمامه في طريق المعرفة، حيث قال تعالى:
{وَاللَّـهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهاتِكُم لا تَعلَمونَ شَيئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ}.
مما يدل ذلك على أهمية العلم وبالتالي الأهمية الكبيرة التي أشار إليها الإسلام، فقام الدين الإسلامي بمنح المعلم مكانة ومنزلة كبيرة تميزه عن باقي الخلق لذلك قام بوضع بعض الحقوق التي يلزم على التلاميذ والطلاب الالتزام بها تجاهه، فيما يلي ما تم ذكره عن فضل المعلم في تربية الأجيال في الإسلام:
- الرفعة والمكانة العظيمة: قد رفع الإسلام من شأن المعلم وأعلاه قدرًا من بين البشرية حيث قال الله عز وجل: {يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
- الأفضلية على العالمين: حيث اختص الله للعالم مكانة معينة دونًا عن بقية العالمين حيث جاء في الأحاديث النبوية الشريفة ما يثبت دور المعلم الكبير في البناء السليم للمجتمعات، وأبرز ما يدل حفظ مكانة المعلم في الإسلام، قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ).
- العلماء هم محاربون الشياطين: يشكل المعلم خطر كبير على الشيطان وذلك بسبب أن الشيطان يكره كل ما يفعله المعلم من تعليم الأجيال كل ما هو صحيح وما هو مفيد، كما أن المعلم لا يقبل إغواءات الشيطان ويحذر الناس من مكائده ويأمر الطلاب بعدم الانصياع لوساوس الشيطان.
- العلماء ورثة الأنبياء: أبرز دليل على فضل المعلم في تربية الأجيال هو الحديث الشريف الذي ورد عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ).
حقوق المعلم على المتعلمين
بسبب فضل المعلم في تربية الأجيال الكبير يجب على الطلاب أن يقدموا بعض الحقوق الشرعية للمعلم وذلك من خلال احترام الطلاب للمعلم وتقديرهم لما يقدمه لهم من علم وقيم أخلاقية، حيث يقوم المعلم بفناء نفسه لكي يعلم الأجيال ما ينفعهم وما هو يعتبر نجاة لهم من مشكلات الحياة، بالإضافة إلى بعض الحقوق منها ما يلي:
- طاعة المعلم والخضوع إليه في كل ما يأمر به، والتواضع له حيث من أبرز الأقاويل في فضل المعلم: من علمني حرفًا صرت له عهدًا، مما يدل ذلك على أهمية الخضوع للمعلم وحفظ العهد له.
- أداء كل ما يكلف به المعلم من واجبات من قبل المتعلمين بالإضافة إلى إتقانها وأدائها بكل الدقة.
- استغلال المعلم في كل ما هو مفيد والانصات الجيد لكافة النصائح التي يقدمها المعلم والاقتداء به في سلوكياته الحسنة بالإضافة إلى إتباع كافة السلوكيات التقويمية التي يتنح بها داخل وخارج المدرسة.
- الاعتراف بالفضل الكبير للمعلم وعدم إنكار دوره الكبير في تكوين شخصية الطالب بالإضافة إلى الأخذ بنصائحه في كافة مناحي الحياة.
اقرأ أيضًا: دور المعلم في التعليم عن بعد
حقوق المعلم على المجتمع والدولة
يجب على المجتمع والدولة توفير بعض الحاجات التي تلزم المعلم لكي يستمر في تقديم كل ما يقدمه من خدمات للأجيال، فيما يلي أبرز ما يجب تقديمه للمعلم للحفاظ على دوره في المجتمع وتقدير خدماته:
- توفير البيئة المناسبة للمعلم وكل الوسائل التي تسهل العملية التعليمية عليه، مما يساعد ذلك على تشجيعه لاستكمال مسيرته التعليمية واستمراره في العطاء والإبداع.
- تقديم العدالة اللازمة في التقويم المستمر لمجهود المعلمين من خلال الدعم المادي المناسب لمجهودات المعلم.
- اعتماد آراء المعلمين في مشكلات العملية التربوية ومنحهم المساحة الكافية في اتخاذ القرارات.
- عدم التمييز بين المعلمين في الحقوق والأدوار، حيث إن كافة المعلمين متساويين في المجهود المقدم والخدمات التي يقدمونها.
- تقديم كافة الحلول للمشكلات التي تواجه المعلمين فيما يراعي الظروف الخاصة بهم ومنحهم الصلاحيات الكافية بالإضافة إلى الاستقرار الوظيفي.
- إصدار كافة القوانين التي تعمل على حماية المعلم لإعطائه ما يحتاجه من أمان.
- تحسين الصورة الإعلامية وإبراز الدور الكبير الذي يلعبه في تنشئة الأجيال.
يعتبر العلم هو الطريق الصحيح لإنشاء الحضارات، ولذلك يجب تعظيم فضل المعلم في تربية الأجيال وتوضيح دوره الكبير من خلال دعمه وتوفير كل حاجاته والوسائل التعليمية اللازمة.