حكم الوشم في الإسلام للرجال
ما هو حكم الوشم في الإسلام للرجال؟ وما أضرار الوشم؟ أصبح الوشم في الآونة الأخيرة من الأمور الشائعة والمستخدمة كثيرًا، ونظرًا لتفشي تلك الظاهرة أصبح الوشم لا يقتصر على النساء فقط بل انخرط الرجل في هذا الأمر إلى أن وصل للأطفال أيضًا، وهذا الانتشار الكبير جعل هناك أقوال متضاربة حول كون الوشم مُحرم أم لا، لذلك سوف نعرف في هذا الموضوع حكم الوشم في الإسلام للرجال، من خلال منصة وميض.
حكم الوشم في الإسلام للرجال
قبل أن نعرف حكم الوشم في الإسلام للرجال، يجدر بنا ذكر المقصود من الوشم، والجدير بالذكر أن الوشم عبارة عن انغراز إبرة بها صبغات سوداء أو ملونة في الجلد وانخراط تلك الصبغات مع الدم، والحكم في هذا العمل حرام لا جدال فيه، ويندرج هذا التحريم تحت بند التغيير في خلق الله، وعلاوة على ذلك فهو يؤدي إلى إصابة الإنسان بالضرر.
لإثبات صحة تحريم الوشم، في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهُ- قالَ: “لعنَ اللهُ الواشماتِ والمستوشماتِ، والنّامصاتِ والمتنمصاتِ، والمتفلجاتِ للحسنِ المغيِّراتِ خلقَ اللهِ” لذلك فإن كل من يفعل ذلك فهو ارتكب كبيرة من الكبائر.
من الأسباب أيضًا التي تؤدي إلى تحريم الوشم على الرجال هي أن هذا الوشم كان في وقت من الأوقات مُخصص للنساء، والرجل الذي يفعل ذلك يكون من الرجال التي تميل إلى فعل ما يفعله النساء، ولإثبات ذلك فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أمر الرجال بالابتعاد عن أفعال أو ملابس النساء، وقال صلى الله عليه وسلم: ” لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء”
لكن هناك أيضًا بعض الفقهاء الذين استثنوا حالتين فقط من حالات الوشم وقالوا إنها تكون في تلك الحالة جائزة وغير محرمة، الحالة الأولى إذا كان الغرض من عمل الوشم يرجع إلى أسباب طبية أو علاج مرض ما وهذا طبقًا للقاعدة الفقهية التي تنص على أن “الضّرورات تُبيح المحظورات”
الحالة الأخرى التي لا يكون فيها الوشم حرام، إذا كانت المرأة التي تقوم برسم الوشم تفعل ذلك من أجل وزوجها ولكن يجب أن يكون ذلك بإذنه فقط.
اقرأ أيضًا: هل النمص هو إزالة الحاجب كله
حكم الوشم في الإسلام للنساء
بعد أن تمكنا من ذكر حكم الوشم في الإسلام للرجال، يجدر بنا ذكر حكم الوشم في الإسلام للمرأة، والجدير بالذكر أن الحكم لا يختلف عن الحكم في حالة الرجل، حيث إن الوشم الذي شأنه إصابة الجلد بالجروح إلى أن تسيل الدماء فهو من الأشياء المُحرمة شرعًا ولا جدال فيها، وإذا قامت المرأة بفعل ذلك ولديها القدرة على أن تزيله يكون ذلك أفضل لها، أما إذا كانت إزالته سوف تتسبب في تشوهها فلا إثم عليها ولكنها يجب أن تستغفر عن هذا الذنب وتتوب وترجع إلى الله.
أنواع الوشم وأحكامها
في ضوء الحديث عن حكم الوشم في الإسلام للرجال، سوف نتطرق إلى ذمر أنواع الوشم الشائعة وحكم كلًا منها فيها الإسلام، والجدير بالذكر أن الوشم ينقسم على قسمين رئيسين، أحدهما مؤقت وآخر دائم، وسوف نعرف الفرق بين كلًا منهما وحكمه في الإسلام كما يلي:
1- الوشم الدائم
هو النوع الشائع من الوشم وهو عبارة عن وخز إبرة مملوءة بالصبغة أو الكُحل ويتم غرسها في الجلد بطريقة مُعينة للحصول على رسمة أو وشم ثابت لا يُمكن أن يُزال بجميع الطرق إلا إذا تم تشويه أو حرق الجلد، وهو يندرج تحت الكبائر والمُحرمات التي نهانا الله عز وجل عنها بشكل تام، والجدير بالذكر أن تلك النوع من الوشم يُعتبر تغيير في خلق الله سبحانه وتعالى لذلك فهو أمر مُحرم لا جدال أو اختلاف عليه.
2- الوشم المؤقت
هذا الوشم عبارة عن قسمين رئيسين، أحدهما يزول سريعًا وآخر لا يزول سريعًا ويحتاج إلى وقت طويل لكي يختفي أثرة، وانتشر هذا الوشم بشكل كبير في الآونة على هيئة صبغة تُحقن في الشفاه، أو في الحاجب، والوقت المُحدد لزوال هذا الوشم بحد أقصى يصل إلى ثلاث سنوات.
والحكم الفقهي في عمل هذا الوشم التحريم، ولإثبات صحة ذلك كما جاي في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ) (سورة النساء 119)
يُعد الوشم ما هو إلا تغيير واضح في خلق الله، لذلك فإن الوشم من المُحرمات التي لا يمكن أن يختلف المسلمون عليها ولكن في ظل هذا العصر أصبحت تعاليم وآداب الإسلام من الأمور التي ينساها الكثيرون.
اقرأ أيضًا: هل الوشم حلال أم حرام وهل يختلف تحريمه أو إباحته حسب طريقة رسمه؟
حكم الوشم في المذاهب الأربعة
جميع العلماء والباحثون في الدين الإسلامي اتفقوا على أن الوشم يعد من المُحرمات والكبائر التي لا يجب الاقتراب إليها، حيث إن اختلاط الصبغات المختلفة بالجلد شأنه تنجيس الدم، ويأتي رأي الأئمة في المذاهب الأربعة على النحو التالي:
- الشافعية: الحكم في ذلك المذهب على الوشم هو النجاسة لا جدال فيه، حيث إن الوشم يعد من الأشياء التي يغيرها الإنسان في خلق الله، لذلك فهو من المُحرمات، لذلك فيجب إزالته وإذا خاف صاحب الوشم من إزالته لما يُسببه من ألم فيجب التوبة النصوحة عن فعل ذلك مرة أخرى.
- الحنابلة: رجع الحكم في هذا المذهب إلى التحريم أيضًا، ولكن أختلف مع الشافعية في حكم إزالته، حيث إن سلامة جسم الإنسان وصحته تُعد أمر واجب أيضًا.
- المالكية: ذهب الرأي هنا إلى أنه مُحرم أيضًا، ولكن إذا كان للتداوي والعلاج أو كان بغرض تزيين المرأة فلا حرج على صاحبه، وإن كان لأمر آخر غير ذلك فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وإزالته غير واجبة، حيث إنه يندرج تحت النجس المعفى، كما أنه يصح له الصلاة.
- الحنيفة: يُعد أيضًا الوشم في هذا المذهب من المُحرمات، ولكن يأتي حكم إزالته في عدم الوجوب، حيث إن إزالته قد تسبب التعب والمشقة لصاحبه، بالإضافة إلى أن الشخص إذا قام بتأدية الصلاة به تصح صلاته.
اقرأ أيضًا: حكم تنظيف الحواجب من الشعر الزائد
الحكمة من تحريم الوشم
الكثير من الفقهاء اختلفوا في الحكمة من تحريم الوشم، والجدير بالذكر أنهم اجتمعوا على أنه مُحرم بالفعل، ولكن الجدال هنا كان يرجع إلى السبب أو الغرض من تحريمه، ورجع الرأي لدى أحد الفقهاء في أن الحكمة من تحريم الوشم سواء للرجال أو النساء ترجع إلى أنه يلحق الضرر بجسم الإنسان، نظرًا لما يسببه من ألم شديد عند رسمه، والإثبات على أنه حرام قال تعال: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (سورة البقرة الآية 195)
كما أن أحد الفقهاء كان له رأي آخر من حكمة تحريم الوشم، وقال ان السبب الرئيسي في تحريمه أنه يندرج تحت مسمى التزييف، أي أنه يستخدم في خداع الأشخاص إذا كانت المرأة تصنعه لإخفاء عيب ما في جسدها.
أحكام الإسلام التي شرعها الله لنا أمر لا يمُكن الجدال فيه، وبالرغم من انتشار الوشم بالكثير من الأسماء في هذا الوقت إلا أنه يظل من المحرمات التي يجب الابتعاد عنها، ولكن يفتح الله باب التوبة إلى جميع عباده الصالحين.