الحد المسموح به في تأخير الصلوات
الحد المسموح به في تأخير الصلوات من الأمور التي هناك شكوك في السماح بها، وعدم السماح بها، ونظرًا لهذه الحيرة، سوف يتم عرض إذا كان هناك ما يُسمى بالحد المسموح به في تأخير الصلوات أم لا من خلال منصة وميض، بالدلائل والاثباتات الدينية.
الحد المسموح به في تأخير الصلوات
الصلاة فرض على كل مسلم، وأشار القرآن الكريم إلى أن الصلاة فرض عيني يجب على كل مسلم القيام به، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة.
كما أنها من أهم العبادات التي يجب أن يقوم بها الإنسان، والتي من خلالها يحدث التواصل بين العبد والله سبحانه وتعالى، وقد حذرنا الدين الإسلامي والسنة النبوية الشريفة من ترك الصلاة، أو التهاون بها، أو تأخيرها عن الميعاد المحدد لها.
إلا في حالة أنه قد نسي الإنسان الفرض دون قصد، أو كان نائمًا ولم يشعر بالأذان، أو كان لديه عذرًا يمنعه من الصلاة مثل المرض، والذي يستطيع الحكم من خلاله هنا النوايا.
الشريعة الإسلامية قامت بتحديد موعد الصلاة أن يتم بعد الأذان، ويفضل مع الإقامة، ولا يُفضل القيام بالصلاة أثناء الأذان، أو في بدايته، وفي صلاة المغرب يُفضل أن تتم الصلاة بالتبكير، أي يتم صلاة المغرب فور انتهاء الأذان، وذلك لأن صلاة المغرب لها وقت أقصر من باقي الصلوات.
ليس هناك حرج على من يصلي في وقت الصلاة، أو في منتصف الأذان، ولكن يفضل الصلاة بعد الأذان بوقت قصير، ومن أجل أن يتم توضيح الحد المسموح به في تأخير الصلوات، بطريقة أكثر وضوحًا، فإنه يجب العلم أن صلاة العشاء يُستحب التأخير بها، وخاصة إذا كانت جماعة.
كذلك صلاة الظهر يُستحب التأخير بها، ولكن آخر وقت للتأخير بها هو وقت دخول العصر، وصلاة الفجر متاح صلاتها لحين الشروق؛ لأنها بعد ذلك تكون صلاة ضحى من وقت شروق الشمس وحتى وقت صلاة الظهر.
صلاة المغرب كما ذكرنا لا يُستحب التأخير بها، ويفضل صلاتها مع إقامة المسجد حتى لو لم تصلى جماعة، وذلك لأن التأخر بها سوف يكون دخولًا لوقت العشاء.
كما أن هناك حديثًا شريفًا قام الرسول صلى الله عليه وسلم من خلاله بتوضيح الحد المسموح به في تأخير الصلوات، وهو: “سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن وَقْتِ الصَّلَوَاتِ، فَقالَ وَقْتُ صَلَاةِ الفَجْرِ ما لَمْ يَطْلُعْ قَرْنُ الشَّمْسِ الأوَّلُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إذَا زَالَتِ الشَّمْسِ عن بَطْنِ السَّمَاءِ، ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَيَسْقُطْ قَرْنُهَا الأوَّلُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ المَغْرِبِ إذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، ما لَمْ يَسْقُطِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ العِشَاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض وبعد إقامة الصلاة؟
حكم الجمع بين الصلوات
من خلال حديثنا عن الحد المسموح به في تأخير الصلوات لا بُد أن يعرف كل فرد يعتمد على الجمع بين الصلوات نتيجة وجود عذر، حكم هذا في الإسلام:
- يمكن جمع صلاة المغرب مع صلاة العشاء فقط في حالة الإفاضة من عرفات.
- كما أنه يمكن جمع الظهر مع العصر، بالتقديم أي تتم صلاة العصر مع الظهر في حالة الحج في عرفات.
- إذا كان هناك شخص يعاني من مرض شديد يجوز له التقديم في الصلوات، أو التأخير بها.
- أيضًا مسموح بالتقديم أو التأخير في الصلوات بحالة السفر.
- في حالات المطر، أو الضرر أو الخوف من شيء ما.
- لا يجوز على الإطلاق التقديم أو التأخير في صلاة الفجر، فإن احتمالات التأخير والتقديم تكون فقط في صلوات الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
يُفضل أن تتم الصلاة في أوقاتها دون التقديم أو التأخير ما دام لا يوجد هناك سببًا يستدعي ذلك، وذلك الأمر يكون له عقوبة بالغة ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.
اقرأ أيضًا: كيفية الخشوع في الصلاة
عقوبة تأخير الصلاة دون عذر
الصلاة في وقتها من الأمور الهامة التي يجب أن يتبعها المسلم في نهج حياته، فقد كانوا في وقت الحروب يقومون بتأخير الصلاة، ولكن ظهر بعض الأئمة الذين قالوا إنه لا يجوز تأخير الصلاة حتى في وقت الحرب.
فليس هناك عذر أكبر من ذلك يستدعي تأخيرها، وإذا تم تأخيرها بعذر غير شرعي، وغير مسموح به يلقى إثمًا كبيرًا نظرًا إلى قول الله تعالى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) [سورة الماعون: الآيات 4 – 7].
فقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى شدة العذاب الواقع على المسلمين الذين يسهون عن الصلاة، والسهو يقصد به الغفلة عن الصلاة والتهاون بها، ولم يقصد تركها، لأن الترك لا يُعد إثم وإنما كفر.
كما توعد للمتساهلين بها والتساهل يعني به الهوان بما أوجبه الله سبحانه وتعالى بالصلاة، فمثلًا التأخر عن صلاة الجماعة التي أمر بها الله.
أما الذي يترك الصلاة تركًا عن عمد، فإنه يُعد كافرًا وهذا الحكم على أساس ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالذي يميز المسلمين ويُثبت صحة إيمانهم، الصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها كاملة، ويُعد هذا الحديث برهان ساطع يوضح الكفر الذي يُعرف به تارك الصلاة عن عمد.
كما أن السهو في الصلاة يعني الإنسان الذي يُصلي بدون خشوع، حيث إنه يجب على الإنسان عند صلاته أن تكون خالصة لله سبحانه وتعالى وبها خشوع لوجهه الكريم.
كما أن الله سبحانه وتعالى ذكر من صفات المسلمين الذين قد توعد لهم الله بالويل مانعون الماعون، وهم الأشخاص الذين يمنعون الزكاة، وذلك لأن الصلاة لا بد من أن تتم بالزكاة، ودليل ذلك أيضًا قوله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ) صدق الله العظيم [سورة البينة: الآية 5].
حكم القضاء في تأخير الصلاة
لا بد من قضاء الصلاة التي تم تأخيرها سواءً في حالة النسيان، أو في حالة المرض، فلا بد من قضاء الصلاة فور الانتهاء من العذر الذي تسبب في تأخيرها.
لكن من يقوم بتأخير الصلاة عمدًا دون وجود عذر شرعي لذلك فإنه آثمًا إثمًا عظيمًا سوف يجازى عليه، ولكن لا بُد له أيضًا من قضاء الصلاة التي تم تأخيرها، ولكن لم يمحي إثمه.
اقرأ أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الفجر
نتائج تأخير الصلاة دون عذر
من خلال التعرف إلى الحد المسموح به في تأخير الصلوات يجب معرفة النتائج التي تترتب على العبد تارك الصلاة نتيجة تركه لها عن عمد، ومن هذه النتائج:
- العذاب في الآخرة وهذا على أساس ما ذُكر في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة.
- الخروج عن الدين الإسلامي فبين المسلم ودينه الصلاة، إذا انقطعت أصبح كافرًا، إسنادًا لأحاديث النبي الشريفة.
- يسيطر الشيطان على تارك الصلاة، ويتحكم به في جميع أمور حياته، ويجعله يسير في الاتجاه الخاطئ، ثم يبرأ منه يوم يقوم الحساب.
- إحباط الأعمال وخاصة لمن ترك صلاة العصر، وهذا على أساس الأحاديث النبوية الشريفة ومنهم: “مَن ترك صلاةَ العصر، فقد حبط عملُه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يجب أن يحذر كل مسلم من إهمال صلاته، فهي السبب في تقرب العبد من ربه، كما أنها سببًا في استجابة الدعاء، وفي تركها إثمًا عظيمًا يمكن معرفته من خلال معرفة الحد المسموح به في تأخير الصلوات.