عدد ركعات صلاة التراويح
ما هي عدد ركعات صلاة التراويح؟ وكيف يمكن تأديتها في المنزل؟ فقد يختلط على البعض منا أمور ترتبط بصلاة التراويح منها عدد ركعاتها أو الطريقة الصحيحة لتأديتها في المنزل خاصةً أن الأغلبية يقومون بتأديتها في المسجد باعتبار أنها سنة مؤكدة على كل مسلم لهذا سنتعرف اليوم إلى إجابة تلك الأسئلة في منصة وميض.
عدد ركعات صلاة التراويح
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الدلالات المرتبطة بتوسعه في الصلاة ليلًا ولم يتم تحديد ركعات معينة قد كان يصليها، ولكن السنة قد أشارت إلى أن المسلم يجب عليه أن يصلي مثنى مثنى، ويسلم في كل مثنى منهم، والمقصود هنا من مثنى هو الركعتان، ففي كل ركعتين يصليها المؤمن أو المؤمنة في صلاة غير صلوات الفروض يجب أن يسلم في كل ركعتين.
كما ثبت هذا في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدُكم الصبحَ صلى ركعةً واحدةً تُوتر له ما قد صلى”، وبعد أن يصلي الفرد بتلك الطريقة التابعة لسنة الرسول يختم بركعة واحدة وهي الوتر، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
حيث يمكن الاستشهاد على ذلك بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ حيث قالت:
مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً: يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قَالَتْ السيدة عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي» متفق عليه
حيث ظن بعض الناس أن الأربعة ركعات الذين ذكروا في الحديث يتم تأديتهم بسلام واحد، لكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك لكن مردها الصحيح يرجع إلى التسليم في كل ركعتين.
أما عن عدد ركعات صلاة التراويح فالأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة التراويح في البيت
فضل صلاة التراويح
ورد بالعديد من الأحاديث النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما هو مرتبط بعدد ركعات صلاة التراويح أنها من أفضل الصلوات التي كانت بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيها من فضل كبير يعود عليه بالخير واكتساب الأجر العظيم، وكان من فضلها:
1- سببٌ لغفرانِ ما تَقدَّمَ من الذُّنوبِ
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي أشارت إلى أن صلاة التراويح سبب لغفران الذنب وتقبل التوبة من العبد، ومن تلك الأحاديث ما ورد عن أَبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال:
“كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غير أنْ يأمرَهم فيه بعزيمةٍ، فيقولُ: مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه“.
2- من أقامها كأنه أقام الليل
كما أن من يصلي وراء الإمام إلى أن ينتهي من صلاة التراويح يكتب عند الله سبحانه وتعالى وكأنه قد أقام تلك الليلة كاملة، والدليل على ذلك ما ورد عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال:
((قلت: يا رسولَ اللهِ، لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذه اللَّيلةِ)؟ فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ، حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ”.
3- من مات وهو مداوم عليها يعتبر من الشهداء عند الله
من الأمور التي أشارت إلى فضل صلاة التراويح ما ورد عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهنيِّ باعتبار أنه من مات وهو قائم على تأديتها يعتبر من الصديقين والشهداء، حيث قال
“جاءَ رجلٌ من قُضاعةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنِّي شهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ اللهِ، وصليتُ الصلواتِ الخمسَ، وصُمتُ رَمضانَ وقُمتُه، وآتيتُ الزكاةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن ماتَ على هذا كانَ من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ”
كيفية أداء صلاة التراويح
في إطار الإشارة إلى عدد ركعات صلاة التراويح يمكن توضيح الطريقة التي يتم تأدية صلاة التراويح حيث تصلى ركعتين كسائر الصلوات الأخرى ولكن في كل ركعتين يتم التسليم، فيقوم المصلي بالوضوء ويتوجه إلى القبلة متوضأ ثم يبدأ في التكبير بالإحرام.
يضع يده اليمنى على يده اليسرى بموضع الصدر، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح سرًا، ثم ينطق بالفاتحة وما تيسر من آيات القرآن الكريم ويستمر على صلاته كباقي الصلوات الأخرى ولكن الفرق بينها وبين صلاة الفرض أن التسليم فيها يتم كل ركعتين.
اقرأ أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة التراويح
القراءة في الصلاة التراويح
من السنن التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم حول ما يتعلق بالآيات القرآنية وطريقة قراءتها، فقد يسن القراءة الجهرية للآيات القرآنية كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده.
كذلك لا حرج على المسلم إن قرأ القرآن سرًا كما كان معتاد بالصلوات الأخرى، كذلك لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أي مقدار محدد للآيات القرآنية التي يلزم قراءتها في كل ركعة أو في الصلاة كمجمل.
لكن بعض أهل العلم أشاروا إلى أنه من المفضل أن يقرأ المسلم القرآن من بدايته في أول رمضان إلى نهايته وبهذا يكون قد ختم المصحف وهو يصلي صلاة التراويح في حالة إن لم يكن هناك مشقة على المرء أن يفعل ذلك.
وقت أداء صلاة التراويح
يبدأ وقت صلاة التراويح بصلاة الغروب الواجبة، ويفضل بعد السنة، لا قبل صلاة الغروب؛ لأنها سنة بعد صلاة الفريضة، وتستمر حتى الفجر، ولا تقضي صلاة التراويح بعد انقضاء وقتها.
اقرأ أيضًا: صلاة المائة ركعة في ليلة القدر
حُكمُ صَلاةِ التراويحِ في المسجدِ جماعةً
يفضل الأغلبية أداء صلاة التراويح في جماعة لما في ذلك من فضل كبير على المرء المسلم، وقد أشارت العديد من الأحاديث النبوية وأقوال أهل الفقه والعلماء إلى حُكمُ صَلاةِ التراويحِ في المسجدِ جماعةً وقد كان منها ما يلي:
هي إحدى السنن الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل على هذا قول عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها:
“أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلى في المسجدِ ذاتَ ليلةٍ، فصلَّى بصلاتِه ناسٌ، ثم صلَّى من القابلةِ، فكثُر الناسُ، ثم اجتمعوا من الليلةِ الثالثةِ، أو الرابعةِ، فلم يخرجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا أصبح قال: قد رأيتُ الذي صنعتُم، فلم يَمنعني من الخروجِ إليكم إلَّا أنِّي خشيتُ أن تُفرَضَ عليك“.
يشير هذا الحديث إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلى التراويح في المسجد ولكن ما منعه من الاستمرار هو خوفه من أن تصبح عليهم فرض من الفروض التي كتبت على الأمة، والمعنى من هذا أنها من الأفضل أن يتم تأديتها في المسجد.
أما عن تأدية صلاة التراويح للنساء فقد يجوز تأديتها في البيت في جماعة، على أن تقف المرأة الإمام للنساء في وسطهن وليس أمامهن كما هو الأمر الطبيعي.
كما يجوز للمرأة أن تكبر بصوت في صلاة التراويح وتجهر بقراءة القرآن الكريم ليستمع إليها المصليات معها.
صلاة التراويح فيها بركة للمسلم المؤدي لها، وهي واحد من السنن التي وردت عن الرسول للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى في الشهر الكريم.