اروع ما قيل في الثناء على الله
أروع ما قيل في الثناء على الله جلَّ جلاله هو تمجيده بأسمائه الحسنى، بالإضافة إلى ما جاء في كتاب الله الكريم وسنة رسوله، والثناء على الله يأتي بذكر صفاته العلى وأفعاله العظمى بالإضافة إلى ذكر آلائه ونعمه التي أنعم الله علينا بها، وفيما يلي عبر منصة وميض سنتعرف سويًا على أجمل وأروع صيغ الثناء على الله وأوقات القيام بذلك.
اروع ما قيل في الثناء على الله
الثناء على الله من صور التعبد وإجلال خالق الخلق، فذكر الله جلَّ جلاله بأجمل الصفات وأسمى العبارات يرفع من درجاتنا عند الله ويعلي من مكانتنا، فالثناء على الله لا يقوم به إلا المؤمن، ولا يقوى عليه إلا من يعلم ويوقن بكل خواطره وجوارحه أن الله تبارك وتعالى هو الواحد الأحد.
كما أن الثناء على الله يعني التصديق والإيمان بكونه المتفرد بهذه الصفات فلا إله سواه، ولا يتصف بهذه الأوصاف غيره، وصيغ الثناء على الله لا حصر لها، ولا يجب أن تكون محفوظة وبشكل معين، فالله أقرب لنا من أنفسنا، ويعرف ما نُريد قوله حتى دون أن نعبر عنه ونقوله.
من أروع ما قيل في الثناء على الله تبارك وتعالى هي أقوال نبينا العدنان محمد صلَّى الله عليه وسلم، فقد جاء في السنة النبوية الشريفة العديد من صيغ الدعاء التي تهدف إلى الثناء على خالق الكون وبارئه، بالإضافة إلى تمجيد ما في الله من صفات وخلاص يتفرد بها عن الجميع.
واحدة من أجمل صيغ الثناء على الله تبارك وتعالى التي جاءت على لسان رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم هو قول: {اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ}.
ففي الدعاء أعلاه تمجيد وتقديس للخالق تبارك وتعالى، كما أن التنزيه واضح لله جلَّ وعلا، فهو القائم بنفسه، والمقيم لغيره، وهو نور السماوات والأرض وهو الحق الذي لا إله إلا هو ولا يستحق العبادة سواه، وما يعِدُ به الله لا يُخلف.
فلقاؤه حق، وكُل ما جاء في قوله حقٌ لا راد ولا مانع له من نار أو جنة وقيام للساعة فهي آتية لا محالة، وعلى الله نتوكل، وبه نؤمن ونُسلم، ولا يغفر الذنوب ما أخفينا منها وما أعلنّا سواه، والله هو المقدم والمؤخر وليس هناك إلا غيره فخاب وخسر من قال غير ذلك.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قول اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد
أدعية الثناء على الله تبارك ذو الجلال والإكرام
صيغ الثناء على الله لا عد ولا حصر لها، فإن كل إجلالٍ وإعلاء لصفاته ووجهه الكريم يأتي ضمن الثناء على الله، ومن أروع ما قيل في الثناء على الله على سبيل الذكر وليس الحصر بلا شك ما يلي:
- أن الاللهم ربنا لك الحمد في الضراء قبل السراء، ولك الحمد اللهم في اللأواء قبل النعماء، ولك اللهم ربنا الحمد في الشدة قبل الرخاء، ولك ربي الحمد على حلمك بعهد علمك، ولك اللهم الحمد على عفوك بعد قدرتك، ولك الحمد على كُل شيء ما علمنا منه وما لم نعلم.
- سبحانك سبحانك اللهسبحانك اللهم بعدد ما خلقت، سبحانك اللهم بملء ما خلقت، سبحانك ربي بعدد ما في السماوات وما في الأرض وسبحانك بعدد ما بينهما، سبحانك اللهم بعدد كل شيء، وسبحانك اللهم بملء كل شيء في السماوات وفي الأرض، سبحانك ربي بعدد ما جاء وما أُحصي في كتابك.
- سبحان اسبحان الله الذي تسبح الملائكة بحمده، وسبحان الله الذي يسبح الرعد من خيفته، وسبحان الله الذي في النار عقابه، وفي الجنة ثوابه، وسبحان الله الذي في البحر سبيله، وفي الأرض سلطانه، تبارك الله وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد.
- اللهم تاااللهم إنك أنت بديع السماوات والأرض، أنت المنان ذو الجلال والإكرام، أنت الواحد الأحد، أنت الفرد الصمد، لا إله سواك، فلا شريك لك ولا ولد، سبحانك اللهم وبحمدك، بك نحيا وبك نموت، اللهم أنتَ عليٌ على العُلا فوق العُلا، اللهم أنت الحي القيوم، الحق المبين، الرحمن الرحيم، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة تبارك جلالك وتعالى سلطانك.
- تتباسبحانك اللهم لا إله إلا أنت، أنت ربي وخالقني، لا ملجأ منك إلا إليك، تباركت أسماؤك وتعالت صفاتك وجدك، لا إله غيرك، أنت الأول فليس هناك شيءٌ قبلك، وأنت الآخر فليس هناك شيءٌ بعدك، وأنت ربي الظاهر فليس هناك شيء فوقك، وأنت الباطن فليس هناك شيءٌ دونك، اللهم أنت السميع البصير لا إله إلا أنت وليس كمثلك شيء تباركت صفاتك وتعالت أسمائك.
- إلهي إن عملي صغير في جنب طاعتك، ولكنه قد كبر في جنب رجائك أملي، فلا إله سواك، وليس هناك من يضر غيرك أو ينفع، أنت ربنا وخالقنا وبارئنا فاغفر لنا وارحمنا وارزقنا بجناتك ونعوذ الله بك وبأسماؤك التامات وعظام صفاتك من أن نَضِل أو نُضِل، ومن أن نهوي في جهنم ونلقى عذاب السعير.
الثناء على الله تعالى من القرآن الكريم
بكل تأكيد أروع ما قيل في الثناء على الله هو قول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز، فمن يعلم الصفات بقدره، ومن أبلغ من الله في قوله ليُثني على نفسه، وفي قرآننا الكريم العديد من الآيات التي جاءت في تمجيد الله وإجلاله، فمن أروع ما قيل في الثناء على الله في كتابه العزيز ما يلي:
1- الآيات رقم 1 و2 من سورة سبأ
في هذه الآيات ورد صيغة من صيغ تمجيد الله وإعلائه، وهذه الآية تأتي ضمن أروع ما قيل في الثناء على الله من نفسه، فقد قال تبارك وتعالى في استهلال سورة سبأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ}.
يحمد الله تعالى نفسه بهدف الثناء بمضمون الدعاء، والحمد لله يأتي بوصف الجميل، والله تعالى اسمه وتبارك سلطانه له الأسماك الحسنى كافة، وله أوصاف الكمال التي ليست لأحدٍ غيره، فالله له ما في السماوات وما في الأربعاء كافة، وهو الحكيم الخبير المُستحِق للحمد والثناء في الدنيا والآخرة.
لا يخفى على الله ما في باطن الأرض مثل الماء، وما يخرج منها مثل النباتات وغيرها، كما أنه يعلم ما نُبديه وما نسره، بالإضافة إلى كون الله عليمٌ خبير بما ينزل من السماء وما يصعد ويعرج إليها، ومع كل صفات القوة وعظيم القدرات، الله رحيمُ بعباده، غفورٌ لما تقدم من ذنوبهم.
2- الآية رقم 255 من سورة البقرة
في سورة البقرة هناك العديد من صيغ الثناء التي أثنى الله بها على نفسه، لعل أشهرها هي آية الكرسي رقم 255 في هذه السورة، فقد قال الله تبارك وتعالى في هذه الآيات المباركة: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.
ليس هناك من هو أحق بالتنزيه والألوهية من الله تبارك وتعالى، ولا يستحق العبادة سواه، فهو الحي الذي تشتمل حوله كافة معاني الحياة بما يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وهو القيوم القائم على كل شيء في الدنيا والمقيم على عبادة، وهو الله الذي لا تغفل له عين فلا ينام ولا ينعس، فهو دائمًا يرانا ويكشف ما فينا وأعلم بما نعمل سرًا أو جهرًا.
كما أنه ليس لأحدٍ أن يتجاسر ويشفع عند الله إلا بإذنه، فرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شفيع أُمتنا بإذن الله وفضله على عباده، كما أن علم الله يحيط بكافة مخلوقاته في السماوات وفي الأرض وما بينهما، ولا يطلع على هذه الأمور سواه، وتحدث الله عن عرشه وكرسيه.
فقال تبارك وتعالى أن موضع قدميه يتسع للسماوات والأرض وما بينهما، ولا يعمل ذلك على إثقاله في شيء، كما أن الله يتعالى بصفاته، فهو الجامع لعظيم الصفات من عظمة وكبرياء وغير ذلك من الخصال السامية.
3- الآية رقم 28 من سورة الرعد
في هذه الآية من سورة الرعد نجد قول من أروع ما قيل في الثناء على الله تبارك وتعالى، وهي من خصال الله التي نحيها بها وتمدنا بكل ما هو طيب، فقد قال الله جلًّ وعلا في كتابه العزيز: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، نجد في هذه الآية واحدة من صفات الله العظيمة، وهذه الصفة تتغلل إلى نفوسنا فتُسعدنا وتُطمئننا.
يقول الله تبارك وتعالى أن من يرزقه بالإيمان وتوحيد الله وإجلاله، يكون قلبه مطمئنًا، وليس لبني آدم أي دخل في هذا الشعور، فالسبب في هذه الطمأنينة هو الله تبارك وتعالى، فإن هداك الله إلى سبيله، جعل طاعته تؤنس قلبك وتدفئه.
4- الآيات من رقم 1 وحتى رقم 6 من سورة الحديد
في هذه الآيات هناك أروع ما قيل في الثناء على الله وإبراز صفاته العظام، فقد قال تبارك وتعالى في كتابه الحكيم: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿1﴾ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿2﴾ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿3﴾ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿4﴾ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿5﴾ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۚ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿6﴾}.
آيات التسبيح من أروع ما قيل في الثناء على الله تبارك وتعالى، فالله تُسبح له كافة المخلوقات في السماوات والأرض وما بينهما، ما علمنا منها وما لم نعلم، وهو مالك كل ما فيهما، كما أن الله متفرد بقدرته على الإحياء والموت، وهو القادر على كل شيء في هذه الدنيا.
الله هو الأول فليس هناك قلبه، والله الآخر فليس هناك بعده، والله هو الظاهر فليس هناك فوقه، كما أنه الباطن فليس هناك دونه، بالإضافة إلى كون هذا القول إعلاء وإجلال لله، وتسليم بكونه العالم بكل شيء، ومن عظم قدرته أنه قام بخلق السماوات والأرض وما بينهما جميعًا في ستة أيام فقط.
الله تبارك وتعالى معنا في كل مكان، وهو العالم بكل شيء، فلا يخفى عليه ما فوق الأرض وما تحتها، وما يصعد إلى السماوات وما ينزل منها، فهو مالك كل شيء، وإليه ترجع الأمور والتدابير كافة، ومن آياته تتابع الليل والنهار، فجعلهما الله متكاملين.
يُدخل الله تبارك وتعالى ما ينقص من ساعات النهار في الليل فيزيد الليل، ويقوم بالعكس حيث إنه يُدخل ما ينقص من ساعات الليل في النهار فيزيد النهار، وهو العلام بما تخفيه أنفسنا وتكنه صدورنا.
الثناء على الله تعالى في سنة النبي العدنان
اشتملت السنة على العديد من صيغ تمجيد على الله وإجلاله وإعلاء فضله، وقيل فيها أروع ما قيل في الثناء على الله، فالله هو البارئ والخالق والعالم بكل شيء، وهو المتفرد بعظيم الخصال وحسن الأسماء، ومن الأحاديث النبوية الشريف التي اختصت بالثناء على الله كل ما يلي:
1- الحديث الذي جاء على لسان أم المؤمنين
جاء على لسان الزوجة الثالثة للرسول الكريم وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُثني على الله بقول: {سبحانك اللهمَّ وبحمدك وتبارك اسمُك وتعالى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُك}.
هذا الحديث فيه تسبيح لله تبارك وتعالى وتعظيم لمكانته وإجلال لأسمائه الحسنى، كما أن فيه إثناء على الله فهو الخالق الأوحد والإله الذي ليس له شريك أو ولد، فكما أن أعظم الذنوب هي الإشراك، فإن من أروع ما قيل في الثناء على الله هو التوحيد والإعلاء.
2- ما جاء على لسان أبي هريرة رضي الله عنه
من أجمل أحاديث الثناء على الله تبارك وتعالى هو ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، فقد قال الصحابي الجليل أبو هريرة:
{عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهُ كانَ يقولُ إذا أوى إلى فراشهِ اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ وربَّ الأرضِ وربَّ كلِّ شيءٍ فالقَ الحبِّ والنَّوى منزلَ التوراةِ والإنجيل والقرآنِ أعوذُ بكَ من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ أنتَ آخذٌ بناصيتِهِ أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلكَ شيءٌ وأنتَ الآخرُ فليسَ بعدكَ شيءٌ وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليسَ دونكَ شيءٌ اقضِ عنِّي الدَّينَ وأعِذْني منَ الفقر}.
في هذا الحديث وضح لنا رسولنا الكريم واحدةً من آداب النوم والخلود إلى الفراش، وهي من السنن التي كان رسولنا الكريم يداوم عليها باستمرار، فقد كان رسولنا الكريم يُثني على الله بتوحيده وإجلاله بكونه هو خالق كل شيء، ورب كل شيء، فهو فالق النوى لتطرح لنا الثمار وتأتي لنا بالأشجار.
الله تبارك وتعالى هو منزل التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، ونعوذ بالله من كل شر، والله هو الأول والآخر والظاهر والباطن، فليس هناك فوقه ولا تحته، وليس هناك قبله ولا بعده، كما أن الله تبارك وتعالى هو من يقضي الديون ويخرجنا من الفقر بإذنه وفضله سبحانه تعالى عما يشركون.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ذكر الله على جنابة
فضل الثناء على الله تبارك وتعالى
الثناء على الله تبارك وتعالى له العديد من الصور، ولكنها جميعًا تتشارك في الفضل، ففضل الثناء على الله جلَّ جلاله عظيم، فالله يُحب من يُثني عليه، ويرفع من درجاته ومكانته عنده، فالاعتراف بعظمة الله وفضله ونعمه من أجمل وأسمى أبواب الإيمان، وليس ما هو أجمل وأسمى من مدح الله وإعلائه.
جاء على لسان أشرف الخلق فيما يخص ثناء العبد على الله ما يلي: {ليسَ أحدٌ أحبّ إليهِ المدحُ مِنَ اللهِ – عز وجل – منْ أجْلِ ذلكَ مَدَحَ نفْسِهِ}، فالله يحب المدح، ويحب العبد الشاكر الحامد الذي يسبح بنعمته ويذكر فضله.
فالحمد لا يكون إلا لله، ومن فضل الثناء على الله هو اكتساب حب الله، على عكس توجيه الثناء للناس، فذلك يجعل الله يسخط عليك، وقد قال تبارك وتعالى في الثناء على الناس في الأمور التي وفقنا الله فيها ما يلي: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
فمن يحبون أن يثني عليهم العباد بما لم يفعلوا، لن ينجوا أبدًا من عذاب الله تبارك وتعالى، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فالثناء يجب أن يكون لله تبارك وتعالى، وإن لأقبح الأمور أن ينسب المرء الفضل له في شيء ليس له فيه ناقةٌ ولا جمل، ولا يقوى فيه على تحريك ساكن أو تغيير أي شيء.
اقرأ أيضًا: فضل حسبي الله ونعم الوكيل 1000 مرة
الثناء على الله جلَّ جلاله في الصلاة
يمكن التلفظ بأدعية الثناء على الله في أي وقت تريده، فالله دائمًا معنا، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، ولكن الجمع بين عظيم القول وعظيم الطاعات بلا شك له ثواب عظيم وأثرٌ طيب لا يمكن إخفاؤه، ونتيجة لذلك جاء الثناء على الله في الصلاة مشرعًا ومسنونًا، ومن صيغ الثناء على الله في الصلاة كل مما يلي:
جاء في صحيح مسلم على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ابن عم رسولنا الكريم أن سيدنا محمد كان يثني على الله باستفتاحه واستهلاله للصلاة، فقد قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه عن سيدنا محمد: {أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ، وإذَا رَكَعَ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي، وإذَا رَفَعَ، قالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الأرْضِ، وَمِلْءَ ما بيْنَهُمَا، وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ، وإذَا سَجَدَ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ، ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ}.
هذا الدعاء من عظيم القول، فبلا شك هو من أروع ما قيل في الثناء على الله تبارك وتعالى، فالله فاطر السماوات والأرض، وهو الواحد الأحد فليس له من شريك ولا ولد، فالصلاة لله، والموت والحياة لخالق الخلق، وكافة المناسك له وحده.
الله ملك الملك ورب العالمين أجمعين، ونحن عبادٌ نُخطئ، فإن لم يغفر لنا الله نضل ونصلى عذابًا أليم، فلا يغفر الذنوب سواه، ولا يهدي للحق إياه، تبارك الله وتعالى مالك الخير ومانع الشر إن شاء، له نركع وله نخشع وباسمه وصفاته نسبح ونصلي، فتخشع له كافة الخواطر والحواس إجلالًا وتسبيحًا وتقديرًا.
السجود إجلال وإعلاء لله تبارك وتعالى، فهو خالقنا ومصورنا ومن يشق السمع والأبصار، الله سبحانه وتعالى هو الخالق فخلقنا وأحسن التصوير، ولا يقدر غيره على ذلك، وهو الوحيد القادر على أن يغفر لنا ويرحمنا، وهو العالم بما نُسر وما نعلن، وأعظم وأروع ما قيل في الثناء على الله تباركت صفاته وتعالى سلطانه هو لا إله إلا الله.
التسبيح من أنواع الثناء على الله، والحمد كذلك في السراء والضراء، وعلينا أن نكون على يقين أنه ثناؤك على الله لن يفيد الله ولن يضره، فالله أعلى وأسمى من ذلك، فصفاته الحسنى وخصاله لن تتغير مثقال ذرة زيادة أو نقصان.