أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا
أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا هي بعض القصائد التي قالها الشعراء عرفانًا منهم بقوة اللغة وكثرة مرادفاتها، فاللغة العربية بحر واسع، لا يمكن لأي من الأشخاص الوصول إلى أعماقه، لكن بالطبع سيحب من يقف على شاطئها أن يسبح فيه حتى يتزود منه، لذا ومن خلال منصة وميض، سوف نتعرف على أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا.
أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وأول آية نزلت منه، كانت الأولى من سورة العلق حينما قال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرأ” فهي مجمع اللغات وفيضًا من المفردات ومواطن الجمال.
فحينما نشرع في أن نقرأ أيًا من النصوص المترجمة، نجد أنها خالية من المشاعر التي قد تمس قلوبنا كما في اللغة العربية، بل إننا نستشعر الأمر بشكل أكبر إن كان ذلك النص المترجم هو القرآن الكريم، فلو لم تكن لغته هي الأقوى والأفضل على الإطلاق، لِما كان الله لينزل بها.
فلغة الضاد هي أفضل وأسمى اللغات على وجه الأرض، وهي اللغة التي من شأنها أن تقوم بتوصيل المعنى بالوصف الدقيق دون أن يكون هناك معاناة في فهم المفردات، والجدير بالذكر أنه في تلك اللغة نجد العديد من المصطلحات التي تعبر عن كلمة واحدة.
هذا إن دل على شيء، فإنما يدل على سعة آفاقها، واشتمالها على العديد من الجوانب، فهي اللغة المميزة لغة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتشريعاته التي أنزلها الله عز وجل في القرآن الكريم.
لذا كان لابد من تسليط الضوء على أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، حتى يتأكد الشخص من أن الشعراء قد أحسنوا استخدام مفرداتها في مدح ذاتها، مما يلفت أنظارنا إلى مدى حبهم وعشقهم لتلك اللغة.
فالآن أترككم مع العديد من القصائد، والتي اندرجت تحت مسمى أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا لنتعرف عليها سويًا من خلال ما يلي:
1- أم يكيد لها من نسلها العقب
مصطفى صادق الرافعي من أقوى وأفضل الشعرء الذين عرفهم التاريخ، حيث كان له العديد من القصائد والدواوين في مختلف المجالات، إلا أن حبه للغة العربية كان واضحًا من خلال قصيدة (أم يكيد لها من نسلها العقب)، لذا فهي تعد من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا.
ذلك ليس لكونها قد تشكلت من أبيات سهلة الفهم فحسب، ومن أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، فهو المعتاد من الشاعر المتفرد، لكن أيضًا احتوت تلك القصيدة على الكلمات التي تعبر عن فخر الشاعر واعتزازه بلغته الأم.
فهو يرى أنها لغة غير قابلة للانتقاد، ولا يوجد أي من لغات العالم التي من الممكن أن تكون نظيرة لها أو أن تضاهيها في تأثيرها على المشاعر والوجدان، لذا دعونا نتعرف على تلك الأبيات الشعرية القوية التي تكونت منها القصيدة، حيث أتت على النحو التالي:
أمٌّ يكيدٌ لها من نسلها العقبُ
ولا نقيضةٌ إلا ما جنى النسبُ
كانتْ لهمْ سببًا في كلِّ مكرمةٍ
وهم لنكبتها من دهرها سببُ
لا عيبَ في العربِ العرباءِ إن نطقوا
بينَ الأعاجمِ إلا أبهم عربُ
والطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما
عندَ العرابِ يزكى البلبلُ الطربُ
أتى عليها طوالَ الدهرِ ناصعةً
كطلعةِ الشمسِ لم تعلق بها الريبُ
ثمَّ استفاضتْ دياجٍ في جوانبها
كالبدرِ قد طمستْ من نورهِ السحبُ
ثم استضاءتْ فقالوا الفجرُ يعقبهُ
صبحٌ فكَانَ ولكن فجرها كذبُ
ثم اختفتْ وعلينا الشمسُ شاهدةٌ
كأنها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُ
سلوا الكواكبَ كم جيلٍ تداولها
ولم تزلْ نيّراتٍ هذهِ الشهبُ
وسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ
قديمةٍ جدّدتْ من زهوها الحقبُ
ونحنُ في عجبٍ يلهو الزمانُ بنا
لم نعتبرْ ولبئسَ الشيمةَ العجبُ
إن الأمورَ لمن قد باتَ يطلبها
فكيفَ تبقى إذا طلابها ذهبوا
كانَ الزمانُ لنا واللسنُ جامعةٌ
فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلبُ
وكانَ من قلبنا يرجوننا خلفًا
فاليومَ لو نظروا من بعدهم ندبوا
أنتركُ الغربَ يلهينا بزخرفهِ
ومشرقُ الشمسِ يبكينا وينتحبُ
وعندنا نهرٌ عذبٌ لشاربهِ
فكيفَ نتركهُ في البحرِ ينسربُ
وأيما لغةٍ تنسي امرًا لغةً
فإنها نكبةٌ من فيهِ تنسكبُ
لكم بقى القولُ في ظلِّ القصورِ على
أيامُ كانتْ خيامُ البيدِ والطنبِ
والشمسُ تلفحهُ والريحُ تنفحهُ
والظلُّ يعوزهُ والماءُ والعشبُ
أرى نفوسَ الورى شتى وقيمتها
عندي تأثُّرها لا العزُّ والرتبُ
ألم ترَ الحطبَ استعلى فصارَ لظىً
لما تأثرَ من مسِّ اللظى الحطبُ
فهل نضيعُ ما أبقى الزمانُ لنا
وننفضُ الكفَّ لا مجدٌ ولا حسبُ
إنَّا إذًا سبةٌ في الشرقِ فاضحةٌ
والشرقُ منا وإن كنا به خربُ
هيهاتَ ينفعُنا هذا الصياحُ فما
يجدي الجبانُ إذا روَّعته الصخَبُ
ومنْ يكنْ عاجزًا عن دفعِ نائبةٍ
فقصرُ ذلكَ أن تلقاهُ يحتسبُ
إذا اللغاتُ ازدهرت يومًافقد ضمنتْ
للعُرْب أي فخارٍ بينها الكتبُ
وفي المعادنِ ما تمضي برونقهِ
يدُ الصدأ غير ألا يصدأ الذهبُ
اقرأ أيضًا: شعر للمتنبي عن الحب
2- قصيدة رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
القصيدة التالية من أفضل أهم وأجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، خاصةً أن من قام بكتابتها هو شاعر النيل حافظ إبراهيم، ذلك الشاعر المصري الذي له العديد من القصائد الشعرية، والتي إن دلت على شيء، فإنما تدل على حبه لموطنه وتمسكه به وغيرته على لغتنا الجميلة.
فاللغة العربية لها شأنها وقيمتها وسط اللغات، ومهما حاولوا أن يأتوا بآخر ما فيها، سيجدون أنهم لم يصلوا إلى حتى مقتبلها أو بدايتها، فمن أراد أن يتزود منها عليه أن يعلم أنه سوف يغرق في حبها لا محالة.
لذا سوف نتعرف على أبيات قصيدة (رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي) لقائلها شاعر النيل، والتي تعد من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، حيث على النحو التالي:
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالًا وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظًا وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزًّا وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّنًا
فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَومًا عَلِمتُمُ
بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُمًا
يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ
حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقًا
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً
فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى
لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى
وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
3- أنا لا أكتب إلا لغة
أما الآن فهيا بنا إلى دولة العراق التي أخرجت لنا شاعرة من أقوى الشعراء في الوطن العربي، وهي صباح الحكيم، والتي استطاعت بفضل خبرتها في المجال الشعري، وحسن انتقائها للمفردات، علاوة على أسلوبها السهل في الإلقاء، أن يكون لها الشعبية الكبيرة في ذلك الوسط من خلال العديد من الدواوين.
إلا أن قصيدة أنا لا أكتب إلا لغة، تعد من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، والتي من الممكن أن يحفظها الأطفال والكبار كونها تتناسب مع كافة الفئات العمرية، كما لا تحتوي على المفردات التي قد نحتاج للكشف عنها في المعجم نظرًا لصعوبتها.
لذا هيا بنا نستكمل أمسيتنا الشعرية من في سياق تناول أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، وذلك من خلال أبيات القصيدة، والتي جاءت على النحو الآتي:
أنا لا أكتب إلا لغة
في فؤادي سكنت منذ الصغرْ
لغة الضاد وما أجملها
سأغنيها إلى أن أندثرْ
سوف أسري في رباها عاشقًا
أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ
لا أُبالي بالَذي يجرحني
بل أرى في خدشهِ فكرًا نضرْ
أتحدى كل مَنْ يمنعني
إنه صاحب ذوقٍ معتكرْ
أنا جنديٌ وسيفي قلمي
وحروف الضاد فيها تستقرْ
سيخوض الحرب حبرًا قلمي
لا يهاب الموت لايخشى الخطر
قلبيَ المفتون فيكم أمتي
ثملٌ في ودكم حد الخدرْ
في ارتقاء العلم لا لا أستحي
أستجد الفكر من كلِ البشرْ
أنا كالطير أغني ألمي
وقصيدي عازفٌ لحن الوترْ
السوري سليمان العيسى
أنا ما بَرِحْتُ، تألُّقـًا وسَنَا
لُغَـةُ العُروبةِ والبَقَـاءِ أنَا
في بُـرْدِيَ التاريخُ، أنْسُجُهُ
شِـعْرًا ونَثْـرًا، أبْهَـرُ الزَّمَنَا
أطْوِي العُصُورَ، وما شـكَوْتُ بِها
في بُنْيَتِي ضَعْفًا ولا وَهَنَا
عُمْرِي هُوَ التـاريخُ، لاتَسَـلُوا
عـن مَوْلِدي، في فَجْرِهِ اقْتَرَنا
ضِعْتُمْ عَنِ الدُّنيا، وضَيَّعَني
عَنكُمْ سَـوَادُ الليـلِ مَـرَّ بِنا
هُـوَ عابِـرٌ، لُمُّـوا شَتَاتَكُمُ
وتَشَــبَّثُوا بِروائِعـي وَطَنا
عُــودوا إِلى صَدرِي أُوَحِّـدُكُمْ
أنـا أُمُّكُـمْ، أُمُ اللُّغَـاتِ أَنــا
وسَـلُوا الحضَارةَ، أَيُّ سـاطعةٍ
في الفكـرِ لم أصْلُحْ لها سَــكَنا؟
اقرأ أيضًا: الشعر العربي القديم والتعبير عن الذات
4- قصيدة هام الفؤاد بروضك
أراد الشاعر جاك صبري شماس أن يوضح لنا كيف يمكن لشخص أن يكون متعلقًا بلغةٍ ما إلى حد العشق، فاللغة العربية تسكن قلبه، ويشعر بالفخر حين ينطق بها شعرًا لا يمكن أن يمس قلوبنا إن لم بتلك اللغة الجميلة.
فعلى الرغم أن الشاعر من شأنه ألا يكون من أشهر الشعراء، إلا أن شعره قد رأى النور كونه باللغة العربية القوية والمعاني التي لا يمكن أن نجد لها نظير في أي من اللغات الأخرى، لذا سوف نتعرف على أبيات رائعة كونت قصيدة من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، حيث أتت على النحو التالي:
هام الفـؤاد بروضـك الريان
أسمى اللغات ربيبة القرآن
أنا لن أخاطب بالرطانة يعربا
أو أستعير مترجمًا لبياني
أودعت فيك حشاشتي ومشاعري
ولأنت أمي والدي وكياني
لغة حباها الله حرفًا خالدًا
فتوضعت عبـقًا على الأكوان
وتلألأت بالضاد تشمخ عـزةً
وتسيل شهدًا في فم الأزمان
فاحذر أخي العربي من غـدر المدى
واغرس بذور الضاد في الوجدان
ماكان حرفك من “فرنسا” يقتدى
أو كان شعرك من بني “ريغان”
ولئن نطقت أيًا شـقيقي فلتقـل
خيـر اللغات فصـاحة القرآن
5- لغة الكتاب لقد جفاك
اللغة العربية، لغة الضاد، لغة القرآن، لغة الكتاب، هي أم اللغات التي لها العديد من الألقاب، فعلى الرغم أنها قد تكونت من 26 حرفًا فقط، إلا أنه عندما نفكر في الكلمات التي تنطق بها، فنحن في حاجة إلى بحار وأنهار ومحيطات نستعملها كحبر، فإن تلك الأنهار من شأنها أن تنفذ دون الانتهاء من كتابة كافة معانيها.
فاللغة العربية من اللغات التي احتوت على الكثير من المصطلحات التي تجعل للشعراء الرغبة الكبيرة في التفقه فيها من كافة الجوانب، فنحن الآن في صدد التعرف على قصيدة من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا كتبها الشاعر فواز اللعبون.
حيث احتوت على الكثير من الأبيات ذات المعاني المصقلة التي تشعرنا بجمال وروعة المفردات اللغوية، كما أنه امتاز بالأسلوب الرائع الذي يدخل القلب دون عناء، لذا دعونا نطلق العنان لمخيلتنا وننطلق في سماء اللغة العربية الرائعة، وذلك من خلال ما يلي:
لغة الكتاب لقد جفاك بنوك
ونسوا حقائق جمة ونسوك
ومضوا بلا رشد فما لمحوا الهدى
وتعثروا في دربك المسلوك
جعلوك قيدًا والقيود محيطة
بهم وقد ألفت وما ألفوك
غرسوا الونى في جذعك العالي ولم
تجدي محبا وامقا يأسوك
أودى بجدتك الزمان وما نرى
إلا عنيدًا لم يزل يجفوك
إن الذين جنوا عليك حثالة
قتلوا الحضارة عندما قتلوك
سفكوا دمًا ما كان أطيب نشره
ويلي على ذاك الدم المسفوك
أين الأباة السالفون وعهدهم
بك إذ حضارات الورى تقفوك؟
باليت شعري والديار بلاقع
هل انت باقية كما عهدوك؟
أيام كنت فخار كل مفاخر
ولسان سادات مضوا وملوك
أيام كنت حديقة فواحة
يلهو النسيم بسرك المهتوك
أترينهم علموا بحالك بيننا
ورأوا مصيرك بعدما تركوك
ودروا بما لاقيت من أعراضنا؟
لا ما دروا إذ لو دروا نصروك
ولقام خلفك من بني الصحراء من
يأبى حياة الخامل المتروك
ولسل سيف العز في وجه الألى
ألقوا عليك عباءة المملوك
ولقام خلفك سيبويه مشمرًا
يبنى دعائم سورك المدكوك
عذرا فما نسطيع حفظك بعدهم
إلا إذا أعداؤنا حفظوك
اقرأ أيضًا: شعر شعبي عراقي عن الاشتياق
6- قصيدة لغة القرآن
تلك القصيدة التي كتبها حمد بن خليفة أبو شهاب، وهو معددًا مآثر اللغة العربية، فهي من أروع القصائد التي تبين حبه للغتنا الرائعة التي وصفها بأنها شمس الهدى، وهو وصف بالغ من أنه أن يوضح كما أن لتلك اللغة الكثير من المشاعر الحانية داخل قلب من كتب تلك الأبيات الرائعة.
لذلك سنتعرف على أبيات تلك القصيدة كونها من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، والتي لن نمل من قراءتها، كونها تتنقل بين المعاني الجميلة والمرادفات الرائعة التي أخرجت لنا أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، فهيا بنا على الفور نقرأ الأبيات التالية:
لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة؟
أحدثت في مسمع الدهر صدى
مثلما أحدثته في عالم
عنك لا يعلم شيئًا أبدًا
فتعاطاك فأمسى عالِما
بك أفتى وتغنى وحدا
إن أردتم لغة خالصة
تبعث الأمس كريمًا والغدا
فلها اختاروا لها أربابها
من إذا حدث عنها غرّدا
وأتى بالقول من معدنه
ناصعًا كالدُر حلى العسجدا
يا وعاء الدين والدنيا معًا
حسبك القرآن حفظًا وأدا
بلسان عربي نبعه
ما الفرات العذب أو ما بردى
كلما قادك شيطان الهوى
للرّدى نجاك سلطان الهدى
7- قصيدة يا أمير أهدى إلى لغة
على الرغم من قلة أبيات تلك القصيدة، إلا أنها أيضًا من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، نظرًا للمدح الرائع بالأسلوب الراقي الذي احتوته تلك القصيدة مشيرة إلى لغتنا الجميلة، لذا سنتعرف على القصيدة التي تحمل عنوان يا أمير أهدى إلى لغة، حيث أتت على النحو التالي:
يَا أَمِيرًا أَهْدَى إِلَى لُغَةِ الضَّادِ
كُنُوزًا مِنْ عِلْمِهِ وَبَيَانِهْ
ذَلِكَ المِعْجَمُ الزِّرَاعِيُّ قَدْ كَانَ
رَجَاءً حَقَّقَتْهُ فِي أَوَانِهْ
عَمَلٌ لا يُكَادُ يَقْضِيهُ إِلاَّ
مَجْمَعٌ بِالكَثِيرِ مِنْ أَعْوَانِهْ
دُمْتَ ذُخْرًا لَهُ مَآثِرُهُ فِي
نَفْعِ هَذَا الحِمَى وَفِي رَفْعِ شَأْنِهْ
اقرأ أيضًا: خصائص الشعر في العصر الجاهلي
8- قصيدة خدي كل شيء
نزار قباني، ذلك الاسم حينما نشرع في قوله، لا يأتي في ذهني سوى مقولة “وهل يخفى القمر؟”، فهو من أشهر شعراء الوطن العربي، فهو الرائع الذي ولد في سوريا وتلمذ على يد أساتذته الكرام، والتحق بالسلك الدبلوماسي، إلا أنه رأى أنه لا مكان له فيه لفترة طويلة.
مما دفعه إلى تركه من أجل شق طريقه في مجال الشعر، وهو الذي خول له أن يكتب العديد من الدواوين التي لا تزال تدرس إلى الآن، فنزار قباني من أكثر الشعراء شهرة في الوطن العربي والعالم أجمع.
فالقصيدة بعنوان خذي كل شيء تريدنه، وهي من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، تتحدث عن حبه ورغبته في أن تكون اللغة العربية هي المتفردة في قلبه، فهو لم يعاملها على أنها مجرد حروف، بل شخصها لتسكن قلبه وتملأ كيانه، وهو المعتاد من الشاعر العظيم نزار قباني، لذا فهيا بنا إلى الأبيات الشعرية والتي أتت على النحو التالي:
خذي كل شيءٍ تريدينه
واتركي لي لغتي
فأنا بحاجةٍ حين تكونين معي
إلى لغةٍ جديدةٍ أحبك بها
وأمشط شعرك بها
وأغسل أقدامك بها
وأغطيك بحنان حروفها،
عندما تنامين
إنني أعرف أنك من أقدم اللغات
ومن أخصب اللغات
ومن أصعب اللغات
ولكنني بحاجةٍ حين تكونين معي
أن أصنع معجزةً صغيره
أتحدى بها نهديك الرافضين لكل شيء
والقادرين على كل شيء
بحاجةٍ إلى لغةٍ ثانية
أتفوق فيها على جسدك الخرافي
وأرفع فيها بيارقي
على أبراجك التي لا تغيب عنها الشمس.
بلا لغتي
أنت امرأةٌ مثل باقي النساء
وبها، أنت كل النساء
بلا لغتي
أنت إشاعة امرأة
قصاصة امرأة
مشروع امرأة
رسمٌ تجريديٌ لم يستوعبه أحد
ومخطوطةٌ شعريةٌ
كتبت بحبرٍ سري
ولم ينتبه إليها الناشرون
بلا لغتي
أنت إسورةٌ بلا معصم
وملكةٌ بلا شعب
ووطنٌ بلا مواطنين
وكنيسةٌ بلا مصلين
وقصيدةٌ جميلةٌ لم يقرأها أحد
وها أنذا جئت لكي أعلم الناس
كيف يتهجونك
بلا لغتي
أنت فراشةٌ من حجر
لا تحط ولا تطير
وبيدرٌ لا تهاجمه العصافير
وجزيرةٌ لا تقصدها المراكب
وشفةٌ مكتظةٌ بالعنب
لكنها
لا تعرف طعم النبيذ
بلا لغتي
لن تجدي مرآةً تتمرين بها
ولن تجدي مكحلةً تتكحلين بها
ولن تجدي حلقًا تضعينه في أذنيك
أصفى من دموعي
فكلماتي هي مراياك
ومفرداتي هي أدوات زينتك
فخذي كل شيء تريدينه
واتركي لي لغتي
فهي صولجان مجدك
وإكليل الغار على جبينك
وهي العصفور الجميل الذي سيحملك على جناحيه
ويطير بك حول الكرة الأرضية
بلا لغتي
أنت كتابٌ لا يزال تحت الطبع
وقبلةٌ مؤجلة التنفيذ
وصلصالٌ لم يتشكل بعد
ووردةٌ لم تكتشف عطرها بعد
ونهدٌ لم يعرف ما اسمه بعد
فهو ينتظرني حتى أسميه
خذي كل شيء تريدينه
واتركي لي لغتي
فهي الورقة الوحيدة التي بقيت في يدي
والحصان الأخير الذي أقامر عليه
لقد ربحت حتى الآن عشرات الجولات
وهزمتني عشرات المرات
في معركة الحب
فاسمحي لي أن أنتصر عليك
ولو لمرةٍ واحدة
في معركة الكلمات
9- قصيدة وسعت كتاب الله
كتاب الله عز وجل لا يوجد في العالم أجمع ما هو أقيم منه على الإطلاق، فكلمات الله كتبت بحروف أغلى من النور، وحينما أرسل الله بها جبريل عليه والسلام وكانت باللغة العربية، فكان ذلك تكريمًا وتشريفًا لها، وإشارة إلى أنها أغلى اللغات وأقيمها على الإطلاق.
لذا سوف نتعرف على قصيدة وسعت كتاب الله فهي من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، والتي تؤكد كم هي غالية ولا يمكن لأي من اللغات مبارزتها، حيث أتت الأبيات على النحو التالي:
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظًا وغايةً
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
اقرأ أيضًا: أنواع النصوص في اللغة العربية وأهمها
10- قصيدة بكم يا رفاق
بكم يارفاق أيضًا من القصائد التي تعد من أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا، والتي كتبها الشاعر الحاني جمال مرسي، والذي أوضح لنا من خلال قصيدته، أن الأمر ليس مقترنًا باللغة وحدها قدر ما أنها تمس القلب وتسمو بالروح عاليًا، لذا سوف نتعرف على أبيات تلك القصيدة الرائعة، وذلك عبر السطور التالية:
بكم يا رفاق بِكُم يا رفاقُ تسامى الشُّعُورْ *** وضَوَّأَتِ القلبَ هالاتُ نورْ
بِكُم عادَ للشِّعرِ ذاكَ البريقُ *** وفَاحَتْ بِعطرِ الصفاءِ الزهورْ
ورَدَّدَ كُلُّ قَصِيٍّ ودانٍ *** غناءَ البلابلِ، شدوَ الطيورْ
فَوَاللهِ يا سادةَ الحرفِ إنِّي *** أكادُ بِصحبتِكم أنْ أطيرْ
هو الشِّعرُ جمَّعنا رغم نأيٍ *** على الخيرِ نبعثُ مَيْتَ الضميرْ
هو الشِّعرُ عُشبٌ نما في الخيالِ *** سقتهُ التجاربُ ماءَ الشعورْ
جميلُ البيانِ يُذِيبُ الفؤادَ *** وسِحرُ البلاغةِ كأسٌ تدورْ
شَرِبتُ فأُثمِلْتُ من رشفةٍ *** وغُيِّبتُ لكنْ بِفَوْحِ العبيرْ
وزِدتُ انتشاءً فَخِلْتُ مكاني *** مع الشَّمسِ في عالياتِ القصورْ
وحينَ اْدلَهَمَّت خُطُوبٌ سَمِعتُ *** لكم في الصدورِ قلوبًا تمورْ
كأنَّ صدى نبضِها إذ يُدوِّي *** هديرٌ، ونبْضاتُها كالزئير
تُتَرجِمُ إحساسَهَا طلقةً *** تَدُكُّ صُروحَ الخنا والغرورْ
وتَرجُمُ بالحَرفِ سَمْعَ اللئيمِ *** وتَحرِقُ وجهَ عدوٍ حقيرْ
هُوَ الشِّعرُ كالنارِ عند الوغى *** وفي السِّلمِ تلمسُهُ كالحريرْ
هُوَ الشِّعرُ واحةُ حُبٍّ ألوذُ *** بها حين يشتدُّ لفحُ الهجيرْ
هُوَ الشِّعرُ لي وطنٌ إن هَجَرتُ *** ثراهُ أعِشْ في شقاءٍ مريرْ
إلى لُغَةِ الضَّادِ كان انتمائي *** وإنِّي بميراثِ قومي فخورْ
عَشِقتُ القصيدةَ من كُلِّ قلبي *** وكلٌّ إلى ما يُحبُّ يسيرْ
هِيَ النيلُ يجري زلالًا ويروي *** عِطاشًا ويُهدي كؤوسَ الحُبُورْ
هِيَ النَّهرُ والبحرُ والقَطرُ والزَّهْرُ.. *** والعِطرُ والسِّحرُ عَبرَ العُصُورْ
هِيَ الخِلُّ والطَّلُّ والنخلُ والحقلُ.. *** والعقلُ والنُّبلُ وهْيَ السَّفيرْ
هِيَ الحُبُّ يسري كمثلِ النسيمِ *** بقلبِ الغَنِيِّ وقلبِ الفقيرْ
هِيَ النُّورُ يسري بداجي الظَّلامِ *** لِعينِ البصيرِ وعينِ الضريرْ
فَذُودوا معي يا رفاقَ الحُروفِ *** عن الشِّعرِ جاءَ بِكُم يَستجيرْ
يَقُولُ: ألا أنقذوني فإنِّي *** وقد حاولوا هدمَ صرحي.. أسيرْ
غريبًا أعيشُ ومُستَغرَبًا *** وقد كُنتُ ديوانَكم والغديرْ
وكنتُ الأميرَ على كلِّ فنٍّ *** فجاءَ زمانٌ يُذِلُّ الأميرْ
طَغَت فيهِ أوجُهُ كُلِّ قبيحٍ *** على كُلِّ غَضِّ المُحَيَّا نضيرْ
أناشِدُكُم بالذي تعشقونَ *** ولي أمَلٌ في العليِّ القديرْ
أجمل ما قيل عن اللغة العربية شعرًا من شأنه أن يثبت أن تلك اللغة غنية بالكثير من مواطن الجمال، ولا يمكن أن يكون لها منافس مهما بلغت اللغات الأخرى من قوة وثقل.