فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء
ما فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء؟ وما سبب نزول السورة؟ إن سورة البقرة من أعظم السورة في كتابه الكريم، وتضمن الكثير من القصص والحكم، وتمنح السورة قارئها الراحة والطمأنينة، كما أنها تطرد الشياطين وتمنع الحسد وفيها تحصين للمسلم من المس والأذى من الجن، لذا من خلال منصة وميض سنذكر لكم كافة التفاصيل عن فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء، من خلال السطور الآتية.
فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء
جاء عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة، فالدعاء بعد سورة البقرة تحقيقًا لأمر الله تعالى في قوله في سورة الأعراف: «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً * إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»”.
حيث إن سورة البقرة هي سلاح المؤمن ضد شياطين الإنس والجن وبالدعاء يتقرب المؤمن لله عز وجل ومن أهم فوائد وفضل سورة البقرة في استجابة الدعاء ما يلي:
- تشمل سورة البقرة آية الكرسي وذلك كفيل يجعلها أعظم سورة في القرآن.
- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»
- بالمداومة على قراءة سورة البقرة تجعله أقرب إلى ربه تعالى، مما يزيد من استجابة دعائه بإذن الله.
- صلاة ركعتين ثم الدعاء وقراءة سورة البقرة يجعل الدعاء بإذن الله مستجاب.
- لا يكون من الضروري قراءة سورة البقرة عدد معين من المرات لاستجابة الدعاء ولكن في قراءتها بركة وخير.
- تحصن قراءة سورة البقرة المسلم من العين والسحر، وهذا لِما ورد عن قوله صلى الله عليه وسلم: “اقرؤا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة“
- تحمي قراءة سورة البقرة قارئها من الشياطين، حيث إنها تمنع تواجدهم في المكان التي تقرأ فيه السورة.
- قراءة سورة البقرة تشفع لقارئها يوم القيامة وترفع درجته عند الله ولذلك يحب الله قارئها ويستجيب دعواته.
- قراءة سورة البقرة تجعل المسلم قريب من الله ويبقى في معيته.
- ينزل الله على عباده الخير والرزق عند مداومته على قراءة سورة البقرة.
اقرأ أيضًا: آخر آيتين من سورة البقرة
سبب نزول سورة البقرة
بعد التطرق إلى معرفة فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء، نتطرق إلى سبب نزول سورة البقرة حيث لم يرد روايات كثيرة فيها، ولكن أجمع العلماء على واحدة فهذه الأقرب إلى الصحة وما روي عن مجاهد بأنه قال: “أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين وثلاث عشرة بعدها نزلت في المنافقين“، نوضح أسباب نزول بعض الآيات من السورة في السطور الآتية:
- قوله تعالى “إن الذين كفروا”: قال بعض العلماء أنها نزلت في أبي جهل وأهل بيته.
- قال الله عزَّ وجلّ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ): قال اليهود أن سبب نزول تلك الآية هي تحويل القبلة من موضعها الأول وهو البيت المقدس إلى موضعها الأبدي وهو الكعبة الشريفة.
- قال الله عزَّ وجلّ: “مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ..”: نزلت تلك الآية عندما كان المسلمون يتجهزون لغزوة تبوك وجاء عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه لرسول الله أنه يخرج زكاة أربعة آلاف، فجاء عثمان بن عفان وتعهد بتجهيز من لا جهاز له للخروج للغزوة.
- قال الله عزَّ وجلّ: “وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ..”: نزلت تلك الآية في حادثة عبد الله بن رواحة أنه كان له أمة سمراء فلطمها فأتى النبي وأخبر عبد الله عنها أنها تصلي وتصوم وتحسن الوضوء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنها مؤمنة يا عبد الله فقال عبد الله والله لأتزوجها”.
اقرأ أيضًا: الأحلام بعد قراءة سورة البقرة وفضلها للمحسود وأعراض الشفاء
أسباب نزول آيات سورة البقرة
نستكمل معًا سبب نزول سورة البقرة وآياتها، بعد التعرف على فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء، وذلك من خلال الآتي:
- قال الله عزَّ وجلّ: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..”: نزلت تلك الآية بسبب منع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من دخول المسجد الحرام، وذلك بسبب منع اليهود له في عام الحديبية.
- تجرأ اليهود وطلبهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصف الله عز وجل وفي ذلك نزلت آية قال الله عزَّ وجلّ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ).
- نزلت قوله تعالى: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ..”: عندما جاء وفد نجران المسيحي وجاء اليهود وحدثت بينهم مناظرة وتعالت أصواتهم وصمم كلًا منهم أن الآخر ليس على شيء.
- قال الله عز وجل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى): جاءت تلك الآية عندما كان في الجاهلية أن المرأة عندما تحيض لا يأكلون أو يشربون معها ويخرجونها من البيت حتى تنتهي من حيضها.
- قال الله عزَّ وجلّ: “وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ..”: جاءت تلك الآية عندما زوج معقل ابن يسار أخته لأبن عمه ومكثت عنده ثم طلقتها بعد فترة، وقضت عدتها، وبعد ذلك أحبها وأحبته وأراد أن يتقدم لها مع الخاطبين، فقال له أخيها أنا أعطيتها لك كزوجة ثم طلقتها، والآن تريد أن تخطبها فلن أعطيها مرة ثانية.
- قال الله عزَّ وجلّ: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ…”: نزلت تلك الآية عندما أمر الرسول المسلمين بإخراج زكاة للفكر فجاء رجل بتمر رديء.
- قال الله عزّ وجلّ: “وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ..”: نزلت تلك الآية عندما حلف أبي بكر الصديق أنه لن ينفق على ابن خالته عندما حدثت حادثة الإفك ولكنه كان من الفقراء المهاجرين.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة البقرة والشفاء
لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم؟
بعد معرفة فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء وتقرب العبد إلى ربه، وسبب نزول السورة، نستكمل معًا سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم وذلك لأنها تحتوي على قصة بقرة بني إسرائيل في عهد سيدنا موسي عليه السلام، وهي البقرة التي أمر الله تعالى موسى بذبحها حتى يتمكن من كشف القاتل بينهم من خلالها، وبعد ذبح البقرة ظهر القاتل بقدرته تعالى.
ضمت السورة كافة الأحداث في قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنَ لَّنَا مَا هِي قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ اللّه لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الاَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَرَأْتُمْ فِيهَا وَاللّه مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللّه الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».
إن سورة البقرة لها فضل كبير في استجابة الدعاء وتقرب العبد من ربه، وهي شافعه للمسلم يوم القيامة، لِذا يجب المداومة والحفاظ على تلاوتها يوميًا.