الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
الرقية الشرعية من الكتاب والسنة تتطلب عدة شروط يجب توافرها، فالرقية الشرعية هي أحد الطرق التي يتقرب بها المسلم إلى الله لطلب ما، كما أنها من أحد السنن الواردة والأمور المشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذا سنعرض لكم عبر منصة وميض كافة المعلومات التي تتعلق بالرؤية الشرعية وأقسامها بشكل من التفصيل.
الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
تعد الرقية الشرعية هي الطريقة التي يتبعها العديد من الأشخاص بغرض الحفظ من الحسد والعين والسحر والتحصين من أى سوء قد يتعرض له المرء في حياته.
حيث إن الرقية الشرعية تجوز مادامت تشتمل على ما تيسر من آيات القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، لا سيما ذكر بعض الأدعية النبوية المستحبة والتوكل على الله وهو شرط من شروط اتباع طريقة الرقية الشرعية بغرض الشفاء أو بهدف الاستجابة للدعاء.
عند قراءة الرقية الشرعية يجب على المرء أن يأخذ بالأسباب بمعنى أن يكون على علم بما يصيبه في حياته وأن سعيه جزء ضرورى بجانب توكله على الله عز وجل، فالرقية الشرعية تعتبر مقصد يتقرب العبد به إلى الله يتطلب بجانبها الإيمان بكل ما كتبه الله وقسمه.
أما عند الحديث عن تعريف الرقية الشرعية من الكتاب والسنة فقد ورد عن علماء الفقه أن الرقية الشرعية لها معنيان أحدهما لغوي والآخر اصطلاحي
المعنى اللغوي لها هو العوذة أو التعويذة وقد يقول البعض العزيمة وهي التي تقرأ على المريض بالجنون أو بأحد الأمراض المستعصية التي يصعب شفائها بالطرق الطبية العادية، وفي تلك الحالة يقول المرء عوزت فلانًا بالله ويبدأ بعدها قراءة ما تيسر من آيات القرآن الكريم والأدعية التي سوف نذكرها خلال حديثنا.
أما المعنى الاصطلاحي للرقية الشرعية فقد يكمن في ما يقرأة الإنسان على أخيه المسلم المصاب بأذى حيث تعتمد تلك القراءة على الآيات القرآنية والأدعية النبوية الصحيحة التي وردت عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم، بجانب النفث والمسح على مكان الألم بشرط أن يخلو القول من أي حديث قد يعتبر من الشرك أو الاستعانة بغير الله تعالى.
اقرأ أيضًا: الرقية الشرعية للعين والحسد والسحر والرزق مكتوبة
أقسام الرقية الشرعية
بخصوص الحديث عن الرقية الشرعية من الكتاب والسنة لا بد أن نذكر أقسامها التي تعد جزء لا يتجزأ عن تعريف الرقية الشرعية، حيث تتضمن تلك الأقسام كافة الطرق التي يمكن من خلالها قول الرقية الشرعية لكي تحقق الشفاء أو الغرض منها، حيث تنقسم طرق إلقاء الرقية الشرعية إلى ما يلي:
1- قراءة الرقية الشرعية على كأس يحتوي على ماء طاهر
قراءة الراقي لما تيسر من آيات القرآن الكريم والأدعية النبوية الصحيحة على كأس يوجد به ماء، حيث يبدأ الرقية بالاستعاذه بالله من الشيطان الرجيم ويبدأ في تلاوة أحاديث الرقية ثم القيام بالنفث في الماء وبعد الإنتهاء يسقي هذا الكأس إلى المريض.
2- كتابة الرقية على ورق أو لوح
هي التي يكتب فيها مجموعة من آيات القرآن ومجموعة من الأدعية النبوية من قبل الشخص الراقي وتكون ذلك القرأة على لوح أو ورقة أو ما شابه ذلك، ثم يضعها في شيء تعلق على المريض، ويكون ذلك على هيئه حجاب يحتوي على آيات وأدعية الرقيه الشرعية المحصنة للشخص المريض.
3- كتابة آيات الرقية في ورقة وغمسها في ماء
تجمع تلك الطريقة بين الطريقتين السابقتين، وهي التي تبدأ بكتابة آيات وأدعية الرقية الشرعية على ورقة نظيفة بيضاء لا تحتوي على كتابات أخرى وبعد الإنتهاء من الكتابة يتم غمسها في كوب من الماء وتركها قليلًا ثم يطلب من المريض أن يشرب تلك الماء.
لا تتوقف طرق القيام بالرقية الشرعية عند هذه الطرق الثلاثة فقد يمكن قراءة الرقية الشرعية على زيت الزيتون أو ماء، ثم يتم دهن الزيت على جسم المريض
كما يمكن القيام بالرقية الشرعية من خلال العديد من الطرق الأخرى والتي تشترط على أن تكون طريقة شرعية خالية من أى قول فيه شرك بالله أو استخدام أحد الأشياء غير الطاهرة.
اقرأ أيضًا: علاج الفشل الكلوي بالقرآن والرقية الشرعية
شروط الرقية الشرعية
حتي يمكن الاستفادة من الرقية الشرعية من الكتاب والسنة يجب اتباع بعض الشروط الضرورية، والتي قد تكمن في ثلاثة شروط تميزها عن الرقية المحرمة، وتشتمل تلك الشروط على ما يلي:
- أن تحتوي على كلام الله تعالى وتبدأ باسم من أسمائه أو صفة من صفاته أو بأحد الأدعية النبوية الصحيحة والمشروعة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أنه أنزله ليكون شفاء للناس.
كما ورد عن جبريل عليه السلام أنه قام بُرقية النبي صلى الله عليه وسلم بذكر ما تيسر من آيات القرآن الكريم وكان ذلك من خلال قراءة للمعوذتين وسورة الإخلاص ثم قام بمسح على جسده.
كذلك ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قامت بُرقية الرسول صلى الله عليه وسلم حينما مرض فكانت تنفث في يده وهي تقرأ عليه آيات من القرآن الكريم ثم قامت بمسح يده على جسده لتصيبه البركة.
- من ضمن شروط إتمام الرقية الشرعية من الكتاب والسنة أن يتم قراءتها باللغة العربية التي أُنزل بها القرآن الكريم، بحيث يجب الإبتعاد عما لا يفقه من كلام ذات معنى غير واضح أو غير مفهوم.
- أن يكون الراقي والمريض على يقين بأن تأثير الرقية الشرعية لا يكون في ذاتها، ولكن يكون بإذن الله تعالى وبما كتبه لعبده، فالاعتقاد الصحيح في قراءة الرقية الشرعية من الكتاب والسنة يكمن في الإيمان بالله بأنه هو الضار والنافع وأن لا خير إلا ما كتبه ولا شر فيما أعطاه.
آيات الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
جميع آيات القرآن لها تأثير على نفس المرء المسلم، ولكن هناك بعض الآيات المستحب تلاوتها عند القيام بالرقية الشرعية، لما بها من تأثير واضح على المريض من خلال ما تتضمنه من آيات تحمل معاني البركة والرزق وفك الكرب والتفريج الهم.
من رحمة المولى عز وجل أنه جعل تلك الآيات تحتوي على كلمات يسيرة يمكن فهمها وقولها وترديدها من قبل أى شخص دون الحاجة للتوضيح، حيث تشتمل تلك الآيات على ما يلي:
- قراءة سورة الفاتحة 7 مرات
- قراءة سورة البقرة من الآية (1إلى 5) مرة واحدة
- قراءة الآية رقم 164 من سورة البقرة
- قراءة آية الكرسي الآية رقم 255 من سورة البقرة
- قراءة الآيتان رقم 285 و286 من سورة البقرة
- قراءة الآية رقم 54 من سورة الأعراف
- قراءة سورة الأعراف من الآية رقم 1 إلى الآية رقم 119
- قراءة الآيتان رقم 190 و191 من سورة آل عمران
- قراءة سورة يونس من الآية رقم 79 إلى رقم 81
- قراءة الآية رقم 82 من سورة الإسراء
- قراءة سورة طه من الآية رقم 65 إلى الآية رقم 69
- قراءة سورة المؤمنون من الآية رقم 115 إلى الآية رقم 118
- قراءة سورة الصافات من الآية رقم 1 إلى الآية رقم 10
- قراءة سورة الحشر من الآية رقم 22 إلى 23
- قراءة الآية رقم 51 من سورة القلم
- قراءة الآية رقم 3 من سورة الجن
- قراءة سورة (الإخلاص، والفلق، والناس، والكافرون).
اقرأ أيضًا: هل يستطيع الساحر رؤية المسحور
أدعية نبوية تقرأ في الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأدعية الصحيحة التي يمكن أن تقال في الرقية الشرعية، والتي اشتملت على قول النبي صلى الله عليه وسلم:
- “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”
- “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة”
- “اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ”.
- حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
- أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون.
- اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته.
- بسم الله أرقيك من كل شر ومن كل أذى ومن كل نفسك ومن كل عين حاسد بسم الله.
حكم الرقية الشرعية
ذكر الفقهاء حكم القيام بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة طبقًا لنوعها وحقيقتها، حيث فرقوا بين الرقية الشرعية والرقية المحرمة غير الممكن قولها، مستدلين على ذلك ببعض الآيات والأسباب التي توضح كلًا منهما، وحتى يمكن التفريق بينهم سوف نتحدث عن الفرق بين الرقية الشرعية والرقية المحرمة فيما يلي:
1- الرقية الشرعية
اتفق العلماء ورجال الدين على جواز قراءة الرقية الشرعية التي تتضمن مجموعة من الأدعية الصحيحة وما تيسر من آيات القرآن الكريم، والذكر الحكيم الذي تم إثباته بالسنة النبوية.
كما يمكن قراءة الرقية الشرعية من اقبل الشخص على نفسه أو على أخيه المسلم ويكون ذلك قبل وقوع البلاء بغرض الوقاية والتحصين أو بعد التعرض لضرر بهدف التخلص منه والعلاج، بشرط أن يكون الاعتقاد جزمًا من قبل كلاً من الراقي والمرقي عليه أن تأثير الرقية يكمن في الاعتماد والتوكل على الله وليس في الرقية ذاتها، فالرقية مجرد سبب من الأسباب أو وسيلة وليست غاية.
بجانب أنه لا يصح قول الرقية الشرعية بغرض السحر أو الأذي فذلك يحرم شرعًا ولا يمكن فعله لما فيه من معصية للمولى عز وجل وشرك بالله تعالى.
2– الرقية المحرمه
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الرقية محرمة، مما يجعلها تتخذ أسماء أخري منها:
الرقية الشركية وهي التي يعتمد فيها المرء عليها وعلى كلماتها دون الاعتماد أو التوكل على الله وفي تلك الحالة لا يطبق الراقي أحد شروط الرقية الشرعية التي تم ذكرهم عند الحديث عن شروط الرقية الشرعية من الكتاب والسنة، فيعتقد الراقي أنها أحد أسباب الشفاء، وبالتالي تعتبر في تلك الحالة أحد أنواع الشرك الأصغر والعوذ بالله.
أما في حالة الاعتماد عليها بشكل كلي، بحيث يعتقد الراقي أو المرقى عليه أن الرقية وحدها هي السبب في الشفاء من دون الله تعالى وفي تلك الحالة تعتبر شكل من أشكال العبادة لغير الله.
مما يجعل ذلك في حد ذاته صورة من صور الشرك الأكبر، الذي يشبه لجوء العبد لغير الله ليحقق له ما يتمنى كالذهاب للسحرة أو الكهنة أو القسم بغير الله أو الدعاء بغير الله وغيرها من الأشكال الأخرى التي تعتبر كفر والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم” اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ”
وقت الرقية الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
الرقية الشرعية طريقة من الطرق التي يتقرب بها العبد إلى الله كما ذكرنا من قبل، حيث يمكن القيام بها في أى وقت فباب الدعاء الله مفتوح لا يغلق، إلا أن هناك أوقات محددة يستحب فيها الدعاء بغرض الشفاء
كما أن الرقية في حد ذاتها دعاء يقوله المسلم وبناءً على هذا يستحب قرائة الرقية الشرعية قبل النوم حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ المعوذتين قبل النوم.
اقرأ أيضًا: أعراض العين المستقرة في البطن
فوائد الرقية الشرعية
ترجع أهمية الرقية الشرعية إلى فوائدها التي تعود على العبد والمكان الذي يتم قراءتها فيه، فبعض الأشخاص قد يتبع الرقية الشرعية للشفاء من الأمراض أو إزالة الذنوب أو للتقرب إلى الله
- كما أنها تعد من الطرق الصحيحة التي كان يتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم لذا يجب المداومة على قراءتها لاكتساب البركة من آياتها وطلب العون والشفاء والمغفرة من الله تعالى، وتكمن فوائد قراءة الرقية الشرعية من الكتاب والسنة في النقاط التالية:
- تزيد الرقية الشرعية من تقرب العبد ربه من خلال قراءته لبعض الآيات الكريمة والدعاء الذي يعد من أحب العبادات عند المولى عز وجل.
- تعتبر الرقية الشرعية نوع من أنواع الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى لتحقيق الأماني والأحلام المرجوة.
- تعد الرقية الشرعية من أفضل الطرق العلاجية التي تساعد على حل الكثير من المشكلات التي تتسبب في الشعور بالضغط النفسي والقلق والحزن.
- الرقية الشرعية هى علاج أول لأشخاص المصابين بالسحر والحسد، ذلك لما تحتويه من آيات.
- تساهم الرقية الشرعية في إبطال السحر والأعمال المشعوذة التي يقوم بها الكهنة لإيذاء الأشخاص.
- تحصن الرقية الشرعية النفس من الوقوع في الذنوب والمعاصي.
الرقية الشرعية من الكتاب والسنة هي طريقة للشفاء والتحصين من أى أذى قد يتعرض له الإنسان بشرط أن تحقق كافة الشروط التي تتوقف عليها