الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج
في الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج جدل كبير، فقد أختلف العلماء بين التحريم والإباحة والكراهية، وهذا الجدال ناتج من عدم وجود نص صريح في القرآن يذكر العادة السرية بعينها ولكن كلها استدلالات من العلماء بعد دراسة الشرع والفقه، وسنوضح كافة الآراء بالاستدلال حول الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج من خلال منصة وميض.
الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج
العادة السرية هي خروج المني عن قصد بواسطة اليد أو عن طريق النظر أو الاستماع أو حتى بالتفكير فيما هو محرك للشهوة وتعرف العادة السرية عند الفقهاء بالاستمناء.
أختلف العلماء في مسألة الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج، وذلك لأنه لا يوجد نص صريح في القرآن يذكرها وحتى الأحاديث النبوية التي ذكرتها فلم يستدل على صحتها، وذلك ما خلق هذا الجدال بين العلماء، ونوضح آراء الفقهاء في النقاط التالية:
- الفريق الأول رأى أنها محرمة تحريم مطلق وقضى بأن خروج المني في غير الزوجة إثم.
- أما الفريق الثاني فرأى أنه مباح في حالة اقتضت الضرورة ذلك كالخوف من الزنا أو وجود مرض معين أو فتنة أما في غير ذلك فهو حرام.
- الفريق الثالث من العلماء رأى أنه لا يوجد دليل صريح لتحريمه وقضوا بأن يوضع موضع الكراهية لأنه ليس من الأخلاق الحميدة.
اقرأ أيضًا: حكم فعل الزوج للعادة السرية
الحكم المحرم للعادة السرية لغير المتزوج
رأي أغلب العلماء والفقهاء أن العادة السرية حرام لأي سبب كان وأنها محرم كاللواط لأنها تؤدي إلى قطع النسل، واستدلوا على ذلك بثلاث أدلة هي:
- قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون)، فقد حدد الله الاستمتاع في الزوجة أو الأمة ليس إلا، حتى أن الله تبارك وتعالى قد وصف من يستمتع في غير هذين الموضعين بأنه متعدي
- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي روي عن الشيخين عن سيدنا عثمان رضي الله عنه: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)، واستدل العلماء من قول النبي على أنه من لديه القدرة على الوطء فليتزوج، ومن لم لديه القدرة فوجب عليه الصوم، ولو كان الاستمناء جائزًا لبينه النبي.
- أثبت العلم الحديث والأطباء أن للعادة السرية أضرار صحية مثل الضعف الجنسي عند الزواج والعقم وضعف القدرة على التركيز بشكل جيد وغيرها الكثير من الأضرار وذلك الدليل الثالث الذي استدل به أغلب العلماء على حرمانية ممارسة العادة السر.
الجدير بالذكر أن وجه العلماء هنا الذين رأوا أن الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج حرام، أنه ينبغي على كل من يمارسها أن يتوب ويبعد عن هذه الممارسة وكل ما يثير شهوته ويكثر من الصوم لأنه يقي من كل إثم.
مذاهب هذا الفريق بحرمانية العادة السرية لغير المتزوج تشمل ما يلي: “أغلب من ينتمون للمذهب الحنفي، المذهب الشافعي، المذهب المالكي، أغلب الزيدية، المذهب الشيعي، ابن تيمية وابن باز”.
الحكم المبيح للعادة السرية لغير المتزوج
رأى بعض العلماء أن الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج هو الإباحة لأنهم رأوا أنها ليس بها ضرر، وأنها تبعد المرء عن الزنا، وأن المني شيء زائد على الجسد فيجوز إخراجه.
أما ابن حزم فقد أباح ممارسة العادة السرية مستدلًا بقول الله تعالى: ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ﴾، ورأى أن الله فصل لعباده ما حرمه وأن الاستمناء ليس مما فصل الله، فقد أباحه ابن حزم ولكن اعتبره شيء مكروه لأنه ليس من الأخلاق الحميدة.
كذلك قال ابن عقيل أن شيوخه لم يحرموا العادة السرية وإنما قضوا بكراهيتها، وفي حالة أن الرجل قادر على الزواج والبعد عن الزنا فإن العادة السرية محرمة عليه، أما إذا كان به شهوة ولا يقدر على الزواج لمرض أو لفقر أو سفر فيجوز له ممارسة العادة.
اقرأ أيضًا: ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب
حكم إبطال العادة السرية للعبادات
إن الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج في ممارسة العبادات هو حكم واضح، فالعادة السرية تبطل الصلاة فلا يمكن الصلاة أو قراءة القرآن، إلا عند التخلص من هذا الذنب والتطهر منه.
أما عن صوم رمضان فقد اتفق العلماء أنه يجب قضاء الأيام التي تمت ممارسة العادة السرية فيها إلا إذا تم الاستمناء عن غير قصد، لكنهم اختلفوا في مسألة الكفارة ما إذا كانت واجبة أم لا.
أما في الحج فعند المذهب الشافعي والحنفي والحنبلي فإن الحج لا يفسد بممارسة العادة السرية باليد، لكن يجب فيه الذبح جزاءه كجزاء المباشرة في غير الفرج، أما عند المالكية فيبطل الحج عند ممارسة العادة السرية ويجب قضاؤه والتوبة وإن كان عن غير قصد.
في حالة الاعتكاف فإن أغلب العلماء يرون أن العادة السرية تفسد الاعتكاف، إلا أن الظاهرية قالوا إن الاعتكاف لا يفسد إلا عند خروج المعتكف من باب المسجد.
الاغتسال من العادة السرية
إن الاغتسال والطهارة من أهم العادات التي يحثنا عليها ديننا فقد قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222))، فمن أهم الأمور التي يجب أن يكون المسلم على دراية كاملة بها كيفية الغسل بطريقة صحيحة، وهناك نوعين من الاغتسال هما:
1- الاغتسال المجزئ
هو اغتسال مقتصر على الواجبات التي يجب توافرها في الغسل ولا يشمل سنن الاغتسال، ويكون بأن تنوي الطهارة أولًا ثم تعمم سائر جسدك بالماء وتتمضمض وتستنشق، ولا يجوز أن تسقط أيًا من هذه الأمور فإذا أسقط جزءًا كان غسلك باطلًا.
2- الاغتسال الكامل
هو الاغتسال الجامع لكل سنن الغسل النبوية وقد وردت طريقة الغسل النبوية في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت:
(كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، غَسَلَ يَدَيْهِ، وتَوَضَّأَ وضوؤه لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بيَدِهِ شَعَرَهُ، حتَّى إذَا ظَنَّ أنَّه قدْ أرْوَى بَشَرَتَهُ، أفَاضَ عليه المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ).
فيمكننا القول بأن الاغتسال الكامل يكون أولًا بإطلاق النية ثم بتسمية الله وغسل اليدين ثم غسل الفرج ثم التوضؤ ثم وضع الماء على الرأس ثلاثًا حتى تصل الماء لجذور الشعر ثم غسل الجانب الأيمن بيديك ثم الأيسر لتضمن وصول الماء لكل جزء في جسدك.
اقرأ أيضًا: حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار
أهم النصائح للتخلص من العادة السرية عند الرجال
هناك العديد من النصائح تستطيع من خلالها أن تتخلص من العادة السرية وتبعد عن حرمانها وضررها الصحي ومن أهم هذه النصائح:
- الدعاء لله بأن يخلصك من هذه العادة السيئة ويتوب عليك.
- المواظبة على الصلاة وقراءة القرآن.
- الاستعانة بالصوم ليخلصك من العادة السرية.
- البعد عن كل ما يثير شهوتك سواء بالنظر أو السمع.
- البعد عن الأطعمة التي تزيد شهوتك.
- إذا كنت قادرا على الزواج فعجل به.
- أذكر الله في كل وقت.
إن العادة السرية سيئة ولو كان الحكم الشرعي للعادة السرية لغير المتزوج مختلف في أمره إلا أن أغلب العلماء قد حرموها بشكل عام.