دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق
دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق فرصة لكل مسلم أن يغتنمها من أجل الحصول على رضا الله عز وجل، فهذا الوقت من الأوقات التي ينزل فيها الله عز وجل إلى السماء الدنيا وهو من أحب الأوقات إلى الله أيضًا، لذلك ومن خلال منصة وميض سوف نقدم لكم باقة من الأدعية التي تقال في الثلث الأخير من الليل للرزق.
دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق
لقد من الله على عباده بالطلب الدعاء وعد هذا الأمر من العبادات التي يجازي الله عليها المرء، وجعل الله الدعاء سبب من أسباب رد القدر، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “ ما من مسلمٍ يدعو اللهَ بدعوةٍ ليس فيها مأثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلَّا أعطاه اللهُ إحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يستجيبَ له دعوتَه، أو يصرفَ عنه من الشَّرِّ مثلَها، أو يدَّخِرَ له من الأجرِ مثلَها” ثابت.
فهناك العديد من الأدعية التي يمكن أن ندعو بها الله عز وجل في الثلث الأخير من الليل وتجلب الرزق، والرزق له العديد من الأوجه، على سبيل المثال أن يمن الله على العبد بالصحة والعافية أو أن يشفي الله مرضى ومحبين الشخص الذي يدعو إلى الله.
علاوة على أن الله عز وجل يمن على العبد برزق قضاء الحوائج والستر والصحة والعافية، ومن أوجه الرزق أيضًا محبة العباد، وطاعة الأولاد… والعديد من الأمور الأخرى.
ينزل الله في كل ليلة في الثلث الأخير من الليل من أجل التقرب إلى العباد وتفقد أحوالهم والاستجابة لكل من يدعو له، وقد ذكر في الحديث المتواتر “ينزلُ اللهُ كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبُ له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرُني فأغفرُ له” المحدث الألباني.
يعتبر دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق من صور قيام الليل، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن قيام الليل أنه شرف المسلم، من الأدعية التي تجلب الرزق في الثلث الأخير من الليل، دعاء “اللهم أني أسألك باسمك العظيم الذي إذا دعيتك به أجبت، وبأسمائك الحسنى كلها التي أعلمها والتي لا أعلمها أن تستجيب إلى دعواتي، وتحقق رغباتي، وتقضي حاجتي، وتفرج همومي وتزيل كروبي، وتغفر ذنوبي، وتستر عيوبي، وتتوب عليّ إنك أنت التواب الرحيم”.
بالإضافة إلى العديد من الأدعية التي سوف نقدمها لكم من خلال الفقرات التالية تابعوا معنا المقال لمزيد من الأدعية التي يمكن اعتبار كل منها دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق.
اقرأ أيضًا: دعاء التعار من الليل مستجاب
أدعية قيام الليل في الثلث الأخير من الليل
جعل الله عز وجل الدعاء سبب من أسباب محبة الله لعبده وطاعة له وقد قال الله عز وجل: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [سورة غافر: 60].
لذلك على المسلم أن يحرص على الدعاء إلى الله في أحب الأوقات إليه، مثل دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق، فقد وعد الله عز وجل باستجابة الدعاء لمن يدعوه، لكن على المسلم أن يتحلى بعدد من الصفات التي تكون سبب من أسباب استجابة الدعاء، وهذه الصفات هي:
- الأخذ بالأسباب، فالله عز وجل يحب العبد الذي يسعى ويجتهد من أجل نيل الرزق والحصول على ما يريد، فالله عز وجل يرزق الطير والنمل وجميع المخلوقات الضعيفة أليس الله بقادر على أن يرزق الإنسان! بل وربي أن الله قادر على كل شيء، فالله قادر على أن يقول للشيء كن فيكون.
لكن الله يريد أن يرى من العبد صدقة العمل والنية، وفي الحديث الشريف ما يؤكد على ذلك، فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: “لو أنكم تَوَكَّلونَ على اللهِ حقَّ تَوَكُّلِهِ، لرزقكم كما يَرزقُ الطيرَ، تغدو خِماصًا وتروحُ بِطانًا” [المصدر: جامع العلوم والحكم].
- الثقة في الله عز وجل وأنه قادر على تحقيق ما تريد، فهذا الأمر من الأمور الأساسية في أسباب استجابة الدعاء.
- على المسلم أن يتحلى بالصبر عند طلب أمر ما ويعلم أن الله عز وجل لكل شيء أجل، ومهما طال الوقت فإن الله سيستجيب بصورة أو بأخرى، ليس ضروري أن تستجاب الدعوة كما هي فالله عز وجل أعلم بالخير لنا من أنفسنا فربما يؤخر تحقيق الأمر الذي تريده إلى وقت غير الذي تريد تحقيقه فيه، وربما يؤجله لك في الآخرة، وربما يستبدله لك بأمر آخر.
- حضور القلب عند الدعاء والخضوع والتضرع إلى الله.
- التوبة عن الذنوب والخطايا.
بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى التي سوف نوضحها لكم في فقرات خاصة بها، ومن الأدعية المحببة إلى الله عز وجل والتي تعد من دعاء الثلث الأخير من الليل، الأدعية الآتية:
1- الدعاء الجامع توحيد الله
الدعاء الجامع يبدأ توحيد الله وإثبات الألوهية له وحده وهذا الدعاء من الأدعية التي يبدأ بها العبد قبل دعاء الله بطلب العديد من الأمور التي يرغب في تحقيقها.
فضل هذا الدعاء هو شعور القلب بالقرب من الله وتهيئته للدخول إلى الله والإقبال عليه بقلب حاضر وخاشع له، كما أن هذا الدعاء يساعد المسلم على الشعور بالانفصال عن العالم الخارجي والحضور مع الله فقط، إليكم الدعاء الجامع من خلال النقاط التالية:
- لا إله إلا الله عدد ما مشى فوق الأرض ودرج.
- لا إله إلا الله الذي بيده سبحانه وتعالى مفاتيح الفرج والرزق والكرم، يا فرج كروبنا عندما تنقطع بنا السبل والأسباب.
- لا إله إلا الله الرحمن الرحيم.
- لا إله إلا الله المعروف تعالى وتبارك بالرحمة والإحسان.
- لا إله إلا الله الواحد الأحد المذكور على كل لسان.
- لا إله إلا الله الموجود في كل مكان وكل زمان.
- لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرض الصمد.
- لا إله إلا الله الذي ليس له لا شريك ولا ولد.
- لا إله إلا الله الذي وسعت رحمته كل شيء.
- لا إله إلا الله القادر على كل شيء، الذي يقول للشيء كن فيكون.
- لا إله إلا الله العالم بحاجتي.
- لا إله إلا الله العالم بسري وجهري.
- لا إله إلا الله الأعلم بي من نفسي.
- لا إله إلا الله الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه.
2- الدعاء الجامع الحمد لله على النعم
استكمالا لدعاء الثلث الأخير من الليل للزرق من أدب الدخول إلى الله عند الدعاء أن تحمد الله أولًا على نعمه التي انعم عليك بها دون أن تطلب أو تدعو بها، لذلك من خلال النقاط التالية سوف نقدم لكم أدعية الحمد والاعتراف بفضل الله على العبد، كما أن لهذه الأدعية أثر جميل في القلب والنفس:
- الحمد لله المبدئ والمعيد.
- الحمد لله الذي أمرني بالدعاء له ووعدني بالإجابة.
- الحمد لله الذي أنعم عليّ بالصحة قبل أن اطلبها.
- الحمد لله الذي من عليّ بالكثير من النعم قبل أن أطلبها.
- الحمد لله الذي وهبني الأب والأم.
- الحمد لله على نعمة الستر.
- الحمد لله على كثير من النعم التي لم أدركها.
- الحمد لله على نعمة الوطن والأرض.
- الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه.
- الحمد لله عدد الحصى والرمل.
- الحمد لله عدد الأنفاس وذرات الهواء.
- الحمد لله حتى ترضى والحمد لله بعد الرضا.
- الحمد لله على الحلم والفضل.
- الحمد لله على نعمة الإسلام.
- الحمد لله على نعمة الوقوف بين يديك.
- الحمد لله على نعمة الدعاء.
- الحمد لله دائمًا وأبدًا.
3- دعاء الصلاة على النبي
من دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق وبعد توحيد الله وحمده على جميع النعم ما نعلم بها وما لم نعلم ما نطلبها وما لم نطلبها يأتي دور الصلاة على النبي، وهي إحدى أسباب استجابة الدعاء فما أحب إلى الله أن يتقرب له العبد بأحب الخلق إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
لذلك ومن خلال النقاط التالية سوف نقدم لكم دعاء الصلاة على النبي، وهو من دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق المحبب إلى الله عز وجل:
- اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
- اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
- أشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك، اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك.
4- دعاء الرزق في الليل
من الجدير بالذكر أن لكل عبد صيغته في الدعاء والتقرب إلى الله، ولكن ليست هذه الأدعية مصدق عليها أنها تجلب الرزق بالفعل، إنما هي من وسائل المساعدة للتقرب من الله، أما من دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق الذي يجلب الكثير من الخير إلى العبد ما يلي:
- الله يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالا لما تريد يا مقلب القلوب يا حي يا قيوم يا عالم الغيب والشهادة يا ربي ورب كل شيء يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام يا رب أسألك بنورك الذي ملء أركان عرشك المجيد وقدرتك التي تقول بها للشيء كن فيكون، اللهم برحمتك التي وهبتها لي والتي تشملني بها في كل الأوقات، اللهم هب لي من لدنك قلبًا نقيًا تقيًا، اللهم أكمل لي حيلاتي بالإسلام اللهم لا تحرمني الشهادة عند الموت اللهم زد لي في رزقي الله بارك لي فيما عندي.
- اللهم يا ربي لا يرد غضبك إلا بحلمك اللهم نجني مما أخاف اللهم سخر لي القلوب وابعد عني شر النفوس، اللهم قرب مني الخير كله وابعد عني الشر كله.
- اللهم ابعد عني فعل المعصية وقربني من فعل الطاعة.
- اللهم كرهني في المعاصي والذنوب وحبب إلىّ الطاعات.
- اللهم أهدي قلبي.
- اللهم اكفني كيد الكائدين.
- اللهم لا تخيب رجائي.
- اللهم أعطني ما أريد أن كنت تعلم أن فيه خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، اللهم ابعد عني ما أريد أن كنت تعلم أن فيه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري.
- اللهم من عليّ بالرضا فيما عندي، اللهم وزد لي من الخير.
- اللهم لا تخيب لي رجاء اللهم اغفر لي خطاياي التي أعلمها والتي لا أعلمها اللهم عن كانت هذه الخطايا سبب في حجب الدعاء عني اللهم تجاوز عنها يا رب العالمين.
- اللهم أعطني وارزقني الشكر لما أعطيتني.
- اللهم لا تجعلني من المسيئين إليك فإنك لا تحب المسيئين وأنا أريد أن أحصل على محبتك ورضاك.
5- دعاء التقرب إلى الله في الثلث الأخير من الليل للرزق
الدعاء إلى الله في الثلث الأخير من الليل من أحب العبادات إليه ومن خلال النقاط التالية سوف نقدم لكم دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق، وهو:
- اللهم سخر لي جميع القلوب التي أحوجتني إليها.
- اللهم أكفني شرور خلقك، فلا يكفي من الشرور إلا أنت.
- اللهم إنك تقدر ولا أقدر فأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.
- اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واعنني بفضلك عمن سواك.
- اللهم يا سامع الأصوات جميعها والخفي جميعها وباعث الموتى ومجيب الدعوات اللهم يا قاضي جميع الحاجات أقضي حاجتي ولبي لي رغباتي أن كانت خير لي في الدنيا والآخرة.
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل.
- اللهم اجعل حسابي حسابًا يسيرًا.
- اللهم إني أسألك أن أكون محسن الظن بك في كل أحوالي في حزني وفرحي في يأسي وأملي، اللهم ارزقني الصدق في النية الصالحة والصدق في الاتكال عليك، ولا تكلني إلى غيرك يا رب العالمين.
- اللهم اجعل منتهى مطالبي هي عفوك ورضاك.
- اللهم اجعل أقصى مقاصدي هي عفوك يوم ألقاك.
- اللَّهمَّ باعِد بيني وبينَ ذنوبي كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ، اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بِك من قلبٍ لا يخشعُ ونفسٍ لا تشبعُ ودعاءٍ لا يُسمَعُ وعلمٍ لا ينفعُ اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بِك من هؤلاءِ الأربعِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُك عيشةً نقيَّةً وميتةً سويَّةً ومردًّا غيرَ مُخزٍ.
اقرأ أيضًا: الدعاء للميت من الكتاب والسنة
الأدعية النبوية من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
في إطار الحديث عن دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق هناك العديد من الأدعية التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو بها في أوقات مختلفة، وهذه الأدعية يمكن للمسلم أن يدعو بها في الثلث الأخير من الليل وتعد من دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق، وهي:
- عن زيد بن أرقم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ لَا أَقُولُ لَكُمْ إلَّا كما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: كانَ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أنت خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أنت وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.” صحيح مسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ.” صحيح مسلم.
- عن عبد الله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى. وفي روايةٍ: وَالْعِفَّةَ.” صحيح مسلم.
- عن على بن أبي طالب رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: قُلِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ. [وفي رواية]: قل اللهم إني أسألك الهدى والسداد.” صحيح مسلم.
- عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن جَهْدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعْداءِ.” صحيح البخاري.
- عن عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.” صحيح مسلم.
أدعية يقولها المكروب في دعاء قيام الليل
في نطاق الحديث عن دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق، هناك العديد من الأدعية التي من الله علينا بقولها في قيام الليل، والتي تعد من دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق، والرزق هنا في راحة البال والحصول على الخير والنفسية الهادئة والمطمئنة، وهي:
- اللهم لا تكلني على نفسي فأضل، اللهم أهدني قلبي وزل همي وفرج كربي.
- اللهم سلمني مما أحذر وأخاف.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- اللهم فرج همي كما فرجت عن نبيك إبراهيم كربته حين أشعل الكفار فيه النار.
- اللهم اجعل همومي وكروبي شفيعة لي يوم القيامة.
- اللهم إن كان الخير هو ما يحدث لي فإني راض، واعلم يا الله إنك لا تقدر شيء إلا لخير وحكمة حتى لو لم أعلم الآن فالعلم عندك يا علام الغيوب.
- اللهم نور بصيرتي لفعل الصواب.
- اللهم لا تؤاخذني بذنوبي.
- اللهم إني نويت التقرب إليك فوفقني وسدد خطاي.
- اللهم إني أسألك العمل البار الذي يرضيك عني.
- اللهم اجعلني من الحامدين الشاكرين الذاكرين الناصرين لأوليائك وعبادك الصالحين.
- اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي.
- اللهم أغنني بالافتقار إليك.
- اللهم لا تبعدني ولو ابتعدت عنك تغمدني برحمتك يا رب دائمًا وأبدًا.
- اللهم زد لي في الإيمان ولا تحرمني من كرمك وعفوك ورحمتك.
- اللهم ما قضيت على من قضاء فأعطني معه الصبر، اللهم أرزقني الشكر.
- عن عبد الله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ما أصابَ أحدًا قَطُّ هَمٌّ ولا حَزَنٌ، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمتِكَ، ناصيَتي بيَدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكمُكَ، عَدلٌ فيَّ قَضاؤكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفْسَكَ، أو علَّمتَه أحدًا مِن خلْقِكَ، أو أنزَلتَه في كتابِكَ، أو استَأثَرتَ به في عِلمِ الغَيبِ عندَك، أن تجعَلَ القُرآنَ رَبيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجِلاءَ حُزني، وذَهابَ هَمِّي؛ إلَّا أذهَبَ اللهُ هَمَّه وحُزنَه، وأبدَلَه مكانَه فَرحًا”، قال: فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، ألَا نتعلَّمُها؟ فقال: “بلى، يَنبَغي لمَن سمِعَها أن يتعلَّمَها”. إسناد ضعيف.
أسباب استجابة الدعاء
عند الحديث عن دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق لا بد أن نشير إلى أسباب استجابة الله للدعاء حيث إن هناك العديد من الأمور التي يجب أن تكون في المسلم حتى يتمكن من استجابة الله لدعاء.
لكن من الجدير بالذكر أنه على المسلم ألا يأخذا الأمر هكذا بل عليه أن يتقرب على الله لنيل رضا فإذا رضى الله أكرم العبد ورزقه استجابة الدعاء ونور له حياته وأعطاه فوق ما يريد.
لذلك ومن خلال الفقرات التالية سوف نقدم لكم أسباب استجابة الله للدعاء، وهي:
1- النية الصالحة في الدعاء
حتى يستجيب الله لدعاء الثلث الأخير من الليل للرزق، يجب على المؤمن والمسلم أن يدعو بكل ما هو خير وصالح، وأن يخلص نية الدعاء إلى الله وحده، فالله يحب أن يرى من العبد الخير في الأعمال والأقوال.
2- الثقة في الله عز وجل وحسن التوكل عليه
من أسباب استجابة الله لعباده الدعاء أن يكون لدى العبد ثقة في الله أنه قادر على تحقيق كل شيء، أي أن الإيمان القوي بالله يعمل على استجابة الله لدعواته ويساعده على الحصول على ما يريد بل فوق ما يريد.
3- حضور القلب عند الدعاء
عند دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق أو لطلب المغفرة والعفو أو لأي شيء آخر على المسلم أن يكون حاضرًا بقلبه قبل جسده، فهو بحضرة ملك الملوك جل جلاله.
4- الابتعاد عن كل ما يغضب الله
على المسلم أن يبتعد عن كل ما يغضب الله وما لا يرضى الله؛ لأن الله عز وجل لا يحب أن يرى من العبد الشر والفساد في الأرض سواء لنفسه أو لغيره، فمن كمال الدين الحرص على فعل ما يحب الله ويرضى والابتعاد عن كل ما يغضبه ويجلب سخطه.
كما أن الابتعاد عن الخطايا والذنوب سبب في حصول المرء على الراحة النفسية، ويساعد الابتعاد عن تلك الأمور المسلم على ذكر الله بسهولة دون أن يمل قلبه أو يستصعب الأمر، فكما قال الله تعالى في كتابه الكريم: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
5- الصبر وعدم الاستعجال في استجابة الدعاء
من أسباب استجابة الله لدعاء الثلث الأخير من الليل للرزق على الإنسان أن يتحلى بالصبر عند الدعاء إلى الله، فلا يأخذ العبد الملل، كما أنه على المسلم أن يتحلى بقوة الإيمان والثقة في الله عز وجل في جميع الأوقات، وأن يتحلى بالعزيمة والإصرار وتكون عزيمته كالجبال لا تهتز من أقل شيء.
في هذا الأمر حديث للسيدة عائشة رضى الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم تقول: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: مَن هذِه؟ قَالَتْ: فُلَانَةُ، تَذْكُرُ مِن صَلَاتِهَا، قَالَ: مَهْ، علَيْكُم بما تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا وكانَ أحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ مَادَامَ عليه صَاحِبُهُ.” صحيح البخاري.
فلا يجب أن تقطع الرجاء من الله بل عليك بالثقة في الله والتحلي بالصبر فإن الله له حكمة في تأخير الأمور، قد تكون هذه الحكمة في أن الشخص ليس جاهزًا الآن لتحقيق هذا الأمر أو لوجود هذا الأمر في حياته الحالية، أو قد يكون هذا الأمر ليس خير له من الأساس فيستبدله الله بما فيه الخير للعبد… وغيرها من الأمور التي لا يعلمها إلا الله.
قال أهل العلم في هذا الأمر أن العبد ما دام يدعو الله ولا يمل ولديه ثقة كبيرة في الله فإنه قريب من الإجابة، واستدلوا على ذلك بالحديث الشريف، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ بَدْرٍ: اللَّهُمَّ إنِّي أنْشُدُكَ عَهْدَكَ ووَعْدَكَ، اللَّهُمَّ أن شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ فأخَذَ أبو بَكْرٍ بيَدِهِ، فقالَ: حَسْبُكَ، فَخَرَجَ وهو يقولُ: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45].” صحيح البخاري.
6- التضرع على الله والانكسار بين يديه
من كمال دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق أن يقوم المسلم بالتضرع والانكسار إلى الله عند الدعاء وليس المعنى هنا أن يكون العبد ضعيف ونفسيته ضعيفة، بل المقصود أن يعلم العبد أن الله قادر على كل شيء وأن تحقيق الأمر الذي يريد ليس بأيد العباد بل بيد الله فإذا أراد الله أعطى وإذا أراد الله منع.
كما أن الضعف هنا والانكسار يعنى قمة القوة، وهذا السبب يرجع إلى قول الله تعالى: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً أنه لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [الأعراف: 55].
كم أن الله تعالى عز وجل قال في كتابه: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].
من الأدلة التي تشير إلى أن التضرع والانكسار إلى الله سبب من أسباب استجابة الدعاء، تضرع نبي الله يوسف عليه السلام بين يدي الله، في قول الله تعالى: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33]، فاستجاب الله له.
بالإضافة إلى دعاء سيدنا زكريا عليه السلام في قول الله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّا* إِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا* يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا) [مريم: 3- 7]. فهنا انتهى تضرع سيدنا زكريا باستجابة الدعاء.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء اللهم مالك الملك
7- تحري أوقات الإجابة
من أسباب استجابة دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق دعاء المسلم في الأوقات المحببة إلى الله والتي يستجاب فيها الله للعبد، وهذه الأوقات على سبيل المثال الساعة الأخيرة من يوم الجمعة التي تكون قبل صلاة المغرب، والأيام المباركة مثل يوم عرفة، والعشرة الأواخر من شهر رمضان، والدعاء بين الآذان والإقامة.
من الأمور التي يجب أن يحرص عليها كل مسلم ومسلمة هو التقرب إلى الله في السراء والضراء، فمن كمال الشكر ذكر الله في جميع الأوقات، وقد قال الله عن الشاكرين أنهم أحب الخلق إليه، وهم قليلون، فلنعمل من الآن حتى نكن منهم.