من هو قاتل عثمان بن عفان
من هو قاتل عثمان بن عفان؟ وما هي الفتنة المؤدية بمقتله؟ كان هذا الصحابي من أقرب الأقربين لدى الرسول- صلى الله عليه وسلم- وذلك لكثره أفضاله والأشياء الجميلة التي كان يقوم بها لمساعدة الرسول، ونصرة الإسلام، فبالتالي كان مقتله فاجعة كبيرة في التاريخ الإسلامي، لذلك سنعرض لكم من هم قاتليه من خلال منصة وميض.
من هو قاتل عثمان بن عفان
شهد التاريخ الإسلامي الكثير من الحوادث المُفجعة الناتجة عن موت العظماء، فمن أهم هذه الأحداث هو مون عثمان بن عفان، فقد كان من خير الرجال في عصر الرسول، فلم يكن فقط من الصحابة، بل كان يقوم بكل شيء لنصرة الإسلام ومساعدة النبي.
عند الحديث عن إجابة سؤال من هو قاتل عثمان بن عفان، نرى أن المؤرخين اختلفوا في تحديد هذا الشخص، فالبعض يقول إنهم كانوا أكثر من شخص، والبعض الآخر يزعم أنه كان رجلًا أسود من أهالي مصر، ولكن لم يتمكنوا من تحديد اسمه وهويته، ولكن من المُرجح أنه من قبيلة سدوس.
فقد ورد عن كنانة مولى صفية -رضي الله عنها- ونقلها عنه محمد بن طلحة وغيره، أن هذا الرجل المصري يُسمى جبلة أو حمار، ومن الممكن أن تكون هذه الأسماء هي ألقاب له وليس اسمه الحقيقي.
البعض أيضًا ظن بأنه يهودي، وقد كان رجل يُدعى عبد الله بن سبأ، وذلك لأنه جاء مع المصريين وكان أسود اللون كذلك، فقد تشابهت المواصفات كثيرًا معه.
من الجدير بالذكر أن هناك بعض الأقاويل التي تزعم بأن قتلة عثمان بن عفان هم علي بن أبي طالب، وسودان بن رومان المرادي، ومحمد بن أبي بكر الصديق، ورجل من بني أسد يدعى رومان، وسودان بن حمران، ونهران الأصبحي من عبد الدار، وأبي عمرو بن بديل الخزاعي، وغيرهم من الصالحين والصحابة.
لكن عند التفكير في الأمر نجد بأنه من المستحيل قيام هؤلاء الشرفاء بهذا الأمر، بالإضافة إلى عدم وجود أي أدلة على قيامهم بهذا.
اقرأ أيضًا: متى توفي عثمان بن عفان
فتنة مقتل عثمان بن عفان
من خلال حديثنا حول من هو قاتل عثمان بن عفان، فقد قُتل عثمان بن عفان في عام 35 من الهجرة، وكان لمقتله فتنة تسببت في حدوث بعض النزاعات، والحروب الخاصة بعلي بن أبي طالب، بالإضافة إلى أنها تسببت في تحويل مسار التاريخ الإسلامي، حيث بدأ بعدها النزاع المذهبي الذي لا يزال متواجد حتى الآن.
من الجدير بالذكر ان عثمان بن عفان عند توليه الخلاقة لم يقم بتغيير الولاة الذين كانوا على الحكم منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وأرضاهم، وذلك لما جاء في وصية عمر يُفيد هذا الأمر، فهم كانوا:
- نافع بن عبد الحارث الخزاعي “مكة”.
- سفيان بن عبد الله الثقفي “الطائف”.
- يعلى بن امية “صنعاء”.
- المغيرة بن شعبة “الكوفة”.
- أبو موسى الأشعري “البصرة”.
- عمرو بن العاص “مصر”.
- عمير بن سعد “حمص”.
- معاوية بن ابي سفيان “دمشق”.
- عبد الرحمن بن علقمة “فلسطين”.
- عثمان بن أبي العاص الثقفي “البحرين”.
لكن بسبب وجود الولايات التي لم يكن بها خطر عند تولي عثمان الحكم، والتي كانت لا تزال مفتوحة منذ وقت قليل، كمصر التي تم فتحها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب على يد عمرو بن العاص رضي الله عنهما وأرضاهما، والشام كذلك.
لم يأخذ الخليفة هذه الولايات على محمل الجد، بل كان تاركها لحكم الولاة، وكان يلتفت إلى الولايات الأخرى التي كان بها خطر بالفعل، بالإضافة إلى التي لم يتم فتحها إلى هذا الوقت، ولكنه لم يكن مُطمئن للولاة المتواجدين عليهم بالفعل من أيام عهد الخليفة عمر، ولكنه تركهم للسبب السابق عرضه وهو وصية عمر.
بعد مرور عام على خلافته، سرعان ما توجه لتغيير بعض من الولاة الذين كانوا منذ عهد عمر، ووضع غيرهم ولاة من الأشخاص الذين يعرفهم، ولكن على الرغم من كفاءتهم، إلا أن أهالي المناطق التي تم فيها التغيير، لم يكونون مبسوطين من هذا التغيير، وبدأت الفتنة.
بداية الخلاف
في إطار حديثنا حول من هو قاتل عثمان بن عفان، فبعد قيام الخليفة عثمان بن عفان بتغيير الولاة، وعين مكانهم آخرين، جاء رجل يُدعى عبد الله بن سبأ بدأ يطعن في الخليفة عثمان ويقول إنه عين الولاة لقرابتهم به، وكان لهذا الرجل الكثير من الأتباع، على الرغم من حرقه للمصحف، فهو في الأساس كان يهودي الديانة.
ففي شهر ذي الحجة من عام 35 من الهجرة، وهو ذات العام الذي قُتل فيه الخليفة، جمع المتمردون أنفسهم من أتباع عبد الله بن سبأ وغيرهم، حيث كانوا يأتون من البصرة، والكوفة، ومصر إلى المدينة المنورة.
كما قاموا بطلب عقد اجتماع مع الخليفة، حتى يطالبونه بتغيير الولاة الفاسدين، وتوصلوا في الاجتماع إلى تقسيم الولاية الإسلامية إلى ثلاثة مجموعات، وهم:
- مجموعة أهل مصر، وكان زعيمها الغافقي بن حرب وعبد الله بن سبأ.
- مجموعة أهل الكوفة، وكان عمرو بن الأصم وزيد بن صولجان العبدي هما المتولين جميع أمور هذه المجموعة.
- مجموعة أهل البصرة وقائدهم حرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة العبدي.
لكن قابلهم عثمان بن عفان بالحجج، حيث لم يكن مُطمئن لهذه التقسيمة، ولكنهم لم يقتنعوا بالحجج التي قالها لهم الخليفة، فصاروا يكنون الكره الشديد له، بالإضافة إلى ذلك كان هناك بعض المعارضون لهذه المجموعات التي كانوا يرغبون في تكوينها، فبدأ الصراع بين الطرفين.
حيث كانت جميع الولايات تطلب بعض المطالبات الغير مُقنعة والتي لا يتمكن عثمان من تحقيقها لهم بأي شكلٍ كان، حتى أشتد النزاع وبدأت مطالب المعارضين يطالبون بعزل عثمان نفسه، وبدأ النزاع يتحول إلى ثورة تتمركز في المدينة.
ظلت الأحداث تسير بشكل جيد بعض الشيء، حتى قُتل أحد الثوار وهو نيار بن عياض الأسلمي، حيث رمى عليه أحد المُحاصرين المتواجدين في بيت عثمان سهمًا قضى عليه، فظن الجميع بأن عثمان هو من قام بهذا الشيء، فقالوا له ادفع إلينا قاتل نيار بن عياض فلنقتله به، فقال: لم أكن لأقتل رجلاً نصرني وأنتم تريدون قتلي.
هنا تكون تكملة إجابة سؤال من هو قاتل عثمان بن عفان، فقد اقتحم الثوار بيت عثمان بن عفان، وتشابكوا مع أهل البيت، فأصابوا عبد الله بن الزبير بجراحات كثيرة، واعتقدوا بأن مروان بن الحكم حتى مات، ثم عثروا على عثمان وقتلوه، وكان هذا الشيء في يوم الجمعة 18 من ذي الحجة سنة 35هـ.
من الجدير بالذكر أن هذه الفتنة وردت في أحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- فقد ورد عن أبي حبيبة:” أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها، وأنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام، فأذن له، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا” أو قال “اختلافا وفتنة”، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ قال: “عليكم بالأمين وأصحابه”، وهو يشير إلى عثمان بذلك”.
قول عثمان بن عفان قبل مقتله
من خلال حديثنا حول من هو قاتل عثمان بن عفان، فمن الجدير بالذكر
أنه توجد بعض الأقوال بان الخليفة في اليوم الذي يسبق مقتله كان صائمًا، ولكنه كان مريض فمنعت عنه المياه، فنام في هذه الليلة ولم يفطر.
ففي اليوم التالي وهو يوم القتل، جاءت إليه الخادمة لتعطيه الماء، ولكنه رفض أخذها، حيث قال لها:” إني قد أصبحت صائمًا، وإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اطلع على من هذا السقف ومعه ماء عذب، فقال: اشرب يا عثمان، فشربت حتى رويت، ثمَّ قال: ازددْ، فشربت حتى نهلت، ثم قال: إن القوم سينكرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، وإن تركتهم أفطرت عندنا“.
أما بالنسبة لوقت القتل نفسه، فبالعض يزعم بأنه كان يقرأ القرآن في هذا الوقت، ولكن لا يوجد أي دليل على هذا الأمر، فقد قال عندما دخل عليه القتلة:” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين اللهم اجمع شمل أمة محمد اللهم اجمع شمل أمة محمد“.
من الجدير بالذكر أنه كما سبق القول عن الرسول الكريم قد تحدث عن هذه الفتنة قبل وفاته، بل وقد أوضح لعثمان نفسه بحدوثها حينما قال له في الحديث الوارد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير عن عائشة رضي الله عنها قالت:
” أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت إحدانا على الأخرى، فكان آخر كلام كلَّمه أن ضرب منكبه وقال: “يا عثمان، إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني. يا عثمان، إن الله عسى أن يلبسك قميصا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني” ثلاثا. فقلت لها: يا أم المؤمنين، فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله فما ذكرته. قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يرضَ بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلىَّ به، فكتبت إليه به كتابا“.
اقرأ أيضًا: من هو قاتل علي بن أبي طالب وما هي قصة قتله؟
وصية عثمان بن عفان
في إطار حديثنا حول من هو قاتل عثمان بن عفان، فقد ورد عن العلاء بن الفضيل، أنه بعد مقتل عثمان بن عفان، قامت عائلته بتفتيش البيت بأكمله، حتى عثروا على صندوق مُغلق كان يحتوي على ورقة بها وصية الخليفة، فقد كانت تتضمن:
” هذه وصية عثمان، بسم الله الرحمن الرحيم، عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نبعث إن شاء الله تعالى”.
من الجدير بالذكر أن الحزن ساد البلاد بعد مقتل الخليفة الصالح، فقد كان الصحابة هم أكثر الأشخاص تأثرًا بمقتله، فقد قال معاوية ابن أبي سُفيان:” إني لأعلم أن عليًّا أفضل مني، وإنه لأحقُّ بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلومًا، وأنا ابن عمه، وإنَّما أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفع إلىَّ قتلة عثمان وأسلِّمُ له”.
كما حزن عليه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهذا الشسيء تبين من كلماته بعد مقتله حينما قال:” فررنا من الدنيا فدنينا، ثمَّ قرأ قوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}، اللهم أندمهم ثمَّ خذهم”، أما بالنسبة لأم المؤمنين السيدة عائشة- رضي الله عنها وأرضاها- فقد قالت:” قُتل مظلومًا، لعن الله قتلته”.
عثمان بن عفان وعلاقته بالرسول
من خلال حديثنا حول من هو قاتل عثمان بن عفان، فهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كان يلتقي نسبه بنسب الرسول- صلى الله عليه وسلم- من ناحية أمه، حيث كانت أبنة عم النبي، وهي أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحب عثمان كثيرًا، والدليل على هذا الأمر أنه زوجه بأبنته رقية رضي الله عنها، وزوجه بأم كلثوم أبنته أيضًا بعد وفاة رقية أثناء غزوة بدر، حيث كان يرى النبي في عثمان الخُلق الكريم، والحياء، ولهذا السبب أطلق عليه لقب ذو النورين، لزواجه من بنتين من أبناء النبي.
بالإضافة إلى أن عثمان بن عفان كان يُبادل الرسول بهذه المشاعر الطيبة، فقد كان من أكثر الصحابة المُقربين منه، فقد شارك في جميع الغزوات تقريبًا، وبذل أقصى ما في وسعه لمُساعدته في تحقيق النصر والعزة للإسلام.
من الجدير بالذكر أن الرسول بشر هذا الصحابي بالجنة، إلى جانب انه أخبره بأنه سيموت شهيد كذلك، أما بالنسبة لعلاقته مع بقية الصحابة فقد كانت على أحسن ما يكون، كما كان محبوبًا للغاية من قريش.
حيث قال الرسول عنه في احاديثه الشريفة بخصوص التبشير بالجنة: “عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “افتح له، وبشره بالجنة” ففتحت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “افتح له وبشره بالجنة” ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم استفتح رجل فقال لي: “افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه” فإذا هو عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال: الله المستعان”
اقرأ أيضًا: كيف مات عثمان بن عفان
أولاد عثمان بن عفان وزوجاته
في إطار حديثنا حول من هو قاتل عثمان بن عفان، فأصبح عثمان بعد وفاة النبي ثالث الخلفاء الراشدين على الولاية الإسلامية، وفي عهده وأثناء حكمه قام بجمع القرآن الكريم، وكان له تسعة أبناء، وسبعة بنات، وكان أولاده هم:
- عبد الله، من رقية بنت الرسول.
- عبد الله الأصغر، وهو ابن فاختة بنت غزوان.
- عمرو، كانت أمه أم عمرو بنت جندب.
- خالد، امه هي أم عمرو بنت جندب كذلك.
- أبان، وهو أيضًا أبن أم عمرو بنت جندب.
- عمر، هو شقيق عمرو، وخالد، وأبان.
- الوليد، وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس مغيرة المخزومية.
- سعيد، هو شقيق الوليد من المخزومية.
- عبد الملك، وأمه أم البنين بنت عينية بن حصن.
أما بالنسبة للبنات فهن: مريم: وأمها أم عمرو بنت جندب، وعائشة وكانت أمها رملة بنت شيبة بن ربيعة، وأم سعيد: وأمها فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية، ومريم: وأمها نائلة بنت الفرافصة، وأم البنين: وأمها أم ولد.
عند الحديث عن سؤال من هو قاتل عثمان بن عفان، فيجب علينا العلم أن العلماء والمؤرخين اختلفوا على هذا الشيء، وذلك لأنه من المتعارف عليه أن التاريخ القديم لم يكون مُستنير كثيرًا، بل يكون به الكثير من الأشياء المجهولة.