أعظم إنسان في تاريخ البشرية
من هو أعظم إنسان في تاريخ البشرية؟ وما هي صفاته؟ هناك من تركوا بصمات عديدة في تاريخ الإنسانية، وكان لبعضهم تأثير كبير في تغير البشرية للأفضل، ولكن نستطيع أن نقول القليل منهم من أثروا تأثيرًا جليًّا لا يُستهان به، وهناك من يعد أعظم إنسان وجد على وجه الأرض منذ خلقه وحتى الآن لا يضاهيه امرئ في عظمته، فقد اصطفاه الله ليكون أشرف الخلق ونتناول ذلك من خلال منصة وميض.
أعظم إنسان في تاريخ البشرية
الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هو أشرف خلق على الأرض وهو المعلم الأول والمربي الأمثل والأفضل، لقد ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفوس المسلمين كثير من الإيمان والصدق، وهذا جعلهم يتبعونه فهو من أخرجهم من ظلمات الباطل إلى نور الحق وبعثه الله –عز وجل- ليكون هداية للناس.
فقد قال الله تعالي:
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).. سورة آل عمران الآية 164
قام الرسول –صلى الله عليه وسلم- بتعليم أمته أصول دينهم، حيث يعد التعليم من أشرف المهن على وجه الأرض فما بالك بتعليم الدين، ولكن عند تعليم الدين يجب أن يكون هناك رفق ولين وبأسلوب حسن، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كذلك، فكان في تعليمه للناس الرحمة والرأفة بهم فكان لا يكل ولا يمل من تعليمهم، فكان خير القدوة وخير المعلم وخير الإيمان وأعظم إنسان في تاريخ البشرية.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف
الشمائل المحمدية في تعليم الخلق
كان الرسول بحق هو أعظم إنسان في تاريخ البشرية فقد كان يضم شمائل في أساليب تربيته للخلق، ويجب على كل معلم أن يعرفها ويتبعها وكانت هذه الشمائل تتمثل في:
- كان النبي يسعى دائمًا ويحرص على طلب العلم.
- كان يقدر قيمة المعلم والعالم ويرفع من منزلتهما في أحاديثه الشريفة.
- كان كثير الحرص على تعليم الناس دينهم ما استطاع ذلك.
- أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعلم، وجعله من الفرائض.
- كان يحرص على العناية ورعاية الأطفال.
- إذا سأله أي شخص عن شيء كان يجيبه المصطفى بصدر رحب، وبأكثر مما سأل.
- في تعليمه كان يراعي الفروق الفردية بين الناس، فمن الصعب توصيل المعلومة وفهمها لكل الناس بنفس الطريقة، لذلك فإنه كان يتحدث مع كل شخص على قدر فهمه واستيعابه.
- من أفضل الطرق التي كان يعلم بها رسول الله الناس هو إعطاء الأمثال والتشبيه، من خلال ما يرونه بعينهم حتى يكونوا أكثر استيعابًا.
- ما يدل على أنه أعظم إنسان في تاريخ البشرية، كان يعلم الناس بنفسه فلم يتكبر على أحد مطلقًا.
- كان يعلم أيضًا بطريقة الحوار، حتى يجعل الآذان منصتة إليه ويقوم بتشوقيهم لسماع الإجابة، وكذلك يدربهم على التفكير، وتكون الإجابة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- قريبة لفهمهم، وأوقع في النفس.
- عندما كان يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- معلومة ما فكان يقوم بتكرارها ثلاثة مرات حتى تثبت.
- كان يقوم في تعليمه بالقول والإشارة، وكذلك ببيان العبارات وإيضاحها، وبالإشارة باليدين.
اقرأ أيضًا: متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومتى توفي
نشأة الرسول والبعثة
هو أعظم إنسان في تاريخ البشرية فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، كانت كنيته أبو القاسم، ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الإثنين 12 من ربيع الأول في عام الفيل وكان موافق 12 أبريل عام 571 م، وكان ميلاده في مكة المكرمة، وتوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة وكان في يوم الإثنين 12 من ربيع أول في العام 11 من الهجرة.
أنزل الله -عز وجل- جبريل بالوحي على المصطفى في عامه الثالث والعشرين، وكان هذا اللقاء هو بداية لبعثة الرسول وبداية دعوته إلى الله عز وجل، لأن هذه المرحلة من العمر تتسم بالنضج والإدراك والرشد فيكون الإنسان قد مر على تجارب كثير في حياته ومع الناس وتعلمه هذه التجارب الكثير لذلك كان هذا السن هو أنسب وأفضل سن لنزول الوحي.
قال الله تعالى:
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) سورة البقرة الآية 151
وعن عبد الله بن عباس رضي لله عنهما:
“بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ“،
وكان النبي يتصف بصفات كثيرة منها: (العاقب، الحاشر، الحامي، الخاتم، البشير، النذير، المقتفي، المتواضع).
دعوة الرسول إلى قومه
أخذت الدعوة مراحل عديدة فبدأت بالدعوة السرية وكانت في مكة المكرمة واستمرت لثلاث سنوات، ثم الجهر بالدعوة عن طريق الكلام فقط، ثم بعد الهجرة أصبح الجهر بالدعوة في المدينة المنور والدعوة كانت بالكلام كذلك بقتال المعتدين واستمرت هذه المرحلة لفترة حتى تم صلح الحديبية، بعد ذلك أتت مرحلة الدعوة جهرًا مع محاربة الكافرين وكل من يقف أمام الدين الإسلامي ويصدونه وهذه كانت آخر مرحلة.
زوجات الرسول
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- متزوج بإحدى عشرة زوجة وسيكونون أيضًا زوجاته في الجنة، وتوفى وهو راض عنهن، وكان زواج النبي من بعض هؤلاء الزوجات أمر من الله عز وجل، وكان يتقى الله فيهن ويعاملهن أحسن معاملة وهو خير المثال والقدوة في معاملة أهل بيته سواء زوجاته أو أولاده والزوجات هن:
- خديجة بنت خويلد
- سودة بنت زمعة
- عائشة بنت أبي بكر
- حفصة بنت عمر بن الخطاب
- زينب بنت خزيمة
- أم سلمة
- زينب بنت جحش
- جويرية بنت الحارث
- صفية بنت حيي
- أم حبيبة
- ميمونة بنت الحارث
أنجب النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أولاد وثلاثة بنات: (القاسم، عبد الله، إبراهيم، زينب، رقية، أم كلثوم، فاطمة).. وكانوا خير الأولاد والبنات فقد أطاعوه، وأنجب النبي أولاده جميعهم من زوجته الأولى خديجة –رضي الله عنها- ما عدا إبراهيم فكانت أمه ماريا القبطية.
اقرأ أيضًا: بوستات عن الرسول صلى الله عليه وسلم
صحابة النبي
كان صحابة النبي رفقائه دائمًا في دربة وخير الصحبة وهم من ناصروه، وكان أقرب أصدقائه هو أبو بكر الصديق، وكانت قصص الصحابة مع النبي تؤخذ قدوة، سواء في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو في وقتنا الحالي، وكان النبي أعظم إنسان في تاريخ البشرية، كما أن للصحابة قدر كبير عنده فكان يحبهم كثيرًا ويشاركهم الثواب.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
(لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)..
كذلك فإن الله فضلهم على كثير من خلقه رضى الله عنهم، قال الله تعالى:
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة التوبة الآية 100
كما قال الله تعالى:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) سورة الفتح الآية 29
بعد وفاة الرسول تولى الصحابة الخلافة وكانوا من العشرة المبشرين بالجنة، وهم:
- أبو بكر الصديق
- عمر بن الخطاب
- عثمان بن عفان
- عليّ ابن أبي طالب
- طلحة بن عبيد الله
- الزبير بن العوام
- عبد الرحمن بن عوف
- سعد بن أبي وقاص
- سعد بن زيد
- أبو عبيدة بن الجراح
كان الصحابة رضي الله عنهم هم من حملوا رسالة الإسلام بعد الرسول ووقفوا بجانبه ودافعوا عنه ورافقوه في جميع فترات حياته، وعملوا معه في توصيل الدعوة لشتى بقاع الأرض، وأثر النبي –صلى الله عليه وسلم- فيهم كثيرًا فاتخذوه صديق ومعلم وكان قدوتهم ومثلهم الأعلى.
إن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل قدوة يمكن أن يحتذي بها سواء في الدين أو الخلق أو العلم، لذلك إذا أردت أن تقتدي به، فيجب أن تدرس سيرته العطرة.