السور التي فيها سجدة
تُعد السور التي فيها سجدة في القُرآن الكريم من السور التي تجعل المرء في حيرة مما عليه القيام به جراء قراءتها، فما الذي يجب على قارئ هذه الآيات والسور القيام به؟ وما هي الحكمة والسبب وراء تمييز هذه الآيات عن غيرها؟ نُعرفكم على ذلك وأكثر عبر منصة وميض.
السور التي فيها سجدة
نجد أثناء قراءة القُرآن الكريم وتلاوته العديد من العلامات والإشارات المُميزة والتي تُعبر عن طريقةٍ على المرء قراءة كلمةٍ مُعينةٍ بها أو الوقوف عندها عن القراءة أو حتى الاستمرار مع ضرورة عدم التوقف، ولكن من أبرز العلامات التي نُلاحظها هي ما يُعرف بعلامة السجود.
علامة السجود من صور العلامات التي تتواجد في القُرآن الكريم وتوجب على من وصل في القراءة والتلاوة إليها السجود والدُعاء لله تبارك وتعالى باستخدام بعض صور الأدعية الخاصة بهذه الحالة.
من الجدير بالذكر كون عدد السجدات التي جاءت في القُرآن الكريم تبلغ خمس عشرة سجدة، وهي موزعة في القُرآن الكريم وصفحات المُصحف الشريف في أربع عشرة سورة، وتأتي السور التي فيها سجدة على النحو التالي:
- {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} [العلق: 19].
- {فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا} [النجم: 62].
- {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24].
- {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15].
- {مِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فصلت: 37].
- {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل: 25].
اقرأ أيضًا: ماذا اقول في السجدة عند قراءة القران
السجدات الواجبة في القُرآن الكريم
قد يخال البعض أن السجود عند الوصول إلى السور التي فيها سجدة لا بُد وأن يكون عند قراءة القُرآن الكريم من المٌصحف الشريف فقط، وفي واقع الأمر هذا عارٍ عن الصحة تمامًا.
فالسجود أثناء التلاوة والقراءة من السُنن المؤكدة سواء ما كان المرء يقرأ من المُصحف أو مما حفظ، كما أن السجود لا يقتصر على وقت تأدية الصلاة فقط، فقراءة السور التي فيها سجدة خارج الصلاة توجب على المرء أن يسجد، واستكمالًا لطرح مواضع السجود الخمسة عشر نستعرضها لكم فيما يلي:
- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان: 60].
- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: رقم 18].
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77].
- {أُولئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58].
- {قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا} [الإسراء: 7].
- {وَلِلَّهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ} [النحل: 49].
- {وَلِلَّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ} [النحل: 49].
- {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} [الانشقاق: 21].
- {إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ} [الأعراف: 206].
اقرأ أيضًا: أسئلة دينية وأجوبتها من القرآن
اختلاف سجود التلاوة عند أصحاب المذاهب
على الرغم من شيوع السجود في خمس عشرة موضع عند قراءة السور التي فيها سجدة إلا أن هُناك اختلافات كبيرة بعض الشيء في هذا الصدد عند أهل المذاهب الإسلامية الأربعة.
ففي مذهب الإمام المالكي والمعروف باسم المالكية هُناك أربعة آياتٍ لا يسجد فيها أتباع هذا المذهب، وهذه الآيات ومواضع السجود غير المُعترف بها هي:
- الآية رقم 19 من سورة العلق.
- الآية رقم 21 من سورة الانشقاق.
- الآية رقم 62 من سورة النجم.
- الآية رقم 77 من سورة الحج.
مع العلم أن المذهب الحنفي وافق أهل وأتباع الإمام المالكي في عدم السجود أثناء قراءة الآية رقم 77 من سورة الحج، والتي تُعتبر ثاني مواضع السجود في هذه السورة وفقًا للمذاهب الأُخرى.
أما أتباع الإمام الشافعي وإمام الإسلام ابن حنبل فقد اعتبروا ما جاي في موضع السجود الذي يتواجد في الآية رقم 24 من سورة ص موضع سجدةٍ للتلاوة وليست للشُكر، وعلى النقيض تمامًا صنفها أبناء الحنفية والمذهب المالكي بكونها من صور سجدات التلاوة الواجبة.
اقرأ أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل
دُعاء سجود التلاوة
من أكثر الأمور التي يجهلها الناس فيما يخص السور التي فيها سجدة هو ما يُقال إبان هذه السجدة، وفي واقع الأمر هُناك العديد من الأقاويل التي تضاربت في هذا الصدد، ولكن الشائع والمُتعارف عليه كون سجود التلاوة مُشابه لسجود الصلاة العادي.
فيقول فيه المرء في حال ما مر بإحدى هذه الآيات “سُبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات كما هو الحال أثناء القيام بالصلاة، ولكن هُناك بعض الأدعية التي يُمكن اللجوء إليها في سبيل تمييز هذه السجدة عن غيرها.
من أبرز ما يُمكن الدُعاء به هو ما جاء على لسان إمام المؤمنين والصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فقد ورد في صحيح مُسلم بتحديثه أنه قال حديثًا طويلًا عن الصلاة حسب سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختص فيه بجُزءٍ عن السجود عبر عن أفعال رسولنا الكريم فيه بقوله:
“وإذَا سَجَدَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ” [صحيح المسند]
، وعلى الرغم من كون هذه الصورة من صور الدُعاء التي يقولها رسول الله عند كُل سجود إلا أنها كثيرًا ما تُستعمل في سجدة التلاوة.
من الجدير بالذكر كون السُجود في السور التي فيها سجدة ليس بالأمر الواجب، ولكنها سُنة من السُنن النوافل التي كان الحبيب المُصطفى صلوات الله عليه يُداوم على القيام بها، وقيام المُسلم بها أمرٌ يُثاب عليه، ولكنه لا يُعاقب في حال ما تركها بكُل تأكيد.
من أبرز المعلومات التي تختص بسجود التلاوة هو كون القارئ الذي يتلو القُرآن مما حفظ يستطيع أن يسجد لله تبارك وتعالى بغير وضوء حسبما جاء على لسان كبار عُلماء الدين الإسلامي، وهذا لا يغني عن الطهارة، كما أنه بكُل تأكيد يُستحب أن يكون المرء على وضوء تجنُبًا للشُبهات.