أثر الوسواس القهري على الدماغ
أثر الوسواس القهري على الدماغ يظهر بملاحظة بعض العلامات على المريض، والتي تؤكد تغير سلوكه عن المعتاد عليه، وفي تلك الحالة يجب أن يلجأ المريض لطريقة العلاج التي تناسب حالته، حتى يتفادى حدوث المضاعفات التي تجعل الوسواس القهري يؤثر على أجزاء أخرى بالدماغ ومن خلال منصة وميض سنتعرف إلى أثر الوسواس القهري على الدماغ.
أثر الوسواس القهري على الدماغ
أصبح مرض الوسواس القهري من أكثر الأمراض النفسية المزمنة شيوعًا في وقتنا الحالي، والتي تؤثر بالسلب على حياة الفرد للدرجة التي يسيطر بها المرض على العقل، حتى يكون مرض جسدي أيضًا وليس نفسي فقط.
تسمى تلك الحالة في الطب اصطلاحًا OCD والتي تعبر أن مرض الوسواس القهري تمكن من التحكم في دماغ الشخص، مما جعله يفقد السيطرة على تصرفاته وتجعله يقوم بأفعال لا يمكن تخيلها، وهذا يرجع إلى قوة أثر الوسواس القهري على الدماغ والذي يتمثل فيما يلي:
1- زيادة كمية المادة الرمادية بالدماغ
من السهل أن يتم تحديد إصابة الشخص بالوسواس القهري عن طريق رؤية صورة الأشعة المقطعية للدماغ، حيث إن الشخص المصاب بالوسواس القهري يلاحظ في الأشعة الخاصة به أن نسبة المادة الرمادية بالدماغ أعلى من الشخص العادي، والتي تنتشر في مناطق مختلفة بالدماغ.
لكن تكون نسبتها أقل بمنطقة الساحة الجبهية البصرية وأيضًا منطقة القشرة الحزامية الأمامية والتلفيف الجبهي الوسطي، وهذا يرجع إلى أن تلك المناطق مسؤولة عن رد الفعل الذي يقوم به الإنسان.
بالتالي يلاحظ أن الشخص أصبح يقوم ببعض الأفعال اللاإرادية، وذلك لانخفاض الكمية الرمادية من هذه المناطق، وزيادتها ببعض المناطق الأخرى مثل منطقة المهاد وقشرة الجبهة اليسرى والنواة العدسية والذنبية، وأيضًا فصيص الجدار العلوي الأيمن، هذا ما يجعل نشاط خلايا الدماغ يقل مما يسبب اضطرابات شديدة بدماغ المريض.
اقرأ أيضًا: كيفية التخلص من الوسواس القهري
2- نشاط القشرة الحزامية الوصادية الزائد
يوجد جزء في الدماغ يسمى القشرة الحزامية الوصادية Opercular Network – Cingulo، والذي يعتبر نشاطه الزائد ناتج من أثر الوسواس القهري على الدماغ، حيث إن ذلك الجزء بالدماغ هو المسؤول عن شعور الإنسان باليقظة والانتباه عند حدوث صوت أو أمر مفاجئ يحيط به.
بالتالي الإصابة بالوسواس القهري لمختلف الأسباب تجعل هذا الجزء يزداد في نشاطه، مما يجعل الإنسان أكثر يقظة وانتباه لجميع الأشياء من حوله، فإن الإفراط في التركيز بالعوامل المحيطة به تجعل له سلوك غير تقليدي.
3- الإصابة بالتهاب في مناطق معينة بالدماغ
توضح تلك الصورة الفرق بين دماغ الشخص العادي ودماغ الشخص المصابة بالالتهاب نتيجة أثر الوسواس القهري على الدماغ، وهذا بالطبع يكون له أثر سلبي على صحة الدماغ وتحديدًا إن لم يخضع الشخص المصاب بالوسواس القهري للعلاج المناسب.
إن تفاقم الالتهاب بالدماغ يجعل الإصابة بالمرض تزداد سوءًا، مما يزيد من إصابة الشخص بأمراض أخرى والتي تجعل الأعراض القهرية والإلزامية تبدأ بالظهور عليه، وهذا ما يجعل الآخرين يستغربون رد فعله على مختلف الأمور.
4- اضطراب كيمياء المخ
يوجد نوعان من الوسواس القهري هما الأولي والذي يصاب به الإنسان بدون أسباب معروفة، فيلاحظ المحيطين به تغير سلوكه بشكل مفاجئ، أما النوع الأخر وهو الثانوي والذي يكون ناتج من حادث جعل الدماغ تتعرض للتصادم، مما جعل النشاط الكهربي بها يزداد.
في تلك الحالة يكون ظهور أثر الوسواس القهري على الدماغ ناتج من وجود خلل في منطقة الشبكة الحزامية بالمخ، والتي جعلت المصاب بالحادث لا يدرك الأخطاء التي يقوم بها ولا يتعرف عليها، لأن تلك الصدمة بهذا الجزء الحساس من الدماغ تجعله يتعرض للاضطراب.
علامات تشير إلى الإصابة بالوسواس القهري
من المعروف أن الإصابة بالوسواس القهري ليس لها سبب واضح، ولكن يتم الكشف عن الإصابة بملاحظة ظهور بعض العلامات على الشخص، حيث إن تلف الدماغ الناتج من الوسواس القهري يجعل المريض له أفكار ووساوس يتم ملاحظتها في سلوكياته، وبالتالي تبدأ علامات الإصابة بالظهور مثل:
- خوف المريض من الجراثيم والأوساخ، وملاحظة أنه يقوم بغسل اليدين بشكل مستمر.
- وجود أفكار عدوانية بعقل المريض، مما يجعله عنيف من الآخرين.
- ملاحظة أن المريض يتحدث عن المعتقدات الدينية التي لم يكن لديه أي فكرة عنها.
- التركيز المفرط في الأشياء مما ينمى بعض الأفكار الغريبة لدى المصاب.
- خوف المريض من أن يفقد السيطرة على نفسه، وهذا ما يجعل رغبة في التواجد مع الآخرين منعدمة خوفًا من إيذائهم بغير قصد أو إيذاء نفسه.
- حرص المريض على إخفاء الأشياء التي يحبها خوفًا من أن يفقدها.
- اهتمام المريض برؤية كل شيء أمامه مرتب ومنظم.
- ملاحظة أن المريض يقوم بالتأكد من أن جميع الأبواب مغلقة، والتكرار بقفل المفاتيح والأقفال والأجهزة المنزلية بجميع الأوقات.
- اهتمام المريض بتأدية الصلوات.
اقرأ أيضًا: هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري الديني
مضاعفات الإصابة بالوسواس القهري
عدم الاهتمام بعلاج المرض النفسي المزمن يجعل أثر الوسواس القهري على الدماغ يزداد، مما يجعل الشخص يصاب بمضاعفات خطيرة تؤثر على حياته، مما يعيق ممارسته للعديد من الأنشطة الحياتية التي يجب أن يقوم به كل شخص، لكي يشعر أن لديه دور بالحياة، حيث إن تلك المضاعفات تتمثل في:
- عدم استغلال الوقت بشكل جيد، والذي يكون ناتج من اهتمام المريض بالتفكير الزائد بتصرفات نمطية لا يوجد منها أي فائدة.
- الشعور باليأس لشعور المريض بأنه ليس لديه فائدة معنوية بالحياة، وهذا عن طريق عجزه عن تأدية بعض المهام اليومية البسيطة مثل العمل أو قيادة السيارة أو تحمل مسؤولية طفل.
- تحول المريض إلى شخص منعزل لملاحظته أن الآخرين ينفرون منه، مما يسبب له مشكلة في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الجيدة مع الآخرين.
- رغبة مريض الوسواس القهري في غسل اليدين باستمرار تجعله أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجلد التماسي.
- تفكير المريض الزائد في الانتحار لرغبته بالموت من الألم النفسي والجسدي الذي يشعر به.
- من أكثر المضاعفات خطورة أن يلجأ المريض إلى إدمان المخدرات، لأنه يشعر بالاسترخاء المؤقت أثناء تنفيذ تلك العادة السيئة، مما يجعله يتناول كمية مضاعفة منها للشعور بالراحة واختفاء الألم الذي يشعر به.
- الشعور الدائم بالخوف والقلق مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
- عدم الرغبة في تناول الطعام والإصابة بالأرق، والذي يؤدي إلى معاناة المريض من مشاكل صحية.
طرق علاج أثر الوسواس القهري
خضوع مريض الوسواس القهري إلى العلاج بمرحلة مبكرة من الإصابة، تجعل نسبة شفائه أسرع مما يجعله يتخطى هذه المشكلة بشكل جيد ويكون أثر الوسواس القهري على الدماغ أقل بكثير، أما إن لم توجد طريقة علاج تكافح تفاقم الوسواس القهري بالدماغ سوف يصاب المريض بالمضاعفات.
تحديد طريقة العلاج المناسبة للمريض يجب أن تكون من جهة طبيب متخصص، والتي تتم بعد إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن حدة المرض، ويلجأ الأطباء لبعض الطرق لتناسب علاج تلك المشكلة وهذه الطرق مثل:
1- العلاج الدوائي
تساعد بعض أنواع من الأدوية في تهدئة الشخص عن طريق السيطرة على المشاعر السلبية والأفكار التي يعاني منها المريض، حيث إن احتواء الأدوية على مادة البنزوديازبينات له دور كبير في التقليل من نوبات التوتر، مما يجعل المريض يحصل على الاسترخاء الكافي والسيطرة على الأفكار الوسواسية.
2- العلاج المعرفي السلوكي
هذا النوع من العلاج له دور هام في مرحلة شفاء المريض من الوسواس القهري، لأن العلاج السلوكي يساعد على تنشيط الخلايا العصبية بالدماغ مما يعين المريض على التغلب بالأفكار والوساوس المحيطة به.
يتم العلاج السلوكي عن طريق التحدث مع المريض وتدريب الدماغ على التحكم بالأفكار السلبية المتواجدة بها، وهذا يساعد المريض في التقليل من التصرفات القهرية والغريبة التي يقوم بها، حتى تبدأ بالاختفاء تمامًا ويعود المريض إلى حالته الطبيعية.
3- العلاج بالتعرض
يعتبر العلاج بالتعرض من أصعب مراحل علاج الوسواس القهري، والذي يأخذ الكثير من الوقت على عكس غيره من طرق العلاج الأخرى، ويقوم الطبيب في ذلك الوقت بمواجهة المريض بأفكاره والأشياء التي يقوم بإجرائها دون أن يشعر، فمن الممكن أن يتعرض الطبيب لرد فعل صادم من المريض.
لعدم قدرة استيعاب الدماغ ما يحدث بها لأن مواجهة المريض النفسي بمشكلته تجعله عدواني بشكل كبير، مما يجعله أكثر خوف وقلق ورغبته في عدم إظهار خوفه تجعله يقوم بأفعال لا يمكن تخيلها، ولكن قدرة الطبيب على شد وجذب المريض يساعده في تعديل سلوكه والمواجهة بطريقة تجعله أفضل.
اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري بزيت الزيتون
نصائح لتفادي تفاقم تأثير مرض الوسواس القهري للدماغ
عند ملاحظة أن أحد أقاربك بدأ يظهر به سلوك غير اعتيادي، فيجب أن تجعله يذهب لزيارة الطبيب المتخصص، حتى يقوم بالفحوصات اللازمة للكشف عن إصابته بمرض الوسواس القهري.
علاج تلك المشكلة في وقت مبكر يساعد في تفادي تفاقم أثر الوسواس القهري على الدماغ وهذه النصائح تساعدك في أن تكون فترة العلاج أقل مع ملاحظة نتيجة سريعة، وهذه النصائح تتمثل في:
- يجب أن يمتنع الأشخاص المحيطين بمريض الوسواس القهري عن مجادلته أو الدخول معه في نقاش حاد، وذلك حتى لا يزداد تفكير المريض بالأفكار السلبية والتي تجعل الوسواس القهري يزداد لديه.
- من المهم أن تساعد المصاب في مواجهة الوسواس القهري، وعدم الهروب منه وإذا كنت تجد صعوبة في ذلك من الأفضل أن تجعله يذهب للطبيب المتخصص، لكي يخضع إلى علاج نفسي.
- اعتماد المريض على نفسه في مواجهة التوتر يساعده بشكل كبير في تخطي المضاعفات التي يمكن أن يصاب بها، وأيضًا له دور كبير في مواجهة الأفكار السلبية حتى يستطيع القضاء عليها.
- من المهم أن يعرف المريض أن مشكلة الوسواس القهري ليس لديها علاقة بالشعور بالتوتر، وإنما هي عناد من الشخص المصاب للقيام بالأعمال الإجبارية التي تجعل الآخرين يستغربون أفعاله.
- مراعاة الأشخاص المحيطين بمريض الوسواس القهري بأن حالته تختلف من مريض لأخر، يجعلهم يتفادون الوقوع في مقارنة المريض بأشخاص أخرين، مما يكون له دور هام في تحسين الحالة النفسية للمريض، وجعل فترة العلاج أقصر.
- من المهم أن يتحلى المريض بالصبر هو والمحيطين به، ويدركون أنها فترة وسوف تمر بأقل الخسائر.
- عدم أخذ الكثير من الوقت في البحث عن سبب منطقي لإصابة الشخص بالوسواس القهري، حيث إن ذلك المرض متناقض إلى درجة كبيرة ولم يتعرض علماء النفس إلى سبب واضح لإصابة الإنسان به، وهذا ما يجب أن يعترف به المريض والمحيطين به.
- دعم الأهل والأصدقاء للمريض أمر هام، وهذا عن طريق تشجيعه لتحقيق الإنجازات وزيادة ثقته بالنفس، وأيضًا تحفيزه على القيام بالأعمال الجيدة.
علاج أثر الوسواس القهري على الدماغ يساعد في تفادي تعرض الشخص للمضاعفات الخطيرة، والتي تؤكد وصوله إلى مرحلة خطيرة من الإصابة، لذلك يجب أن يقوم المحيطين بالمريض بتقديم الدعم النفسي له.