تأثير الزعل على الحامل في الشهور الأخيرة
تأثير الزعل على الحامل في الشهور الأخيرة يعد ضارًا جدًا على الأم وعلى الجنين أيضًا، حيث إن الشهور الأخيرة من الحمل تعد خطيرة وحساسة جدًا، وتحتاج لعناية ورعاية صحية ونفسية كاملة، وهناك بعض التغيرات النفسية الطبيعية التي قد تحدث، ولكن يجب معرفة كيفية السيطرة عليها للحد من تأثيرها وهذا ما سنتناوله الآن في منصة وميض.
تأثير الزعل على الحامل في الشهور الأخيرة
من الطبيعي مرور المرأة بحالات مزاجية مختلفة كثيرة في الفترات الأخيرة من الحمل، ولكن هناك نسب لذلك التغير ومدى عمق الحالة النفسية، والتي عند درجة معينة تصبح ذات آثار سيئة على كلٍ من الأم وطفلها، ويشتد الأثر السيئ كلما اشتدت حالة الأم النفسية ضررًا.
لا يقتصر الأثر الحادث على الجانب النفسي فقط بل الجسدي كذلك، فمثلًا تحدث تغيرات في الهرمونات بالجسم، والتي بدورها تؤثر على الجنين، مما قد يسبب قصور في نمو الجنين وصغر حجمه عن الحجم الطبيعي له أو التسبب في الولادة المبكرة له قبل اكتماله، مما قد يسبب فقدان الجنين أصلًا.
اقرأ أيضًا: ما يضر الحامل في الشهور الأولي
الآثار التي تنتج عن التغير النفسي للأم
عند تعرض الأم للاكتئاب هذا يزيد من احتمالية حدوث عدة مخاطر، لذا يرجى تجنب التغير السيئ للحالة المزاجية للأم والحفاظ على التوازن النفسي في تلك الفترة من أجل سلامة كليهما، ومن تلك الآثار السلبية ما يلي:
- الطفل الذي يشهد على اكتئاب أمه أثناء الحمل يصبح له نتائج سلوكية سيئة ويواجه مشكلات اجتماعية ونفسية أكثر من غيره.
- يشعر الجنين بحالة أمه النفسية وهذا قد يكون نتيجة التغير الحادث في الهرمونات التي يفرزها جسم الأم مثل هرمون الإجهاد.
- يصبح لدى الطفل بعد الولادة حالة من القصور في القدرات العقلية والحركية.
- تزيد فرصة الإصابة بتشوهات خلقية للجنين عند المرأة الحزينة أو ذات المزاج السيئ عن غيرها من اللواتي يحافظن على توازن حالتهن المزاجية.
- يتضرر تكون الجنين والذي يصبح أقل من المعتاد، ويواجه سوء تغذية.
- تتسبب الحالات النفسية المضطربة في ارتفاع هرمون الكورتيزون الذي يعمل على زيادة نسبة السكر في الدم أو غياب الكميات اللازمة من الأكسجين في الأنسجة، مما يعرض الجنين للخطر.
- تؤثر الحالة النفسية للأم على معدلات الغذاء الصحي للجسم وبالتالي للجنين، مما يصيب كلاهما بعدة مشكلات.
- تعرض الجنين للضغط من خلال بعض الهرمونات التي تصل له من خلال المشيمة نتيجة الاضطراب النفسي للأم.
- يواجه الطفل بعض المشكلات بعد الولادة مثل نوبات البكاء الغير مبررة والتعرض لتقلصات البطن بشكل زائد عن الطبيعي.
- تحسس الطفل من البيئة بشكل مبالغ فيه، كما تكون لديه ردود فعل حادة تجاه المؤثرات من حوله.
- تعد نفسية الأم أثناء الحمل عامل مؤثر بشكل كبير في تكوين شخصية الطفل فيما بعد ذلك، وهذا ما قد أثبتته العديد من الدراسات بالفعل، أن كل ما تقوم به الأم أثناء الحمل والبيئة التي تعيش فيها تترك آثارًا تدخل في تشكيل نفسية وشخصية طفلها.
- يصبح الطفل بعد ذلك أكثر عصبية عن غيره من أقرانه.
أسباب اكتئاب الحمل في الشهور الأخيرة
قد يكون السبب في حساسية الأم أثناء الفترة الأخيرة والذي يزيد الأمر سوءًا بحدوث زعل واكتئاب هو ما يلي:
- التغييرات الجسدية التي تطرأ على جسد الأم وتفقدها الشعور بنفسها وجمالها، وبالتالي تتضايق.
- التقلبات الهرمونية الطبيعية التي تحدث أثناء تلك الفترة.
- في حالة انتفاء الرغبة لدى الأم في إنجاب الطفل يكون الأمر أكثر سوءًا.
- الخوف من ألم الولادة ومهام الأم ما بعد الولادة.
- انشغال الزوج وعزوفه عنها بعض الأحيان.
- الشعور بانعدام الأمان والوحدة.
- الخوف على الطفل وما يحدث في مستقبله.
اقرأ أيضًا: مشروبات تضر الحامل بالاشهر الأولى
العوامل التي تزيد من إصابة الأم باكتئاب الحمل
على الرغم من أن اكتئاب الحمل أمر شائع إلا أنه يتفاوت بنسب كبيرة بين امرأة وأخرى والسبب وراء ذلك بعض العوامل التي يلي ذكرها:
- في حالة تناول أدوية منع الحمل سابقًا.
- حدوث حالات إجهاض سابقة.
- الإجهاد الشديد وضغوط الحياة.
- الحمل دون رغبة الأم.
- قلة الدعم الأسري والاجتماعي.
- الخلافات والمشكلات الزوجية التي تترك المرأة في حالة سيئة.
- التعرض لإهمال الزوج والشعور بعدم رغبته فيها.
- العوامل الوراثية التي تلعب دورًا كبيرًا في الجينات والإصابة بحالات الاكتئاب أثناء الحمل.
- الحرمان العاطفي، افتقاد الأم الشعور بالحب والحنان ومواجهتها مشكلات الخوف والتعب بمفردها.
- الملل من الحمل في الشهور الأخيرة.
- عدم رغبة الأب في الجنين، أو شعور الأم بعدم فرحة الأب بالحمل.
- زيادة عصبية المرأة الحامل.
ما يواجهه الجنين أثناء بكاء الأم
أثبتت الدراسات أن الجنين يعاني من نفس ما تعانيه الأم في الجانب النفسي، ويتشارك معها حالتها المزاجية، سواء بالإيجاب أو السلب، وتم ثبوت أنه عند بكاء الأم يتعرض الجنين لعدة مشكلات منها قصور في النمو، وعجز عن التطور، كما تبدأ جيناته في التشكل على نحو ما عايش من أحداث وحالة نفسية لأمه.
عند معايشة الطفل لبكاء أمه كثيرًا، يصبح لديه شخصية أشد حدة وعصبية عن غيره من الأطفال، يكون شديد وكثير البكاء، تتولد لديه طباع عدوانية تجاه البيئة والمجتمع بنسب أعلى ممن عايشوا حالة نفسية جيدة أو مستقرة لدى أمهاتهم، كما يصبحون هؤلاء الأطفال عند الكبر أكبر عرضة للإصابة بالاكتئاب والضغط النفسي العصبي ويواجهون مشكلات في القدرات العقلية (التعلم والتركيز والفهم).
اقرأ أيضًا: نصائح للمرأة الحامل في الأسابيع الأولى
نصائح لتجنب الزعل في الشهور الأخيرة للحمل
بعدما اطلعنا على خطورة تأثير الزعل على الحامل في الشهور الأخيرة من الحمل، يلزم تجنب مواجهة كل ما قد يتسبب في الاكتئاب والزعل، وإيجاد سبل الحفاظ على التوازن النفسي والصحي، كما يلزم العثور على طرق تزيد من الحالة المزاجية الجيدة للأم وتخلصها من التوتر، وترفع من الحالة المعنوية العامة لها، وإليك بعض النصائح التي تساعد على ذلك:
- الاهتمام بالغذاء حيث يؤثر بشكل كبير على حالتك الصحية وبالتالي نفسيتك.
- احرصي على ممارسة هواية تحبينها للعمل على زيادة بهجتك.
- مارسي التمارين الرياضية، والمشي لمد جسمك بالحالة الصحية والنشاط اللازم وتنشيط الدورة الدموية التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية.
- حاولي جذب عائلتك وأصدقائك إليك وطلب المساعدة منهم ومشاركتهم بعض الأعمال لتخفف عنك الجهد وتشعرك بعدم الوحدة وتزيد من الترابط العائلي الذي يدعم نفسيتك.
- عند الشعور بالخوف أو القلق تجاه أي أمر قومي بمناقشته مع طبيبك أو أحد المقربين منك.
- اعتني بنومك بالحصول على القسط الكافي والصحي منه، وتجنبي الكافيين والأشياء التي قد تزيد من حالات الأرق لديك.
- خففي من الأطعمة التي تلحق بجسمك أو طفلك الضرر مثل مشروبات القهوة والشاي والمياه الغازية.
- الالتزام بكافة التعليمات الطبية بشأن حملك.
- ممارسة اليوجا والتي تعمل على زيادة الهدوء والاسترخاء النفسي، كما يمكنك الحصول على جلسات التدليك التي تسبب حالة من التوازن النفسي والراحة.
- قومي بدعم علاقتك الزوجية وإقحام زوجك في الحياة اليومية معك واطلبي منه التواجد معك ووفري الفرص الجيدة التي تزيد من لقائكم بشكل هادئ وجيد.
- حاولي التفريغ عن مخاوفك وما يشغل ذهنك من خلال الكتابة والتعبير عما يجول بخاطرك بشكل يومي.
- ابحثي عن الأشياء التي تزيد من بهجتك وسعادتك وقومي بعملها أو توفيرها لنفسك.
- حاوطي نفسك بالإيجابيات واحرصي على التفكير الإيجابي وتجنبي ما هو غير ذلك.
- احصلي على حمامًا دافئًا بعد انتهاء يومك ليمنحك شعور بالاسترخاء والراحة.
- تناولي المكملات الغذائية المناسبة وفق ما يقرره معك الطبيب.
على كل أم محاولة توفير البيئة المناسبة لها ولطفلها وتجنب أي أسباب للضغط والمشكلات النفسية، حيث يعد العامل النفسي عاملًا أساسيًا في الحصول على حياة صحية طبيعية سليمة.