الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج
ما الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج؟ وهل الإسراء والمعراج كانت رؤيا أم حقيقة؟ قد يخلط الكثير من الأشخاص بين المبعث النبوي وليلة الإسراء والمعراج، كما أن هناك علماء كثيرين اختلفوا في تحديد الموعد المحدد لكلًا منهما، حيث إنه لا يوجد هناك نص قرآني أو حديث يثبت صحة التاريخ، ولذلك قد يختلط الأمر على الناس، لذا سوف نقوم من خلال منصة وميض بذكر الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج.
الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج
قد يختلط الأمر على الكثير من الناس ويظنون أن ليلة الإسراء والمعراج هي نفسها ليلة المبعث النبوي، والجدير بالذكر أن الأمران لهم ظروف وأحداث مختلفة، وللحد من حالة الجدل حول ذلك سنذكر الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج كلًا منهما على حدِة من خلال الفقرات التالية:
1- ليلة الإسراء والمعراج
تعرف ليلة الإسراء والمعراج على أنها الليلة التي أسرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كما أنه صلى فيها مع جميع الأنبياء والمرسلين، ومن ثم مشى به جبريل وصولًا إلى السماء السبعة.
كما أنه رأى جبريل عليه السلام على حالته الملائكية، ومن معجزات ليلة الإسراء والمعراج أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأى الله عز وجل عند سدرة إلى المنتهى وفرض عليه الصلوات الخمس، أما عن ميعادها فلا يوجد تاريخ قاطع على أنها في شهر رجب يوم 27 وإلى الآن لم يكتشف دليل مُثبت على الميعاد الصحيح لها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج
2- ليلة المبعث النبوي
تعتبر تلك الليلة هي التي نزل فيها سيدنا جبريل عليه السلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أثناء تعبده في غار حراء بعد أن أتم الأربعين عامًا، وبدء أن يقرأ عليه بعض آيات القرآن الكريم، قال تعالى:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم متوقعًا ذلك الحدث فاشتد خوفه كثيرًا، وأخذ يسرع وهو يرتجف خوفًا إلى بيت زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، بالرغم من جميع الأحداث التي جرت في هذا اليوم لم يستطع العلماء أو الفقهاء تحديد ميعاده بالضبط، حيث هناك أقوال تذهب إلى أنه في ربيع الأول، ولكن على الأرجح أنه في شهر رمضان، وذلك وفقًا لقول الله تعالى:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.
كذلك كان هناك خلاف حول اليوم ولكن هناك معلومات أكيدة أنه يوم الإثنين وكان ذلك وفقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن فرض الصيام فقال:(ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ).
اقرأ أيضًا: متى كانت ليلة الإسراء والمعراج
فضل ليلة الإسراء والمعراج
ليلة الإسراء والمعراج لم تكن كأي ليلة على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان هناك الكثير من المعجزات التي تمت في ذلك اليوم، بل أن الرحلة نفسها كانت من المعجزات التي حدثت، وسوف نتعرف على فضل ذلك اليوم بشيء من التفصيل من خلال النقاط التالية:
- تعتبر ليلة الإسراء والمعراج هي الليلة التي أثبتت نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأكدت مدى صدق رسالته.
- كانت تلك الليلة نقطة تحول في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
- ليلة الإسراء والمعراج كانت تعتبر بمثابة تكريم من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنه أطلع على الغيب الذي لا يعلم عنه أحد شيء.
- كانت ليلة الإسراء والمعراج دائمًا نفسيًا كبير نظرًا لأنها جاءت في الوقت الذي توفت فيه زوجة الرسول التي كان يحبها كثيرًا السيدة خديجة، وكذلك عمه أبو طالب.
- كشفت تلك الليلة المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها الرسول من بين الرسل والأنبياء، فكانت له مكانة كبيرة وخاصة لم ينالها أي شخص على وجه الأرض من قبل.
- كما أن تلك الليلة كانت جزاء من الله تعالى للرسول -صلى الله عليه وسلم- من أجل صبره على ظلم الكفار وثباته أمامهم.
- تدل ليلة الإسراء والمعراج على الأهمية الكبرى والمكانة العليا التي يحظى بها المسجد الأقصى وأهميته الكبيرة التي تدفع نحو الدفاع عنه ومحاولة استعادته.
- صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو إمامًا لجميع الأنبياء من الدلائل على أنه هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما أنه شهيدًا على الناس.
- ليلة الإسراء والمعراج كانت بمثابة اختبار من الله عز وجل للمؤمنين على صبرهم وصدقهم في اِتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصدق دعوته، لأن الذي حدث في تلك الليلة أكبر من استيعاب العقل البشري.
- أثبتت ليلة الإسراء والمعراج أن جميع الأنبياء يبعدون الله عز وجل، وذلك يدل على أنهم إخوة ودينهم دين واحد.
- ثبت في ليلة الإسراء والمعراج مدى ثقة أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إن جميع أهل مكة كذبوه وارتدوا عن دينهم.
- حادثة شقِّ الصدر كانت واحدة من الأحداث التي تمت في تلك الليلة، وكانت أمرٌ يتناسب مع الرسالة التي بعث الله بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
(أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ).
- يعتبر البراق من أعظم ما كرّم الله به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج، حيث: “أرسل له جبريل يحمله على البراق، فأعزّه الله وكرّمه بدخولها راكبين، كما أنه أخذ رسول الله بالأسباب فلمّا نزل عنها ربطها كي لا تفلت، وهو أمرٌ لا يتنافى مع التوكُّل على الله تعالى”.
- تعلمنا ليلة الإسراء والمعراج قول الحق مهما كانت النتائج المترتبة عليه، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حكى للناس ما حدث معه في هذه الليلة، ولم يأبه لتصديقهم له أو تكذيبهم.
اقرأ أيضًا: مقدمة تعبير عن الاسراء والمعراج
أيهما أفضل ليلة الإسراء والمعراج أم ليلة القدر؟
استكمالًا للحديث عن الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج، يجدر بنا ذكر الليلة المفضلة للمسلمين، حيث هناك الكثير من الجدل حول أفضلية الليلتين، ولكن على الأرجح أن ليلة القدر أفضل للمسلمين من ليلة الإسراء والمعراج وذلك وفقًا إلى قول الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}
كما أن الشيخ ابن تيمية شيخ الإسلام رحمة الله عليه حينما سُئل عن ليلة القدر قال إنها أفضل ليلة بالنسبة للأمة، ولكن ليلة الإسراء والمعراج هي أفضل ليلة الرسول صلى الله عليه وسلم.
يعتبر الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج لا يقتصر على تاريخ كلًا منهما فقط، بل أن الأحداث التي جرت في الليلتين مختلفتان تمامًا، ولكن بصفة عامة يجب الدعاء كثيرًا في تلك الأيام.