الفرق بين الصمت والسكوت

الفرق بين الصمت والسكوت يمكننا معرفته من خلال عدة أوجه، والتي تميز الفرق الجوهري بين كليهما، كما أن لكل منهما استخدام يعبر عن الفارق البين بينهما، ونحتاج التعرف على هذا الفرق لزيادة الدقة والبلاغة في تعبيراتنا المختلفة، وهذا ما جعل منصة وميض يقدم لكم هذا المقال.

الفرق بين الصمت والسكوت

نتناول فيما يلي بعض الأوجه التي نستطيع من خلالها التمييز بين كلا المصطلحين، والتي تعيننا على معرفة ما تهدف كل كلمة منهما في التعبير عنه بشكل دقيق، على الرغم من ظهورهما كمترادفين ولكن يتميز كل منهما عن الآخر:

1ـ الفرق اللغوي بين الصمت والسكوت

لا يعد الفارق اللغوي بين كلاهما مميزًا كثيرًا حيث يتقربان في المعنى من حيث اللغة:

  • الصمت: صمت صمتًا، أو صموتًا، ويعنى به السكوت والصامت هو الغير ناطق، والخروج عن الصمت هو النطق والتكلم، ويرادفه (القنوت، الكظم، الصوم، الرمز، الإبلاس).
  • السكوت: سكت عن أو على، وهي تعني الامتناع عن الكلام، ويرادفه (الإرطام، الإبلام، البكامة، الجمود، الانقطاع عن الكلام).

اقرأ أيضًا: أقوال الشافعي في الصمت

2ـ الفارق الاصطلاحي

  • الصمت: يعرف بأنه سقوط النطق عند ظهور الحق، أي أنه يتم بيان الحق للعيان جميعًا ولا يكون بحاجة للكلام وبالتالي يصمت الحضور، بسبب أن الأمر يشرح نفسه.
  • السكوت: وهو يشير إلى السكون والهدوء، ويكون فيه التوقف عن الكلام كنوع من الإرادة، وبالتالي يعد موقفًا سلبيًا في بعض الأحيان.

3ـ الفرق بينهما بلاغيًا

  • الصمت: يعتبر الصمت أشد بلاغيًا من السكوت، لأنه يتم استخدامه في كلا الحالتين، إما بإرادة أو بدونها وبالتالي هو أعم وأشمل، حيث يعبر عن عجز القدرة على الكلام بالصمت أو المصمت أو الصامت.
  • السكوت: يعبر بلاغيًا عن حالة خاصة وهي ترك الكلام مع القدرة عليه.

4ـ نوع الكلام الممتنع عنه في الحالتين

  • الصمت: يعبر عن الامتناع عن قول الباطل، ولا يعبر عن الإمساك عن قول الحق.
  • السكوت: يمتنع فيه عن قول كلا الحق والباطل، والامتناع عن قول الحق لا يكون إلا سكوتًا، وليس صمتًا.

5ـ الفترة المستغرقة في الصمت والسكوت

  • الصمت: يشير لفترة زمنية أعمق من السكوت، حيث يطيل فيها الفاعل في التوقف عن الكلام.
  • السكوت: يدل على فترة زمنية قصيرة نسبيًا مقارنة بالصمت، فتعد آنية ومن ثم يعاود الشخص الكلام.

6ـ قدرة الكلام مزامنة بكليهما

  • الصمت: تعبر حالة الصمت عن امتناع الكلام في كلا الحالتين إما مع قدرة على التكلم أو مع عدمها، وعجز الفرد عن ممارسة القول أصلًا.
  • السكوت: غالبًا ما يمارس السكوت بالمزامنة مع القدرة على الكلام، ولكنه يتم عن وعي وإرادة في تجنبه.

7ـ الفرق بين الصمت والسكوت من حيث الدافع

  • الصمت: يأتي بدافع الحكمة والذكاء والأدب.
  • السكوت: يأتي بدافع من الخوف والقلق من التكلم.

8ـ قول علماء اللغة في الفرق بين الصمت والسكوت

  • الصمت: هو نقيض الكلام، كما أنه يطلق على عملية الحذف والإيجاز.
  • السكوت: قال عنه ابن المقفع أنه بلاغة بما يقصد به اسم جامع لعدد من المعاني، والتي تشمل فعل السكوت وكذلك الاستماع.

اقرأ أيضًا: كلمات عن الصمت والكبرياء

قول الإسلام في الفرق بين الصمت والسكوت

نتناول فيما يلي نظرة الإسلام للفارق بين كلا المصطلحين من خلال أقوال بعض علماء المسلمين:

  • الإمام ابن تيمية: يقول الإمام الصمت الدائم إنما هو بدعة منهي عنها، محتجًا بموقف رسول الله “بينما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ إذا هو برجُلٍ قائمٍ في الشَّمْسِ، فسأَل عنه، قالوا: هذا أبو إسرائيلَ نذَر أن يقومَ ولا يقعُدَ ولا يستظِلَّ ولا يتكلَّمَ ويصومَ، قال: مُرُوهُ فليتكلَّمْ وليستظِلَّ وليقعُدْ وليُتِمَّ صومَهُ” [ رواه عبد الله بن عباس].

كما أنه أشار أن التكلم بالخير خير من السكوت عنه، وأن الصمت عن الشر خير من التكلم به، مما يشير لإيجابية الصمت، وسلبية السكوت.

  • قول النووي: رأى أن الصمت فيه سلامة كما أنه يعد سمة الرجال الصحيحين، وأشار أن النطق في موضعه أشرف الخصال، بينما أعرب عن خبث السكوت باحتجاجه على أن من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.
  • شمس الدين السفاريني: يرى أن الكلام أفضل كتحلية، بينما السكوت تخلية، وترتفع التحلية عن التخلية في حال أن هدف الساكت هو السلامة وهذا ما يحصل عليه بالفعل المتكلم بالخير بنية الخير.
  • النيسابوري: أوضح الفارق من خلال بيان عدة معاني لبعض المرادفات في كتاب غرائب القرآن ورغائب الفروقات كما يلي:
  • الصمت: هو أشمل معاني ترك الكلام.
  • السكوت: ترك الكلام مع القدرة على فعله.
  • الإنصات: هو التوقف عن الكلام بهدف الاستماع.
  • الإصاخة: هو شدة الانتباه والهدوء لسماع ما يصعب على الذهن فهمه أو إدراكه.

خلاصة الفرق بين الصمت والسكوت

نخلص إلى أن الصمت يشير للمعاني الطيبة أكثر منها السلبية أو ما تحمل أذى أو ضرر، بينما السكوت غالبًا ما يشير لموقف خاطئ، وبالتالي على المرء تحري الصمت في المواقف التي تتطلب ذلك، بينما يلزم تجنب السكوت عن الحق، ومن دلالات أفضلية الصمت عن السكوت هو قول العلماء أهل السلف وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصمت.

أقوال السلف والعلماء في الصمت

فيما يلي من نقاط عرض لأهم أقوال السلف الصالح لتوضيح الفرق بين الصمت والسكوت:

  • عن علي رضي الله عنه قال: (بكثرة الصمت تكون الهيبة).
  • (عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: أربعٌ لا يصبن إلا بعجب: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع، وذكر الله، وقلة الشيء).
  • و(عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: تعلموا الصمت كما تعلمون الكلام، فإنَّ الصمت حلم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكًا من غير عجب، ولا مشَّاءً إلى غير أرب).
  • (عن وهيب بن الورد رحمه الله، قال: كان يقال: الحكمة عشرة أجزاء: فتسعة منها في الصمت، والعاشرة عزلة الناس).
  • (وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أفضل العبادة الصمت، وانتظار الفرج).

مرادفات الصمت والسكوت

  • الهدوء.
  • الوجوم.
  • الإغضاء.
  • الإطراق.
  • السكون.

اقرأ أيضًا: عبارات عن الصمت الحزين

فوراق بعض المترادفات

من عظمة اللغة العربية هو كثرة مفرداتها، وذلك أدى إلى وجود الكثير من المرادفات، وسنعرض لكم أشهر المرادفات مع توضيح فروقات المعاني بينها:

المترادفاتالمعاني
التحسسهو التتبع بهدف الخير
التجسسهو تتبع الناس بغاية الشر
التضاديعبر عن الأفعال
التناقضيعبر عن الأقوال
الظلمهو أكل الحق كاملًا
الهضمهو نقصان جزء من الحق
الكآبةهي ما يبدو على الظاهر كالوجه
الحزنهو ما يبطن في القلب
البدنيمثل الجزء العلوي من الجسم
الجسديمثل كامل أجزاء الجسم
التلقينهو في ممارسة الكلام فقط
التعليميهدف لتعلم الكلام وغيره من المهارات الذهنية
الأزليما ليس له بداية
الأبديما ليس له نهاية
السرمديما ليس له بداية ولا نهاية
الآمديما يقع بين فترة بداية ونهاية

من المهم أن نعرف ما يميز كل مترادف من المترادفات، فذلك يزيد من بلاغة الفرد في التعبير، كما يعزز من اللغة، وليس هناك كلمة أو مصطلح إلا ولها ميزة خاصة بها تفيد بها معنى معين.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.