الفرق بين الخلع والطلاق
الفرق بين الخلع والطلاق بيِن وله العديد من الأوجه، أصبح الخلع والطلاق من أكثر الظواهر انتشارا بمصر والوطن العربي وغيرهم من دول العالم وقد أصبحت هذه المشكلات تحدث بكثرة وبشكل ممنهج عن طريق المحكمة المختصة وهي محكمة الأسرة ولكن بالشكل التفصيلي ما الفرق بين الخلع والطلاق هذا ما نلقي الضوء عليه من خلال منصة وميض.
الفرق بين الخلع والطلاق
الطلاق يتم بإرادة كاملة من الزوج لأنه يتلفظ لفظة الطلاق برضاه وأما عن الخلع فهو عبارة عن فسخ ويتم دون التلفظ بكلمة الطلاق أو غيرها كما أنه غير مشترط فيه رضا الزوج أو اختياره.
الخلع لا يتمكن الزوج فيه إرجاع زوجته فهو عبارة عن زوال العصمة الزوجية من يده وهذا مقابل شيء مادي متفق عليه بين الزوج والزوجة كما أنه لا يحق له إرجاعها في أي وقت بل لابد رضاها ورضا ولي أمرها وبمهر جديد وعقد عقد جديد.
الطلاق تبقى فيه الزوجة على ذمة الزوج خلال فترة العدة وهي ثلاثة أشهر ويحق في خلال هذه الفترة إرجاع زوجته دون رضاها أو رضى ولي أمرها وهذا ما يعرف بالطلاق الرجعي، كما أنه يستطيع إرجاعها بعد الطلقة الأولى والثانية دون عقد أو غيره وهذا برضاها أو بدونه، والخلع لا يمكن أن يحتسبه الرجل من عدد الطلقات المباح له وذلك بعكس الطلاق.
يحق للزوج الطلاق فهو حق من حقوقه وهذا يكون بإرادته يعني بالتراضي فيما بين الزوجين ولا يحتاج إلى اللجوء للمحاكم أو غيره وهذا بخلاف الفسخ أو الخلع فلا يتم الخلع إلا بحكم الشرع او حكم القاضي.
الفرق بين الخلع والطلاق لغةً واصطلاحا
الطلاق لغة هو من فعل طلّق ويقال في اللغة طلق الأسير إذا تحرر من قيد الأسر ويقال أيضا طلقت المرأة إذا تحللت من عقد الزواج الذي كان يربط الزوجين ببعضهما البعض أما عن الطلاق في الاصطلاح فهو رفع عقد الزواج وزواله ويكون ذلك بلفظ معين أو ما يقال لإبطال العقد.
الخلع في اللغة هو من الفعل خلع وأما المفعول منه مخلوع أو خليع ويقال خلع الرجل الثوب يعني نزعه وألقاه كما يقال خلع الرجل زوجته إذا طلقها بمال تمنحه إياه.
أما في الاصطلاح الشرعي وهو الفراق الحاصل بين الزوج والزوجة وهذا يتم بمقابل شيء مادي ويتم من خلال كلمات معينة خاصة وقد سُمي بهذا الاسم لأن الزوجة ترغب بخلع نفسها من الزوج كما يخلع الإنسان الثوب الذي يلبسه كما قال الله تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ).
وعليه فإن الطلاق لا يحتاج لمقابل مادي ليتم ويحرم إيقاعه أو حدوثه أثناء فترة الحيض للمرأة وهذا بعكس الطلاق الذي يحتاج إلى مقابل مادي ليحدث ويقع بجانب أنه جائز حدوثه فترة الحيض لدى المرأة وذلك لكونه طلبًا من الزوجة بنفسها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع
الفرق بين الخلع والطلاق في الأحكام
من الطبيعي أن تحدث الزوجين خلافات كثيرة ولكن من الممكن أن تؤدي هذه الخلافات إلى الوصول لحد الكراهية بين الزوجين وخاصة المرأة وخشيت المرأة في هذه الحال ألا تؤدي ما عليها من واجبات لانعدام الرغبة في التقدم في العلاقة.
فإذا حدث هذا فإن الشريعة الإسلامية الغراء أعطت لها الحق في أن تخلعه بمقابل شيء مادي تعطيه إياه وذلك وفقا لقول الله تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ به).
كما أن الشرع أهتم بأمر المرأة إذا كرهت وفضلت فسخ عقد النكاح فإنه أهتم أيضا بها إذا أرادت التراضي في الخلع من غير سبب أو داعي محدد وذلك لأنه تم رفع العقد بالرضا بين الطرفين وهذا لدفع أي ضرر ممكن له الحدوث فهذا أيضا جائز في شرع الله كالإقامة في البيع مثلا.
وفي حالة أنه آذاها ومنعها حقوقها في مقابل أن تخالعه على شيء من مالها أو غيره ففعلت لم يجُز ذلك لقول الله سبحانه وتعالى (وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ) ولكن إذا حدث الطلاق في هذه الحال مقابل شيء مادي لم يستحق المقابل وذلك لأنها تكون قد أٌكرهت عليه بدون وجه حق له.
وفي هذه الحال إن كان ذلك بعد الدخول فيحق للزوج أن يقوم بمراجعتها لأن الرجعة تسقط بالمقابل وقد تم إسقاط المقابل فيمكن أن تتم الرجعة.
أركان الخلع
وأما عن أركان الخلع فهم اربعة نوضحها فيما يلي:
- المخالع أي من وقع عليه فعل الخلع ألا وهو الزوج كما اشترط الفقهاء أن يكون من يمتلك التطليق بمعنى أن تكون عصمة النكاح بيده هو وليس العكس فقال الفقهاء (من جاز طلاقه جاز خلعه).
- الركن الثاني من أركان الخلع وهي المختلعة ألا وهي الزوجة وقد اشترط لها الفقهاء أيضا أن تكون زوجة شرعية بعقد صحيح لأن في الأصل الهدف من الخلع هو خلاصها من ذاك العقد.
- العوض وهو المال الذي تدفعه الزوجة للزوج حتى يقوم بالمخالعة وقد وضع له الفقهاء الحد حتى لا تحدث الخلافات وضابطه عندهم أن يكون مهرًا ومن وجهة نظرهم أنه ما جاز أن يكون مهرا لها كان جائزا أن يكون بدلا للخلع
- الصيغة وهي الموافقة والقبول من كلا الطرفين ويجب أن يتلفظ بها الطرفين وفي حاله أنه تعذر عليهم التلفظ كانت بالإشارة وأفضل صيغة للقول في هذه الحال إن ضمنتِ لي ألف دينارٍ فأنت طالقٌ”، فتقول: “ضمنت لك ألف دينار”، أو أن يقول: “طلّقتكِ بألف دينارٍ”، فتقول: “قبلت”.
اقرأ أيضًا: هل يتم الخلع دون حضور الزوج
ما هي أحكام الطلاق واركانه؟
لتوضيح الفرق بين الخلع والطلاق أيضا من حيث الأحكام والأركان يجب تناول ما يلي:
الطلاق هو أمر أحله الله للمسلمين حتى إذا استحال العيش بين الزوجين فإن الحل هو الطلاق وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الطلاق أنه أبغض الحلال عند الله فهو بالفعل لأمر مؤسف انتشاره ولكن هو حلال وهذا بنص القرآن في قول الله تعالى (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)، وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ)
كما أنه قد ورد في السنة وفي حالات متعددة فالنبي صلى الله عليه وسلم طلق أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وراجعها مره أخرى كما حدث أيضا بين الكثير من الصحابة والصحابيات الكرام وهذا يحدث للضرورة وإلا فالأصل فيه الكراهة.
أما بالنسبة لأركان الطلاق فهي أربعة نتناولها بالتفصيل فيما يلي:
- بطبيعة الحال الزوج هو الركن الأول فلا يحق ولا يصح لغير الزوج أن يوقع طلاقا وذلك لأنه من يملك عقده النكاح هو الزوج فقط كما أنه لا يقع الطلاق بعد عقد زواج صحيح.
- الزوجة وهي التي تكون تحت عصمة المطلق وهو الزوج كما أنه يجب أن تربطها بزوجها المطلق رابطة زواج حقيقي مثل المعتدة من طلاق رجعي أو بائن بينونة صغيره فلا يقع الطلاق بعد الطلقة الثالثة.
- الصيغة وهو لفظ الطلاق الذي يقع به الطلاق صريحًا كان أو فيما معناه فالنية وحدها لا تكفي.
- القصد وهذا يكون خاصًا بالزوج ويكون قد قصد الطلاق فعلًا بعد أن يرتب ما عليه من حقوق الزوجة.
اقرأ أيضًا: كم جلسة ويحكم القاضي بالطلاق
الفرق بين الخلع والطلاق بالنسبة لحقوق المرأة
في حالة الخلع إذا أرادت الزوجة الخلع فإنها تتنازل عن كل حقوقها الشرعية والمالية وهذا التنازل يشمل المؤخر والنفقات العدة والمتعة بالإضافة إلى أجر الحضانة وأجر الرضاعة.
ولكن هذا لا يشمل التنازل عن قائمة منقولات الزوجة ومتعلقاتها ولا يشمل أيضا الهدايا والشبكة إلا باتفاق الزوج والزوجة عليهم وهناك حقوق لا يحق لها التنازل عليها وهي حقوق الأطفال من الحضانة وغيرها.
وأما في الطلاق هي لا تتنازل عن أي حق من حقوقها بل بالعكس تأخذ كل حق لها إن كان من نفقة متعة أو عدة أو مؤخر الصداق وغيره ولها حقها في قائمه المنقولات والشبكة التي هي من حقها في كلتا الحالتين.
بالمقارنة بينهم فالأسرع في الانفصال بين الطرفين هو الخلع لكن بالطبع تتنازل المرأة عن حقوقها لكن الأفضل لها هو الطلاق بالطبع لأنها من خلاله تستطيع أن تحصل على حقوقها كاملة.
الفرق بين الخلع والطلاق كبير وعلى المرأة أن تعرفه حتى تتمكن من حماية حقوقها، ولكن في كل الأحوال نتمنى أن يعم الوئام بين الزوجين.