الفرق بين السحب والغيوم
يُعتبر الفرق بين السحب والغيوم من أبرز المعلومات التي تُثير الفضول في واقع الأمر، فهل رؤيتنا لأشكال مُختلفة في السماء تعني أن هُناك فرق بين هذه السُحب والغيوم؟ وما هو السبب العلمي وراء تكونها في المقام الأول؟ رأينا عبر منصة وميض أن إيضاح الفرق بين السحب والغيوم سيكون أمرًا مثيرًا للاهتمام في الواقع، لذا تجدون ضالتكم فيما يلي من سطور.
الفرق بين السحب والغيوم
كثيرًا ما يُقال إننا لا نعلم عن الغيوم شيء، ولكن ثق بي العُلماء يعرفون عن هذه الظواهر الكونية التي تحدث بشكل مُستمر ودوري الكثير، وبشكل عام في حال ما سألت من لديه بعض المعلومات العامة عن الغيوم أو أسباب تكونها سيقول لك إنها من صور الظواهر التي تحدث نتيجة تكثف الرطوبة في الهواء، تصاعد مياه البحار عند تبخرها أو غيرها من الأسباب.
في واقع الأمر كُل هذا يُعتبر صحيح، ففي المقام الأول الغيوم، السُحب وغيرها من المُسميات العلمية والاصطلاحية ليست إلا نتاج لبعض الأبخرة، ولكن هل كُل الغيوم التي في السماء سواسية؟ وما هو الفرق ما بين السحب والغيوم؟
في قواميس اللُغة العربية تُعد السُحب الصورة الرئيسية للغيوم، وتُعتبر كلمة سُحب جمع لمُصطلح سحابة، والاشتقاق اللغوي لهذه الكلمة هو سحب، وكُنيت السُحب بهذا الاسم بسبب حركتها، وهو يُعبر عن سحب الشيء وجره.
فهي من تقوم بسحب الأمطار في السماء وتنقلها من مكانٍ لآخر بفعل الرياح، ومُصطلح السُحب له مُفردات أُخرى في لسان لُغة الضاد مثل الغمام، المُزن، المُعصرات، المطر، الغيوم والعارض.
أما الغيوم فهي ما يقوم بالتغييم على شيءٍ ما والتعتيم عليه، والسبب في إطلاق هذا الاسم عليها هو قول العرب إن السماء قد غامت، وقد سرت العادة وصف السُحب الماطرة دون غيرها بالغيوم، فالسحاب الأسود هو الغيم، وهو من صور السحاب بشكل عام.
هذا هو الفرق بين السحب والغيوم من الناحية اللغوية، ولكن ما هو الاختلاف العلمي بينهما من حيث التعريف، تفسير سبب التكون في المقام الأول ودور كُل منها؟ اقرأوا فقراتنا الآتية لبيان أوجه الاختلاف وصوره.
اقرأ أيضًا: كم تبعد الشمس عن الأرض
الغيوم والسُحب من منظور علمي
من وجهة نظر العلم تتشكل السُحب والغيوم على حدٍ سواء عندما تقوم قطرات الرطوبة الناتجة عن تبخر المياه بالتكثف حول بعض الجُزيئات المجهرية للغُبار الموجود في طبقات الجو، وعلى الرغم من وجود العديد من الاختلافات التي تُشكل الفرق ما بين السحب والغيوم إلا أن كافة صور السحاب تتشكل بنفس الطريقة.
هُناك بعض العوامل الأُخرى التي ينتج عنها اختلاف شكل السحاب، تسميتها وحتى آلية عملها ووظيفتها، ومن أبرز هذه العوامل كُل من ارتفاع السحاب في السماء عن سطح البحر، بالإضافة إلى الظروف والعوامل الجوية العامة.
لذا عند الحديث عن الفرق بين السحب والغيوم بشكلٍ علمي نجد أن السُحب هي الغيوم الرقيقة والناعمة التي تظهر بشكل طولي في الكثير من الأحيان، ويُمكن القول إنها الحجاب الذي يتشكل في طبقة التروبوسفير، ومن الطبقات العُليا في الغلاف الجوي لكوكب الأرض.
أما الغيوم أو السُحب الرُكامية فهي قد تظهر بشكل كثيف، مُكدس أو رقيق، والاختلافات بينها ترجع إلى كثافة بُخار الماء فيها، والجدير بالذكر أنها تتشكل بالقُرب من سطح الأرض، وهذا يُشكل أبرز صور الفرق بين السحب والغيوم.
فالسحاب يتكون على ارتفاع قد يصل إلى سبعة آلاف متر عن سطح الأرض، أما الغيوم الرُكامية وغيرها تتشكل عند ارتفاعات أقل بكثير قد تبلغ ألفي متر أو أقل عن سطح الأرض، ما يعني أنك في حال ما كُنت تنظر إلى السماء في وقت الظهيرة ورأيت سحابة فإنها في الغالب من صور السحاب الرُكامي.
أما إذا استرقت النظر بين فجوات هذه الغيوم ورأيت طبقة رقيقة أعلاها فأنت تنظر بشكل مُباشر دون حائلٍ أو وسيط إلى السحاب في واحدةٍ من أعلى طبقات الغلاف الجوي.
سبب اختلاف أشكال السُحب
قد يكون فرق الارتفاع عن سطح الأرض والبحر من العوامل التي تُشكل الفرق بين السحب والغيوم، ولكن لما تتكون سُحب في طبقات مُختلفة؟ وما هو سبب ظهورها بشكل مُختلف؟ في واقع الأمر هذا الاختلاف يرجع إلى عامل الحرارة وغيرها من مُتغيرات الطقس، وهذا له القُدرة على إحداث الفرق ما بين السحب والغيوم بشكل كبير، فبتفحص العُلماء للسُحب وجدوا أنها تتكون في المقام الأول من بلورات ثلجية.
يُعتبر ذلك منطقيًا في الحقيقة، فطبقة التروبوسفير التي تتواجد فيها هذه السُحب يُعرف عنها كونها شديدة البرودة إلى حد التجمُد، أما الأبخرة التي لا تقوى على الصعود إلى طبقاتٍ أعلى في الغلاف الجوي للأرض وتتجمع لتتكثف بالقُرب منها، ينتج عنها غيوم مُحملة بالمياه والقطرات السائلة.
على الرغم من كونها مياه غير مُتجمدة إلا أنها في بعض الأحيان تصل إلى درجات حرارة تكون فيها شديدة البرودة، وهذا يعني أن عامل درجة الحرارة بإمكانه أن يُحدث ويُشكل الفرق بين السحب والغيوم، والتطبيق العملي لهذه الحالة نراه في فصل الشتاء عند هطول الثلوج، فما الثلوج إلا قطرات من الماء تجمدت داخل الغيوم القريبة من الأرض بسبب انخفاض شديد في درجات الحرارة.
لكن ما هو سبب ظهور الغيوم بلون داكن كالأسود أو الرمادي على الرغم من ظهور الغيوم العادية باللون الأبيض؟ يرجع السبب في الفرق ما بين السحب والغيوم من ناحية اللون إلى قُدرة المياه الموجودة في الغيوم على امتصاص نسبة كبيرة من الضوء الساقط عليه.
أما ظهور السُحب باللون الأبيض، فذلك يرجع إلى كون قُدرة الماء على امتصاص الضوء تقلّ في حالة التجمد بسبب اقتراب الجُزيئات من بعضها البعض وترابطها بشكل كبير، مما يجعل تخلل أشعة الضوء بينها أمرًا أشبه بالمُستحيل في الواقع.
أنواع السُحب وتصنيفاتها
استكمالًا لحديثنا عن الفرق ما بين السحب والغيوم وجب علينا القول إن هُناك ثلاثة أنواع رئيسية يتم تصنيف السُحب على إثرها، ويتم التمييز بينها ووضع كافة التعريفات من ناحية الارتفاع والبُعد عن الأرض في المقام الأول، وهذه الأنواع هي:
1- السُحب عالية الارتفاع
هذه السُحب تتشكل في الأساس في ارتفاعاتٍ تزيد عن 6000 متر في المتوسط، ويشتمل هذا النوع من السُحب على ثلاث صور ألا وهي:
- السُحب السمحاقية: هذه السُحب تُعرف أيضًا باسم السدا الخفيف، وهي من صور الغيوم التي تُشبه الريش الرقيق، وتتكون في المقام الأول من بلورات جليدية على هيئة خيوط، ويتم الاستناد إليها في التنبؤ بالتغيرات الجوية.
- السُحب الرُكامية العالية: هذا النوع من السحاب يُمكن وصفه بكونه من صور القطع القُطنية والبقع الصغيرة، وهي تُشير إلى طقس مُعتدل يميل إلى البرودة، ولكن ظهورها في المناطق الاستوائية يُنذر بالعواصف والأعاصير.
- السُحب الطبقية السمحاقية: هذه السُحب تظهر بلون أبيض رقيق، والجدير بالذكر أنها تعمل على تغطية السماء كُلها في فصل الشتاء على وجه الخصوص، وظهورها يُبشر بأمطار وثلوج على مدار الساعة، وما يُميز السحاب الطبقي ظهور قُرص حول الشمس والقمر حين تكونها.
اقرأ أيضًا: الحمم البركانية التي تندفع من باطن الأرض
2- السُحب متوسطة الارتفاع
هذه السُحب والغيوم تتشكل على ارتفاع لا يُعتبر عاليًا للغاية ويتراوح في المتوسط من 2000 وحتى 6000 متر عن الأرض أو البحر، وكما هو الحال مع السُحب العالية لهذا النوع من الغيوم أنواع ثلاث ألا وهي:
- السُحب الرُكامية متوسط الارتفاع: يتفاوت لون هذه السُحب بين الأبيض والرمادي، وتظهر بشكل بُقع قُطنية في السماء، ولكنها تُعتبر صلبة وتمتاز بشكل دائري، وفي الكثير من الأحيان تكون ذات تموجات منفوشة، وعلى الرغم من تكونها من بخار الماء إلا أنها غير ممطرة وتظهر في فصل الصيف بشكل أكبر.
- السحاب القزعي Altostratus: هذا النوع من الغيوم يظهر بين اللون الأزرق والرمادي، وهو من صور السُحب التي تحجب ضوء الشمس بشكل كبير، وفي الكثير من الأحيان تُغطي السماء كُلها وتُبشر بالأمطار والثلوج غير المنقطعة.
- السحاب الطبقي الداكن: هذا السحاب يُعتبر من صور السُحب متوسطة الارتفاع عن الأرض، ولكنها تظهر بلون داكن بين الأسود والرمادي، ويحمل هذا النوع من السُحب الأمطار والثلوج، وهي غيوم سميكة بما يكفي لحجب ضوء الشمس بشكل كُلٍ، ولا يختلف كثيرًا عن الطبقي العالي من حيث القُرص حول القمر والشمس.
اقرأ أيضًا: هل الأرض مسطحة أم كروية مع الدليل
3- السُحب مُنخفضة الارتفاع
يتكون هذا السحاب دون ارتفاع ألفي متر عن سطح الأرض، وهو في غالب الأحيان يكون المُتسبب الأول بنزول الأمطار، وعلى عكس النوعين الآخرين للسحاب هذا النوع له شكلين فقط ألا وهُما:
- غيوم ستراتوس الطبقية: هذا النوع من الغيوم قد يظهر بين اللونين الأبيض والرمادي، وهو من صور السُحب الرقيقة والتي تظهر بشكل كثيف في السماء لتغطيها بأكملها، وفي الكثير من الأحيان يكون الجو عندها مُعتدلًا من احتمالية لهطول بعض الأمطار الرذاذية والثلوج البسيطة.
- السُحب الرُكامية المُنخفضة: هذا النوع من السُحب يظهر على هيئة كُتل سحابية مُستديرة الشكل يميل لونها بين الأبيض والرمادي، وعلى الرغم من كونها تُشير إلى الطقس المُعتدل إلا أنها قد تحمل عاصفة أو مُنخفضًا جويًا بين طيّاتها.
بغض النظر عن أسباب تكون السُحب ووظائفها، هُناك جانب آخر يُمثل الفرق بين السحب والغيوم ألا وهو الرياح والهواء، فالهواء بطبيعته يرتفع للأعلى في الغلاف الجوي، وهو ما يجعله يُكدس السحاب دون حراك، لكن في الطبقات السُفلى يُحرك هذا الهواء الغيوم ويجعلها تظهر أكثر انتفاخًا.
الجدير بالذكر أن هُناك أنواع من السُحب تظهر في طبقات الجو الثلاث وهي السُحب المزنية، والسحاب المزني له قمم مُنتفخة، وتتكون في الأساس عند ارتفاعات شاهقة، ولكنها قد تنزل إلى الطبقة المُنخفضة وترتفع حتى تصل إلى 25 ألف متر، وفي غالب الأحيان ينتج عنه عواصف برقية ورعدية.