الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي
الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي ربما لا يدركه البعض نظرًا لعدم وجود تباين ملحوظ، إلا أن العشبتين لهما من الفوائد والأضرار ما يستدعي ذكر الفارق بينهما قبل الاستخدام، وما كان ظاهرًا هو أن النعناع بشكل عام يُقدم الكثير من الفوائد الصحية للجسم في حين تم استخدامه وفقًا للحد المسموح به دون إفراط، ومن خلال منصة وميض سنوافيكم ذكرًا بالفرق بينهما.
أولًا: النعناع البري
بادئ ذي بدء في توضيح الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي نشير إلى أن النعناع البري يطلق عليه مسميات عدة، منها الغبيرة أو الفوذنج البري، والفلية بالإسبانية، الفيلو، نعناع الجبل، وهو كذلك ما يسمى بالنعناع الأوروبي، يشبه النعناع العادي ولكنه ينمو في المناطق الجبلية أو المجاري المائية، يزهر صيفًا بأوراق على الأغلب بيضاء، ويدخل كمكون في أنواع من الأطعمة في بعض الدول.
يوجد النعناع البري بشكل أساسي في حوض البحر المتوسط ما بين أوروبا والمشرق العربي إلى المغرب العربي ووادي النيل، على أنه يستعمل في علاج نزلات البرد والزكام، ومن أهميته أن الزيت الطيار “المنثول” يتم استخراجه منه، ينتمي النعناع البري وهو من النباتات العشبية إلى فصيلة الشفويات، وعند سحقه ينبعث منه عطر ذو رائحة قوية مميزة.
في إطار ذكر الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي نذكر أن استخدام النعناع البري يعود إلى اليونانيين عندما أضافوه إلى الخمر، واستمر هكذا حتى العصور الوسطى فكان نكهة للحلوى، على أن شهرته تقلصت إلى أن أصبح نادر الاستخدام في الطبخ.
اقرأ أيضًا: هل شرب النعناع مضر للحامل
فوائد النعناع البري
ربما تتساءل إن كان له من الفوائد الصحية كثيرًا لم لا يشيع استخدامه في الأنظمة الغذائية؟ هذا ببساطة لأنه إن تم استخدامه باعتدال فلا يشكل خطرًا، لكن يكمن الخطر في حال الجرعات الزائدة، فيكون بمثابة مادة سامة، لذا من الأحرى عدم استخدامه من الأساس.
على جانب آخر في توضيح الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي نجد أن زيت النعناع البري فعال لدرجة كبيرة وله فوائد جمة إن تم استخدامه بشكل موضعي، لكنه يحتوي على مركب بوليغون، وهو من المركبات الكيميائية السامة ذو التأثيرات الخطرة على الكبد والرحم، على أن أفضل بديل هو تناول شاي النعناع البري حيث لا يشكل خطورة مقارنة ببدائله الأخرى.. أما عن شهرة شاي النعناع البري تعزو إلى أن تأثيراته تساعد على الراحة والاسترخاء، علاوةً على تحسين عمل الجهاز الهضمي، والحد من آلام المعدة، والكثير من الاستخدامات الطبية.. ومن فوائد النعناع البري ما يلي:
- القضاء على الحشرات والأوبئة.
- التحفيز على الإجهاض.
- تنظيم الدورة الشهرية عند النساء.
- تعزيز تدفق الحيض.
- معالجة البرد والانفلونزا.
- علاج الحالات المرضية الخطيرة مثل السل والجدري.
- المساعدة على التحفيز لخروج العروق.
- تحسين عملية الهضم وعلاج آلام المعدة.
- علاج الانتفاخات والغازات.
- يمتلك خصائص مضادة للتشنجات.
- تحفيز إنتاج العصارة الصفراوية.
- تحسين وظائف الكبد.
- يمتلك خصائص طاردة للبلغم.
- يساعد على عملية التنفس بشكل صحي.
- إزالة الاحتقان للرئتين.
- يعمل على إرخاء تراكمات الأغشية المخاطية.
- المحافظة على صحة الجهاز التنفسي.
- التخلص من حمض اليوريك.
- مفيد في علاج التهاب المفاصل.
- له خصائص مخدرة ويساعد على الشعور بالدفء.
- يُستخدم في مقاومة الهستيريا وتهدئة الأعصاب.
- تساعد البعض على تجاوز صعوبات النوم.
- هو الخيار الأكثر أمانًا لمعالجة الأرق والتوتر.
كيفية تحضير النعناع البري
في إطار ذكر الفرق بين النعناع البري والعادي من شأننا توضيح طريقة تحضير النعناع البري للاستخدام كما يلي:
- وضع ملعقة أو ملعقتين من أوراق النعناع البري بعد تجفيفها في كوب.
- إضافة قليل من الماء المغلي إلى الكوب.
- ترك المشروب لمدة 10 دقائق.
- تناول المشروب 3 مرات يوميًا.
أضرار النعناع البري
لا يوجد مكون طبيعي منتجًا لأضرار أو آثار جانبية بعينها إن تم تناوله وفقًا للحد المسموح، لكن تنجم تلك الأضرار في حال الإفراط في الاستخدام، كذلك الحال بصدد النعناع البري، فمن المحتمل أن يكون استخدامه غير آمنًا للبعض، كالحامل والمرضع، نظرًا لأنه من استخداماته زيادة تدفق الحيض وتحفيز الإجهاض وكذلك تعزيز الانقباضات الرحمية.
على أن هناك آثار جانبية متفق على حدوثها إثر تجارب متعددة تنتج عند استخدام النعناع البري منها فقدان الوعي أو التعرض إلى نوبات مرضية، وهناك احتمال لحدوث غثيان أو آلام في البطن وقشعريرة، علاوةً على تشنج العضلات وزيادة معدل نبضات القلب، وصولًا إلى الدخول في غيبوبة، الأمر الذي يستتبع الوفاة، هذا إن تم استخدام زيت النعناع البري على وجه التحديد.
من الجدير بالذكر أن المصابين بأمراض الكلى والكبد ليس عليهم استخدام النعناع البري، لأنه بدوره يؤدي إلى تهيج الأعضاء فيزيد من الوضع سوءًا، فلا يجب استخدامه لاتباع الوقاية اللازمة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع زيت النعناع للشعر
ثانيًا: النعناع العادي
الشق الآخر في توضيح الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي نذكر أن النعناع العادي هو النبات الأخضر ذو الرائحة العطرية المميزة، وهو عشب دائم زراعته طوال العام، يمتاز بسرعة نموه، يُمكن زراعته في التربة الرطبة، ويتم قطف أوراق النعناع الخضراء، ويتم تجفيفها، ومن ثم سحقها واستعمالها لأغراض مختلفة، على أن به زيت طيار مع مادة المنتول ومواد مسكنة، ويتم تناوله طازجًا في بعض الأحيان، وإضافته كمكون لبعض الأطعمة.
هو النعناع البلدي الذي يزرع في الحدائق والبساتين، وله نوعان، الأخضر والأسود، فالأخضر هو ذو المذاق الحلو، أما الأسود فأوراقه قرنفلية يحتوي على زيوت.
فوائد النعناع
غنى عن البيان أن النعناع معروف عنه استخداماته المتعددة في كثير من الأغراض الصحية، فهو يحل الكثير من مشكلات الهضم، علاوةً على التخلص من مشكلات المعدة بوجه عام، إضافة إلى تقوية المناعة، فهو من النباتات المستخدمة جليّا في الطب البديل، يُستخدم كمهدئ أيضًا وله خصائص علاجية.. ومن فوائده ما يلي:
1- تعزيز صحة الجهاز الهضمي
أثبتت بعض التجارب والأبحاث قدرة النعناع على زيادة نشاط إفراز الغدد اللعابية، وتحفيز الإنزيمات التي تعزز الهضم، بالإضافة إلى أنه يعالج حالات عسر الهضم، في حين أنه يساهم أيضًا في علاج مشاكل القولون التي يعاني منها عدد ليس بالقليل، وعلى جانب آخر يحد من الحموضة والانتفاخات والغازات لأنه مهدئ للمعدة، فيقضي على التقلصات والانقباضات.
ما يتعلق بتعزيزه لصحة الجهاز الهضمي أيضًا أنه يحارب البكتيريا التي تتسبب في تسوس الأسنان، ويحارب العدوى ويتخلص منها، علاوةً على احتوائه على مركبات مضادة للالتهابات، ويعتد به فاتحًا للشهية.
2- العمل كمهدئ ومسكن للألم
من منّا عند التعرض لبعض الآلام لا يسعى إلى تناول النعناع الأخضر؟ فهو يُستخدم منذ القدم لهذا الغرض، خاصة عندما يتعلق الأمر بآلام المعدة والتهابات المفاصل والعضلات، والتخفيف من آلام الصداع، أيضًا له خصائص مهدئة تساعد على إرخاء الأعصاب، وفي بعض الأحيان يُمكن تناوله للتخفيف من آلام الطمث الشهري.
إنَّ استخدام النعناع كمضاد للاكتئاب ليس بشيء عجاب في حالة العلم بأنه مهدئ للأعصاب ويساعد على الاسترخاء، حيث يخلص متناوله من الإجهاد، ويشجع على إفراز هرمون السيروتونين، وهو هرمون السعادة، فيُمكن بالنعناع الأخضر التمكن من الابتعاد عن القلق والتوتر.
3- تحسين عملية التنفس
من الجدير بالذكر أن النعناع يعمل على تخفيف السعال وطرد البلغم، الأمر الذي يعالج اضطرابات الجهاز التنفسي، في حين أنه يخفف من أعراض مرض الربو، من خلال رائحته القوية التي من شأنها فتح الممر الهوائي عند التنفس، لذا لا عجب في استخدامه في أجهزة الاستنشاق.
قد أشرنا في غير موضع إلى أن النعناع يعمل على محاربة البكتيريا والعدوى، نظرًا لخصائصه المضادة للالتهابات، من هنا يحد من التهابات الجهاز التنفسي، فضلًا عن كونه يخفف من الاحتقان في الرئتين والقصبة الهوائية، ويعالج حالات الانفلونزا والبرد والزكام.. كذلك يُمكن استخدام النعناع في علاج مرض السل.
4- تعزيز عمل الجهاز المناعي
بعض الأبحاث أشارت إلى أن النعناع يعمل على الوقاية من مرض السرطان بأنواع، نظرًا لكونه يعمل على تعزيز المناعة، خاصة سرطان الجلد والرئة، فتحتوي أوراق النعناع على بعض المواد والفيتامينات تساعد على تقوية الجهاز المناعي، فتقي بدورها من بعض الالتهابات والأمراض.
لا يتضح الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي في الفوائد الصحية المعنية بتعزيز المناعة، فهناك أبحاث صينية أكدت أن أوراق النعناع تعمل على تدمير الخلية السرطانية، مما يمهد من استخدامه في صناعة مادة من شأنها تدمير الأوعية الدموية التي تعمل على تغذية الأورام، الأمر الذي يتسبب في موت الخلايا.
5- علاج ارتفاع ضغط الدم
بعض الدراسات الطبية عزمت أن أوراق النعناع الأخضر تعمل على استرخاء الأوعية الدموية عند تناولها، الأمر الذي يستتبع توازن السوائل في الجسم، كذلك تنظيم معدل نبض القلب الأمر الذي يؤدي بدوره إلى خفض ضغط الدم المرتفع، هذا ينتج عن احتواء النعناع على كمية لا بأس بها من البوتاسيوم.
6- حرق الدهون
ليس من الشائع استخدام النعناع وتناوله لفقدان الوزن، ولكننا نشير في إطار توضيح الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي أن أوراق النعناع الأخضر تعمل على تحفيز الإنزيمات الهاضمة، الأمر الذي يحفز من امتصاص المواد المغذية، وتحويل الدهون المستهلكة إلى طاقة يُمكن الاستفادة منها، لذا يساعد النعناع على تحفيز عملية حرق الدهون على أفضل نحو.
7- التخلص من الغثيان
من أفضل استخدامات النعناع للحامل ومن تتعرض إلى العلاج الكيماوي، حيث يعمل استنشاق أوراق النعناع الطازجة على التخلص من الغثيان وتجنبه، من خلال تحفيز الإنزيمات الهاضمة.
اقرأ أيضًا: طريقة زراعة النعناع في الماء
أضرار النعناع
عند الإفراط في تناول النعناع ربما ينتج عنه بعض الأضرار منها ما يلي:
- يتسبب في اضطرابات المعدة.
- تخفيض مستوى السكر في الدم.
- التفاعل مع الأدوية التي يتناولها مرضى السكر.
- ردود أفعال تحسسية منها قروح الفم.
- حدوث مشكلات عسر الهضم.
ربما يتجلى الفرق بين النعناع البري والنعناع العادي في كون النعناع البري ذو مظهر عشبي أكثر من النعناع ذو الأوراق الخضراء ذات الرائحة المنعشة، وبأي حال تتشابه فوائدهما الصحية.