الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد
هُناك علامات عِدة تُشكل الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد، وتنقسم إلى سلوكية، ظاهرية وغيرها من الأعراض التي تظهر على أحد الأطفال دونًا عن الآخر، ولكون هذا الموضوع هامًا للغاية ومحوريًا بالنسبة للآباء والأبناء قررنا عبر منصة وميض أن نُعرفكم على الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد.
الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد
يُعتبر التوحد من صور الإعاقات الذهنية والمشاكل الاضطرارية المُعقدة بعض الشيء، وفي واقع الأمر تظهر آثار هذه الاضطرابات والتغيرات التي تُصاحبها في فترة مُبكرة للغاية من حياة الطفل.
فأثبتت العديد من الدراسات العلمية والأبحاث كون الأطفال يُعانون من أعراض التوحد في حال ما كانوا مُصابين فيه خلال السنوات الثلاث الأولى لهم على وجه الأرض، وهو ما يجعل تعرف الآباء عليه وإدراكهم لإصابة الأبناء بهذه الحالة المرضية أمرًا صعبًا ومُعقدًا، لذا يتم وصف التوحد بكونه واحدًا من أكثر الأمراض النفسية صعوبة من ناحية التشخيص.
السبب الرئيسي في هذه الاضطرابات العقلية والذهنية يرجع إلى خلل عصبي يعمل على إحداث خلل في العملية الطبيعية للدماغ، والجدير بالذكر أن إصابة الأطفال تؤثر سلبًا على نمو الدماغ بالمُعدل الطبيعي، ولمنطقة التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال نصيب الأسد من هذه التغيرات التي قد تصل في الكثير من الأحيان لكونها حادة.
كلمة التوحد في قاموس اللُغة تعني اللجوء إلى العيش في إطار الذات، وهو ما يصل في الكثير من الأحيان إلى عدم إدراك الطفل المُصاب بالتوحد لوجود أشخاص آخرين حوله من الأساس، والجدير بالذكر أن هذا القدر القليل من الاستجابة وانعدام القُدرة تقريبًا في التواصل مع الغرباء على وجه الخصوص يُمكنه أن يُمثل الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد الأكثر شيوعًا.
هُناك العديد من الأبحاث السريرية والدراسات التي أثبتت اشتراك المُصابين بالتوحد من الأطفال والكبار على حدٍ سواء في المُعاناة من صعوبات بالغة في التواصل بشقيه اللفظي وغير اللفظي، كما أن التواصل مع غيرهم من الأشخاص في نفس الفئة العُمرية عن طريق اللعب، أنشطة الترفيه وحتى الكلام وحده يُعد أمرًا بالغ الصعوبة.
فيما يلي من سطور نُعرفكم بشكل أكبر على أحد أشهر الاضطرابات العقلية الخمسة التي تندرج ضمن اضطرابات النمو من الفئة PDD وهو ما يتم وصفه لدى الأطباء والخُبراء بكونه ضعف شديد ومُنتشر في العديد من نواحي النمو، فكيف أعرف أن ابني مُصابًا به؟
اقرأ أيضًا: لماذا يضع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يديه على أذنيه بشكل مستمر
علامات تُشير إلى مُعاناة الطفل من التوحد
في إطار البحث عن الأمور الرئيسية والظاهرة التي تُشكل الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد علينا أن نتطرق بكُل تأكيد إلى أعراض التوحد، وفي واقع الأمر هُناك العديد من الإشارات والعلامات التي يُمكن للآباء معرفة ما إذا كان ابنهم مُصابًا بالتوحد أم لا من خلالها، ومن أبرزها:
- التعبير عن المشاعر: من أهم الأمور التي يُمكن من خلالها مُلاحظة الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد هي القُدرة على التعبير عما يمر به الطفل، فمن يُعاني من التوحد في الكثير من الأحيان لا يبتسم، لا يبكي، ولا تظهر عليه علامات الحُزن على عكس الطفل الطبيعي.
- القُدرة على التعلم: هُناك بعض الحالات التي تُعاني من مشاكل حقيقة في الإدراك والتعلم، فنجد أن بعض الأطفال لا يستطيعون مواكبة التعامل مع بعض المعلومات البسيطة كعمليات الجمع مثلًا، أو حتى مُشكلات التأخر في النطق والمُعاناة من اضطراب هذه القُدرة.
- ردود الفعل الغريبة: في الكثير من الأحيان يقوم الأطفال الذين يُعانون من التوحد بإظهار بعض التصرفات غير المنطقية أو المعهودة، ولا نُخفيكم سرًا ردود الفعل هذه تُمثل واحدةً من أبرز علامات الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد، فالصراخ بدون سبب أو الغضب نتيجة سماع صوت مُعين بالإضافة إلى الشعور بالضيق في حال ما قام أحدهم بلمسه جميعها علامات تدل على التوحد.
- إجراء المُحادثات اللفظية وغيرها مع الآخرين: من السمات السائدة التي تُميز الأطفال بشكل عام هي التركيز والنظر إلى العينين مع التعبير عما يُريد الطفل قوله بالكلام حتى وإن كان يجهل الكلام بعد، وهذا ما لا يقوم به مريض التوحد، وتُعد المُعاناة في فكرة التواصل الاجتماعي من أوائل الأمور التي تُحدث الفرق ما بين الطفل الطبيعي والمتوحد.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد
التوحد واضطراب طيف التوحد.. ما هو الفرق؟
بعدما تحدثنا بشكل موسع عن الفرق ما بين الطفل الطبيعي والمتوحد علينا أن نتطرق إلى جانب يُعتبر من أبرز الجوانب الخاصة بهذه الحالة الاضطرارية ألا وهو الفرق بين اضطراب التوحد وما يُعرف بطيف التوحد، وفي واقع الأمر كلاهما مرتبط بشكل كبير.
ظهر مُصطلح اضطراب طيف التوحد للمرة الأولى في عام 2013م من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وكان السبب في ذلك هو رؤية الجمعية أن هذا المُسمى أكثر شمولًا من التوحد، وتم إدراج عِدة أمراض تحته، وهذه الأمراض هي:
- اضطراب النمو الشامل (NOS – PDD).
- مُتلازمة أسبرجر.
- اضطراب التوحد.
مما يعني أن التوحد أو ما يُعرف باضطراب التوحد يُعتبر من الحالات الذهنية والاضطرابية التي ترتبط بإصابة الأطفال باضطراب طيف التوحد، وهُناك العديد من العلامات التي تدل على إصابة الأطفال باضطراب الطيف ASD مثل:
- الاهتمامات النمطية غير المرنة، فعندما يشعر الطفل بانجذابه لشيء ما لا يُغيره ولا يُحاول تجربة شيء آخر.
- الإصرار العنيف والحاد على عدم تغيير الروتين أو البيئة المُحيطة بالطفل.
- اضطراب بعض السلوكيات الحركية والحسية، وظهور بعض العلامات مثل ارتعاش الذراعين وخفقانها بشكل مُستمر.
- اضطراب ردود الفعل للمنبهات الحسية بين الزيادة والنقصان، وهذا يؤثر بشكل كبير على القُدرة الإدراكية للطفل.
اقرأ أيضًا: تجربتي في علاج ابني من التوحد
سواء ما كان طفلك يُعاني من التوحد، اضطراب طيف التوحد أو حتى بعض المشاكل الذهنية أو العقلية التي تزيد عن هذه الحالات الذهنية المرضية خطورة أو تقل فلا يجب على الإطلاق إهمال كافة ردود الفعل والعلامات التي تظهر على طفلك، فقُدرة تخطي هذه المرحلة الصعبة تزداد كُلما كان تحركك أسرع.