تتأثر الصفات التي يطلقها الواصف على موصوفه بموقفه العاطفي منه
هل تتأثر الصفات التي يطلقها الواصف على موصوفه بموقفه العاطفي منه؟ ما هي أثر الكلمات الطيبة على الإنسان؟ الكلمات التي تقع على مسامعنا تؤثر علينا بشكل أو بآخر سواء كانت هذه الكلمات صادقة أو كاذبة وسواء أيضًا جاءت من شخص مقرب أو من شخص غير معروف لذلك سوف نوضح أثر الكلمات على الحالة النفسية للفرد من خلال منصة وميض.
تتأثر الصفات التي يطلقها الواصف على موصوفه بموقفه العاطفي منه
إنه من ضمن أمور كثيرة في علم النفس تختص بالعلاقة بين فردين سواء كانت علاقة حب أو صداقة أو حتى علاقة أخوة، يتطرق السؤال إلى معرفة التأثير الذي نتج على الطرف الآخر عندما نصفه بشيء معين سواء كان مدح أو قبح.
لذلك تكون الإجابة على سؤال هل تتأثر الصفات التي يطلقها الواصف على موصوفه بموقفه العاطفي منه؟ هي نعم، يتأثر الشخص بالصفات التي يطلقها عليه الطرف الآخر فإنها تدل على ما يكنه في قلبه فإذا كان بداخله غصب وحقد وكره تجاه الطرف الآخر ظهر ذلك على كلماته، وإذا كان بداخله حب ومودة ظهر ذلك على كلماته.
اقرأ أيضًا: تأثير الكلام الجميل على المرأة
أثر الكلمات الطيبة على النفس
إن الكلمات الطيبة لها أثر كبير على حياة الفرد بل والمجتمع ككل، لأن الكلمات تتأثر بها النفوس وتبقى في جوف صاحبها لا ينساها أبدًا خاصًة إذا جاءت من شخص مقرب منه، فإن الكلمات الطيبة قد تلتئم بها الجروح وتحيي الشعور بالأمل والتفاؤل في الحياة وتجعل الفرد منا لديه طاقة كبيرة في القيام بالأعمال وتحقيق النجاحات بالإضافة إلى الثواب الكبير الذي يناله صاحب تلك الكلمات.
فيجب العلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بقول الخير والكلمات الطيبة فإنها صدقة للعبد في حياته، هذا بالإضافة إلى المنفعة التي تعود على المجتمع بسبب الكلمة الطيبة فإنها تقوي روابط المجتمع من خلال التقارب بين الأفراد والحث على التعاون فيما بينهم.
فيتصالح الأصدقاء بعدما يكونون أعداء وتنطفئ النار بالماء وتهدأ النفوس وتتغير الأحوال إلى الأحسن، والدليل على ذلك ما قاله الله -عز وجل- في سورة فصلت الآية 34:
“وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ“.
اقرأ أيضًا: عبارات جميلة عن الابتسامة
أثر الكلمات السيئة على المرء
ذكرنا أنه تتأثر الصفات التي يطلقها الواصف على موصوفه بموقفه العاطفي منه حيث إن الكلمات السيئة لها أثر كبير على الحالة النفسية للفرد، فكما كانت الكلمات الطيبة تحي ما مات في القلوب فإن الكلمات السيئة تجعل القلوب ميتة وحزينة من أثر تلك الكلمات التي جاءت من المقربين.
فإنها بالطبع تدل على الموقف العاطفي الذي يشعر به هذا الطرف الآخر وبالتالي يتأثر الشخص الذي وقع على مسامعه تلك الكلمات بالسلب ويدخل على قلبه الحزن، فقد تعرض رسولنا الكريم إلى سماع الكلمات البذيئة من المشركين حيث قال الله –سبحانه وتعالى- في سورة هود الآية 12 في وصف حال الرسول: “فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يوحى إِلَيكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ أَن يَقولوا لَولا أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنتَ نَذيرٌ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكيلٌ“.
سواء كانت الكلمة الخبيثة هذه كذبًا أو صدقًا فيجب على الفرد ألا يبالي بها ولا يتأثر بها لأن الأعداء كثيرة والمنافقين حوله أكثر، فيفرحون إذا حزنت وساءت حالتك النفسية، ويجب على الأشخاص الذين يتفوهون بالكلام السيء ألا يفعلوا ذلك لأن الله -عز وجل- قال في محكم التنزيل: “وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبيثَةٍ اجتُثَّت مِن فَوقِ الأَرضِ ما لَها مِن قَرارٍ“.
تتأثر الصفات التي يطلقها الواصف على موصوفه بموقفه العاطفي منه فإذا كان بداخله خير ظهر ذلك على كلماته، وإذا كان بداخله شر ظهر أيضًا على كلماته فيجب مراعاة الكلمات التي تقع بآثارها على النفوس.