فنون الرد عند الحكماء
فنون الرد عند الحكماء تجعلك تتقن كيف تتعامل بذكاء مع ما يوجه إليك من العبارات، أيًّا كانت.. جارحة أو طيبة، من هنا يُكون ردك مناسبًا دون أن تضع نفسك موضع الإحراج، فلا شك أن جميعنا يتعرض إلى مواقف معينة يكون فيها عاجزًا عن الرد، ومن خلال منصة وميض سنذكر لكم كيف تكون فنون الرد.
فنون الرد عند الحكماء
إن الجواب الذي يُسكت من أمامك هو فن من الفنون، حيث إن قيمته تُعلي من شأن قائله، وكان الحكماء قديمًا يُبدعون في انتقاء من الكلام أحسنته وأكثره قيمة ليجدون فيه الرد الأوفى على كل ما هو مطروح أمامهم.
إن الحكماء تجدهم في أوقات الأزمات يحافظون على هدوئهم وثباتهم الانفعالي، فيقدرون قبل الرد أن ينظرون إلى الصورة بشكل أشمل حتى يتمكنون من الرد الوافي الذي لا يؤخذون عليه، أما الرد السريع غير المرتب فلا يعول عليه ولا يمت إلى الحكمة بصلة.
إن الحكيم هو عميق التفكير الذي يجيد أن يتأمل في قدرات من أمامه، فلديه من البصيرة والحكمة ما يخول له ذلك، حيث يُدرك حدود المعرفة الخاصة به، ويُفكر فيما يُمكن طرحه من بدائل أمامه، فلا ينسى أن طبائع البشر دائمًا تكون متغيرة لا تقبل الثبات، ويظل يتعامل على هذا الأساس فيما يقوله من الردود.
فتجد أن فنون الرد عند الحكماء تكمن في كونهم يتحلون بقدر من الحكمة والذكاء، لا الذكاء فحسب، حيث إن الذكاء وحده رغم كونه متطلبًا أساسيًا إلا أنه غير كاف لوجود الحكمة.
إن تعرض حكيمًا إلى موقف ما ينتابه شيء من عدم الوضوح، لكنه يظل في تصرفه وردوده حكيمًا، فهو يقدر على التمييز بين الصواب والخطأ وما هو أقرب إلى الصواب.
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل عن الدنيا
الرد على الإهانة
من ضمن فنون الرد عند الحكماء ما تجلى في كيفية تعاملهم مع الإهانة، فهم ليسوا من الانفعاليين ذوي ردود الأفعال الصاخبة المعلنة عن الغضب العارم، بل هم من أصحاب الترويّ والتأني والتعامل مع كل موقف حسب ما يستدعيه.
من هنا نجد أن من يجرحك في عباراته، ويقول كلامًا لاذعًا، ما هو إلا شخص تنبع مشاعره فيما يقول، فلا يكنّ لك سوى الحقد الدفين، ويريد إخراج أسوأ ما فيك، فإن كنت مصرًا على أن ترد له الإهانة بمثلها فعليك انتقاء الأسلوب المثالي في الرد.
الذي يتجلى فيه ضبط النفس والبعد عن المشاحنات العقيمة التي لا تجدي في مثل تلك المواقف، حيث إن الرد الهادئ الحكيم من أكثر ما يجعل مُهينك في موقف استفزازي، لا يجد نتيجة إهانته مرء عينيه، فيستشيط غضبًا.
أما عن التجاهل فهو من أفضل فنون الرد عند الحكماء، أن تتجاهل الإهانة، فيما معناه ألا تنفعل إثرها، بل تتجاهل وقعها عليك وكأنها غير موجهة إليك من الأساس، فهي أفضل من المواجهة التي تتطلب منك التحكم في الانفعالات بأٌكبر قدر من الاستطاعة.
اقرأ أيضًا: ما هو النص السردي
الرد على الاستفزاز
ما يندرج أيضًا تحت فنون الرد عند الحكماء هو ما تجيده من التأني عند الرد على من يحاول استفزازك، فإن نجح وقام بإثارة انفعالاتك، تكون أنت في موضع الخسارة، أما إن نجحت في الهدوء سينقلب الوضع رأسًا على عقب ليكون هو في موضع الاستفزاز.
يُمكنك كذلك أن تتجنب من يستفزك، أو تبتعد عنه بشكل مهذب، أما إن كان مصرًا على استفزازك، فعليك بالابتسامة الهادئة.. ذلك السلاح الذي إن وجهته أمام محاورك سيجد نفسه قد خسر ما كان يسعى إليه.
فإن أثرت غضبه بنجاح، عليك بالاستزادة من الابتسامة والتظاهر وكأن لا شيئًا يؤثر فيك بتاتًا، ولا أخفيك سرًا إن فعلت ذلك بالفعل لن تجد منه مثل تلك المحاولات مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: الرد على أحسن الله عزاكم
أجمل ما قيل عن فن الرد
يُصبح الناس أكثر حكمة حينما ينظرون إلى الصورة الكلية لا الجزئية، فيفكرون في الجوانب المختلفة التي تخول لهم الرد المنطقي، في حدود ما يمتلكونه من المعرفة، ولديهم من بدائل الردود ما يُمكنهم من العلم بما يكمن في الأشياء وجوهرها، فلا ينخدعون بما ينجلي أمامهم، من هنا يتسنى لهم انتقاء أنسب الردود وأحسنها.
فن الرد قلما يتقنه أحد، فتجد معاناة في أغلب الأحيان من عدم التفاهم وعدم الوضوح، الذي هو مرتبط بالردود المبهمة أو تلك التي لا ترتبط بما يُقال من الأساس، أو الردود التي تزيد من الوضع سوءًا، وبين كل هذا تظهر قيمة أن تكون حكيمًا في ردود أفعالك.
فمن أجمل ما قيل عن الرد جاء في فنون الرد عند الحكماء، فيما يلي:
- “عود نفسك على التجاهل.. ليس كل ما يقال يستحق الرد” وليم شكسبير
- “أعوذ بك من دعوة بلا رد ومن عين بلا نور“ محمد عبد الحليم عبد الله
- “إذا كان على القلب توجيه الأسئلة فعلى العقل الرد عليها“ كانت
- “لا تبخل على من احبك بفرصة الرد الأخير“
- “السكوت رد جواب” مثل روماني
- “ينبغي الرد على الشيطان بلسان الشيطان“ مثل هندي
- “ينبغي على القائد المتبصر ان يكون قادراً عند كل خطوة من خطواته على تصور رد الفعل المقابل”
- “لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له، ولا تستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكارك وتصيغها بشكل جيد“ يوسف كامل
- “أبلغ رد عدم الرد على الحمقى والمستفزين” ديفيد هيوم
- “درب عقلك على الإمساك بزمام المبادرة دائماً.. كن الفعل ولا تكن رد الفعل”
- “معظم الناس لا يستمعون بهدف الفهم ولكن يستمعون بهدف الرد” ستيفن كوفي
- “إن رد الفعل غير السوي إزاء موقف غير سوي هو استجابة سوية“ فيكتور فرانكل
- “ليس كل صامت قادر على الرد، هناك من يصمت حتى لا يجرح غيره، وهناك من يصمت لأنه يتألم وكلامه سيزيده ألماً! وهناك من يعلم أن الكلام لن يفيد إذا تحدث! وهناك من يصمت وقت غضبه حتى لا يخسر أحداً، ويبقى الصمت الاعظم هو صمتك” غابرييل غارسيا ماركيز
- “عرض محاسن الدين أفضل من الرد على شبهات المعارضين” ابن عثيمين
- “الغرة: هي الرد على خانة اللاوعي!“ أحمد مختار عاشور
- “يُهَيَّا إلىّ أن (قلبين) يخفقان في صدري! كأن أحدهما يخفق ويقوم آخر بالرد عليه.. كأنها صوت وصدىً” لطيفة الحاج
- “وجاء رد حور محب قويا وموجزا: الفرعون لا يرحل من على عرشه” محمد المنسي قنديل
- “إن رد المذهب قبل فهمه والاطلاع على كنهه هو رمي في عناية” أبو حامد الغزالي
- “كل إنسان هو موضع تساؤل من قبل الحياة، انه لا يستطيع الإجابة على الحياة الا عن طريق الإجابة على حياته؛ في الحياة انه لا يمكن إلا أن يكون الرد من قبل تحمل المسؤولية” فيكتور فرانكل
- “يعد التدريس إعدادًا جيدًا للسياسة لأنه يتعين عليك الرد على الأسئلة عندما لا تعرف الإجابة” كيث بيست
- “يعتمد الكثير في الحياة على موقفنا. الطريقة التي نختار بها رؤية الأشياء والاستجابة للآخرين تصنع الفارق” توماس س.مونسون
- “يستخدم الفنان سببه لاكتشاف سبب الإجابة في كل ما يراه” فلانيري أوكونور
- “يتم الرد على جميع ألغاز الحياة في الأفلام” ستيف مارتن
- “هناك أسلوب مقابلة واحد مهم … قم بأداء واجبك حتى تتمكن من الاستماع إلى الإجابات والرد عليها وطلب المتابعة. قم بأداء واجبك، واستعد” جيم ليرر
- “هذا هو مفتاح الحياة: القدرة على التفكير، والقدرة على معرفة نفسك، والقدرة على التوقف لثانية قبل الرد تلقائيًا. إذا تمكنت من معرفة نفسك حقًا، فستبدأ رحلة التحول” ديباك شوبرا
- “مع تفانيك في صميم وعيك، لا يتعين عليك الرجوع إلى ماضيك من أجل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد أو الرد في أي موقف معين” ديبي فورد
- “ماذا كانت الحياة تطلب مني؟ كيف يمكنني الرد وأنا لا أعرف السؤال؟“ روتا سيبتيس
- “لكن معنى الحياة ليس كذلك. . . تفسر من خلال الحياة التجارية للفرد، ولا يتم الرد على الرغبة العميقة لقلب الإنسان من خلال حساب مصرفي” كارل يونغ
- “لكن الصمت لا يظهر أبدًا لميزة عظيمة، مثل الرد على الافتراء والتشهير، بشرط ألا نعطيهم فرصة عادلة” جوزيف أديسون
البعض يظهر في ردوده حماقة، والبعض الآخر تصبح ردود أفعاله بها شيء من الحكمة، فمن الأرجح أن معظمنا يغلب عليه الحكمة أو بعض مظاهرها، من هنا كان لزامًا توظيفها فيما يصدر عنّا من ردود الأفعال.
ترتبط الحكمة بكثير من الإيجابيات في حياتنا، فتجعلنا نتخذ القرارات الصائبة برويّة ونتقن الرد على الآخرين فيما يقل ويدل.