كلام عن حقوق الزوجة
الكلام عن حقوق الزوجة ينبغي أن يكون من أهل العلم بشريعة الله -عز وجل- ولا ينبغي للمرأة أن تصغي لأي شخص يتحدث في هذا الأمر، فقد كثرت الأقاويل في الفترة الأخيرة حول حقوقها الزوجية وغيرها مع عدم وجود علم أو خبرة أو حكمة لِما يُقال، وقد تسبب هذا في خراب الكثير من البيوت، لذا من خلال منصة وميض سنتحدث بشكل تفصيلي عن كلام عن حقوق الزوجة.
كلام عن حقوق الزوجة
إن المرأة في الإسلام هي الكائن الذي يدخل الأمان والسلام والهدوء إلى قلوب أفراد الأسرة، بل هي الدرع المتين الذي يحمي دارها من وساوس إبليس، ووساوس البشر الذين يسعون لدمار هذا البيت، وكما لها الكثير من الأدوار القوية التي تقوم بها، فهي لها الكثير من الحقوق أيضًا، والتي تتمثل في الآتي:
1- حُسن المعاشرة
لقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) سورة النساء
، وهنا وصية من الله بأن يحسن الرجل معاملة شريكة حياته.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا) صحيح البخاري.
إن الوسيلة إلى قلوب النساء هي الكلام الطيب اللين، فلا يجب قول ما يجرحها أو ما يشعرها بأنها أقل من غيرها من النساء، فالجوهر الأساسي لمعنى الأنوثة هو الرقة، فكيف لكائن رقيق مثلها أن يتحمل الحديث القاسي والشديد، كما يجب أن يتبسم الرجل في وجه شريكة حياته.
كما يجب عليه الزوج أن يمازحها كما كان يفعل نبي الله محمد، وعليه أن يراعيها ويتقي الله فيها فلا يقول إنه سوف يتزوج مرة أخرى، وأن يراعيها في أوقات غضبه فلا يقول إنه يكره حياته معها أو يكرهها، لأنه من الممكن ألا تستطيع المرأة نسيان قوله على الإطلاق.
عليه أن يذكر محاسنها فيجب أن يذكر مواطن جمالها، فالمرأة لديها شهوة الجذب وتحب أن تتزين، وتحب أن يقول عنها الآخرين أنها جميلة، ولكن النساء المسلمات لا تتزين إلا أمام أزواجهم، بسبب تحريم الله التزين أمام أحد غير محارمها.
لذلك على الرجل أن يقدر عفة زوجته وأن يكون هو الشخص الذي يذكرها بمدى جمالها وحسنها، عليها ان يشعرها بأنها قادرة على أسر قلبه، وذلك حتى لا تشعر أنها أقل من أي فتاة أخرى.
كما عليه أن يظهر حبه لها في جميع الأوقات حتى وقت الحيض الذي تمر فيه المرأة بالكثير من التغيرات الجسدية والنفسية ويكون شكلها مرهق إلى حد كبير، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
(كنتُ أشربُ منَ القدَحِ وأنا حائضٌ فأناولُهُ النَّبيَّ فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ فيشربُ منْهُ وأتعرَّقُ منَ العرقِ وأنا حائضٌ فأناولَهُ النَّبيَّ فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ) حديث صحيح.
كما عليه أن يخصص وقت للجلوس مع زوجته والتحدث معها، فيجب على الرجل أن يشعر المرأة بأنها صديقته المقربة، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فإنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حدَّثَني، وإلَّا اضْطَجَعَ: قُلتُ لِسُفْيَانَ: فإنَّ بَعْضَهُمْ يَرْوِيهِ رَكْعَتَيِ الفَجْرِ، قالَ سُفْيَانُ: هو ذَاكَ) صحيح البخاري.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة الناشز
2ـ التزين والتجمل للزوجة
من ضمن الكلام عن حقوق الزوجة هو قيام الزوج بالتجمل من أجلها، فالتجمل والاهتمام بالنظافة الشخصية ليس فقط من مهام المرأة، فعليه أن يتطيب من أجلها ويضع العطور، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه: (إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي).
3ـ المودة والرحمة
على الزوج أن يكون رحيم بشريكة حياته وهذا يعد من أهم الكلام عن حقوق الزوجة، فعليه ألا يكون قاسي معها، عليه أن يرحم ضعفها، ويقدر الأوقات التي تشعر فيها المرأة بالضيق والتعب، وألا يلومها دائمًا بل التقصير.
بل عليه أن يذكر ما تفعله من الخير وعليه أن يتعلم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأنثى وطريقة العتاب الصحيحة، فقد قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) سورة الروم.
4ـ السلام عليها عند دخول الدار
على الرجل أن يسلم على زوجته عند دخوله إلى الدار وأن يقوم بتقبيلها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني إذا دخلت على أهلك فسلم، یكن سلامك بركة علیك، وعلى أهل بیتك) صحيح الترغيب والترهيب.
5ـ احترام الأهل
من الكلام عن حقوق الزوجة على شريك الحياة أن يذكر الخير عن أهل شريكة حياته، حتى إذا شكت هي له من أحد أقاربها كأخيها أو أبوها، فلا يجب عليه أن يقول إنهم أشخاص سيئين، أو يذكر أعمال أهلها السيئة أمامها حتى لا تندم أنها قد أخبرته وعبرت عما بداخلها من أسى.
فمهما حدث بينهم فهو يكونون أهلها ولن تكرههم، بل عليه أن يصلح العلاقة بينها وبين أهلها، ويعزز ارتباطها بهم، ويعينها على حسن طاعتهم.
اقرأ أيضًا: هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج
6ـ الرعاية في المرض
إن أجر الرجل عند محاولته لرعاية شريكة حياته عند إصابتها بآفة ما هو من خير الأعمال والدليل على ذلك في أحد الأحاديث الشريفة:
(إنَّما تَغَيَّبَ عُثْمَانُ عن بَدْرٍ، فإنَّه كَانَتْ تَحْتَهُ بنْتُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وسَهْمَهُ) صحيح البخاري.
فعليه أن يكون العون لها عندما تشعر بالإجهاد والتعب والإرهاق في فترة حملها أو في فترة الحيض، فهذا يزيد من رجولته، كما يفضل أن يساعدها في المهام المنزلية عندما يشتد عليها المسؤوليات والمهام، خاصةً عند وجود الأبناء الذي تقوم المرأة بالاهتمام بهم.
الدليل على ذلك في أحد الأحاديث الشريفة ما روي عن عائشة رضي الله عنها: (عن عائشةَ أنَّها سُئِلتْ ما كان عملُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِه؟ قالت: ما كان إلَّا بشَرًا مِن البشَرِ كان يَفْلي ثوبَه ويحلُبُ شاتَه ويخدُمُ نفسَه) صحيح ابن حبان.
7ـ وجوب الإنفاق عليها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله، وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحًدا تكرهونَه، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروفِ) صحيح.
فعلى الرجل أن يحضر لشريكة حياته ما تحب من الثياب والهدايا، ولكن بحسب مقدرته، فإذا كان غني فليبحث عما تحبه شريكة حياته ويحضره من أجلها، وإن كان فقير فعليه أن يتذكرها حتى لو بهدية بسيطة، وعليه أن يوفر لها المأكل والمشرب والمأوى.
اقرأ أيضًا: حكم المرأة التي لا تسمع كلام زوجها
8ـ إحسان الظن بالزوجة
على الرجل أن يكون حكيم في حميته على شريكة حياته، فعليه أن يثق بها وبتصرفاتها، وإذا فعلت شيء خاطئ فعليه أن يشرح لها بهدوء خطأها، وعليه أن يكون رحيم عند معرفته لأخطائها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ من الغَيْرة ما يحبُّ الله، ومنها ما يكره الله؛ فالغَيْرة التي يحبُّها الله الغَيْرة في الريبة، والغَيْرة التي يكرهها الله الغَيْرة في غير ريبة)
النساء كالقوارير، فهي رقيقة وجميلة، محبةً للآخرين وتقوم بإدخال السعادة والبهجة إلى القلوب، هي من تستطيع أن تغير حالك من الحزن والتعاسة إلى الفرح والأنس، لذلك رفقًا بها.