سورة البقرة وجنس الجنين
ما العلاقة بين سورة البقرة وجنس الجنين؟ وما حكم الدعاء بنية الرزق بجنين ذكرًا؟ من المعروف أن كتاب الله يمكن الاستشفاء به والرقية، وكذلك الدعاء، لذا نجد الحامل التي ترغب في ولادة نوع جنين محدد تقوم بالأخذ بالأسباب التي تُيسر لها هذا الأمر، لذا سوف نتعرف على حقيقة هذه العلاقة من خلال منصة وميض، لنتابع.
سورة البقرة وجنس الجنين
يوجد عدد كبير من النساء الحوامل يعتقدن أن قراءة سورة البقرة من الممكن أن تجعل الله يرزقهن بجنين ولد، وتقول الكثير من النساء أن هذه الطريقة نجحت معها، وهذا ظنًا منهم أن سورة البقرة من السور القرآنية التي تساهم في تيسير إنجاب الذكر.
هذا وفقًا لقول رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- قال: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ.. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ“
في رواية: غيرَ أنَّه قالَ: “وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي”، ولكن هناك علاقة بين سورة البقرة وجنس الجنين أم إنها خرافة، يظن البعض أن قراءة النساء لهذه السورة بغرض أن يجعل الله تعالى حملها في جنين ذكر من الأمور الخرافية أو البدع، ولكننا نجد أن الأمر ليس كذلك.
على الرغم من أنه لم يتوافر في سورة البقرة آية تُفيد بعلاقتها بجنس الجنين، ولكننا نجد أنه من الممكن شرعًا أن يتم قراءة هذه السورة أو غيرها من كتاب الله العزيز من أجل طلب جنين ذكر من الله تعالى أو من أجل الاستشفاء أو الرقية، وذلك وفقًا للحديث النبوي الشريف.
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم: “كنتُ أمشي مع عِمرانَ بنِ حُصَينٍ -أحَدُنا آخِذٌ بيَدِ صاحِبِه- فمَرَرْنا بسائلٍ يَقرَأُ القُرآنَ، فاحتبَسَني عِمرانُ وقال: قِفْ نَستمِعِ القُرآنَ، فلمَّا فَرَغَ سَأَلَ، فقال عِمرانُ: انطلِقْ بنا؛ إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: اقرَؤوا القُرآنَ، واسأَلوا اللهَ به؛ فإنَّ مِن بعدِكم قَومًا يَقرَؤونَ القُرآنَ يَسأَلونَ النَّاسَ به”.
إذًا فمن الممكن الاستعانة بقراءة سورة البقرة عند الرغبة في أن يكون الجنين الذي داخلك ذكرًا أو انثى، فلا شك أن الدعاء بآيات الله المباركة تعتبر من أسباب الاستجابة، ولكن تطرق أهل العلم إلى القول إن هذا الأمر قد يجعل الشخص يقع في البدع، التي أمرنا الرسول بالابتعاد عن البدع أو الشك في الوقوع بها.
الدليل على ذلك قوله: “إنَّه مَن يَعِشْ منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ مِن بعدي، تمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ؛ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ”.
اقرأ أيضًا: فضل سورة البقرة لتحقيق الامنيات وقضاء الحاجة
ما هو حكم الدعاء بالرزق بجنين ذكرًا؟
بدايةً يجب العلم أن الله –عز وجل- هو الذي يوزع الأرزاق وهو الذي يهب لمن يشاء البنين الإناث، وذلك بعلمه وحكمته، ويجب على العباد أن يُسلموا لما كتبه الله تعالى عليهم، ويسعدوا بهذه النعمة المباركة، وذلك وفقًا لما جاء في كتابه العزيز.
قال تعالى: “لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ“.
لقد أوضح العلماء المسلمون أن الله –جل وعلا- شرع لنا الدعاء حتى يسأله العباد كل ما يرغبون به، إذًا لا حرج من أن يسأل العبد ربه أن يرزقه الولد الصالح، وما إلى ذلك، والدليل على جواز الدعاء بذلك هو أن سيدنا سليمان –عليه السلام- دعا الله تعالى أن يرزقه بغلمان من أجل الجهاد في سبيل الله.
اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم
دعاء مستجاب للرزق بجنين ذكر
بعد أن تعرفنا على العلاقة بين سورة البقرة وجنس الجنين وجب الإشارة إلى بعض الأدعية المجربة للرزق بجنين ذكر، حيث يعتبر إنجاب الذكور من الأمور التي يحلم بها الكثير من الأزواج، ومن الممكن الاستعانة بها لتيسير هذا الأمر بمشيئة الله –سبحانه وتعالى-، وسنتعرف على هذه الادعية من خلال الآتي:
- “يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا”.
- “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ”.
- “ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين”.
- “اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ”.
- “اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الاحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت أن ترزقني الذرية الصالحة، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِين”.
- “رب هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرثُ من آل يعقوب واجعله ربِ رضيا”.
- “عن الصادق عليه السلام: إذا كان بامرأة أحدكم حمل وأتى عليها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ آية الكرسي وليضرب على جنبها وليقل: (اللهم أنى قد سمّيته محمدًا) فإن الله (عزّ وجلّ) يجعله غلامًا”.
- “اللهم ارزقني ولدا واجعله تقيا ليس في خلقه زيادة ولا نقصان، واجعل عاقبته إلى خير”.
- “وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ”.
- “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ”.
- “كما أعطيت لزكريا يحيى ولمريم عيسى بأمر منك أعطني ولا تحرمني”.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.
- “يا ودود يا ودود يا ذي العرش المجيد يا فعلا لما يريد يا مبدئ يا معيد اسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك”.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع برنامج سورة البقرة المكثف
فائدة القرآن الكريم لحفظ الجنين
سواء كان هناك علاقة بين سورة البقرة وجنس الجنين أم لا، فلا شك أن قراءة هذه السورة أو أي سورة من القرآن الكريم تساعد على تأثر الجنين والأم بشكل جيد، وذلك على المستوى النفسي والروحاني، وذلك لأن كلمات الله –عز وجل- لها تأثير روحي جيد جدًا على المستمتع له.
لكن من الضروري ألا تستمتع له المرأة الحامل وهي تحدد النوع التي سينتفع به، وذلك لأنه لم يرد في كتاب الله والسنة النبوية الشريفة آيات محددة لحفظ الجنين، وعلى الرغم من ذلك نجد أن القرآن الكريم يعتبر شفاءً من كل داء، فهو يحفظ الجنين بالتأكيد.
الدليل على ذلك قوله تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا”، [الإسراء:82]، ومن الممكن ان تردد الحامل هذه الآية الكريمة وتضع يدها على بطنها.
يربط النساء تحديد جنس الجنين بسورة البقرة فنجد أنهم يبدؤون بقراءتها بهدف إنجاب الذكور، ولكن هذا الأمر لا يعتبر صحيحًا، لأنه لا يوجد أي دليل من القرآن على ذلك.