علاج صفار المواليد بالشمس
هل علاج صفار المواليد بالشمس ناجح أم لا؟ هو حقًا أمر يستحق التجربة، فمن الوارد بعد أن يولد الطفل أن يُصاب بالصفراء أو ما تُعرف أيضًا باليرقان، مما يصيب الأم بالذعر ولا تعرف ما هي الطريقة الأمثل من أجل علاج تلك الحالة، ومن الطرق التقليدية والمُتعارف عليها منذ فترة زمنية طويلة، هو العلاج بواسطة أشعة الشمس، لذلك من خلال منصة وميض سنتعرف على علاج صفار المواليد بالشمس.
علاج صفار المواليد بالشمس
الصفراء أو اليرقان هي عبارة عن وجود نسبة عالية من مادة البيليروبين في دم طفلك، والتي تجعل لون بشرة طفلك مائله للون الأصفر، لذلك يقوم الأطباء بعد عملية الولادة وتنظيف الطفل بإجراء مجموعة من الاختبارات والتي تتضمن اختبار معرفة نسبة تلك المادة في دمه.
لكن يجب العلم أنه ليس على جميع الأطفال الذي يعانون من اليرقان أن يتلقوا العلاج من أجل ذلك، لأن مستوى البيليروبين في أجسامهم تكون منخفضة وبالتالي يكون الطفل في أمان، ومع الاعتناء الطبيعي بطفلك فإنه خلال عشرة أيام إلى أسبوع يمكنه الشفاء تمامًا من اليرقان دون أن تصيب طفلك بأي ضرر.
من طرق الاهتمام بطفلك في حالة أن مستوى البيليروبين منخفضة في دمه هو إعطاءه حليب من ثديك أو حتى من زجاجة الرضاعة وذلك من أجل العلاج السريع لطفلك.
يجب عليكِ ألا تتركي رضيعك بدون رضاعه ولو استلزم الأمر يمكنك القيام بإيقاظه من النوم من أجل إرضاعه، في حالة عدم شفاء طفلك من اليرقان حتى بعد مرور أسبوعين عليكِ الذهاب إلى الطبيب من أجل معرفة السبب في ذلك.
في حالة الولادة المبكرة أو اعتماد طفلك الوحيد على اللبن منك، فذلك قد يزيد مدة العلاج من الصفراء عن أسبوعين فلا تقلقي، سوف يشفى بدون استخدام أي نوع من العلاجات.
في حالة عدم شفاء طفلك بعد مرور فترة زمنية طويلة، يجب الذهاب بسرعة إلى الطبيب من أجل الفحص وإجراء مجموعة من الاختبارات حتى يستطيع تحديد السبب الرئيسي في ذلك المرض.
بمرور الوقت قد تلاحظين أن نسبة البيليروبين قد زادت في دم طفلك، في ذلك الوضع يتم إدخال الطفل إلى المشفى من أجل علاجه بواسطة نقل الدم أو الضوء.
كما أنه من الخاطئ اعتقاد أنك يمكنك استخدام ضوء الشمس من أجل علاج الطفل بها دون العلاجات السابقة، فقد يعاني صغيرك من مجموعة من المضاعفات الخطيرة التي نادرًا أن تحدث، من تلك المضاعفات تلف في دماغ الصغير.
اقرأ أيضًا: علاج صفار المواليد بالذهب
خطر تعريض الطفل لأشعة الشمس من أجل علاجه
جلد المولود يختلف بشكل كبير عن جلد الشخص البالغ فهو شديد الحساسية، غالبًا ما يتم علاج الطفل المُصاب باليرقان بواسطة مصابيح ينبعث منها ضوء أزرق مخضر والذي يعمل على تغيير مادة البيليروبين المتواجدة في دم الصغير، وبالتالي يسهل التخلص منها.
على الرغم من أن ضوء الشمس يتكون من طيف مشابه للطيف الناتج عن الضوء إلا أنه تنبعث مع تلك الأشعة أشعة أخرى ضارة جدًا مثل الأشعة تحت الحمراء والأشعة الفوق بنفسجية، التي قد تصيب الصغير بسرطان الجلد أو حتى حروق جلدية من درجات متفاوتة.
أيضًا تلك العملية تحتاج إلى أن يتلامس جسم الطفل بشكل مباشر مع أشعة الشمس دون وجود ما يحيل بينهما، وبناء على حالة الجو قد يصاب الطفل بالبرد والتعب إذا كان الجو شديد باردًا، وإذا كان الجو دافئًا فيصاب الطفل بالسخونة.
تجارب لاستخدام أشعة الشمس المفلترة في علاج اليرقان
أجريت مجموعة من التجارب على عدد 1103 رضيع من بلدتين مختلفتين في 2020، حيث كانت أعمارهم أقل من أسبوعين البعد تعرض لأشعة الشمس المفلترة من الأشعة الضارة الفوق البنفسجية وتحت الحمراء، والأخر تعرض للضوء وقليل من تركهم بدون علاج.
وجدوا أن الأطفال المعرضين للضوء هم الأسرع في التماثل للشفاء، يليهم الأطفال المعرضين لأشعة الشمس المفلترة ثم في النهاية الأطفال الغير معرضين لأي نوع من أنواع العلاجات.
لكن يجب التنويه على أن أشعة الشمس ليس بطريقة العلاج الأمثل والأصح في تلك الحالات المرضية.
اقرأ أيضًا: علاج صفار المواليد بالتمر والأعراض التي يجب فيها الذهاب للطبيب بشكل فوري
طرق العلاج الصحيحة للصفراء
الطريقة الأمثل لعلاج الأطفال من الصفراء هي العلاج بالضوء، حيث يعمل على خفض البيليروبين المتواجد في دم الصغير عن طريق الأكسدة الضوئية، حيث تعمل على إضافة الأكسجين إلى مادة البيليروبين المتواجدة في الدم وتعمل على ذائبة في الماء.
بالتالي تلك العملية تساعد كبد الطفل على التخلص من تلك المادة من جسمه سريعًا.
يوجد نوعان من أجل علاج الطفل بالضوء، ومن طرق الأنواع ما يلي:
- النوع الأول هو العلاج بواسطة الضوء التقليدي أي استخدام مصباح الفلورسنت أو الهالوجين المتوفر في كل منزل، ولكن يجب التأكد من تغطية عين الرضيع من أجل ألا يتسبب الضوء في أي مشكلة في عينه.
- بينما النوع الثاني يعتمد على استخدام الألياف الضوئية، يتم وضع الرضيع على بطانية تحتوي على كابلات ليفية التي تكون موجه على ظهر الرضيع.
سواء استخدام الطريقة الأولى أو الثانية فالهدف من كلا الطريقين هو تعريض جلد الصغير إلى الضوء لكي يقوم بعمل العملية السابق ذكرها.
الكثير من الأمهات يرغبن في تطبيق طريقة العلاج الأولى أولًا فإذا نجحت يكتفون بها، ويتم إخراج الرضيع من الضوء كل ثلاثة لأربعة ساعات، وذلك من أجل إطعامه في مدة لا تقل عن نصف ساعة.
في بعض الحالات لا تنجح الطريقة الأولى ولا حتى الثانية، فسرعان ما يتوجه الطبيب إلى استخدام ما يُعرف بالعلاج الضوئي المتعدد والمستمر، يستخدم به الألياف البصرية بالإضافة إلى أكثر من ضوء أخر.
أثناء العلاج الضوئي يتم مراقبة ما يلي:
- فحص الرضيع من أجل التعرف على هل الطفل معرض للجفاف أم لا، لأن الطفل في تلك المرحلة قد يحتاج إلى السوائل عن طريق الوريد.
- يجب متابعة درجة حرارة الرضيع بشكل مستمر من أجل التأكد من عدم ارتفاعها.
- يقوم الطبيب بإجراء اختبار مستويات البيليروبين في الدم كل ثلاثة إلى ستة ساعات بعد إجراء العلاج الضوئي، عندما تقل النسبة وتتجه نحو الاستقرار يتم ذلك الفحص كل ستة اثني عشر ساعة.
علاج الصفراء بواسطة نقل الدم
يتم وضع تلك الطريقة من العلاج دائمًا كخطة ثانية باعتبار الضوء هو الطريقة الأولى والأسهل، تُعرف تلك العملية بنقل الدم التبادلي، وتستخدم في حاله فشل الطريقة الأولى وارتفاع نسبة البيليروبين في الدم.
يتم العلاج عن طريق وضع أنبوب بلاستيكي رفيع إلى حد ما في الأوعية الدموية لطفلك إما في الساقين أو الذراعين أو الحبل السري ويسحب دم الطفل، ويتم استبدال دمه بدم شخص أخر ولكن من نفس فصيلة دمه ويكون مطابق له.
تستغرق تلك العملية عدة ساعات حتى يتخلص الطفل من دمه القديم بدم جديد، وبالتالي تنخفض المادة التي كانت متواجدة في دمه وسببت له اليرقان، وبعد مرور ساعتين من العلاج يتم فحص الطفل مرة أخرى للتأكد من صحته.
اقرأ أيضًا: علاج صفار الأطفال في البيت
خطر الصفراء في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل
لا يتوفر العلاج بالضوء في البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل، وبالتالي يعاني الأطفال في تلك المنطقة من خطر الإصابة بالصفراء، وبسبب الزيادة في مستوى البيليروبين في الدم فإنه يصل إلى أدمغتهم حيث يعبر الحاجز الدماغي ويصل إلى الدماغ من الداخل ويسبب لها التلف.
أيضًا الأم لا يتم العناية بها بشكل صحيح أثناء فترة الحمل، مما يزيد من خطر الإصابة باليرقان وأمراض أخري كثيرة،
علاج صفار المواليد بالشمس هي طريقة تقليدية مورثة منذ قديم الأزل، ولكنها ليست بالطريقة الأصح من أجل علاج الصغرة من الصفرة ويوجد طرق علاجية أخرى أفضل منها من أجل سلامة طفلك.