الليالي الوترية في رمضان متى تبدأ؟ وما هي فضائلها
الليالي الوترية في رمضان تعرف عليها من خلال موقع وميض، من أفضل وأحب الأيام في شهر رمضان لدى الكثير، وفيها ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر التي يُغفر فيها ذنوب العباد من كل المعاصي والآثام، ويُرفع بها الله الدرجات، وفي هذا المقال سوف نوضح لكم متى تبدأ الليالي الوترية، وما فضلها، فتابعونا.
الليالي الوترية في رمضان
- يُقصد بالليالي الوترية، الأيام الفردية في آخر أيام شهر رمضان الفضيل والتي تبدأ من ليلة الواحد والعشرين، والثالث والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع والعشرين، والتاسع والعشرين.
- حيث أن الليالي الوترية في رمضان تحمل مكانة خاصة عند الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد كان الرسول الكريم هو وأصحابه يُقيمون، ويُطيعون، ويذكرون الله كثيراً في هذه الليالي المُباركة.
- ويجب علينا الاقتداء بهم، أُسوة حبيبنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وفي الحديث الشريف: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره.
تحري ليلة القدر
- يجب على كل مؤمن أن يجتهد في عبادته في هذه الليالي الكريمة، ويفعل كل الأفعال الخيرة التي تُقربه من الله عز وجل، حتى ينال ليلة القدر.
- وفي الحديث الشريف: عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إحياء الليالي الوترية في رمضان
- يوجد إثبات في الصحيحين، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلَ العشر شدْ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظَ أهله.
- معنى ذلك، أن الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وسلم، كان عندما أقدمت الليالي الوترية أقامَ الليل واحياها بالصلاة، والذكر، وقراءة القرآن.
- وفي حديث عند النسائي عنها أنها قالت: لا أعلم رسول الله قرأ القرآن كله في ليلة ولاقام ليلة حتى أصبح ولا صام شهرًا كاملًا قط غير رمضان.
- لذا فالمقصود هنا بإحياء الليل، أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يُحي الليل كُله كما ذُكر في بعض طُرق الحديث.
- كما أن قيام الليل في هذا الشهر الكريم وتلك الليالي الكريمة تُعد بمثابة الاجتهاد وحرص المؤمن على رضا الله سبحانه وتعالى، فلا يوجد أفضل من التقُرب إلى الله في هذه الليالي الكِرام.
إيقاظ الرجل أهلة للصلاة
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتت الليالي الوترية أوقظَ أهله للصلاة، كما في البُخاري عن عائشة رضي الله عنها، وذلك حرصٌ كبير منه على إدراك أهله من فضائل ومُباركات هذه الليالي الفضيلة.
- فكان لا يفعل مثلما يفعل غيره ويترك أهله للنوم، حتى ينالوا مغفرة الله سبحانه وتعالى.
شد المئزر في الليالي الوترية في رمضان
- كان صلى الله عليه وسلم إذا أحضرت الليالي العشر شد مئزره كما جاء في الصحيحين، والمقصود بذلك، أنه كان يعتزل النساء في هذه الليالي حتى يتفرغ لطاعة الله، وعبادته.
- حتى يصفى نفسه عن ملذات ومُشتهيات الدنيا، ليبقى مع الله، ويتمتع بهذه الأجواء الروحانية، الربانية التي لا مثيل لها، والتي ينبغي على كل مسلم عاقل يريد مرضات الله، أن يقوم بها.
الاعتكاف في الليالي الوترية في رمضان
- من أهم ما كان يفعله الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي بكل حرص وشدة، أنه كان يعتكف في المسجد إلى أن لحقَ بالرفيق الأعلى.
- وكان صلى الله عليه وسلم يحتجز حصيرًا ويبعد بها عن الناس، فلا كان يتحدث معهم، ولا ينشغل بهم، ولا يُخالطهم أثناء العبادة إلا وقت الضرورة فقط.
- وفي رواية عن البخاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام بالاعتكاف في العام الذي تُوفي فيه نحو عشرين يومًا.
- وقد قال الإمام الزهري: عجبًا للمسلمين تركو الاعتكاف مع أن النبي محمد ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل.
أسرار الاعتكاف في هذه الليالي
توجد أسرار عند الاعتكاف حتى يصبح الاعتكاف مُتعة لمن يفعل، مثل التالي:
- صفاء الروح وإحضار القلبمن أهم أسرار الاعتكاف، فكما جاء في الحديث الشريف، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلُحت صلحَ الجسد كُله وإذا فسدت فسد الجسدَ كله ألا وهو القلب.
- فيجب على كل مؤمن وهو يعتكف، أن ينوي الاعتكاف مرضاة لله، وأن يكن حاضر النية، وأن يبتعد عن كل المُبغيات، والشهوات في هذا الوقت.
- فيبعد عن النكاح، كذلك الطعام والشراب يكن معتدلًا فيهم، ويبتعد أيضًا عن الكلام الذي لا فائدة له، والنوم الزائد، وينشغل فقط بالعبادة.
- ويحاول أن يخلو مع الله الواحد الأحد ويسبح في ملكوته، كي ينقى جسده، ويطهر قلبه.
- وهناك اعتقاد عند بعض الناس خاطئ، أنه لا بد أن يعتكف الشخص كل الليالي الوترية في رمضان، وأنه لابد من الجلوس في المسجد طوال الليل والنهار وإلا يبطل اعتكافه.
- فهذا ليس صحيح حيث أن الاعتكاف المعروف في السنة النبوية الشريفة، نعم هو كافة الأيام العشر ولكنه أيضًا من الصحيح الاعتكاف بعض العشر أيًا كان في وقت الليل أو النهار.
- أيضًا يمكن للشخص أن يعتكف جزءًا من الوقت أثناء الليل أو النهار، ويجوز له قطع الاعتكاف والخروج من المسجد لأمر ضروري، ففي هذه الحالة يكون الاعتكاف مسنون بمعنى أنه استأنفَ نية اعتكافه للضرورة القُصوى.
- أما إن كان الاعتكاف واجبًا هنا، بمعنى أنه نذرَ أنه يعتكف طوال ليالي الوتر، فكان عليه المكوث في المسجد ولا يخرج منه إلا لغير الحاجة فقط، مثل؛ الذهاب إلى الحمام.
قراءة القرآن الكريم في الليالي الوترية في رمضان
- من أجمل، وأفضل، وأحب الأعمال إلى الله في هذا الشهر الكريم، وخاصة في العشر الأواخر هو قراءة القرآن الكريم بطمأنينة، وتدبره، وفهم معانيه، والعمل به باتباع الأوامر والابتعاد عن النواهي.
- قال تعالى في كتابه الكريم: شهرُ رَمضانَ الذي أَنزلَ فيه القُرآن هُدى للناسِ وبيناتٍ من الهُدى والفُرقان، صدق الله العظيم.
- فهذا شهر القرآن، وكان الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلوات الله عليه، يُدارسه جبريل في كل يوم من أيام شهر رمضان حتى ما أنزل عليه من القرآن، وفي العام الذي تُوفي فيه قرأ القرآن على جبريل مرتين.
- فقد أفصحَ الرسول الكريم عن فضل القرآن الكريم وتلاوته فقال: اقرأوا القرآن فإن لكم بكل حرفٍ حسنة والحسنة بعشر أمثالها، أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف، رواه الترمذي وإسناده صحيح.
- كما أخبرَ النبي العدنان، أن القرآن يُحاجِ عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال صلى الله عليه وسلم: يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدُمه سورة البقرة وآل عِمران تُحاجان عن صاحبهما، رواه الترمذي.
- حيث كان السلف الصالح هم أحرصَ الناس على قراءة القرآن وخاصة في شهر رمضان المبارك، فقد كان الأسود بن يزيد يقوم بختام المُصحف في ست ليالي، وعند دخول رمضان في ثلاث ليالٍ.
- وإذا دخلت الليالي العشر ختمه في كل ليلة، وكان الشافعي يختمه في كل ليلة بين المغرب والعشاء، وكذا رُوي عن أبي حنيفة.
- كما أفادَ الحافظ بن رجب، أن الانتهاء من تلاوة القرآن في أقل من ثلاث فهو على الوجه المعتاد، أما في المناطق الفاضلة مثل؛ مكة لمن دخلها، أو في أوقات الشهر فيكون من الأفضل، وعليه عمل السلف الصالح.
ويمكنك التعرف على المزيد من المعلومات الدينية والفقه عبر اسلاميات المقدم من منصة وميض.
وفي ختام موضوع الليالي الوترية في رمضان فقد قومنا بتوضيح فضل هذه الليالي، ومتى أوقاتها، وكيف كان يُحيي الرسول الكريم هذه الليالي، حيث أنها من أفضل الليالي فاغتنمها أيها المؤمن حتى تنال من رضى الله وكرمه.