الحقوق المشتركة بين الزوجين
الحقوق المشتركة بين الزوجين ما هي؟ فمن سنة الله في الكون أن خلق الرجل والمرأة ليكمل كل منهما الآخر، ويعمرا الكون، فهما خليفة الله في الأرض وكل منهما له حقوق وواجبات تجاه بعضهم البعض.
وتنعكس آثارها على نهضة المجتمع وتقدمه، وفي هذا المقال عبر موقع وميض سوف نسلط الضوء على الحقوق المشتركة للزوجين.
اقرأ أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق
الحقوق المشتركة بين الزوجين
هناك مجموعة من الحقوق المشتركة بين الزوجين التي يجب معرفتها جيدا حتى يؤدي كل منهما رسالته على أكمل وجه، وسوف نسرد في الأسطر التالية هذه الحقوق كما يلي:
المعاملة الحسنة والمعاشرة بالمعروف
- ينبغي على الزوجين أن يوجد بينهما الاحترام المتبادل، وتقبل الخلافات والاختلافات في الرأي، والتعود على وجود طاقة إيجابية وبث روح التعاون بينهما في المنزل.
- القول الحسن والمعاملة الطيبة والمعاشرة بالمعروف وغيرها هي أساس نجاح العلاقة الزوجية وسيرها في المسار الصحيح.
- حثت الشريعة الإسلامية على المعاشرة بالمعروف بين الأزواج، والقول والفعل الحسن كما جاء في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) سورة النساء، الآية .19
حق التوارث بين الزوجين
- عند البحث عن الحقوق المشتركة بين الزوجين وجدنا من عظمة الدين الإسلامي أنه وضع لنا خريطة لتوزيع الميراث سواء للرجل أو المرأة بعد وفاة أحد منهم، كما جاء في قوله تعالى:
(وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ)
سورة النساء، الآية 12.
ثبوت نسب الطفل
- من روعة ديننا الحنيف هو لابد من نسب الطفل حفاظا عليه من الضياع وأيضا ضمانا لحقوقه، وأيضا حماية للمرأة وصيانة لكرامتها وعفتها.
- ويعد نسب الطفل من الأمور التي رسمتها لنا الشريعة الإسلامية وجاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كما يلي:
- جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى:
(وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزواجِكُم بَنينَ وَحَفَدَةً) سورة النحل، الآية 72
وفي السنة النبوية جاء في قول الرسول صل الله عليه وسلم:
(الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ).
اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق في القانون المصري
التعاون على طاعة الله
- مما لا شك فيه أن التعاون على طاعة الله سبب من أسباب نجاح العلاقة الزوجية بين الشريكين، والتمتع بحياة زوجية سعيدة، والنيل بالجنة والفوز برضا الله وتوفيق الأبناء في شتى أمور حياتهم.
- يجب على كل من الزوجين الحث على الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفعل الخيرات، وتقوية صلة الرحم وأداء الصلاة في أوقاتها وغيرها.
- وقد حثتنا الشريعة الإسلامية على ذلك مثل ما جاء في قوله تعالى:
(وَتَوَاصَواْ بالحق وَتَوَاصَواْ بالصبر) سورة العصر، الآية .3
وفي قوله تعالى:
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى) سورة المائدة، الآية .2
وأيضا في قوله تعالى:
(مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا) سورة النساء، الآية 85.
- وكما جاء في السنة النبوية عن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في قوله:
(رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا المَاءَ، وَرَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ المَاءَ).
المودة والرحمة بين الشريكين
- من الأمور الجليلة في العلاقة بين الزوجين هو أن تسود المودة والرحمة بينهما، وأن يكونا كل منهما عونا وسندا للآخر عند الحاجة.
- يجب على الأزواج التماس العذر لكل منهما وأن يجعلا هذه ثقافة سائدة بينهما، وعدم الوقوف عند كل كبيرة وصغيرة.
- والمودة والرحمة أمر شرعه المولى عز وجل لبناء حياة زوجية تملؤها البهجة والفرح وينعكس نتائج ذلك على رفعة المجتمع وتماسكه، وحثتنا عليه الشريعة الإسلامية كما يلي:
قوله تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ).
سورة الروم، الآية 21.
وأيضا حثنا الرسول صل الله عليه وسلم في قوله:
( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا.
وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ).
رواه البخاري ومسلم.
عدم الشك وإحسان الظن والتحلي بالصبر
- يعتبر الشك وعدم حسن الظن والتسرع في الأحكام من أكثر الأمور التي تؤدي إلى تعكير صفو العلاقة الزوجية وقد ينتهي الأمر إلى الطلاق.
- يتعين على الزوجين التحلي بالروح الجميلة وبناء قاعدة كبيرة من الثقة بينهم، ومعرفة بعضهم جيدا، والتحلي بالصراحة وعدم سوء الظن، والتوقف عن سرعة قرارات تؤدي إلى الندم والحسرة بعد ذلك.
- إحسان الظن بالآخرين أمر حثت عليه الشريعة الإسلامية وأمرتنا به مثل ما جاء في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
سورة الحجرات، الآية 12.
اقرأ أيضًا: حقوق وواجبات الطفل
بناء أسرة قوية متماسكة
- من المسؤوليات المشتركة التي تقع على عاتق الزوجين هي بناء أسرة قوية حاملة سلاح العلم والإيمان، وتربية أطفال تربية حسنة تنهض بمجتمعها وتعمل على رفعته.
- فالزوج والزوجة لهما دور كبير في تربية الأبناء والعناية بهم كما ينبغي، وتلبية جميع احتياجاتهم في شتى أمور حياتهم.
- وقد حثنا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم على ذلك في قوله: قد روى ابن حبَّان وغيره عن ابنِ عمر رضي الله عنهما أن النبي قال:
(إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ: أَحَفِظَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ).
حفاظ كل منهما على أسرار الآخر
- يتحتم على الزوجين عدم الإفشاء عن أسرار بيوتهم وعدم البوح بها لأحد.
- إن للبيوت أسرار ويجب على الشريكين احترام ذلك وعدم قصها لأقرب الناس لهم.
- حثتنا سيدنا محمد على ذلك، ففي رواية عند مسلم، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال (قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
(إن من أشر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة، الرجل يُفضِي إلى امرأته، وتُفضِي إليه، ثم ينشر سرها).
حل الاستمتاع
كما ورد من ضمن قائمة الحقوق المشتركة بين الزوجين أنه يحق للزوج والزوجة التمتع بحياة زوجية سعيدة طالما عقد زواجهم تم بناء على ما رسمته لنا الشريعة الإسلامية مثل ما جاء في قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)
سورة المؤمنون، الآية.6-5
اقرأ أيضًا: 7 حقوق للأبناء على الوالدين في الإسلام
حقوق الزوج على زوجته
- المكوث في المنزل وعدم الخروج إلا بأمر زوجها.
- حفظ الزوج في غيابه وحضوره، وصيانة أمواله.
- إشباع رغباته وتلبية جميع احتياجاته.
- الظهور بأحسن الملابس وأطيب العطور.
- طاعة زوجها وقد حثتنا الشريعة الإسلامية على ذلك مثل ما جاء عن سيدنا محمد كما يلي:
روى ابن حبان عن أبي هريرة قال، قال النبي صل الله عليه وسلم:
(إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)، صححه الألباني.
وجاء في قوله تعالى:
(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) سورة البقرة الآية 228.
حقوق الزوجة على زوجها
من ضمن سطور رحلتنا عن الحقوق المشتركة بين الزوجين وجدنا أن:
- العناية بها ومعاشرتها بالمعروف، وعدم تعرضها للإيذاء سواء البدني أو النفسي وغيرها.
- تلبية جميع احتياجاتها، والإحسان إليها.
- تقوية صلة الرحم بينها وبين أهلها.
- المهر والنفقة.
اقرأ أيضًا: مستحقات الزوجة في دعوى التطليق للشقاق
وخلاصة القول لقد استعرضنا الحقوق المشتركة بين الزوجين معا الحقوق التي تجمع الزوجين وأنهما خُلقا لكي يكملا بعضهما ويكونا سندا وعونا لبعضهما، فبدون المرأة لا حياة وهكذا الأمر بالنسبة للرجل، ينبغي على كل منهما معرفة ما له وما عليه حتى يحيا حياة أسرية سعيدة يسودها الحب والمودة والتعاون.