اسرار سورة يس مجربة
اسرار سورة يس مجربة نعرضها اليوم بين أيديكم، فهي من السور التي اختلف الكثيرين حول ما بها من عظيم الأثر في قرائتها، وقد اختلف الكثير حول صحة الدليل والأثر من الأحاديث التي وردت عن فضل هذه السورة الكريمة من كتاب الله تعالى، لذلك فها نحن نعرض لكم ومن منصة وميض نستعرض هذا الموضوع.
اسرار سورة يس مجربة
لا شك أن كل القرآن الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كله خير من الله تعالى، لكن التخصيص في كل سورة بل وفي كل آية لأمر لا يقبل الشك، فلكل سورة من القرآن سبب أنزلت فيه، ومنفعة من الله للناس في كل وقت ومكان إلى قيام الساعة.
فمما أختصت به سورة يس من أسرار هو:
- ماجاء في الصحيح عن جندب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له) [صحيح بن حبان]
فهذا دليل على أن لسورة ياسين أسرارها التي من الممكن أن يستخدمها المسلم ابتغاء وجه الله تعالى، ولكي ينجوا بها من أمور الدنيا، فها هي السورة الكريمة قد بين النبي صلى الله عايه وسلم أن من قرأها في اليل ليبتغي وجه الله، غفر الله تعالى له ذنبه.
- كما أنه قد جاء في الصحيح عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (اقرَؤُوا على مَوتاكم يس) [صحيح ابن حبان]
لعل من أسباب قراءة يس على الميت أنها تركز على البعث والنشور، وهما اللذان يكونا للعبد بعد الموت وحياة البرزخ بالقبر، فهي تخفيف على الميت بإذن الله، كما أنها تجمع معاني التوحيد، وبها من البشارات للمؤمن الذي يلحق به الموت مابها من معاني العاقبة الطيبة وجنات الخلود.
فقال الله تعالى فيها (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)) [26-27 يس]
فهذا تبشير للمؤمن وطمأنة له سواء ساعة احتضاره أو بعد موته، وهذا من أجمل ما يساعد الميت عند احتضاره في أمر خروج الروح من الجسد.
فـأما عن أن اسرار سورة يس مجربة، فهذه حقيقة فيما بلغنا به من الأحاديث الشريفة السابقة، من حيث قرائتها طلبًا للمغفرة من الله تعالى أو لتكون عونًا للميت عند موته في تخطي سكرات الموت.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة يس لقضاء الحوائج
فوائد وجدت لسورة يس دون سند أو دليل
بقي من الحديث عن أن اسرار سورة يس مجربة في حالات كثيرة نتداولها منذ عهد قديم لكن لا بد أن نبين قبل ذكرها أنها لم ترد من السنة النبوية، أو أن ماجاء في ذكرها كان من الحديث الضعيف أو الموضوع، ومنها:
- تدمير الأعراض التي يسببها المس الشيطاني أو السحر، بل يقال أن المواظبة على قرائتها فيها من الشفاء من هذه الأعراض ما لا يحتاج إلى علاجات أخرى، والله تعالى أعلى وأعلم.
- قراءة سورة يس لقضاء الحاجات، مثل قرائتها للتعجيل من الزواج أو لاستجلاب الرزق، أو ما شابه من الأمور التي يستعين بها العبد على حوائج دنياه.
- من الواجب التنبيه على البعض من الذين يحاولون الحصول على أمرفيه تعدٍ على القدر أو تطاول على الله تعالى.
مثل أن يقرأ يس أو يطلب الله تعالى شخص بعينه للزواج، أو أن يطلب من الله تعالى عند قرائتها ما يخالف طبيعة البشر التي فطرهم الله عليها، فهذه أمور محسومة بقضاء الله وقدره، ومحاولة التدخل فيها يعد من أنواع التطاول على الله تعالى ومعارضة حكمه فيما قضاه.
كما أنه لا بد أن يطلب من الله تعالى ما ليس مخالفة للشرع، بل يجب أن يكون طلبه فيه منفعة له ولدينه الذي ارتضاه الله تعالى له، وإلا فسيكون كالذي يستهزئ بربه، ونعوذ بالله تعالى من ذلك.
طريقة قراءة يس لفتح أسرارها المجربة
لا شك إن لقراءة القرآن الكريم آدابة وطقوسه الخاصة، لذا فقبل أن تبدأ بقراءة سورة يس فعليك بتحري الدقة للتأكد من مدى التزامك بشروط قراءة القرآن المعروفة، والتي منها ما يلي:
- الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر.
- الإستغفار 100 مرة بقول “أستغفر الله العَلِي العظيم من كل ذنب وأتوب إليه”.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 100 مرة.
- قراءة سورة يس 7 مرات.
- بعد قراة يس في كل مرة من المرات السبع تقول هذا الدعاء “اللهم أنت لها، ولكل حاجة فاقضها، اللهم بحق بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم، الله اقض حاجتي – تذكر حاجتك التي تطلبها من الله تعالى – ” 10 مرات، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم 10 مرات.
- كرر هذا لمدة 3 أيام متواصلة غير متقطعة.
إن الذين قاموا بهذه الطريقة يذكرون أنهم يشعرون بالسكينة والطمأنينة بعدها بصورة كبيرة،كما أن بشارات إجابة الله لهم بعدها تكون سريعة.
يجب ذكر أن هذه الطريقة ليست مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أو التابعين، غير أن كل مافيها هو من الخير، فكل ما تحتويه هو الإستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن.
غير أننا نبين عدم وجود دلالة أو شاهد على الطريقة السابقة من السنة، حتى لا يحسب بعض الناس أنها كذلك، نظرًا لأننا نعود في أمرنا من ناحية العبادات إلى الثوابت التي بينها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما عن مسألة العدد الوارد في الطريقة السابقة، فيفضل ألا يكون مقيدًا لكي لا تدخل الطريقة في طور العبادة الثابتة عند الناس وعندها ستنطبق عليها ما ينطبق على البدعة من العبادات.
اقرأ أيضًا: فوائد قراءة سورة يس وفضلها
نبذة عن سورة يس
في موضوعنا اسرار سورة يس مجربة، لا بد من توضيح أمور جوهرية عن هذه السورة، مثل أنها من السور المكية التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة.
عدد آيات السورة 83 آية، وقد غلب عليها طابع السور المكية التي جائت لبناء العقيدة الصحيحة وتثبيت الإيمان، وعندما يتمعن القارئ في السورة يجد التالي:
1- التأكيد على الرسالة المحمدية
في سورة يس تأكيد من الله على مدى صدق رسول الله وذلك ما ظهر في الآيات الكريمة التالي ذكرها:
فقال عز وجل (يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)) [1-5 يس]
2- التحذير الإلاهي من تكذيب الرسالة
ذلك بضرب مثل عظيم من الله تعالى عن أصحاب القرية التي جاء إليها أكثر من نبي من الله تعالى فكذبوا الرسالة من الله والوحي الذي جاءهم.
فقال تعالى مبينًا ذلك (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)) [13-18 يس]
3- بيان أن الشرك بالله تعالى أمر مستنكر
فلِمَ لا يعبدون الذي خلقهم وفطرهم، وفي ذلك دلالة على وجوب الإعتراف بالوجدانية والألوهية لله عز وجل، وقد بين الله ذلك في السورة الكريمة عندما ذكر الرجُل الذي جاء يسعى من آخر المدينة.
ثم بين الله تعالى جزاء لهذا الرجل لما قاله من الحق لقوم كافرين، من دون خوف بل بمقارعتهم بالدليل والعلل، وسؤالهم عن سبب كفرهم.
فقال تعالى (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)) [20-27 يس]
اقرأ أيضًا: تجارب قراءة سورة يس يوميًا
4- التركيز على البعث والنشور بعد الموت
ففي جميع أجزاء السورة نجد التعرض لمسألة البعث والنشور بعد الموت، ومنها قول الله تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54))
[51-54 يس]
لا شك أن اسرار سورة يس مجربة من أكثر الأشياء التي تدفعنا حين نعلمها إلى المداومة على قراءة السورة الكريمة لما لها من فضل وعظم لآياتها، فإن أردت الظفر بما فيها من فضائل فداوم عليها قدر المستطاع.