شعر حزين عن فراق الأخ
شعر حزين عن فراق الأخ يصف مدى قسوة الشعور عند فقدان الأخ.. فالأخ هو نعمة من الله لأنه السند الحقيقي لأخيه وأنه خُلق ليقوي أخيه ويأخذ بعضده، فمكانة الأخ عظيمة لا تُقارن بأحد حيث لا يوجد كلمات تعبر عن مدى الأسى عند فقدانه، لذا من خلال منصة وميض يمكن التعرف على عدة أشعار توضح الحزن على فراق الأخ في الفقرات التالية.
شعر حزين عن فراق الأخ
أصعب أنواع الفراق هو فراق الأخ فلا يمكن تحمله، فالأخوة هم السند والعون والسعادة والدفء في المنزل فعند فراق أحدهم تنطفأ مصابيح المنزل وينتشر الحزن والطاقة السلبية ويشعر أخوته أن المنزل أصبح دون أعمدة.
لذا كتب العديد من الشعراء قصائد من الشعر الجاهلي والشعر المعاصر يصفون فيه مدى تأثرهم بفراق الأخ فهو الأمر الذي كان بمثابة نحر أعناقهم وانتزاع قلوبهم، وذلك ما ظهر في الكلمات التي لجأوا إليها للتعبير عما يشعرون به، ومن الأمثلة عن شعر حزين عن فراق الأخ القصائد الآتية:
1- قصيدة ذكرت أخي بعد نوم الخليّ للشاعرة الخنساء
الخنساء هي تماضر بنت عمرو الشاعرة المخضرمة فهي حضرت الجاهلية معظم سنوات حياتها ولحقت بالإسلام في فترة أخيرة من عمرها فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجب بأشعارها.. نشأت الخنساء في شبه الجزيرة العربية في بيت عز فكان أبيها عمرو بن الحارث من أشراف قبيلة مضر وكان أخويها صخر ومعاوية.
تعد الخنساء أشهر من كتب شعر حزين عن فراق الأخ وأشهر من كتبت شعر الرثاء عمومًا في الجاهلية، فكانت تعتمد في شعرها على البكاء والحزن والغرق في الدموع وكل ذلك بسبب مقتل أخويها معاوية وصخر، فقد كتبت في موتهما الأبيات الآتية التي توضح شدة التأثر والحزن:
ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ
فانحَدَرَ الدّمعُ مني انحِدارَا
وخيلٍ لَبِستَ لأبطالِها
شليلاً ودمَّرتُ قوماً دمارا
تصيَّدُ بالرُّمحِ ريعانها
وتهتصرُ الكبشَ منها اهتصارَا
فألحَمْتَها القَوْمَ تحتَ الوَغَى
وَأرْسَلْتَ مُهْرَكَ فيها فَغارَا
يقينَ وتحسبهُ قافلاً
إذا طابَقَتْ وغشينَ الحِرارَا
فذلكَ في الجدِّ مكروههُ
وفي السّلم تَلهُو وترْخي الإزارَا
وهاجِرَة حَرّها صاخِدٌ
جَعَلْتَ رِداءَكَ فيها خِمارَا
لتُدْرِكَ شأواً على قُرْبِهِ
وتكسبَ حمداً وتحمي الذّمارَا
وتروي السّنانَ وتردي الكميَّ
كَمِرْجَلِ طَبّاخَة ٍ حينَ فارَا
وتغشي الخيولَ حياضَ النَّجيعِ
وتُعطي الجزيلَ وتُردي العِشارَا
كأنَّ القتودَ إذا شدَّها
على ذي وسومٍ تباري صوارا
تمكّنُ في دفءِ أرطائهِ
هاجَ العَشِيُّ عَلَيْهِ فَثارَا؟
فدارَ فلمَّا رأي سربها
أحسَّ قنيصاً قريباً فطارا
يشقّقُ سربالهُ هاجراً
منَ الشّدّ لمّا أجَدّ الفِرارَا
فباتَ يقنّصُ أبطالهَا
وينعصرُ الماءُ منهُ انعصارَا
اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الصداقة والأخوة لكبار الشعراء
2- قصيدة يذكرني طلوع الشمس صخرًا للشاعرة الخنساء
تميزت الخنساء بأنها قوية الشخصية ذات رأي متحرر وظهر ذلك في شعر حزين عن فراق الأخ توضح مدى تأثرها بأخويها ووفاتهم وموقفها في كتابة لهم الأشعار لكي يعرف كل العالم قصتهم ومدى حزنها عليهما، فكان معاوية أخيها لديه عدة خلافات مع قبيلة أخرى وأثناء حربه معها قد حاول القضاء عليهم لكنه سقط مقتولًا على يد رجال هاشم بن حرملة الغطفاني.
حيث قالت الشاعرة الخنساء في رثاء أخيها معاوية شعر حزين عن فراق الأخ يتضمن الأبيات الآتية:
الا لا ارى في النَّاسِ مثلَ معاوية
إذا طَرَقَتْ إحْدَى اللّيالي بِداهِيَهْ
بداهِيَة ٍ يَصْغَى الكِلابُ حَسيسَها
وتخرُجُ منْ سِرّ النّجيّ عَلانِيَهْ
الا لا ارى كالفارسِ الوردِ فارساً
إذا ما عَلَتْهُ جُرْأة ٌ وعَلانِيَهْ
وكانَ لِزازَ الحَرْبِ عندَ شُبوبِها
إذا شمَّرتْ عنْ ساقها وهي ذاكيهْ
وقوَّادُ خيلٍ نحو اخرى كانَّها
سَعالٍ وعِقْبانٌ عَلَيْها زَبانِيَهْ
بلينا وما تبلى تعارٌ وما ترى
على حدثِ الايَّامِ الاَّ كماهيهْ
فأقسَمْتُ لا يَنفَكّ دمعي وعَوْلَتي
عليكَ بحزنٍ ما دعا اللهَ داعيهْ
بلينا وما تبلى تعار وما ترى
على حدث الأيام إلا كما هيه
لم يمر كثيرًا حتى رغب صخر في الانتقام لأخيه فشن غارة على قبيلة مرة لكنه أصيب بجرح عميق على يد إحدى فرسان القبيلة، أسقطت الجرح صخر عام كامل في المنزل لم تتحسن حالته ولن يتمكن من الوصول إلى الموت، فكان يقول لزوجته أنه لا يشبه الأحياء ولا يشبه الأموات.
ظل صخر مريضًا وكانت أخته الخنساء تحزن عليه ويتمزق قلبها من الحزن لمدة تزيد عن العام ثم مات، وقد كان صخر آخر ما تبقى لها فقد مات قبله بثلاثة أعوام أخيها معاوية ومات قبله زوجها وأبيها، وكان أخيها صخر من يصبرها على ذلك الفراق اللعين.
حتى مات صخر فانهارت الخنساء فلا يوجد من يساندها ويجعلها تتمالك نفسها لأنها كانت على وشك الانهيار عند وفاة معاوية لولا وجود صخر، لكن عند وفاة صخر لجأت إلى كتابة شعر حزين عن فراق الأخ تعبر فيه عن الألم الذي يملأ قلبها وتشعر به.. فكتبت الآتي:
يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي
فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ
عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ
لِيَومِ كَريهَةٍ وَطِعانِ حِلسِ
وَلِلخَصمِ الأَلَدُّ إِذا تَعَدّى
لِيَأخُذَ حَقَّ مَظلومٍ بِقِنسِ
فَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءًا لِجِنٍّ
وَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءًا لِإِنسِ
أَشَدَّ عَلى صُروفِ الدَهرِ أَيدًا
وَأَفصَلَ في الخُطوبِ بِغَيرِ لَبسِ
وَضَيفٍ طارِقٍ أَو مُستَجيرٍ
يُرَوَّعُ قَلبُهُ مِن كُلِّ جَرسِ
فَأَكرَمَهُ وَآمَنَهُ فَأَمسى
خَلِيّاً بالُهُ مِن كُلِّ بُؤسِ
يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخرًا
وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ
وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي
عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي
وَلَكِن لا أَزالُ أَرى عَجولًا
وَباكِيَةً تَنوحُ لِيَومِ نَحسِ
أَراها والِهًا تَبكي أَخاها
عَشِيَّةَ رُزئِهِ أَو غِبَّ أَمسِ
وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن
أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي
فَلا وَالله لا أَنساكَ حَتّى
أُفارِقَ مُهجَتي وَيُشَقُّ رَمسي
فَقَد وَدَّعتُ يَومَ فِراقِ صَخرٍ
أَبي حَسّانَ لَذّاتي وَأُنسي
فَيا لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ أُمّي
أَيُصبِحُ في الضَريحِ وَفيهِ يُمسي
اقرأ أيضًا: خواطر حزينة عن الحياة
3- قصيدة أبعدك يعرف الصبرَ الحزين للشاعر إيليا أبو ماضي
من بائع السجائر إلى أشهر شعراء المهجر هو الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي.. كان يعيش طفولة فقيرة لم تساعده على الدراسة فكان يدرس في الكنيسة، وعندما اشتدت عليه الأزمة هاجر إلى مصر بهدف العمل والتجارة مع أحد أعمامه الذي كان يمتلك دكانًا لبيع التبغ.
لكن عمه كان يقرأ في كتب اللغة العربية والإعراب والصرف والأساليب الجمالية فأصبح إيليا أبو ماضي معتاد على القراءة معه في الليل ومن خلال ذلك تعرف على عدة كتاب ساعدوه على الكتابة في مجلة الزهور، واعتمد بعدها على القصائد المختلفة المتفرقة ثم أصدر أول ديوان له وهو تذكار الماضي.
بينما أصبح يكتب العديد من المؤلفات السياسية التي أدت إلى هروبه إلى أمريكا هربًا من ملاحقة السلطات التي لم تقبل أبدًا بكتاباته، وكان معه بعض الشعراء والأدباء من أبناء جيله لذا تم إطلاق اسم شعراء المهجر عليهم، وكتب العديد من القصائد وعدة دواوين منها القصيدة الآتية التي صنفت شعر حزين عن فراق الأخ وتتمثل أبياتها في الآتي:
أَبَعدَكَ يَعرِفُ الصَبرَ الحَزينُ
وَقَد طاحَت بِمُهجَتِهِ المُنونُ
رَمَتكَ يَدُ الزَمانِ بِشَرِّ سَهمٍ
فَلَمّا أَن قَضَيتَ بَكى الخَأونُ
رَماكَ وَأَنتَ حَبَّةُ كُلِّ قَلبٍ
شَريفٍ فَالقُلوبُ لَهُ رَنينُ
وَلَم يَكُ لِلزَمانِ عَلَيكَ ثارُ
وَلَم يَكُ في خِلاِكَ ما يَشينُ
وَلَكِن كُنتَ ذا خُلُقٍ رَضِيٍّ
عَلى خُلُقٍ لِغَيرِكَ لا يَكونُ
وَكُنتَ تُحيطُ عِلمًا بِالخَفايا
وَتَمنَعُ أَن تُحيطَ بِكَ الظُنونُ
كَأَنَّكَ قَد قَتَلتَ الدَهرَ بَحثًا
فَعِندَكَ سِرُّهُ الخافي مُبينُ
حَكَيتَ البَدرَ في عُمرٍ وَلَكِن
ذَكاؤكَ لا تُكَوِّنُهُ قُرونُ
عَجيبٌ أَن تَعيشَ بِنا الأَماني
وَأَنّا لِلأَماني نَستَكينُ
وَما أَرواحُنا إِلّا أَسارى
وَما أَجسادُنا إِلّا سُجونُ
وَما في الكَونِ مِثلُ الكَونِ فانٍ
كَما تَفنى الدِيارُ كَذا القَطينُ
لَقَد عَلِقَتكَ أَسبابُ المَنايا
وَفِيًّا لا يُخانُ وَلا يَخونُ
أَيَدري النَعشُ أَيَّ فَتىً يُاري
وَهَذا القَبرُ أَيَّ فَتىً يَصونُ
فَتىً جُمِعَت ضُروبُ الحُسنِ فيهِ
وَكانَت فيهِ لِلحُسنى فُنونُ
فَبَعضُ صِفاتِهِ لَيثٌ وَبَدرٌ
وَبَعضُ خِلالِهِ شَمَمٌ وَلينُ
أَماراتُ الشَبابِ عَلَيهِ تَبدو
وَفي أَثوابِهِ كَهلٌ رَزينُ
أَلا لا يَشمُتِ الأَعداءُ مِنّا
فَكُلُّ فَتىً بِمَصرَعِهِ رَهينُ
أَيا نورَ العُيونِ بَعُدَت عَنّا
وَلَمّا تَمَتَلِئ مِنكَ العُيونُ
وَعاجَلَكَ الحَمامُ فَلَم تُوَدِّعُ
وَبِنتَ وَلَم يُوَدِّعكَ القَرينُ
وَما عِفتَ الوَداعَ قِلىً وَلَكِن
أَرَدتَ وَلَم يُرِد دَهرٌ ضَنينُ
فَيا لَهَفي لِأُمِّكَ حينَ يَدوي
نَعِيُّكَ بَعدَ ما طالَ السُكونُ
وَلَهفَ شَقيقِكَ النائي بَعيدًا
إِذا ما جائَهُ الخَبَرُ اليَقينُ
سَتَبكيكَ الكَواكِبُ في الدَياجي
كَما تَبكيكَ في الرَوضِ الغُضونُ
وَيَبكي أُخوَةٌ قَد غِبتَ عَنهُم
وَأُمٌّ تَأكُلُ وَأَبٌ حَزينُ
فَما تَندى لَنا أَبَدًا ضُلوعٌ
عَلَيكَ وَما تَجِفَّ لَنا شُؤونُ
قَدِ اِزدانَت بِكَ الفِتيانُ طِفلًا
كَما يَزدانُ بِالتاجِ الجَبينُ
ذَهَبتَ بِزينَةِ الدُنيا جَميعًا
فَما في الدَهرِ بَعدَكَ ما يَزينُ
وَكُنتَ لَنا الرَجاءَ رَجاءٌ
وَكُنتَ لَنا المُعينَ فَلا مُعينُ
أَبَعدَكَ يا أَخي أَبغي عَزاءً
إِذا شُلَّت يَسارِيَ وَاليَمينُ
يَهونُ الرِزءُ إِلّا عِندَ مِثلي
بِمِثلِكَ فَهوَ رِزءٌ لا يَهونُ
عَلَيكَ تُقَطِّعُ الحَسَراتُ نَفسي
وَفيكَ أَطاعَني الدَمعُ الحَرونُ
فَمِلءُ جَوانِحي حُزنٌ مُذيبٌ
وَمِلءُ مَحاجِري دَمعٌ سَخينُ
وَما أَبقى المُصابُ عَلى فُؤادي
فَأَزعَمُ أَنَّهُ دامٍ طَعينُ
يَذودُ الدَمعُ عَينَ عَيني كَراها
وَتَأبى أَن تُفارِقَهُ الجُفونُ
لَقَد طالَ السُهادُ وَطالَ لَيلي
فَلا أَدري الرُقادَ مَتى يَكونُ
كَأَنَّ الصُبحَ قَد لَبِسَ الدَياجي
عَلَيكَ أَسىً لِذَلِكَ ما يَبينُ
جَزاكَ اللَهُ عَنّا كُلَّ خَيرٍ
وَجادَ ضَريحَكَ الغَيثُ الهَتونُ.
اقرأ أيضًا: كلمات حزينة ومؤلمة عن الحياة
4- قصيدة عزيز؟ من؟ أهلًا أخي للشاعر أحمد شوقي
الشاعر أحمد شوقي من مواليد القاهرة من أصول تركية لكنه تعلم القرآن الكريم واللغة العربية بإتقان لذا هو رائد النهضة الشعرية والأدبية والمسرحية، وأصدر العديد من الأعمال منها ديوان الشوقيات الذي كان دليل ملموس على النهضة التي قام بها في الشعر.
ثم قام بكتابة عدة قصائد من المدح إلى الرثاء إلى الغزل إلى حب الوطن ومنها كتب عن مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى كتابته شعر حزين عن فراق الأخ عند وفاة أخيه وتتضمن القصيدة الأبيات التالية:
عزيز من أهلًا أخِي
منذُ شهورٍ لم أرَكْ
رشادُ أنتَ ههنا
من ذا الذي كان معَكْ
انظرْ إلى ثيابهِ
ولونِها كيفَ اتَّحدْ
انظر إلى حذائهِ
من النَّظافةِ اتَّقد
والبنطلونُ مستوٍ
لم ينكسِر لم ينعقدْ
أعِرنيَ السَّمعَ أعِرْ
عندِي لكُم شئٌ يسُرّْ
هذا جمالٌ وحيدُ جَدّهْ
بخيلة يا عزيز جِلدهْ
وعمرها يا رشادُ
يربو على الثمانينِ
يعد الشعر من معالم اللغة العربية التي طورها الشعراء والأدباء من العصر الجاهلي إلى الآن مرورًا بالعديد من المراحل، فبدوره يظهر العديد من المشاعر التي يعيشها الشعراء ويتمكنون من وصفها على هيئة أبيات مرتبة.