حكم نوم النفاس مع زوجها
حكم نوم النفاس مع زوجها في الإسلام وهل يجوز معاشرتها في هذه الفترة أم لا؟، وكثير من الأسئلة تدور في أذهان النساء بشأن رغبة زوجها في معاشرتها، خاصة إذا كانت فترة النفاس طويلة.
وماذا تفعل المرأة النفساء إذا رغب الزوج فيها خلال فترة نفاسها ماذا تفعل معه وماذا يفعل الرجل حتى لا يوقع بهم الشيطان في فعل أي شيء محرم ولا يرضي الله سبحانه وتعالى، كل هذا وأكثر سوف نقدمه عبر موقع وميض.
اقرأ أيضًا: كم مدة النفاس بعد الولادة القيصرية
حكم نوم النفاس مع زوجها
- كما ذكرنا النفاس هي المدة التي يقوم فيها الرحم بإخراج الدم الفاسد وتستمر حوالي 40 يوم وهي بعد الولادة بشكل مباشر، والمرأة النفساء شأنها شأن المرأة أثناء فترة الحيض، يحرم عليها الصوم والصلاة والحج.
- وكما حرم الله سبحانه وتعالى جماع الزوج مع المرأة الحائض، فذلك شأن النفساء أيضًا يحرم وطء فرج المرأة في فترة النفاس، ولا يجوز جماع زوجها لها من القُبل على الإطلاق، وذلك لقول الله تعالى:
(ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
الآية رقم 222 من سورة البقرة.
- وهذه الآية المباركة أكبر دليل على تحريم جماع الرجل لزوجته أثناء فترة نفاسها، فهي مثلها مثل الحائض تماماً في كافة الأحكام، فلا يقترب منها حتى ينقطع عنها الدم وتتطهر وتقوم بالاغتسال، ومدة النفاس حوالي 40 يوم لا تزيد عن ذلك كما يري جمهور الفقهاء.
- وإذا انقطع الدم عن المرأة قبل 40 يوم فلها أن تغتسل وتصلي ويجامعها زوجها، حتى لو اغتسلت بعد 10 أيام أو 20 يوم أو 30 يوم، فالنفاس يبدأ من لحظة وهي أقل مدة ولا يزيد عن 40 يوم حتى لو استمر الدم أكثر من ذلك لها أن تغتسل وتصلي.
اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس نفس الملابس بعد الاغتسال من الجنابة
حكم نوم النفاس مع زوجها عند الحنابلة
أما جمهور الحنابلة يري عدم جواز وتحريم جماع الرجل لزوجته في قبل مرور 40 يوم، حتى لو انقطع الدم قبل ذلك فهم يرون أنه غير جائز، ولكن يرون أيضًا أن المرأة النفساء إذا اغتسلت وقامت إلى الصلاة فيجوز للزوج أن يجامعها.
جاء في الروض المربع ممزوجا بحاشيته لابن قاسم: ويكره وطؤها قبل الأربعين بعد انقطاع الدم والتطهير أي الاغتسال.
قال أحمد: ما يعجبني أن يأتيها زوجها على حديث عثمان بن أبي العاص، أنها أتته قبل الأربعين فقال: لا تقربيني، ولأنها لا تأمن عود الدم في زمن الوطء، وعنه: لا أكره وطأها. ذكره الزركشي وغيره.
وذلك مخافة أن يعود الدم للنزول مرة أخرى خاصة في وقت الجماع ولحظة الوطء، فهو لا يكرها وطؤها كما أخبر بذلك ولكنه يخاف أن يكون الدم مستمر في النزول.
حكم نوم النفاس مع زوجها عند الجمهور
أما عن رأي جمهور العلماء في هذه المسألة فإنهم يرون أنه يجوز جماع الرجل لزوجته وهي في فترة النفاس ما دامت اغتسلت وتطهرت، فإذا انقطع الدم لها أن تغتسل وتصلى، وما دامت أصبحت قادرة على الصلاة وهي الأحق والأوجب باحتياط الطهارة فلها كذلك الجماع بالتبعية.
فهي طاهرة منذ لحظة انقطاع الدم حتى لو لم تكمل 40 يوم فيجوز لزوجها أن يجامعها وقت ما يشاء.
اقرأ أيضًاك هل يجوز للزوج رؤية زوجته بدون ملابس
ما هو النفاس؟
تمر المرأة بالعديد من التغيرات التي تحدث في جسمها بداية من أول فترة الحمل الذي يترتب عليه اضطرابات وتغيرات في الهرمونات وحالة الجسم بشكل عام، وحتى نهاية الحمل ووضع مولودها مروراً بمرحلة النفاس.
والنفاس هو المرحلة التي تأتي بعد الولادة مباشرة، وتنزف فيها دماء، وهي تشبه الحيض تماماً مع اختلاف إنها تستمر لعدة أسابيع، وأهمية هذه الفترة للمرأة أنها تستعيد فيها صحتها وحالتها السابقة التي كانت عليها قبل الحمل.
وذلك لأن الرحم يتضاعف ويزداد في الحجم أثناء الحمل بمقدار 22 مرة عن الحجم الطبيعي، لذلك تأتي فترة النفاس التي تعطي الفرصة للرحم ليعود إلى حجمه الطبيعي كالسابق قبل الحمل والولادة، والعودة إلى مكانه، كما إنها تقوم بخسارة الوزن الذي اكتسبته طوال فترة الحمل.
يقوم الرحم في هذه الفترة بالتخلص من الدماء الموجودة بداخله، وفترة النفاس تختلف من امرأة إلى أخرى، وبالمنظور الطبي فإن النفاس يبدأ من يومين ويستمر حتى 40 يوم أو أكثر من ذلك قليلاً.
النفاس في الإسلام
بعد معرفة حكم نوم النفاس مع زوجها، سنتعرف على النفاس في الإسلام، فالنفاس: هو الدم الذي يخرج من خلال قبل المرأة وذلك بعد الولادة مباشرة، لا يوجد حد أدني لأقل مدة في النفاس، فيري العلماء أن أقل مدة للنفاس لحظة وأكثر كدة هي 40 يوم.
فإذا قامت المرأة بوضع مولودها وكانت طاهرة بعد الولادة فيجب عليها أن تغتسل وتصلي، ولو تطهرت وانقطع الدم في ساعة أو يوم وجبت عليها الصلاة، فمدة النفاس تنتهي عندما ينقطع الدم مباشرة.
أما إذا زادت مدة النفاس عن 40 يوم فيري العلماء أنه لا يجب على المرأة تأخير الصلاة أكثر من ذلك، فيجب عليها الاغتسال وأداء الصلاة، وذلك استدلالاً بحديث أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها، حيث قالت:
(كانت النفساء تجلس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوماً)
هذا الحديث رواه الترمذي وأبو داود.
لذلك حدد العلماء أقصي مدة للنفاس 40 يوم لا تزيد عن ذلك حتى لو استمر الدم في النزول، ولكنها يمكن أن تقل.
اقرأ أيضًا: أضرار الزعل في النفاس
أحكام المرأة النفساء
أحكام المرأة النفساء في الإسلام هي نفسها أحكام المرأة الحائض، وهي كما يلي:
- يحرم على المرأة النفساء والحائض الصلاة والصوم، وإن صامت أو صلت فصلاتها باطلة وصيامها باطل وغير مقبولين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا أَقْبَلَتِ الحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي»
رواه البخاري.
- بعد انتهاء فترة النفاس إذا صادف النفاس صيام شهر رمضان فيجب عليها قضاء أيام الصيام التي عليها، ولكنها لا تقضي الصلاة، وذلك استدلالاً بقول السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها:
أنَّ امرأةً سأَلَتْ عائشةَ: أتَقْضي الحائضُ الصلاةَ؟ فقالت: أحَروريَّةٌ أنتِ؟ لقد كُنَّا نَحيضُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا نَقْضي، ولا نُؤمَرُ بالقَضاءِ].
وزادَ فيه: فنُؤمَرُ بقَضاءِ الصومِ، ولا نُؤمَرُ بقَضاءِ الصلاةِ.
- لا يجوز لها قراءة القرآن الكريم من المصحف.
- لا يجوز لها الجلوس في المسجد ولا المكوث فيه.
- كما يحرم على المرأة النفساء أو المرأة الحائض الطواف حول الكعبة.
- كما يحرم طلاق المرأة الحائض أو النفساء بل يتم الطلاق في طهر.
- يحرم جماع المرأة في الفرج أثناء فترة الحيض أو النفاس.
تجربة صديقتي مع النفاس والجماع
تقول صديقتي: حينما ولدت أول طفل لي استمرت فترة النفاس 40 يوماً كاملين، فلم أكن بحاجة إلى السؤال فالدم انقطع بالفعل في موعد انتهاء النفاس الطبيعي، ولكن في طفلي الثاني استمرت فترة نفاسي حوالي شهر واحد فقط وعدة أيام، اعتقد استمر حوالي 33 يوم، وحينما سألت أهل العلم هل يجوز جماع زوجي وهل يجوز لي الصلاة في هذا الوقت وأنا لم أنهي فترة النفاس بعد ولكنني تأكدت من انقطاع الدم.
فكانت الإجابة أنه إذا انقطع الدم فيجب على الاغتسال والتطهر وتأدية الصلاة، ويجوز لي الجماع أيضًا، فالنفاس ينتهي بمجرد انقطاع الدم عن النزول، حتى لو انقطع خلال لحظة واحدة فالنفاس ليس له حد أدنى.
تجربتي الشخصية مع الجماع والنفاس
أما عن تجربتي الشخصية فأنا وضعت طفلتي عن طريق عملية قيصرية، ولاحظت نزول دم غزير جداً وكثيف في الأسبوع الأول من بعد الولادة، ولكن بعد ذلك بأيام قليلة انقطع الدم تماماً، فاندهشت لذلك كثيراً لأنني أعلم أن النفاس 40 يوماً.
لذلك عندما سألت أهل العلم عن حكم نوم النفاس مع زوجها وحكم الصلاة والصوم والحج وقراءة القرآن الكريم قال لي ما دام انقطع الدم عن النزول فلكي أن تتطهري وتغتسلي وتصلي وتفعلي كل أمور العبادة.
ولكني لم أقدر على الجماع فذهبت إلى الطبيب المختص لأسأله عن انقطاع الدم وهل هذا يعني أن فترة النفاس قد انتهت، فقال لي الطبيب نعم فترة النفاس شرعاً بالنسبة لكي انتهت بانقطاع الدم، ويجوز لك الصلاة والصيام وكل أعمال العبادة والجماع أيضًا، فدم النفاس ينقطع سريعاً في حالة الولادة القيصرية لأن الطبيب يقوم بتنظيف الرحم من الدم بعد العملية بشكل يدوي.
ولكن في حالتك وأنت وضعتي طفلتك عن طريق عملية قيصرية فيفضل الانتظار بدون جماع إلى أن تكملي 40 يوم، حتى بعود الرحم إلى مكانه ووضعه الطبيعي ولكي لا تشعرين بألم أثناء عملية الجماع، وتعطي فرصة لالتئام جرح العملية.
حكم الرجل الذي يجامع زوجته في حيض أو نفاس
- كما ذكرنا إن أحكام المرأة النفساء تأخذ نفس أحكام المرأة وقت الحيض، فلا يجوز لها الصلاة ولا الصوم ولا المكوث في المسجد ولا الحج ولا الطواف حول الكعبة ولا قراءة القرآن الكريم من المصحف ولا الجماع مع زوجها.
- ولكن يمكنها فعل كل هذا بعد أن تتطهر، وتتطهر المرأة النفساء عند انقطاع الدم مباشرة ولها كل شيء، ويستطيع زوجها جماعها إذا انقطع عنها الدم واغتسلت حتى لو كانت لم تكمل مدة النفاس كاملة وهي 40 يوم.
- ولكن إذا زادت مدة النفاس عن 40 يوم فلا يعد ذلك نفاس عند الجمهور ولها أن تغتسل وتصلي، فإذا صلت فلزوجها الحق في جماعها، فلو كان يحرم عليه جماعها في هذا الوقت فالأولي أن يحرم عليها الصلاة.
- أما عن حكم الرجل الذي يجامع زوجته وهي نفساء أو حائض ولم ينقطع الدم عنها ولم تغتسل وتتطهر، فهو بذلك أقبل على كبيرة من الكبائر وفعل ذنب عظيم يلزمه التوبة، وعليه كفارة.
- وكفارة الرجل الذي يجامع زوجته الحائض أو النفساء هي دينار من الذهب أو نصف دينار من الذهب أو قيمة أياً منهم من الفضة، والتوبة النصوح لله سبحانه وتعالى مع العزم على عدم العودة لمثل هذه الأفعال مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: الجنابة عند المرأة غير متزوجة
تعرفنا على حكم نوم النفاس مع زوجها وهذا أمر محرم في حالة استمرار نزول الدم، وعلى الرجل الذي جامع زوجته في حيض أو نفاس التوبة والكفارة، ولكن إذا انقطع الدم قبل انتهاء فترة النفاس وتطهرت المرأة فلا حرج على زوجها أن يجامعها.