حكم نفور الزوجة من زوجها
حكم نفور الزوجة من زوجها أمر يهم كل مسلمة، يعد الزواج هو رباط مبني على المحبة والمودة، وأن الزوج والزوجة كلًا منهما له حقوق وعليه واجبات، يجب حرص الطرفين على أداء الواجبات على أكمل وجه وأخذ الحقوق، ونلجأ لمعرفة امتناع الزوجة عن زوجها تبعًا لأحكام الشرع والفضيلة وامتثال لأحكام الرسول –صلي الله عليه وسلم-، ونستعرض ذلك الموضوع من منصة وميض.
حكم نفور الزوجة من زوجها
ذكر الله –سبحانه وتعالى- أن للعلاقة الزوجية شروط أي أن هناك حقوق وواجبات لكلًا من الزوجين حيث يجب عليهما أداء الواجبات وأخذ الحقوق تبعًا لأقوال الشرع.
أمر الله – سبحانه وتعالى- الزوجة أن تكون حكيمة فيما تفعله من أمور خاصة بزوجها وأن تقوم بإعطائه حقوق كاملًا دون ضرر.
ذكر الله – سبحانه وتعالى – أن المرأة الصالحة لا يجوز وغير مسموح بأن تمتنع عن ممارسة العلاقة الجنسية مع زوجها إلا في حالات معينة فقط وتلك الحالات كالآتي: الحيض أو النفاس.
يعد نفور الزوجة من زوجها معصية وإثم عند الله – سبحانه وتعالى –ويجب على المرأة اتباع أحكام الشريعة وأن تقوم بإعطاء زوجها حقه من ممارسة الجماع معه حتى وإن كانت غاضبة، وبذلك سيكون لها ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى
لكن كما على المرأة أن تؤدي حقوق زوجها، فيجب عليه أيضًا أن يقوم بمعاملتها بلطف وأن يتوصلوا لحل الخلافات بطريقة عقلانية دون اللجوء لأخذ الحقوق باتباع وسائل العنف والقهر.
اقرأ أيضًا: ما هو الخلع وما هي شروطه؟ وما حكم طلب الخلع وأركانه
حكم نوم الزوجة بعيدًا عن زوجها
تكميلًا للحديث عن حكم نفور الزوجة من زوجها، فعند وجود مشاكل ونزاعات بين الزوجين، تقوم أغلب النساء بمغادرة الغرفة والنوم بعيد عن زوجها.
العلماء لم يتفقوا على رأى واحد وقد اختلفوا حول حكم نفور الزوجة من زوجها، حيث قالوا كل منهم الآتي:
أتفق كثير من الفقهاء أن المرأة لا يجوز أن تقوم بمغادرة الفراش في حالة النزاعات والخلافات وأن ذلك سيزيد من حجم المشاكل والبعد بينها وبين زوجها.
قال الإمام النووي أن المرأة لا يصح أن تنام قبل زوجها وخاصةً إن كان ليس على وفاق معها، بل يجب عليها أن تراضيه وتجعله سعيدًا وراضي قبل أن تنام.
أيضًا يوضع على عاتق الزوج أن يفعل كل ما بوسعه حتى يستطيع إرضاء زوجته وحمايتها وتلبية احتياجاتها وإسعادها، أي وجب على الزوج والزوجة أن يتخطوا جميع الخلافات الواقعة بينهم وأن يتسامحوا ليزيد بينهم روابط المحبة والمودة.
هناك دليل قوي ذكره النبي – صلى الله عليه وسلم- في أحد الأحاديث ويشمل معنى تلك الحديث صفات المرأة التي تكون من أهل الجنة وتلك الصفات كالآتي:
- المرأة المتحببة إلى زوجها وتفيض عليه بمشاعر الحب الصدق والمودة والرحمة.
- المرأة الصالحة كثيرة الذرية أي كثيرة الولادة.
- المرأة التي تعود على زوجها بالنفع.
- المرأة التي تُراضي زوجها إن غضب لأي سبب، التي لا تنام قبل أن ترضيه وتسعده حتى وإن كانت تتعرض لظلم من حيث قلة المال أو ظلم زوجها لها من حيث تلبية الاحتياجات.
هناك بعض الحالات التي يسمح فيها للمرأة أن تغادر الغرفة ولكن قليلًا من وقت وتلك الحالة إذا كانت حجم الخلافات كبيرة والطرفين في حالة غضب شديدة، لذا فيسمح في تلك الحالة أن تغادر الفراش حتى يهدأ الزوج وتصفى الخلافات، ولكن إن طلب منها زوجها العودة يجب عليها إطاعة أوامره.
في حالة رفض المرأة أن تأتي إلى الفراش، تكون ناشزة آثمة ويجب على الزوج اتباع أوامر الشرع من ضوابط وأحكام للتعامل مع الزوجة من هجر الفراش أو الضرب الخفيف الغير مؤذي.
اقرأ أيضًا: ما حكم المرأة التي ترفع صوتها على زوجها وتتطاول عليه بالكلام
حكم نفور الزوجة عن الفراش بسبب سوء معاملة الزوج
المرأة العاقلة الصالحة هي القادرة على إعطاء الزوج حقوقه وتلبية احتياجاته دون وجود مشاكل أو أضرار ومن تمتنع عن فعل ذلك فلقد لعنها الله – عز وجل – وملائكته، تبعًا لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -” إذا باتَتِ المرأةُ هاجرةً فِراشَ زَوجِها؛ لَعَنتْها الملائكةُ حتَّى تُصبحَ“
الراوي: أبو هريرة | خلاصة حكم الحديث: صحيح.
من خلال ذلك الحديث فيجب على المرأة الامتثال لأوامر الله – عز وجل- ولا تقوم بهجر الفراش حتى لا يغضب الله عليها.
أتفق علماء الأمة على أن المرأة التي تقوم بهجر فرشها والنفور من زوجها وعدم إطاعته تكون آثمة ويجب عليها أن تستغفر الله كثيرًا وتطلب منه المغفرة على فعل ذلك الأمر السيء.
في حالة إن امتنعت المرأة عن زوجها، يجب عليها الذهاب له وطلب العفو والسماح منه على ما ارتكبته من خطأ كبير في حقه.
وصف كبار الفقهاء أن المرأة التي تعصي أوامر زوجها وترفض معاشرته من غير وجود عذر شرعي يسمح بذلك بأنها ناشزة آثمة، ولا يجب أن تأخذ نفقة وأموال من زوجها بسبب فعلتها تلك التي حذر منها النبي – صلى الله عليه وسلم -.
تبعًا لقول الله – سبحانه وتعالى-: “ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا(35)” سورة النساء.
الأعذار الشرعية المانعة لتلبية رغبة الزوج
هناك بعض الحالات التي يسمح فيها برفض دعوة الزوج للفراش، وتلك الحالات تتمثل في الآتي:
- إن كانت المرأة في حالة الطمث أو النفاس.
- إن كانت المرأة مريضة أو صائمة صيام فرض.
يجب على الزوج أن يعامل زوجته معاملة حسنة تقوم على المودة والرحمة وأن يتغاضى عن المشكلات وأن يعاشر زوجته بالمعروف وبطريقة صحيحة دون سباب أو استخدام العنف.
اقرأ أيضًا: كم يوم يستطيع الزوج البعد عن زوجته
حقوق الزوج على زوجته
بعد الحديث عن حكم نفور الزوجة من زوجها، فقد فضل الله –سبحانه وتعالى- حقوق الزوج على الزوجة وذلك تبعًا لقول تعالى:
“وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ” [البقرة: 228].
أيضًا ذكر الرسول –صلى الله عليه وسلم- ذلك في حديث شريف، فقال –صلى الله عليه وسلم- ” لو كنتُ أمِرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجِها“
الراوي: أبو هريرة ومعاذ بن جبل وبريدة الأسلمي | خلاصة حكم الحديث: صحيح
من خلال ما سبق فيجب أن تكون المرأة على دراية كاملة بوجوب تلبية احتياجات الزوج وعدم النفور من حاجاته إليها في الفراش لأن ذلك يعد من العبادات التي تجعلها تنول لثواب ورضا الله –عز وجل- وتكون من أهل الجنة.
يجب على المرأة الصالحة أن تحافظ على زوجها وعلى أمواله وأن تقوم بإرضائه في حالة غضبه.
يجب على الزوجة أن تستأذن زوجها إن رغبت في الصوم أثناء وجوده معها (يجب ذلك في حالة صوم التطوع أما صوم الفرض فلا)
لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ
الراوي: أبو هريرة| خلاصة حكم الحديث: [صحيح]
الزواج هو إقامة حياة جديدة بين الزوج والزوجة، يجب عليهما وضع قواعد لاحترام أداء الواجبات وإعطاء الحقوق كاملًا، وعدم افتعال خلافات تؤذي الطرفين، وألا تنفر الزوجة من زوجها لأي سبب غير المسموح به.