حكم الحلف على المصحف كذبًا من أجل إتمام الزواج
حكم الحلف على المصحف كذبًا من أجل إتمام الزواج يعد من الأمور التي يقع فيها بعض الأشخاص، فحلفان المسلمين على المصحف من الأمور المستحدثة التي لم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عهد التابعين له، لذا من خلال منصة وميض يمكن التعرف على حكم من يحلف على المصحف بالكذب وكيفية عن ذلك.
حكم الحلف على المصحف كذبًا من أجل إتمام الزواج
الحلف والقسم لا يصلحان إلا بالله تعالى أو بصفة من صفاته، ويقوم بذلك بعض الناس من باب التشديد ليخاف الحالف أن يكذب في قوله، فالحلف على المصحف شيء لا أصل له وعلى المسلم أن يحرص على عدم الكذب سواء كان بالحلف على المصحف أو غيره.
كما أن ذلك التصرف لا يعود إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقم به ولم يقوموا به التابعين له، فهو بدعة مستحدثة من أهل العلم، ويفعله بعض الناس تغليظًا وزيادة تأكيد، فالحلف بالله كذبًا محرم وإذا انضم إليه بالله تعالى على المصحف كان أشد تحريمًا.
بالإضافة إلى أنه يعتبر الاستهانة باليمين أثم عظيم كمن قال الله فيهم “ويحلفون على الكذب وهم يعلمون”، كما يشير حكم الحلف على المصحف كذبًا من أجل إتمام الزواج إلى يمين غموس يغمس صاحبه في النار ومن فعل ذلك الإثم فعليه أن يتوب إلى الله من هذا الذنب الذي فعله، والتوبة تكون بالندم وعدم العودة إليه مرة أخرى.
كما يعتبر الكذب بشكل عام هو سلوك غير أخلاقي ولا يتماشى إطلاقًا مع أحكام الدين الإسلامي الحنيف، كما أن له عواقب كارثية ستنال الكاذب عاجلًا أو أجلًا سواء في الدنيا أو في الأخرة، فنهانا الله عز وجل عن الكذب ولعن الكاذبين في كتابه الكريم.
كما أكد على ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روى عبد الله بن مسعود أنه قال: (عليْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).
كما أكد علماء الدين أن حكم الحلف على المصحف كذبًا من أجل إتمام الزواج أو من أجل أيًا من الأمور مهما كانت.. يكون حنث في اليمين وعليه تكفير ذلك، كما يصنف من أنواع اليمين الغموس وهو يغمس صاحبه في النار، لذا عليه التكفير عن ذنبه.
اقرأ أيضًا: حكم من قال لزوجته تحرمين علي لو فعلت كذا
ما عقوبة الحلف على الله؟ وما يجب أن يفعله المسلم؟
أصبح الناس يتهاونون في أيمانهم، فترى الإنسان قد حلف على كل شيء دون أن يكون الأمر يستحق بل تجاوز الأمر إلى حد الحلف على المصحف كذبًا من أجل
إتمام الزواج ، فعلى المسلم أن يعرف أن الأمر ليس بهين أبدًا و أن اليمين عهد و ميثاق سيسأل عنه يوم القيامة لذلك لا يجب الاستهانة به .
فمن حكم الحلف على المصحف كذبًا من أجل إتمام الزواج وحنث بيمينه تجب عليه الكفارة وهي تعنى الستر وسميت بذلك لأنها تكفر الذنوب والخطايا أي تسترها وتأتى على عدة صور منها إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فأن لم يستطع فعليه صيام ثلاثة أيام فقال الله تعالى: – (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذألك كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ)، حيث يمكن بيان كما يمكن للمسلم فعله عن الحلفان بالكذب، وهو كالتالي:
1- إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم
ذهب الفقهاء على أن الحالف عليه إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله، بمعنى أن يكون طعامًا مشبعًا بحيث يعطى كل مسكين نصف صاع من غالب طعام بلده والصاع هو ما بقارب ثلاثة كيلوغرامات كالأرز والقمح أو غيره أو أن يعطيهم ما يكفيهم قوت ليلة،
فيجوز إطعامهم مرة واحدة حيث قال الله تعالى -: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ)، أما الكسوة فتعددت أراء الفقهاء فذهب بعضهم إلى أنها تقدر بما تصح به الصلاة من الثياب، وذهب البعض الأخر أنها تقدر بما يصلح لعامة الناس ولا يشترط أن يكون جديدًا ولكن يجب أن يكون ساترًا لكل الجسم أو ما يعتاد لبسه كقميص أو عمامة أو رداء وللمرأة ثوبُا فضفاضًا وخمارًا.
بالإضافة إلى أنه يجوز في حكم الحلف على المصحف كذبًا من أجل إتمام الزواج إخراج قيمة كفارة اليمين مالًا بدلًا من الكسوة أو الإطعام بقيمة تماثلهما وذلك إذا رأى الحالف الذي لزمته الكفارة أن في دفع القيمة مصلحة متحققة للفقير نفعًا، ولكن ينتبه الحالف أن قيمة الكسوة تختلف باختلاف الزمان والمكان.
اختلفت أيضًا أراء علماء المذاهب الفقهية في مسألة دفع الكفارة لمسكين واحد، فأجازها بعضهم بشرط ألا تعطى للفقير دفعة واحدة في يوم واحد، وذهب آخرون إلى عدم جواز ذلك وقوفًا عند نص الآية الكريمة التي أشارت إلى إعطاء عشرة مساكين.
اقرأ أيضًا: ما هو اليمين الغموس و كفارته ومشروعيه
2- تحرير رقبة
يقصد بها هو تحرير العبد الذي لا يملك نفسه ولا يمكنه التصرف بكامل إرادته، فقد جعل الله تعالى تحرير الرقاب كفارة للعديد من الأمور مثل الظهار والقتل والحنث في الأيمان، ويرى بعض الفقهاء أنه يشترط في صحة أعتاق الرقبة أن تكون مؤمنة في حين يرى البعض الأخر أن تكون ذميه وهذه كانت ممكنة قديمًا أما في وقتنا الحالي فلا يوجد عبيد.
اقرأ أيضًا: عقوبة حلف اليمين الكاذب في المحكمة
3- صيام ثلاثة أيام
فإذا لم يستطع الحالف أن يكفر عن يمينه بالإطعام أو الكسوة أو تحرير رقبة فيجوز له صيام ثلاثة أيام، وتعددت أقوال العلماء حول مسألة تتابع أيام الصيام فيرى بعضهم أنه لا يشترط التتابع في الصيام لأن الآية جاءت على الإطلاق فيقول الله تعالى في كتابه (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)، أما البعض الأخر فاشترطوا التتابع في أيام الصيام.
إذا كرر حنث المسلم في حلفانه فعليه أن يقوم بالتكفير عن كل يمين قام به وليس إخراج كفارة واحدة بشكل عام.