حكم قراءة الفاتحة على الميت
حكم قراءة الفاتحة على الميت سوف يتم التعرف عليه من خلال عرض جميع آراء الفقهاء الذين أفتوا في هذا الحكم، من أجل التعرف على ما إذا كان الذي يمارسه الناس من عادات صحيحة أم خاطئة، ومن خلال منصة وميض سوف يتم التعرف على حكم قراءة الفاتحة على الميت بطريقة أكثر وضوحًا.
حكم قراءة الفاتحة على الميت
هذا الحكم يختلف به الكثير من العلماء، من حيث إذا كانت القراءة عند قبر الميت أم في أي وقت تم تذكر الميت به، والبدعة في هذا الأمر تكمن فيمن يقوم بقراءتها عند قبر الميت من أجل أن يسمعها، حيث إن هذا الأمر لا فائدة منه لأن الميت لا يستمع.
لا يتبقى من الميت سوى الأعمال الصالحة، والصدقة الجارية، وعلمه، ولم يُذكر سمعه، بناءً على الحديث الشريف “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له“.
أما في حال أن يقوم الشخص بقراءة الفاتحة من أجل أن يهب ثوابها للميت ففي هذه الحالة يكون الحكم بشكل آخر، فقد اختلف العلماء في هذا الأمر، وقالوا إن:
- هناك من قالوا إن قراءة الفاتحة وما غيرها من القرآن الكريم ويتم وهبه إلى الميت يُنتفع به الميت.
- هناك آخرين يرون أن الثواب يصل إلى الميت من خلال الأعمال الأخرى البدينة التي يتم إهدائها للميت وليس القرآن فقط.
كان رأي مذهب الحنابلة والحنفية في أمر قراءة الفاتحة وغيرها من السور القرآنية ووهبها للميت أنه جائز، وقال ابن عابدين أنه لا فرق في أن يكون الموهوب له العمل ميت أو حي، ولا فرق بين النية في وهب الفعل للغير أو أن يكون الفعل للذات ثم يتم وهب الثواب للغير.
لكن في جميع الأحوال رغم إجازة قراءة الفاتحة على الميت بأن بها ثواب، فمن الأفضل أن يتم عمل صدقة جارية على الميت لأن ثوابها يكون أكبر ويكون مستمر.
اقرأ أيضًا:هل الميت يرى أهله في الدنيا، ومتى يراهم، ومتى يحجب عنهم؟
حكم قراءة الفاتحة على الميت ابن باز
قال ابن باز في هذا الحكم أنه ليس لقراءة القرآن على الميت أصل، ولا وجود لشرع يُتيح قراءة الفاتحة أو غيرها من سور القرآن، حيث إنه استشهد بالحديث الذي قمنا بذكره.
حيث إنه ما ينتفع به الميت الصدقة الجارية، أو علم تركه للأجيال القادمة بعده ينتفعون به، أو كتب قام بتأليفها، أو كتب قام بتوزيعها على الناس واستطاعوا الاستفادة منها، أو عمارة ينتفع بها الناس ويقومون بالسكن بها أو تأجيرها، بشرط أن أجرها يتم صرفه فيما ينتفع به الناس.
أو يصل إلى الميت الثواب من خلال مسجد قام بتعميره قبل وفاته، أو بناء مسجد ووهب الثواب له، أو عمل مشاريع خيرية، أو من خلال الولد الصالح الذي يقوم بالدعاء له، قال تعالى:
(يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ) [سورة النساء، الآية 11].
فمعنى القول في الحديث الشريف ولد صالح يجوز أن يكون ذكر او أنثى، أي لم يخصص الذكر فقط، ويذهب ثواب الدعاء أيضًا من الأنثى إلى الميت.
أما عن قراءة الفاتحة فهي ليست مشروعة على أساس ما قاله ابن باز، ولا يجوز قراءة الفاتحة أو غيرها من القرآن للميت، وهذا هو الصواب، وقدم ابن باز هذا القول على الرغم من أن العديد من العلماء يقولون إن الثواب يلحق الميت.
اقرأ أيضًا: لماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر
حكم قراءة الفاتحة على الميت ابن عثيمين
قال الشيخ ابن عثيمين في حكم قراءة الفاتحة على الميت أن خير الكلام ما ذُكر بكتاب الله سبحانه وتعالى، والهدى يكمن خيره فيما هدانا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما الأمور الشر محدثاتها، والمحدثة بدعة والبدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، حيث قال إنه إذا تم تطبيق هذه العادة التي يتبعها جميع الناس وهي قراءة سورة الفاتحة على الميت بعد دفنه، أو قبل دفنه، على ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم سوف نجد أنها بدعة.
استشهد على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “اقرءوا على موتاكم يس” ويُقصد بالقراءة هنا ليست القراءة التي تتم بعد الموت، وإنما عندما يحضره الأجل.
كما أنه استشهد ايضًا بالحديث الشريف الي تم به ذكر أن الميت ينقطع عمله إلا من الصدقة الجارية، والعمل الصالح، والولد الذي يدعو له، وقال إن الأفضل الدعاء بالمغفرة والرحمة من قراءة سورة الفاتحة.
اقرأ أيضًا: هل يعذب الميت بسبب الدين
حكم قراءة سورة الفاتحة على الميت بعد دفنه
أجمع الكثير من العلماء على أن قراءة الفاتحة على قبر الميت من أجل أن يسمعها لا داعي لها، ولا ثواب بها، ولا يوجد شرع يُثبت هذا العمل.
نصح العلماء في هذه الحالة بأن يتم الدعاء للميت أفضل بأن يتسع قبره، ويتجاوز الله عن سيئاته، ويدعو له بالرحمة والمغفرة، ويدعو له بنور القبر، وأن يدخل الجنة، ويُحرم جسده على النار.
يجب على كل مسلم أن يفعل ما بوسعه من أعمال خير في الدنيا وفي حياته، لأنه قد لا يجد ما يفعل عنه الخير في مماته، وأن يتقي الله فيما يفعله، فالموت قريب وآتٍ.