حكم ممارسة العادة للمتزوجة
حكم ممارسة العادة للمتزوجة من الأحكام الدينية التي ينبغي على الزوجة أن تكون ملمة بها، حتى لا تكون آثمة في حق الله وحق نفسها وهي لا تعلم جرم ما تفعله، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على حكم الدين في حالة إن كانت المرأة متزوجة وتمارس العادة السرية، وذلك عبر السطور التالية.
حكم ممارسة العادة للمتزوجة
من المتعارف عليه أن ممارسة العادة السرية من الأمور غير الحسنة، كونها إخلال بقواعد العلاقة الحميمة الشرعية التي أحلها الله عز وجل بين الزوجين، حتى وإن لم يرد في ذلك النص القرآني، فإن الله عز وجل وهبنا العقل الذي نميز به الحلال من المحرمات.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه النعمان بن البشير:
“ الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ وبينَهُما مشتَبِهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ منَ النَّاسِ فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرَأ لدينِهِ وعِرضِهِ ومن وقعَ في الشُّبُهاتِ وقعَ في الحرامِ كالرَّاعي حولَ الحِمى يوشِكُ أن يرتَعَ فيهِ ألا وإنَّ لِكُلِّ ملِكٍ حِمَى ألا وإنَّ حِمَى اللَّهِ محارمُهُ ألا وإنَّ في الجسَدِ مُضغةً إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسَدُ كلُّهُ وإذا فسَدَت فسَدَ الجسَدُ كلُّهُ ألا وَهيَ القَلبُ” (صحيح).
لذا فإن العادة لا محالة محرمة، إلا أنه في حالة أن تكون المرأة متزوجة، فإن الأمر من شأنه أن يتضاعف، كونها لديها من يقوم بسد حاجتها الحميمة، وبذلك تكون قد خرجت عن الامتثال لقول الله تعالى في سورة المؤمنون الآية رقم 5:” والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون“.
لذا فعليها أن تتوب إلى الله التوبة النصوح وتقلع عن ذلك الفعل، والذي من شأنه أن يكون سببًا في حملها الكثير من الذنوب التي من الممكن أن تؤدي إلى أن يكون مأواها جهنم وبئس المصير، ذلك إن كانت على علم بجرم ما تفعل، لكنها ما زالت تقوم به.
اقرأ أيضًا: حكم نزول الدم بعد سن الخمسين
أسباب ممارسة المتزوجة للعادة
بعد أن تعرفنا على حكم ممارسة العادة للمتزوجة من الضروري أن نسلط الضوء على الأسباب التي تؤدي بها إلى ذلك، والتي سنتعرف عليها سويًا من خلال ما يلي:
1- انشغال الزوج
من الأمور التي من شأنها أن تدفع المرأة إلى أن تمارس العادة على الرغم من أنها متزوجة، أن يكون الزوج غير مهتم بممارسة العلاقة الحميمة، على أن تكون زوجته من محبات ذلك الأمر، ففي تلك الحالة تشعر أنه لا سبيل لها سوى ممارسة العادة.
إلا أن ذلك التفكير من شأنه أن يكون خطأً، فهي من الممكن أن تتحدث إلى زوجها في الأمر دون حياء، فهي تزوجته من أجل أن يعفها، لا لينشغل عنها مما يدفعها إلى ممارسة تلك العادة التي من شأنها أن تلحق بها الكثير من الأضرار، علاوة على الذنوب التي تحصل عليها من ممارستها.
2- هجر الزوج
شرع الله عز وجل للرجل أن يهجر زوجته في حال معاقبته لها بعد أن وعظها مرارًا وتكرارًا دون جدوى، فقد قال الله عز وجل من خلال الآية رقم 34 من سورة النساء:
” وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.
إلا أنه من الضروري أن يقوم الرجل بالعفو عن المرأة إن اعتذرت منه، على ألا تعود إلى تلك الأفعال التي أغضبته مرة أخرى، حيث إن تأخر الرجل عن مجامعة زوجته بعد الهجر من الأمور التي قد تكون سببًا في أن تلجأ إلى تلك العادة السيئة.
اقرأ أيضًا: حكم العادة السرية في رمضان
3- إدمان الزوجة ممارسة العادة
من الممكن أن تكون الزوجة من النساء اللاتي كن يمارسن تلك العادة قبل الزواج إلى أن اعتدن عليها، ففي تلك الحالة تسعر أنه لا يمكنها أن تتفاعل مع الزوج وتصل إلى أقصى مراحل الاستمتاع كما تصل إليها في العادة السرية.
إلا أنها في تلك الحالة من الضروري أن تنقطع عن ممارستها، حتى يكون لها النصيب الوافر في الاستمتاع بما أحله الله لها.
4- زيادة أيام الحيض
إن كانت المرأة من النساء اللواتي لهن الخصوبة العالية، فمن شأنها أن تشعر أنها بحاجة إلى ممارسة تلك العادة أثناء الحيض كونه يستمر عدة أيام، لا يمكنها فيهم أن تتوقف عن التفكير الحميمي.
ففي تلك الحالة عليها أن تنشغل بذكر الله، حتى لا تقع في أضرار لا حصر لها إن مارست تلك العادة أثناء الحيض، علاوة على الذنوب التي سوف تحصل عليها، كون الأمر برمته محرم كما رأينا في حكم ممارسة العادة للمتزوجة.
5- مرض الزوج
أيضًا من الأسباب التي قد تدفع الزوجة إلى ممارسة العادة، أن يكون زوجها مريضًا غير قادر على جماعها، ففي تلك الحالة لديها خيارين كلاهما أحله الله عز وجل، أفضل من أن تقع في إثم العادة السرية.
هما إما أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله وتدعوه أن يمن على زوجها بالشفاء، أو تطلب الطلاق من أجل أن تتزوج من رجل آخر من شأنه أن يقوم بعفتها من ذلك الأمر، ولا تأثم في ذلك.
6- كراهية المرأة للزوج
أيضًا من الأشياء الدافعة لممارسة العادة للزوجة، والتي كان من الضروري أن نسلط الضوء عليها من خلال التعرف على حكم ممارسة العادة للمتزوجة، هو أن تكون الزوجة نافرة من زوجها، إما أن يكون ذلك بسبب عدم حبها له.
أو أن يكون غير مهتم بنظافته الشخصية أو أنه يمارس الأشياء التي تبغضها في العلاقة الحميمة، كما أنه غير قادر على إيصالها لدرجة الاستمتاع التي تود أن تصل إليها.
في تلك الحالة من الضروري أن تتحدث معه في تلك الأمور، حتى ينصلح أمر العلاقة الحميمة وتبتعد المرأة عن ممارسة تلك العادة.
اقرأ أيضًا: حكم فعل الزوج للعادة السرية
7- سفر الزوج
على الرغم من أن حكم ممارسة العادة للمتزوجة جاء رادعًا، إلا أنه في حالة سفر الزوج، وخوف المرأة من أن تقع في الفحشاء كونها تحتاج إلى ممارسة العلاقة الحميمة، فإن أهل العلم قد أجازوا لها ممارسة العادة، إلا أن الأمر اقتضى أن يكون هناك ضوابط لذلك، والتي تتشكل فيما يلي:
- أن يكون الدافع في المقام الأول، هو خوفها من الوقوع في الفحشاء والعياذ بالله.
- ألا تقوم بمشاهدة الأفلاح الإباحية من أجل استثارة ذاتها، فهي بذلك تحمل نفسها الكثير من الذنوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” العين تزني، والقلب يزني؛ فزنا العين النظر، وزنا القلب التمني، والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه” (صحيح) رواه أبو هريرة.
- ألا تمارسها بشكل دائم كونها تستغل أن دين الإسلام دين يسر وليس عسر.
دين الإسلام من شأنه أن يحافظ على المرأة من الوقوع في أي من المعاصي إن امتثلت إلى أوامر الله وأحكامه التي تضمن لها الجنة، وعفتها وطهارتها كما رأينا في حكم ممارسة العادة للمتزوجة