حكم العادة السرية في رمضان
حكم العادة السرية في رمضان تُعد من أهم الأمور التي يجب أن يعرفها الإنسان، حيث إن هناك الكثير ممن يقعون فريسة لوسوسة الشياطين، ووسوسة أنفسهم باستهانة الذنب، لذا ومن خلال منصة وميض سوف يتم عرض حكم العادة السرية في رمضان، مع عرض الطرق التي يمكن أن يتم تجنب ممارستها بها.
حكم العادة السرية في رمضان
يوجد العديد من الأشخاص الذين يعرفون أن إيمانهم في قلوبهم بالله ضعيف ويستهينون بفعل الذنوب والمعاصي، وممارسة العادة السرية في نهار رمضان قد تكون ضمن تلك الذنوب التي يستهين بها الإنسان، وما يُصبر نفسه بقوله حينها من أجل إرضاء شهوته هو لأنه سوف يصوم هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان.
لكن التعمد ليس به مغفرة، وقصد قلة الإيمان لم يكن بها مغفرة، لذا فإنه من خلال تلك الفقرة سوف يتم عرض حكم العادة السرية في رمضان، والتي سوف توضح الكثير من الحقائق بناءً على فتوى الأزهر الشريف، والتي قد يكون الكثير من الأشخاص في ضلال عنها.
بعد أن تم طرح سؤال هل يمكن ممارسة العادة السرية في شهر رمضان على الكثير من شيوخ الأزهر، كانت إجابتهم واضحة وصريحة أمام الجميع، والتي قد يكون المسلم على علم بها ولكنه يُضلل نفسه لإرضاء شهوته، وهي لا يجوز ممارسة العادة السرية في شهر رمضان، ولا غير شهر رمضان فهي مُحرمة على المؤمن في جميع الأوقات.
من هنا عزيزي القارئ يا من مَنَّ الله سبحانه وتعالى عليك بالإيمان، يجب عليك أن تتخذ الوقفة الصحيحة مع قراراتك وأفعالك الخاطئة، ولا تُبيح لنفسك ارتكاب المعاصي في أوقات والتوقف عنها في أوقات أخرى، ويجب عليك أن تستغل الشهر الفضيل في الحد من تلك العادة السيئة وأن تعتاد على عدم وجودها بحياتك.
فممارستك العادة السرية في نهار رمضان انتهاك لحرمة الشهر العظيم الذي جعله الله للعبادة والتقرب منه وترك المعاصي والشهوات من أجله.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل وهل يفسد الصيام
الدليل القرآني والسُني لحكم ممارسة العادة السرية في شهر رمضان
استدل الشيوخ فيما ردوا به من توضيح هذا الحكم على القرآن الكريم، وهذا ما اتضح مما قاموا بتقديمه من آيات قرآنية تُثبت صحة أقوالهم، وكان الاستشهاد بقوله تعالى:
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [سورة المؤمنون، الآية 5 ـ 7].
كان التحريم فيما ذكروه من حكم العادة السرية في رمضان قائمًا على هذا الأساس وهو دليل كافٍ، ويكفي قول الله تعالى وذكره الآيات التي توضح للمسلمين أعمالهم إذا كانت صحيحة أم خاطئة.
فلم يبح الله سبحانه وتعالى للرجل أمر الاستمتاع إلا في حدود الزوجة أو الأمة، ومن يفعل سوى ذلك يكون اعتداء منه، والحرمانية كانت مُبررة هنا بالتخيلات التي يكون بها الرجل من جماعه لامرأة لا تخصه ولا يعرفها سوى أنه أُعجب بجسدها وجامعها بتخيلاته وبناءً عليه يُمارس تلك العادة، وهذا الفعل من المحرمات.
لا تستهين عزيزي القارئ بالتخيلات، فهي من الذنوب العظيمة التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، والتي تُصنف ضمن زنا العينين، فالعين تزني مثلها مثل اللسان تمامًا الذي ينطق بالكلمات التي تدل على الزنا.
هذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: ” إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه” [الراوي أبو هريرة، المحدث مسلم].
النوم على جنابة في السنة
هناك من يحل لنفسه أن يقوم بممارسة العادة السرية بعد فطور يوم رمضان، ويصبح صائمًا، فهل هذا الأمر متاحًا له؟ أم أن هذا الفعل غير صحيح؟
هناك حديث شريف أوضح للمسلمين حكم الإسلام بهذا الأمر، وما إذا كان فعله صحيح ام لا، وما إذا كان صيامه جائزًا أم أنه يفعل شيء مُحرم يُبطل صيام اليوم التالي له؟ هذا ما سوف نوضحه لكم من خلال عرض الحديث النبوي الشريف في السطور التالية، وهو:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصبحُ جُنُبًا مِن جِماع، ثم يَغْتَسِل ويَصُوم” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث السابق يؤكد على عدم جواز الصيام على جنابة، ولكن يُمكن للمسلم أن يغتسل، مما فعله بمجرد استيقاظه في اليوم التالي ويُكمل صيامه وصلاته.
اقرأ أيضًا: حكم الخيال الجنسي لغير المتزوجين
رأي شيوخ دار الإفتاء في حكم ممارسة العادة السرية في نهار رمضان
قال شيوخ دار الإفتاء في حكم العادة السرية في رمضان إن الأصل في الصيام للمؤمن هو الحال الذي يكون عليه وقت صيامه، والطاعات التي يتقرب بها العبد من ربه، واجتنابه لفعل الأمور المحرمة.
تشمل الأمور المُحرمة تخيل المسلم للفواحش والأمور السيئة، والنظر على الصور القبيحة، وعدم غض البصر وقت الصيام، فإذا فعل المسلم ذلك فلا صيام له، أما إذا تجنب فعل تلك المحرمات فقد تحقق صيامه.
كما أنهم قالوا إن الاستمناء عندما يحدث في نهار رمضان باليد فهو إفطار للصائم ولا خلاف في الحكم على هذا الأمر، أما من يقوم بالاستمناء دون ملامسة أو احتكاك ويكون من خلال النظر على صورة بشهوة فقط، فلا إفطار له، ولكن يجب عليه أن يستغفر ويتوب عن هذا الإثم العظيم ويجب عليه أن ينوي التوبة بعدها.
ما يجب فعله عند ممارسة العادة السرية
ذكرت دار الإفتاء العقوبة الواقعة على الشخص الذي يفعل الاستمناء في نهار رمضان أو ليالي رمضان فهي ذات إثم عظيم، وقد قاموا بتعميم ذلك الإثم على جميع الأيام، ولكن من يفعلها في رمضان فعليه القضاء.
سوف نوضح لكم من خلال النقاط التالية في إطار عرض حكم العادة السرية في رمضان ما تم ذكره عن تلك العادة لمن قام بفعلها وما يجب عليه فعله بعد فعلها، وما تم ذكره كان كالآتي:
- لا فرق بين حرمانية العادة السرية بين الرجل والمرأة فكلاهما واقع عليهما الذنب.
- من يفعلها يجب عليه أن يتوب عما فعل ويعزم على أمر تركها.
- يجب على من يفعلها أن يندم على ما فعل لكي يغفر الله له فعلته القبيحة.
- يجب على من فعلها الاغتسال فور فعلها والتطهر منها.
- الندم على التفريط في حق الله والرجوع عنه.
اقرأ أيضًا: حكم مداعبة المرأة الغير متزوجة نفسها
علاج العادة السرية
الله سبحانه وتعالى يعلم أن المؤمن ضعيف، وجميعنا قد خلقنا الله لكي نخطئ ونتعلم من أخطائنا، فمن يخطئ عليه بإصلاح ما فعله، وعليه بالتوبة عن الخطأ الذي ارتكبه، والله غفور رحيم.
لكن من عليه اللوم في هذا الأمر، هو من يعلم بعِظم الذنب ويستمر في فعله، ولا يندم على من فعله، فهذا الشخص عقابه عسير عند الله، وما سوف نعرضه لكم في هذه الفقرة سوف يوضح لمن يُريد التوبة كيف يمكنه أن يتوب وكيف يعالج نفسه من هذا الإثم العظيم، وهذا ما كره شيوخ دار الإفتاء من أجل إصلاح أحوال البشرية.
إذا اتبعت ما سوف نقوم بتقديمه لكَ في النقاط التالية سوف تكون في غنى عن معرفة حكم العادة السرية في رمضان، لأنك سوف تتخلص منها سواءً كانت في رمضان أو في غير تلك الأيام المباركة، وعليك أن تفعل الآتي:
- الابتعاد عن الخلو بالنفس، والجلوس وحيدًا لفترات طويلة، ومن الأفضل عدم فعل ذلك نهائيًا.
- غض البصر، لأن نظرات العين من أكثر مسببات تلك العادة السرية عند الرجال.
- أيضًا للنساء يجب أن يغضضن أبصارهن من أجل التخلي عن هذا الفعل القبيح.
- الابتعاد عن مشاهدة المقاطع السيئة التي تُثير الشهوة.
- عند التفكير في أمور تدفع لتلك العادة محاولة إشغال النفس بأي شيء آخر والهروب بالجلوس مع مجموعة من الأفراد لإلهاء النفس وعدم ترك نفسك للتفكير في تلك الفواحش.
- الالتزام بمصاحبة الأشخاص الصالحين، والابتعاد عن الصحبة الفاسدة، فهي تدفع لفعل الأمور السيئة.
يجب على كل مُسلم الإقلاع عن فعل المحرمات، واحترام حرمة الشهر الكريم، والبُعد عما نهى الله عنه والالتزام بأوامره من أجل نيل جناته في الخُلد، فتلك الدُنيا زائلة ولا تستدعي التنازل عن نعيم الآخرة من أجلها.