حكم الزواج من أجل قضاء الشهوة فقط
حكم الزواج من أجل قضاء الشهوة فقط نص عليه أهل العلم بالتفصيل نظرًا لميل بعض الشباب نحو الزواج بغرض النكاح خشية من الفتنة دون معرفة ما إذا كان ذلك حلالًا أم حرامًا، فمن خلال منصة وميض سوف نعرض لكم حكم الزواج من أجل قضاء الشهوة فقط.
حكم الزواج من أجل قضاء الشهوة فقط
إن الزواج من أجل الشهوة فقط كان منتشرًا في الجاهلية، ولكن بعض الفرق الإسلامية لا سيما الشيعة اتخذوه أيضًا بهدف تحصين أنفسهم وحفظ دينهم، ولقد أطلق على هذا الزواج اسم زواج المتعة.
على الرغم من اقتصار زواج المتعة على الجاهلية والشيعة إلا أن في وقتنا الحالي اتجه العديد من الشباب إلى الرغبة في إحيائه مجددًا نظرًا لسعيهم في كبح ثورة شهوتهم الجنسية وعدم الانسياق ورائها.
فجميعنًا نعلم أننا أصبحنا في عالم مليء بالفتنة، ولكن التساؤل هنا ما هو حكم الزواج من أجل قضاء الشهوة فقط أي ما رأي الشريعة الإسلامية في زواج المتعة؟
فإن الشريعة الإسلامية أشارت إلى أن زواج المتعة الذي يقتضي الاستمتاع لمدة محددة ثم الطلاق لا يجوز بل إنه محرمًا ويعد باطلًا، فلقد نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عنه لأنه يخالف مقاصد الزواج.
اقرأ أيضًا: حكم الزواج من غير مسلمة
السبب وراء تحريم زواج المتعة
إن السبب وراء توضيح الشرع لحكم الزواج من أجل قضاء الشهوة فقط بأنه حرامًا هو أن الله عز وجل وضع عدة مقاصد للزواج، فزواج المتعة يحيد عن تلك المقاصد حيث إنه يقتصر على تفريغ الشهوة دون النظر إلى أهمية المحافظة على إنجاب الأبناء.
كما أنه يؤدي إلى إصابة المرأة بالضرر وشعورها بالامتهان والإذلال، فبالطبع الزوج من أجل قضاء الشهوة يجعل المرأة تشعر وكأنها بمثابة السلعة التي لا قيمة لها حيث تتنقل من زوج لآخر.
فلقد شبه بعض العلماء والفقهاء زواج المتعة بالزنا لاقتصاره على الاستمتاع، ومن الجدير بالذكر أنه في حالة حدوث الحمل والإنجاب، فإن الأبناء سوف يتشردون ويضيعون لعدم وجود الآباء معهم.
خلاصة القول الزواج الذي صرحه الإسلام أي الزواج الشرعي قائم على عقد نية الاستدامة والسعي في تكوين أسرة حسنة وإسلامية، مع الحفاظ على تربية الأبناء وتقويمهم وترسيخ المبادئ والقيم في أذهانهم.
لماذا أباح النبي محمد زواج المتعة ثم حرمه؟
نصت المذاهب الأربعة وكذلك الفقهاء على أنه لا جدال في حكم الزواج من أجل قضاء الشهوة فقط والذي نص على تحريم هذا الزواج، كما أنهم أوضحوا السبب وراء إباحة النبي – صلى الله عليه وسلم- له ثم عودته في تحريمه.
فإن السبب هو أنه في بداية الدعوة الإسلامية واجه المسلمون بعض الظروف القاسية لا سيما في فتح الغزوات والقيام بالجهاد في سبيل الله – عز وجل-، لهذا أذن لهم الرسول – صلى الله عليه وسلم- القيام بالزواج للاستمتاع.
لكنه اشترط بأن يكون ذلك في بعض الغزوات القاسية، ثم في يوم خيبر حرم ذلك الأمر إلى يوم القيامة، فلقد روى على بن أبي طالب قائلًا “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَومَ خَيْبَرَ، وعَنْ أكْلِ لُحُومِ الحُمُرِ الإنْسِيَّةِ“.
اقرأ أيضًا: حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب ومتى يسمح له بالزواج
أدلة من القرآن والسنة لتحريم زواج المتعة
استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم حكم الزواج من أجل قضاء الشهوة فقط، فإننا في السطور التالية سوف نوضح لكم أدلة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية تشير إلى تحريم زواج المتعة:
- قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)) [المؤمنون].
- روى سبرة بن معبد الجهني قائلًا “ قالَ ابنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي رَبِيعُ بنُ سَبْرَةَ الجُهَنِيُّ، أنَّ أَبَاهُ قالَ: قدْ كُنْتُ اسْتَمْتَعْتُ في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ امْرَأَةً مِن بَنِي عَامِرٍ ببُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ، ثُمَّ نَهَانَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ المُتْعَةِ“.
- عن سبرة بن معبد الجهني “ أَذِنَ لَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بالمُتْعَةِ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ إلى امْرَأَةٍ مِن بَنِي عَامِرٍ، كَأنَّهَا بَكْرَةٌ عَيْطَاءُ، فَعَرَضْنَا عَلَيْهَا أَنْفُسَنَا، فَقالَتْ: ما تُعْطِي؟ فَقُلتُ: رِدَائِي، وَقالَ صَاحِبِي: رِدَائِي، وَكانَ رِدَاءُ صَاحِبِي أَجْوَدَ مِن رِدَائِي، وَكُنْتُ أَشَبَّ منه، فَإِذَا نَظَرَتْ إلى رِدَاءِ صَاحِبِي أَعْجَبَهَا، وإذَا نَظَرَتْ إلَيَّ أَعْجَبْتُهَا، ثُمَّ قالَتْ: أَنْتَ وَرِدَاؤُكَ يَكْفِينِي، فَمَكَثْتُ معهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن كانَ عِنْدَهُ شيءٌ مِن هذِه النِّسَاءِ الَّتي يَتَمَتَّعُ، فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهَ“.
- قال سلمة بن الأكوع “ رَخَّصَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَامَ أَوْطَاسٍ، في المُتْعَةِ ثَلَاثًا، ثُمَّ نَهَى عَنْهَا“.
إن الزواج من أجل قضاء الشهوة والمتعة حرام شراعًا، لما فيه من امتهان للمرأة وإصابتها بالضرر، فإن الزواج الشرعي والمباح هو الزواج الذي يعتمد على الاستمرارية وبناء الأسرة الإسلامية وتربية الأبناء تربية صالحة.