حكم من سب الدين ثم صلى
حكم من سب الدين ثم صلى من الأحكام الهامة التي ينبغي على كل مسلم الإلمام بها، لاتقاء المحظورات الشرعية التي نهى الله عنها، وهو من الأمور غير الصحيحة على الإطلاق فهو بمثابة خروج عن الملة والعياذ بالله، لأهمية الأمر سوف نتعرف على حكم من سب الدين ثم صلى بشكل صحيح من خلال منصة وميض، عبر السطور التالية.
حكم من سب الدين ثم صلى
جاء دين الإسلام ونهى تمامًا عن التفحش سواء كان في القول أو الفعل، كما جاء رسول الله ونهى أيضًا عن الفحش والتفحش في الفعل والقول، وأظهر ألا تقوم الساعة حتى يتم انتشار التفحش والفحش.
لذلك يجب على كل مسلم لا يصدر منه إلا كل قول طيب أو أطيب الأفعال، وإذا فعل المسلم وتفحش في القول، يصدر عليه حكم فعل المحظورات الشرعية التي ينهي دين الإسلام نهائيًا.
يعد سب الدين من أنواع التفحش في القول، ولم يختلف العلماء في هذا الأمر على الإطلاق، حيث يرى العلماء أن من يسب الدين الإسلام أو الذات الإلهية سواء كانت بطريقة مباشرة عن طريق السب المباشر أو بطريقة غير مباشرة عن طريق الاستهانة بأحكام الدين الإسلام وأحكام الله وكتبه ودينه ورسله، إنما هو كافر خارج عن الدين الإسلامي.
لم يختلف علماء الإسلام مطلقا في هذا الأمر، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة، قوله تعالى: “ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين”.
من هنا فمن فعل هذا وسب الله ودينه، أو سب رسول الله أو استهزأ به، فهو بتأكيد خارج عن ملة الإسلام، وهذا ما أوضحه كلام الله في الآيات السابقة، ومن هذا نأتي إلى السؤال ما هو حكم من سب الدين ثم صلى؟ والإجابة تكون لا يقبل الصلاة لمن سب الدين عن قصد لأنه بالفعل خارج الدين الإسلام، ولم يتم قبول الصلاة إلا بعدة شروط حددها العلماء لمن يريد التوبة عن هذا الفعل.
اقرأ أيضًا: حكم الرجوع في الصلح
شروط صحة التوبة من سب الدين
تكون التوبة من سب الدين من خلال عدة خطوات، يجب أن يفعلها التائب حتى يقبل الله توبته، منها ما يلي:
- في بداية الأمر على التائب أن ينطق الشهادتين.
- الاستغفار إلى الله عز وجل عن ذلك الفعل.
- الصدق والإخلاص النية في التوبة.
- إكثار عمل الصالحات لكي يمحو السيئة الذي فعلها.
شروط قبول التوبة النصوح
لكي يتم قبول هذه التوب النصوح، عليه بفعل التالي:
- الندم التام على ما سبق فعله بالماضي، أي أن يضم الندم الحزن على فعل هذا الفعل وتأنيب ضميره على هذه المعصية.
- الإقلاع التام عن هذا الفعل السيئ، وتركها نهائيًا خوفًا من عذاب الله تعالى، وتعظيم وإجلال لله عز وجل.
- صدق النية في عدم العودة مجددًا لتلك المعصية.
قبول التوبة عند سب الدين
يختلف علماء الدين في أمر قبول توبة من سب الدين، حيث إنهم انقسموا إلى رأيين، هما:
- الرأي الأول: يرى علماء الدين أنه لا يتم قبول توبته، كما يتم الحكم عليه بالقتل لأنه يعد كافرًا مرتدًا عن الدين، كما لا يجوز أن يصلى عليه أيضًا، ولا تجوز عليه الدعوة بالرحمة، كما ألا يتم دفن الفرد في مقابر المسلمين.
- الرأي الآخر: أن الله يقبل توبة الفرد إذا صدق في توبته لله تعالى، وأقر بخطأ الفعل الكبير في حق الله وحق الدين وحق نفسه، ووصف الفرد الله بصفات التعظيم والإجلال والكمال وغيرها من صفات الله العظيمة.
حكم سب الدين عند الغضب
بعدما ذكرنا حكم من سب الدين ثم صلى، نذكر حكم سب الدين في حالة الغضب، حيث يرى العلماء حكم سب الدين هو أخذ حكم الردة، أي أن العاصي تتم معاقبته بالقتل إذا لم يرجع عن هذا الفعل ويتب عنه، وعلى الرغم من ذلك فقد قسم العلماء أحكام سب الدين في حالة الغضب إلى ثلاث مراحل مختلفين، وهي:
1- المرحلة الأولى
عند غضب الفرد إلى حد فقدان عقله، بحيث لا يمكنه التمييز، يأتي في حكم المجانين، أي لا يُأخذ على كلامه في هذه الحالة، ولا يصدر على سبه أو طلاقه أو يمينه أي حكم، ولا يُأخذ في الاعتبار من الأساس.
اقرأ أيضًا: حكم إخبار الزوج بخيانة زوجته
2- المرحلة الثانية
عند اشتداد الغضب على تفكير صاحبه، بحيث لا يستطيع التحكم في أفعاله، ويستولى الغضب على صحابة استيلاء تامًا، يأخذ في الحكم بأنه مجبر على هذا الفعل.
قد انقسم علماء الدين في هذا الأمر، بعضهم يرى أنه مدرك لِما يفعله فيقع عليه حكم سب الدين وهو الخروج عن ملة الإسلام، والبعض الآخر يرى أن يأتي تحت حكم من يفقد عقله ولا يتم الأخذ عليه كما الذي تحدثنا عنه في الحالة الأولى.
3- الحالة الثالثة
هو الغضب العادي الذي يسيطر على صاحبه، الذي لا يضيق الغضب على صاحبه، وكل ما يشعر به هو الغضب فقط، في هذه الحالة يتم أخذه بالواقي والمدرك للأمر، فيحكم عليه العلماء حكم سب الدين، وتقع عليه عقوبة السب للدين.
حكم سب الدين على الزوجين
جاء حكم من سب الدين ثم صلى على الرجل المتزوج فقد خرج عن الملة وبالتالي لم تعد زوجته محللة له، وتعتبر طالق منه لحين رجوعه عن هذا الفعل والتوبة إلى الله عز وجل، فإذا تاب الرجل عن الأمر قبل انقضاء عدة زوجته لا يحتاجون إلى انعقاد عقد زوج جديد.
لكن إذا لم يتب الرجل عن فعلته إلا بعد انقضاء عدة زوجته، فعلى الزوجين الزواج بعقد جديد، لأن الرجل الذي سب دينه يعد مرتدًا، ولا يصح وجود زواج قائم بين مرتدًا ومسلمة، فهذا لا يجوز في دين الإسلام.
هل سب الدين يسبب في نقض الوضوء؟
نعم، فإن سب الدين كما ذكرنا من قبل يخرج الفرد عن ملة الإسلام، لذلك فإن الإسلام شرط مهم لصحة الوضوء، فإذا حدث بالفعل وسب أحد الأفراد الدين فعليه أن يتوب أولًا ثم عليه أن يقوم بالوضوء.
هل يجوز للفرد أن يصلي بعد القيام بسب الدين؟
يبطل سب الدين جميع الأعمال الصالحة للفرد، حيث إن سب الدين حكمه هو الكفر، ومن هنا يتأكد حكم أن سب الدين يبطل الصلاة، ولا تقبل له أي صلاة إلى أن يتوب الفرد عما فعله وقاله.
اقرأ أيضًا: حكم دفع زكاة المال للموظفين ذوي الدخل المحدود
ما هو خطورة السب للدين؟
يدرج سب الدين تحت فعل الكبائر، ويأتي تحت حكم الخروج عن الدين الإسلامي، لذلك وجب على الفرد التوبة عن هذا الفعل إلى الله عز وجل، كما أن الرجل إذا قام بسب الدين فتعد زوجته طالق منه إلى أن يتم الرجوع عن هذا الأمر والتوبة إلى الله تعالى قبل انقضاء أشهر العدة.
إذا تاب الرجل بعد انقضاء أشهر عدة زوجته فهنا عليه الزواج بعقد جديد في هذه الحالة.
حكم من سب الدين ثم صلى من الأحكام الهامة التي يجب على كل مسلم أن يعرف عنها كافة التفاصيل والحالات الواردة، حيث يعد سب الدين أمر مخالف تمامًا للدين الإسلامي.