حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج
ما حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج؟ وما هي أيام التشريق؟ اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة هو آخر أيام التشريق بعده تأتي الأيام البيض ويعود الشخص للصيام، فهل من يصوم الأيام البيض يجوز له صيام أيام التشريق لغير الحاج؟ أيام التشريق هي أيام عيد الأضحى التي تَسبِق يوم النحر، ومن خلال منصة وميض سنجيب في الفقرات التالية على سؤال ما حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج.
حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج
أيام التشريق تبدأ من أول أيام عيد الأضحى المبارك في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة وحتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة وقد تم النهي عن صيامها، ولم يتم ترخيص صيامها إلا للحاج الذي لا يجد الهدي، هذا لما جاء في الحديث الشريف: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ).
بالإضافة إلى الحديث الذي جاء على لسان حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: (لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)، كما جاء حديث آخر على لسان عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال: (هذه الأيام التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بإفطارها وينهى عن صيامُه).
بهذا فإن حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج النهي وهو أمر غير مستحب، فهي أيام تأتي العشر الأوائل من ذي الحجة وهي أيام الصيام فيها محبب وجائز فتأتي هذه الأيام بشارة وفرجًا لأصحاب الهمم الصائمين وهي أيام أكل وشرب وذِكْر كما ذَكَرَ صلى الله عليه وسلم.
أما الحاج يصوم إذا لم يجد ما يهدي به وهذا لما أتى عن البخاري رحمه الله عن عمر وعائشة رضي الله عنهم قائلًا: (لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدى).
اقرأ أيضًا: دعاء نية الصيام شهر رمضان وحكم التلفظ به
ما يقوم به الحجاج في أيام التشريق
بعد أن تعرفنا على حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج فما الأعمال التي يقوم به الحجاج في هذه الأيام؟ أول أيام التشريق هو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك وفي هذا اليوم يعود الحجاج إلى منى ليقوموا برمي الجمرات بعد زوال الشمس، وهي رمية العقبة الصغرى تليها الوسطى ثم الكبرى ويكونون سبع حصيات كُل مرة، ثم يقوم الحجاج بالبيات في منى.
أما في ثاني أيام التشريق وثالث أيام التشريق فيجب على الحجاج رمي الجمرات الثلاث من جديد، وإذا عاد الحاج إلى مكة قبل غروب الشمس سقط عنه رمي حجرات اليوم الثالث وهذا عند الشافعية، وإذا عاد قبل الفجر سقط عنه الأمر عند الحنفية، هذا بالإضافة إلى النفر الأول.
أما إن تأخر الوقت فيبيت الحاج بمنى ويقوم برمي الجمرات من جديد في اليوم الثالث، وفي اليوم الثالث فيقوم الحجاج بالنفر الثاني بعد انتهاء مناسك الحج في منى ويعودون إلى مكة.
أفضل الأعمال في أيام التشريق لغير الحاج
بعد أن تمكنَّا من معرفة أن حم صيام أيام التشريق لغير الحاج لا يجوز وهو من الأعمال المنهي عنها، فما هي أفضل الأعمال في هذه الفترة؟ هناك العديد من الأعمال المُستحبة التي أوصى بها فقهاء الدين والعلماء استنباطًا من القرآن والسنة، ومن هذه الأعمال ما يلي:
- التكبير بشكل مستمر خلال كُل صلاة وذِكر الله كثيرًا.
- الدعاء والتقرُب من الله سبحانه وتعالى.
- إذا لم يقم الشخص بالنحر في أول أيام العيد فمن المُستحب التضحية في أيام التشريق.
- القيام بالعبادات على أكمل وجه في هذه الأيام يجعل الثواب مضاعف.
- بسبب أن أيام التشريق تأتي ضمن أيام عيد الأضحى فمن الأفضل التعطُر ولبس الملابس الجديدة وتهنئة الأصدقاء والأقارب بهذه الأيام وإظهار السعادة والفرح.
- من سنن أول أيام عيد الأضحى ألا يأكُل الفرد من طعام قبل أن يأكُل من الذبيحة.
أما عن صيغة التكبير المُستحبة في هذه الأيام فهي: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بُكرةً وأصيلة، لا إله إلا الله، وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله مُخلصين له الدين ولو كرِه الكافرون، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..)
تكبيرات أيام التشريق
بعد أن وضحنا حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج، وأعمال أيام التشريق المُستحية، نستكمل التكبيرات حيثُ تبدأ تكبيرات عيد الأضحى من أول أيام شهر ذي الحجة، وهذه الأيام من أعظم الأيام والتي يُفضل بها الصيام، وقد عُرف بأن الصحابة كانوا يكبرون في الأسواق في هذه الأيام العشر، أما التكبير في أيام التشريق فيُمكن تصنيفه إلى نوعين هُما:
- تكبير مطلق، وهو التكبير طوال الأيام.
- تكبير مقيد، ويكون بعد الفروض ويبدأ هذا التكبير من يوم عرفة إلى نهاية أيام التشريق.
اقرأ أيضًا: حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام
الصوم المنهي عنه في الإسلام
يمكن إدراج حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج كواحد من الصوم المنهي عنه، والصوم المنهي عنه ينقسم إلى شكلين: صوم منهي عنه على وجه إلزام، صوم منهي عنه بغير وجه إلزام.
أما الصوم المنهي عنه بوجه إلزام فيتمثل في يومي العيد، أما الآخر فيتمثل في الأيام التي لا يُستحب الصوم بها مثل أيام التشريق وإفراد يوم الجمعة وغيرها، وللصوم شروط منها زمن ووقت الصوم ومن الأيام المنهي عن صيامها هي:
- يومي عيد الفطر وعيد الأضحى.
- أيام منى.
- أيام الشك وهي الأيام التي تُسبق شهر رمضان المبارك إلا إذا كان الصوم لقضاء الأيام أو لنذر قد تم نذره.
- الإفراد يوم السبت أو يوم الجمعة.
- صوم يوم عرفة للحاج، أما غير الحاج فهو من الأيام المستحب الصيام بها.
فضائل الصيام على العيد
بعد أن أعلنا حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج، فيمكننا الإشارة إلى أن الصيام هو من أفضل الأعمال التي يسرها الله للمؤمنين ويُمكن أن تظهر فضائل الصيام في حياته الدُنيا ويُساهم في شكل كبير في جعل الإنسان تقي من خلال تجنب المعاصي وعدم الاستسلام إلى الوسوسة الشيطانية وغيرها.
كما أن الصيام يُساهم في تحقيق الدعوة وإجابتها وهذا لِما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصائمُ حتى يُفطِرَ، وإمامٌ عَدْلٌ، ودعوةُ المظلومِ، يرفعُها اللهُ فوقَ الغمامِ، ويفتحُ لها أبوابَ السماواتِ، فيقولُ الربُّ عز وجل: وعِزَّتي لأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حينٍ).
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكلِّ بابٍ من أبوابِ البِرِّ، بابٌ من أبوابِ الجنةِ، وإنَّ بابَ الصيامِ يُدْعَى الرَّيَّانَ) وهذا الحديث يبين فضائل ومقدار الثواب العائد من الصيام سواء صيام الفرض أو صيام التطوع، ومن فضل الصيام على العبد أيضًا ما يلي:
- يبدأ الإنسان بالشعور بالفقراء وتدب في قلبه الرحمة.
- يُعتبر الصيام من العبادات المُهذبة للنفس فالصيام يُساهم بشكل كبير في التعود على جهاد النفس الأمارة بالسوء فمن خلالُه يتم الامتناع عما حلل الله من طعام وشراب وغيرها من المُفطرات، وهذا يساهم في تكوين الشخصية وعدم الانصياع وراء الأهواء.
- يجعل الصيام العبد راغبًا وحريصًا على القيام بعدد كبير من الطاعات وهذا محاولةً في زيادة الثواب والأجر، ومن ضمن هذه العبادات: الصداقات وقراءة القرآن، مقاومة الشهوات وغيرها من الأفعال البسيطة التي ترفع مكانة الفرد.
أما عن فضائل الصيام هو حماية من عذاب الله يوم الحساب، وقد نسب الله تعالى ثواب الصيام إليه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إِلَّا الصِّيَامَ، هو لي وَأَنَا أَجْزِي به فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ)، كما يبعد الله تعالى الصائم عن النار بمقدار سبعين سنة، ومن فضل الصيام على العبد في الآخرة:
- ينالُ الصائم أعلى الدرجات في الجنة.
- يتلقى الصائم فرحتين، واحدة عندما يكسر صيامه ويُفطر والفرحة الأخرى عندما يلتقي ربه.
- كما أن الصائم ينالُ الشفاعة يوم القيامة.
الأيام التي يستحب بها الصيام
الصيام من العبادات التي تُقرب العبد من ربه، فثواب الصيام منسوب إلى الله عز وجل وهو مرحلة عالية من العبودية بين العبد وربه، من الأيام المستحب بها الصيام لِما ورد في السنة واتفق عليها الفقهاء فتتمثل فيما يلي:
- يومي الاثنين والخميس.
- العشر أيام الأولى من شهر ذي الحجة قبيل أيام عيد الأضحى.
- ستة أيام من شهر شوال بعد عيد الفطر.
- يوم عرفة لغير الحاج.
- يُفضل صيام الأيام البيض، وهم أيام الثالث والرابع والخامس عشر من كل شهر هجري.
أما عن صيام العشر أيام الأولى من ذي الحجة فهو يحمل الكثير من الفضائل والأجر العظيم ومن ضمن هذه الفضائل ما يلي:
- يزيد صيام هذه الأيام من تقوى القلب ويُساهم في تقرب العبد من ربه.
- من المُمكن أن يكون صيام هذه الأيام تعويض للتقصير في الفروض المتنوعة.
- يرفع صيام هذه الأيام صاحبه مكانة ويضمن له غفران في الآخرة.
- فضله كفضل الصيام بشكل عام فهو يهذب النفس ويقرب العبد من ربه، ويساهم في قيام العبد بالعديد من الأعمال الصالحة.
اقرأ أيضًا: حكم سماع الأغاني في رمضان
أركان الصوم
خلال المعرفة بحكم صيام أيام التشريق لغير الحاج، قد يتجاهل البعض عن أركان الصوم وشروطها، وتتمثل الأركان في الامتناع عن الطعام أو الشراب والمفطرات الأخرى من طلوع للفجر حتى غياب الشمس، ومن أهم أركان الصيام هي النية ولا يُمكن أن يصح الصيام بدونها، أما عن شروط الصوم فتتمثل فيما يلي:
- البلوغ
- العقل، فلا يفرض الصيام إلا على المسلم العاقل المميز.
- الإسلام.
- المريض الغير قادر على أداء الفريضة، فالمريض والمسافر يمكن لهم عدم الصيام.
- الحائض والنفاس لا يجوز لهم الصيام، أما عن فرض الصيام في شهر رمضان فهي تقضيه بعد انتهائه شرط ألا يأتي عليها رمضان مرة أخرى دون قضاء.
- لا يصح الصوم إلا بوجود النية.
صيام أيام التشريق من الأمور التي يرغب الكثيرين في حكمها لما في الصيام من فضل يعود على العبد في الدنيا والآخرة، ومع هذا تتواجد الكثير من الأعمال الأخرى التي يُمكن أن يقوم بها العبد ترفعه إلى أعالي الجنان خلال هذه الأيام.